مكتب التحقيقات الفيدرالية يجرم الأسد أخيراً والصور "حقيقية تماما"

أورينت نت - متابعات

أثبتت نتائج تحليل أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية صحة الصور المسربة من فروع المخابرات لنظام الأسد والتي تصوّر معتقلين سياسيين سوريين استشهدوا تحت التعذيب.

وأظهرت التحقيقات التي استمرت على مدار سنة كاملة أن الصور حقيقية وتقدم دليلاً قوياً جديداً على ارتكاب نظام الأسد لجرائم حرب وضد الإنسانية وقيامه بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

وأظهرت نتائج تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالية الذي أجراه بناء على طلب من وزارة الخارجية، أنه لا يوجد أي دليل على التلاعب بالصور المهربة خارج سورية بواسطة المنشق "قيصر" منذ سنتين، وأنها تُظهر أشخاصاً وأحداثاً حقيقية.

وكان منظمات إنسانية وحقوقية أكّدت أنّ نظام الأسد ارتكب كل الجرائم الإرهابية الممكنة من قتل للشعب السوري باستخدام كافة الأسلحة، وباستخدام التعذيب في أقبية سجونه، والذي مارسه على المعتقلين الذين طالبوا بالحرية، وتقرير الشاهد قيصر الذي وثق صور 11 ألف معتقل قضوا في السجون خير دليل على أن نظام الأسد هو الإرهابي الأول".

بدوره طالب الائتلاف السوري المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بـ "وضع حدّ لجرائم الأسد التي ترتكبها مرتزقته بحق المعتقلين السوريين"، وأضاف الائتلاف: "إنّ عدم اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة في محاسبة الأسد وأجهزته الأمنية، هو مشاركة في الجريمة وعمل غير مقبول واستخفاف بحياة الشعوب".

تقارير سابقة تؤكد مصداقية صور "قيصر"
ولتحديد مدى مصداقية الصور التي التقطها «قيصر»، وإسباغ الشرعية عليها، استعانت الشركة بثلاثة مدعين سابقين اشتهروا بتحقيقهم في جرائم الحرب وإشرافهم على فريق يملك خبرة واسعة في عمليات التحقيق.
وخلص التقرير أن لجوء النظام لتصوير 11 ألفاً تقريباً من الأشخاص الذين قضوا في سجونه يدل بوضوح أن عمليات القتل «كانت تتم بصورة ممنهجة وربما بأوامر من الأعلى»، وأشار معدو التقرير أيضاً إلى أن الصور قد تدعم قضية جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب أمام محكمة الجنايات الدولية. وذلك حسبما ذكرت أستاذة القانون في جامعة بيبردين في لندن كولين جرافي، في مقال لها نشر بجريدة الاتحاد الإماراتية.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد طالبت النظام السوري بالسماح لمراقبين دوليين مستقلين ولجنة تقصي الحقائق في سوريا بزيارة جميع مراكز الاحتجاز، وذلك بعد أن قدم محتجزون سابقون في سوريا رواياتٍ وصفتها المنظمة بالمروّعة تؤكد رواية "قيصر" عن حصول عمليات قتل جماعي في حق محتجزين.

وقالت المنظمة إن روايات الشهود المتعلقة بخسارة الوزن تتطابق مع الصور التي التقطها قيصر، فالجثث المصورة بدت هزيلة جداً، واتسمت ببروز الضلوع وعظام الورك ووجود تجويفات على مستوى الوجه.

وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية قد نشرت مضمون تقرير أمريكي في بداية 2014، يتحدّث عن مجزرة متواصلة ينفذها نظام بشار الأسد ضد المعتقلين السوريين، طاولت 11 ألفاً تمت تصفيتهم عبر تجويعهم وتعذيبهم حتى الموت. وفحص فريق التقرير آنذاك أكثر من 55 ألف صورة، وأعد ثلاثة من كبار القضاة الدوليين التقرير المؤلف من 31 صفحة بعد دراسات آلاف الوثائق والصور التي جمعت في سوريا بين آذار 2011 وآب 2013، وأكدوا أن هذه الفظائع تمثل جرائم حرب يجب إحالتها الى المحكمة الجنائية الدولية.
ويؤكد التقرير أن المحققين قيّموا الادلة المقدمة بدقة متناهية وبحذر شديد، واستعانوا بخبراء الطب الشرعي والتشريح ليتأكدوا من صدقية الصور المقدمة، حيث صنفت الصور في ثلاث فئات الأولى تبدو فيها الإصابات الجسدية شديدة الوضوح، والثانية الكدمات والإصابات فيها مبهمة، والثالثة لا علامات واضحة فيها، وبالطبع ستستخدم صور الفئة الأولى كأدلة قاطعة تجرم النظام أمام المحاكم الدولية.