يافطات قتلى "المليشيات" تملأ شوارع بغداد وتكشف هول الخسائر


بينما تتكتم الحكومة العراقية والإعلام المحلي على الخسائر البشرية في صفوف قوات الحشد الشعبي (قوات تأسست بأمر من المرجعية الدينية الشيعية) في المناطق التي تشهد قتالاً بين الحشد وتنظيم "الدولة"، إلا أن صور ولافتات النعي، التي تملأ شوارع بغداد كشفت حجم الخسائر التي تكبدتها هذه القوات على يد عناصر التنظيم.

وما إن تقترب شيئاً فشيئاً من مناطق في بغداد عرفت بأنها ذات غالبية سكانية من "الشيعة" حتى يخيل إليك وكأن البلد مقبل على انتخابات تشريعية؛ لما تراه من كثرة "اليافطات" التي تحمل عبارات نعي وصور قتلى المليشيات، التي ملأت شوارع تلك المناطق، وبدأت تنتشر فيها منذ يونيو/ حزيران الماضي، الذي شهد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل.

وبرغم التعتيم الإعلامي حول أعداد قتلى المليشيات الذين سقطوا خلال الشهرين الماضيين، في مدن بيجي بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق والفلوجة والكرمة ومدن أخرى من محافظة الأنبار، إلا أن أعداد القتلى الذين يسقطون يومياً من جراء المعارك في صلاح الدين والأنبار يتجاوز عددهم الـ 40 قتيلاً يومياً، حسب ما أكده مصدر يعمل في دائرة الطب العدلي بمدينة الكاظمية شمال بغداد لـ"الخليج أونلاين".

وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن اسمه إن دائرة الطب العدلي في مدينة الكاظمية، باعتبارها المركز الرئيسي لمناطق شمال بغداد، تتسلم وبشكل يومي منذ انطلاق العملية العسكرية لاستعادة مدينة بيجي ما يقارب 20 - 30 جثة تقريباً، جلها لمقاتلين سقطوا في معارك بيجي.

وأضاف أن أغلب الجثث تأتي عبارة عن أشلاء ممزقة، من المتوقع أن تكون تعرضت لانفجار عبوة ناسفة أو انفجار سيارة مفخخة، مشيراً إلى أن بعض القتلى يسلموا إلى ذويهم في أوقات متأخرة من الليل وبعيداً عن الأنظار، ويقوم الأهالي بدفن قتلاهم مباشرة من دون المرور إلى دائرة الطب العدلي بعد تسلم الجثث عن طريق الجيش.

ولفت إلى أن طوابير السيارات التي تحمل التوابيت، وسط صراخ وعويل النساء أصبح مشهداً اعتاده سكان منطقة الكاظمية، خاصة المناطقة القريبة من دائرة الطب العدلي.

من جهته قال الخطاط "أبو إحسان" هكذا فضل أن نلقبه في حديث لمراسل الـ"الخليج أونلاين": إن "عملي انتعش كثيراً بعد سقوط مدينة الموصل بيد عناصر تنظيم داعش وما أعقبها من معارك، شهدت ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المليشيات التي تشارك في تلك المعارك".

وأضاف: " قبل أحداث الموصل كنت أحياناً لا أتلقى أي طلبات في اليوم لخط يافطات تعازي الموتى، وهذا عملي الأساسي، أما اليوم وفي ظل ارتفاع أعداد قتلى المليشيات أعمل أحياناً لأكثر من 15 ساعة في اليوم أحياناً أخط خلالها نحو 20 إلى 50 يافطة".

وتابع: نظراً للإقبال الواسع من قبل ذوي القتلى من الحشد الشعبي، على عمل صور ضوئية لأبنائهم القتلى لوضعها في إحدى ساحات العاصمة بغداد، ويتراوح سعر الصورة الواحدة بين 100- 200 دولار، فقد أضفت إلى عملي عملاً آخر هو طباعة الصور، مشيراً إلى أن أكثر الطلب على يافطات وصور لقتلى قضوا في بيجي والفلوجة والكرمة.

ومن جانبه قال العقيد في الجيش العراقي السابق، غازي الخليفاوي، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "الإعلام المحلي لا يتحدث عن الأعداد الكبيرة من قتلى الحشد الشعبي الذين يسقطون شهرياً، خاصة في مناطق بيجي والفلوجة، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية تحاول إخفاء الحقائق؛ كي لا تؤثر على معنويات زملائهم والشعب العراقي".

وأضاف: "الحكومة والمليشيات مهما حاولت إخفاء الحقيقة عن الشعب العراقي، فإن العراقيون ومن خلال الصور التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الساحات العامة والشوارع يمكنهم معرفة حجم الخسائر البشرية التي يتعرض لها أبناء الشعب العراقي؛ نتيجة لغياب الخطط العسكرية، وزج أطفال ومراهقين في حرب ضروس"، على حد وصفه.

http://alkhaleejonline.net/#!/articl...?-???-???????/