العصفورة في القفص
د.أيمن أحمد رؤوف القادري
كانَتِ الهِرّةُ تَمشي في الـمَساءْ= تُقْلِقُ الـنَّاسَ بأصواتِ الـمُواءْ
دَبَّ فيها الْـجُوعُ حتَّى أصْبَحَتْ= تَتَلَوَّى ألَمًا دُونَ شِفاءْ
فَجْأَةً، لاحَتْ لَـها عُصْفورةٌ= سُجِنَتْ في قَفَصٍ... يا لَلرَّجاءْ!
رَكَضَتْ مُسْرِعَةً ضاحِكَةً= تَعِدُ الْبَطْنَ بِلَحْمٍ لِلْعَشاءْ
ها هِيَ الآنَ على مَقرُبَةٍ= تَشْتَهي أَنْيَابُها طِيبَ اللِّقاءْ
رَأَتِ العُصْفورةُ الْـمَوتَ أتى،= ثُمَّ دَبَّ الذُّعْرُ فِيها حَيثُ شاءْ
نَفَضَتْ رِيشَ الجَناحَينِ سُدًى= تَنْقر القُضْبانَ نَقْرَ الضُّعَفاءْ
ظَنَّتِ الـهِرَّةُ هذا نَصْرَها= فأَعَدَّتْ قَفْزَةً نَـحْوَ العَلاءْ
حاوَلَتْ بالــنَّابِ والْــمِخْلَبِ أنْ= تُدْرِكَ الـصَّيْدَ، ببَأْسٍ ودَهاءْ
إنَّــما القُضْبانُ كانَتْ صُلْبَةً،= خَلْفَها واسِعُ سِجْنٍ كالفَضاءْ
قالَتِ الهِرَّةُ: يا عُصْفُورَتي،= قَفَصٌ أنْجاكِ، أعْطَاكِ البَقاءْ!
فأَجَابَتْ: رُبَّـــما، يا هِرَّتي= غَيْرَ أنَّ العَيْشَ تَــحْليقُ السَّماءْ
قَفَصي في كُلِّ يَومٍ قاتِلي...= أيَكونُ الْيَومَ مِنْ حُسْنِ الهَناءْ؟؟