بحثْتُ حتى أعياني التعب عن " صرمة" جديدةٍ ،قويةٍ ،ورقيقة وذات مظهرٍ جميلٍ
أتمكنُ من السير عليها مسافات طويلة دون تعثر أو وجع.
خاصةً وأن قبقابي أصبحَ ضيق ا ومؤلمًا؛ففي ذات يومٍ تسبب في تعثري وسقوطي
على ركبتيّ!
ومكثت أيامًا طويلة لا أستطيع السير على قدمي بسبب هذا القبقاب!
وأخيرًا وجدتُ " صرمة" تنطبق عليها بعضا من المزايا التي أريد.
وغضضتُ الطرف عن بعض مثالبها؛واشتريتها بثمنٍ نفيسٍ ليستْ جديرة به،
مقارنةً بكثيرٍ من بنات جنسها الأجود منها تكلفةً وصناعةً.
لم أنتظرْ عودتي للبيت.قمْتُ بخلع قبقابي وهممتُ برميه بعيدًا عني
ولكنني أحجمتُ عن هذا التصرف غير اللائق أمام النّاس،
ووضعته في صندوق " الصرمة" كي أتخلص منه لاحقا.
وانتعلت "صرمتي" الجديدة وسرتُ بها فرحا إلى منزلنا ..
عند دخولي للمنزل تذكرتُ شأن القبقاب ولكن الكسل الذي أتصف به
غرر بي وأَجَّلَ تخلصي من القبقاب اللعين.
أخرجته من الصندوق كي أُخْرِجَ كيس الحبيبات وأضعها في خزانة الأحذية.
قاطعني نداء أمي .. فتركتُ كل شيء وتوجهتُ إليها مخلِّفةً قبقابي وصرمتي والصندوق وكيس الحبيبات.
مضى الوقت سريعًا ونُسِّيتُ أمر القبقاب وكيس الحبيبات وترتيب خزانة الأحذية.
في اليوم التالي أثناء استعدادي للخروج تنبهتُ للأمر فانتعلتُ صرمتي الجديدة وأفرغتُ كيس الحبيبات
ووضعْتُ القبقاب داخل الصندوق كي أتخلص منه ..
ماهي إلا مسافة يسيرة قطعتها ..وتعثرت بسبب انقطاع مقدمة صرمتي وسقطتُ جاثية على ركبتيّ
مما تسبب لي بخدشٍ موجعٍ أليمٍ.
تحاملتُ رغم الوجع ووقفتُ أبحثُ عن صرمتي وصندوق القبقاب فوجدتهما يقفان جنبا إلى جنب.
صار القبقاب والصرمة أصحاب!