اللغة العربية المتهمة.
حسين فيلالي
خضعت المدرسة الجزائرية الحديثة لاختبار مناهج عديدة تعليمية، وتربوية مستوردة من بيئات ثقافية واجتماعية تختلف عن البيئة الجزائرية. هذه التجارب لم تستطع أن تحقق الأهداف المرجوة لسبب بسيط: هو أن المناهج المستوردة فصلت عن البيئة المراد استنباتها فيها.والغريب أن اللغة الوطنية كانت و ما تزال – عند البعض- المتهم الأساس في هذا الإخفاق. أذكر أننا درسنا في المدرسة الكلاسيكية في سنوات الستينيات والسبعينات باللغة العربية ولم يشتك أحد منا عربا، وبربرا من اللغة العربية أو اعتبرها عائق في طريق تحقيق نجاحات علمية.أذكر، ويذكر من درس معي- وهم ما يزالون على قيد الحياة- أن بعض الزملاء ذهبوا إلى أمريكا، وفرنسا،وبلدان أخرى وتفوقوا واستطاعوا أن يستوعبوا اللغات الأجنبية بعد أن تفوقوا في اللغة الأم. أذكر وأنا شاهد على تعريب الإدارة الجزائرية أن اللغة العربية لم تكن في يوم من الأيام عائق في تقدم الإدارة العمومية،وأذكر أيضا أن الإدارة حين تراجعت عن تعريب الإدارة وعادت إلى اللغة الفرنسية لم تتطور وبقيت متخلفة بيروقراطية.
أما المطالبة بالتدريس بالدارجة في الابتدائي- إن صح هذا المطلب كما قرانا في الإعلام- بحجة كثرة اللهجات فهذا لا يقول به إلا من هو خارج قطاع التعليم ذلك أن الطفل في الابتدائي إذا رسخنا في ذهنه التعبير الدارج فإنه يصبح من الصعب التخلص منه ولو جئنا بكل أخصائي العالم.
نحن ننتظر من هؤلاء الذين جاؤوا بهذه الفكرة أن يعطونا نماذج تطبيقية من المدرسة اليابانية أو الأمريكية أو الفرنسية حتى لا تصبح منظومتنا التربوية حقل تجارب لكل فاشل عاجز عن إيجاد الأسباب الحقيقية لتخلف التعليم في بلادنا.