يحدوك شوق لا يحد مداه
والقلب باركت الهوى يمناه

رحلت بكل الأيام رحلة عاشق
في قلبه شغف بمن يهواه

وركبت من خيل الحنين أعزها
ظهرا فاخرت الزمان خطاه

وعلى جبين الفجر نقش كلما
تهنا تراءى للعيون سناه

أبديت مااخفيت حين رأيته
كم عاشق أبدى الذي أخفاه

بشرى من الدين الحنيف تدفقت
نورا على كل الوجوه تراه

وجرى على البطحاء نهر محبة
تتعانق الأحلام في مجراه

وتصب في بحر الحياة فروعه
فيصير أملح مائه احلاه

صرح من الأمجاد لم تعصف به
ريح الفناء ولا الزمان محاه

في وجه مكة منه اجمل لوحة
وعلى جبين الاخشبين رؤاه

ارأيت مكة حين خاطت ثوبها
من نوره وتلفعت بهداه

وتبرجت ساحاتها وغدا لها
قلب يتوق وأعين وشفاه

وتألقت في كل ثغر بسمة
واستجمع الأمل الجريح قواه


ياأرض مكة والزمان كأنه
طفل تغنى بالمنى شفتاه

يرنو اليك بمقلة لو أنها
نطقت لقالت فوق ماقلناه

ما زلت أسمع فيك صرخة ياسر
يدعو ورحمة ربه تغشاه

مازلت ألمح فيك وجه سمية
وأرى بلالا داعيا مولاه

((أحد )) فتنتفض البقاع وتنتشي
والفجر تهمي بالندى عيناه

وعلى شفاه المشركين تساؤل
مر تنوء بثقله الافواه

هذا اليتيم محمدٌ غرس التقى
حتى نما في أرضكم فجناه

يامكة الخير العميم هنا صفا
وجه الزمان وعاودته مناه

وقصائدي نشوى كأن حروفها
غيد عرفن من الهوى فحواه

والشوق يسري في عروق قصائدي
لحنا فيا طوبى لمن غناه

أحببت مكة حب من في قلبه
روض تعهده الحيا ورعاه

أو لم تكن فيها ولادة أحمد
نبعا فكم من ظاميء أرواه؟

أو لم يذق فيها حراء حلاوة
للوحي ينزل مثمرا أعلاه؟

أو لم تنل بطحاؤها مالم تنل
أرض ومالم تلتفت لسواه؟

نور تدفق في حنايا نفسها
فقضى على ليل الأسى وطواه

يا أرض مكة فوق ثغرك بسمة
نشوى وفي عينيك ماأهواه

أو ماترين الناس كيف تدابروا
في عصرنا وعن الحقيقة تاهوا؟

يسعون في طلب الحياة كأنما
امنوا الزمان وابصروا عقباه

قولي لمن يحيا على أوهامه
لا يعلم الأسرار إلا الله

يا أرض مكة في رحابك راحة
تمحو عن القلب الحزين أساه

شوق تضج به مواطن لهفتي
يارب بلغ من يحب مناه