تعثّرتُ ذات مساء بأمنيات سقطت من شرفات قلبي ... كان ينشرها للشّمس عساها تراها ... فسقطت .. سقطتُ على بلاط غريب لم أعهده و لم يسبق أن رأيته و لا لمسته ... وقفت نفظت ثيابي فتناثرت أمنياتي المنكسرة و تلاشت آخر خطوطها في رواق غبار رسمته نظرات الشّمس المتسلّلة من ثقوب المساء ... جلست إلى الجدار أراقب ... مكاني هل سيغيّر مكاني ... تعبتُ من الرّحيل تعبت من المغادرة ... سئمت قصص الوداع و الهجر ... أريد أن أستقرّ و إن هناك بين العتمة و النّور ... لكن أتعلمون ...؟ أردت دائما أن أغرس قلبي في قافية الشّتاء الأبيض و الرّمادي و أن ألامس سجاجيد الرّبيع و أن أنثال نسمة فجر على خدود الثَّميل ... و أن أكتب على أوراق الخريف المهاجرة في أكوانها الصّفراء ... آه... لو تتراجع السّنين قليلا ... فقط قليلا ... لأُعيد صباحاتي إلى عيون الرّوح فلا أودعها رفوف الزّمن المغادر ... آه لو خاطت كلماتي لبعض الذين كنت معهم مقاعد لقاء أبديّ لا يقطعه سنّ وداع ... لكن و إن راحت رائحة العطر من يدي فلازال قلمي معي ... لازالت سطور ذكرياتي تأتيني من حين لحين ... لازالت مي زيادة تؤنسني و السّحاب الأحمر يُبكيني مازالت غادة السّمان تنتابني و مازال ناسك الشّخروب يأتيني ... لن أعيش في جلباب اليأس ما دامت بيادر الشّجن تهدهد أشياء بداخلي و ما دامت أرقام هي شيفرة الحياة تحطّ في ساحات بصري ... أترون ما أرى ...؟
كلّ آلامي الماضية و الآتية ... فانية ... في صفحة كتاب و على وجه دفتر ...؟ أنا كلّي عالم افتراضي جميل بقدر البهاء و السّحر ... حتى مع هبوب الغضب و أعاصير التّعب و ضحكاتٍ من شغب ... أيّها الكتاب آتية إليك منسكبة عليك في ظلّ شمعة و تحت سراج القمر ... في بوح الفجر و فساتين الشّمس ... في ظلّ شجيرة التّوت و عند سفح جبل أو سَعَة بيدر ... فخذني حضورا لا يأفل في حروبك و سلامك ... في عقائدك و أفكارك ... نثرك و اشعارك ... حلِّكَ و أسفارك ... خذني معك قلبا أبيض يحبّك يا قلبا من جفون الورد ... أحبّك كتابي بل أكثر ...