أنا أتهم: المالكي طائفي مهووس ومناهض لوحدة الشعب بالعراق!

كاظم حبيب

نحن أمام شخص طائفي مهووس بامتياز، مقيت وفاسد في آن واحد، نحن أمام شخص مناهض لوحدة الشعب ومفرق للصفوف، نحن أمام شخص أصبح عالة على الشعب ومدمر لوحدته ووحدة الوطن، فهل سيدرك الشيعة قبل السنة والعرب قبل الكرد، هل سيدرك الشعب كله، مسؤولية هذا الطائفي النزق، والمصاب بجنون العظمة والنرجسية والسادية في آن واحد، ومن معه ومن طينته، بكل ما حصل وحل بالعراق.
كان على الشعب أن يدرك مخاطر وجود مثل هذه الشخصية المدمرة على رأس الحكم بالعراق بعد أن بدأ بممارسة التشديد في الصراع الداخلي، سواء أكان ضد السنة العرب أم الكُرد ومحاولة تهميشهما في الحكومة الاتحادية والهيمنة على الوزارات السيادية والهيئات المستقلة وتشويه الدستور العراقي وتزوير الانتخابات وممارسة الفردية المطلقة في الحكم وتكريس هيمنته على السلطتين التنفيذية والقضائية وتعطيل نشاط السلطة التشريعية.
لقد كان على العراقيين والعراقيات أن يدركوا طبيعة هذه الشخصية المريضة من سياساته وسلوكياته الاستبدادية الجامحة والمدمرة لوحدة العراق ورفضه لمبدأ التداول السلمي والديمقراطي للسلطة حين عبر عن ذلك وقال في خطبة له بعد أن "هوس" أحد الأعراب يطلب منه أن لا يعطي الحكم لغيره ولغير الشيعة" ليش هو يگدر واحد ياخذه حتى ننطيه بعد!"
راجع: ).
وكان على المجتمع العراقي أن يدرك بأن هذا الشخصية النرجسية لا تختلف كثيراً عن شخصية وطبيعة الدكتاتور صدام حسين حين قال بعد أن وصل إلى السلطة "جئنا لنبقى!". ثم كانت خطبة المالكي الوقحة بكربلاء حين قال " المعركة لا زالت مستمرة بين أنصار الحسين و أنصار يزيد !".
(راجع: )
وبالأمس، يوم السبت المصادف 13/6/2015)، خطب نوري المالكي مجدداً في مدينة الهندية (الطويريج) مسقط رأسه، هذا الرأس المعبأ بالطائفية السياسية النتنة مؤكداً ما يلي: إن "ما حصل في العراق ثورة طائفية لسنة ضد شيعة".، كما اتهم الجميع دون استثناء مشاركتهم في التآمر ضد حكومته والدستور، وبرأ نفسه من كل الاتهامات الموجهة له!
أراد نوري المالكي، كما كان سلوكه دائماً، بهذه الخطبة الجديدة، تشديد الاصطفاف بين أبناء وبنات الشعب العراقي من أتباع المذهبين السني والشيعي والاستقطاب الطائفي وشاملاً الكرد، الذين يعتبرون من السنة، ولأول مرة بهذه التهمة المقيتة. (راجع في هذا الصدد، المدى برس www.almadapress.com ومواقع كثيرة: منها عالم واحد والبينة وموقع الحزب الشيوعي العراقي www.iraqicp.com/.../29456-2015-06-13-11-45-14).

إن مثل هذا التحريض ضد السنة يراد منه دفع السنة للوقوع في أحضان داعش ليبرر ما يمارس ضد المواطنات والمواطنين من السنة بعد تحرير مناطق عراقية من أيدي عصابات داعش الإجرامية، كما حصل في صلاح الدين، وما يمكن أن يحصل في مناطق أخرى من المنطقة الغربية. إنها جريمة مفضوحة لتعبئة الحشد الشعبي ضد السنة وبوضوح كبير وصارخ.
إن هذا السلوك العدواني من جانب المالكي لا يتناسب بأي حال مع وجوده في موقع نائب رئيس الجمهورية وسكوت رئيس الجمهورية عليه مخل بالتزامات رئيس الجمهورية في حماية وحدة الشعب العراقي. إن ما صرح به بعض قياديي المجلس الإسلامي الأعلى وكتلة الأحرار ضد تصريحات المالكي وإبراز دوره في ما حصل بالموصل وما لحق بالعراق من عواقب وخيمة لسياساته مهم ويطرح لأول مرة وبهذه الصورة ولكنه غير كافٍ، إذ لا بد من سحب الثقة منه والمطالبة بتقديمه للعدالة، للقضاء العراقي، لينال جزاء سعيه الدؤوب لتمزيق وحدة الشعب العراقي وفي هذه المرحلة الجديدة أيضاً.

وفي الوقت الذي يؤكد الكثير من القوى والشخصيات العراقية النزيهة ويشيرون إلى إن الوضع الراهن بالعراق يتطلب تحقيق وحدة الموقف إزاء داعش وجرائمها بالعراق وطردها قبل أن يستفحل أمرها وتتسع على أرض العراق، يبذل نوري المالكي في الوقت ذاته المستحيل من أجل تشديد الصراع السني الشيعي والعربي الكردي، وهي خدمة مجانية تقدم لمجرمي داعش وأعوانهم بالعراق وبالخارج. إنها سياسة بشعة يمارسها نوري المالكي لا يجوز مرورها دون عقاب. والسؤال هو: هل سيرتقي السياسيون بالعراق إلى مستوى المسؤولية لمحاسبة هذا الرجل الانتقامي الذي يسعى إلى تمزيق العراق؟ هل سيكون الشعب بمستوى المسؤولية ويطالب بمحاسبة هذا المهووس بالطائفية والناكر لهوية المواطنة العراقية؟ أؤكد مرة أخرى بأن الشعب العراق يمهل ولكن لن يهمل أعداء الشعب ومفرقي صفوفه وناكري نعمته!

ومن موقعي كمواطن عراقي أوجه اتهاماً واضحاً وصريحاً ضد نوري المالكي نتيجة سياساته التدميرية التي مارسها أثناء وجوده على رأس السلطة ببغداد، وضد سياساته أثناء توليه موقع نائب رئيس الجمهورية حتى الوقت الحاضر. وأطالب بتقديمه للمحاكمة لنتبين مدى مسؤوليته عن كل ما حصل ويحصل بالعراق حتى الآن ومن كان مسؤولاً معه عن كل ذلك!

عن موقع الحوار المتمدن