يفْحَصُ العِنَبُ

مهما ابتعدنا فإنّ النصرَ يقتربُ ..... وليس ينقذنا في ركضنا الهربُ
نفرّ منه ولكن سوف يدركنا..... فليس يدركه في ركضه تعبُ
كأنّ قوميَ قد أصغوا وقد وقفوا ....وصالحوا النصرَ، شكرا أيها العربُ
ساروا وسارَ كريما في معيّتهم .... إلى معارجَ كلّت دونها الشّهبُ
وزغردت لجيوش المجد قرطُبَةٌ .....وراح يرقص في أفراحه النقبُ
أخوّةٌ وسلامٌ في ربوعهم .... ألحقد عنهم تناءى مثلما الرّهَبُ
لا يُرهِبون سوى الأعداء، تغمرني .... سعادةٌ، وغدا ينتابني الطّربُ
ورحت أرقصُ، في رقصي يشاركني .....تاريخُنا، فارقت أيامَهُ النّوبُ
فحوقل القومُ قالوا: " جنّ صاحبنا " .....فأدركوه فقد أودى به العطبُ
وراح يسأل ملحاحًا طبيبهم ..... ماذا أكلتَ ؟ ولا يجدي هنا الكذِبُ
أجبتُ، قال: أما في الأكل من عنبٍ ؟....قلتُ القليلُ . فأمضى" يُفحَصُ العِنَبُ"