صبحٌ في غسق!
بغَزلِكِ..
أنسجُ الأحلامَ بينَ شغافِ قلبي..
كي أقاومَ عضَّ أنيابِ العواصمِ والموانئِ..
والحدودُ بنتْ لنا القلَقا

ترينَ هناكَ أفئدةً تغيبُ عن الحياةِ..
وتملأُ الأثوابَ صمتاً..
تَشتكي شوكَ الوَلاءِ..
ولم تنلْ بخُنوعِها رَمقا

سأنحتُ من أنينِ الأمّهاتِ حروفَ أشعاري
وأقذفُها خناجرَ في عيونِ المارقينَ من البلادِ..
وأنزعُ الأشجانَ عن عينيكِ والرّهَقا

ألستِ الأمَّ حينَ ترى رياحَ الليلِ تحضنُ فرخَها..
والبردُ يأتي ناعقاً متحفّزاً للنهشِ..
والعثراتُ تنمو في النفوسِ..
وصوتُنا انخنقَا!!

أوا أمّاهُ..
إنَّ عظامَنا فُرشتْ لهم..
وهُنا السّفائنُ أشرعتْ في بحرِنا..
و قسَتْ، فلم ترَ أرضُنا الأفقا

لدفئِكِ أغرفُ الجمراتِ في حجري.
وأشعلُ جذوةَ التاريخِ..
أماهُ
فإنَّ الشامَ تشكو الأخَّ والفِرَقا

صديقُ الأمسِ يخذلُنا بلا خجلٍ
بكلِّ خبيثةٍ..
نصبَ الفخاخَ على شفاهِ الحاجةِ الهوجاءِ..
وانتعلَ البلادَ وأوعرَ الخُلُقا

تناسيتُ الهمومَ لتهطلَ الغيماتُ في حرثي
فتلكَ قصيدَتي غرزٌ
بلا قطرٍ يبلُّ البيتَ والحَدَقا

سأملأُ من عيونِ القهرِ أوردتي
وأسجرُها براكيناً على جغرافِيا الخذلانِ..
فالشّكوى رصفناها لنا طُرُقا

فكيفَ تسيرُ أشرعتي
وبحرُكِ جاشَ بالبارود والتهَبا
وكلُّ دسيسةٍ في الأرضِ قد حطّتْ مراسيها
لتُلبسَ صبحَنا غسقا

ترينَ كريهةَ الدّنيا
يسيلُ على رحاها حلمُ ناظرهِ
فما رقّتْ لنا نَجوى
وعينُ بلادِنا نزَّتْ دماً غَدَقا

ولا تتعجَبي..
إنْ كانَ لابنِكِ قلبُ مُثكَلةٍ
يخالُ الظّلَّ ذئباً يخطفُ الكبدا
يخافُ زفيرَهُ أن يلمسَ العُنقا

ألا هُبّي
أعيدي للنّخيلِ بشاشةَ القِنوانِ..
يا أمّاهُ إنّ الأرضَ قدْ مُلئتْ بدمعِ التينِ..
والزيتونُ أضحى للبُكا وَدَقا

مفاعلتن