أيّتها النّفوس التي خُطَّت على البردي نبوءة ميلاد جديد ..... و دُوّنت في لفائف هيرودوت نزالا بين إشراق و أفول ... تطايري كذرّات المسك هنا و هناك و تبعثري لآلئ و مرجان في سطور اللّيل و النّهار ، تمايلي مع أنسام الفجر ملاءة نور و سنابل حزيران ، و تسربّي مع أنهار الشّمس دفقة حبّ ، و توضّئي من عيون السّلام و صلّي في محراب السّلام للسّلام ...
أيّتها النّفوس حبيبة الحقّ و الجمال ... لا تغمضي العيون لنوازل الدّهر فالإغفاء شبيه الموت ، و الموت ما بعده عوْد ... لا تنهمري طوفان دموع ... فالبكاء يورث العجز و يمسح الحُسن رغم أنّ بعضا منه يفرغ الآلام ... لا تجالسي العتاب طويلا و لا تنصتي لنداءات البؤس و الشّجن ... لا ترسمي نارا بوهج النّور فشتّان بين تلك و ذاك ... و إن بكيت الأطلال يوما فليكن أنّة حنين في ذرّة زمن ... ثم عودي إلى الحياة تَأتيكِ الحياة ...