مسارات في كتابات فاتي الجزائريّة

بقلم:حسين أحمد سليم

تُخيّم على حين ومضة من حركة هدأة السّكون, و تنفلت قدرًا من قيود المكان, تتحدّى حركة فعل الحركة في مسارات الزّمان, فتولد من قلب المدى اللامحدود و اللامتناهي، لحظة الخلق و الإبداع و الإبتكار...
تتماهى قدرًا في تلك الفضاءات الممتدّة, الموغلة في بعد الإتّساع, و هناك, على ذمّة القدر, تبتدئ اللحظة اللامحدودة, التي تحمل السّرّ الدّفين, في حلقة سمة الإستمرار في كنه إنتعاش الحياة...
من ذلك المغمور, تنطلق الخيوط الفضّيّة, بالإهتزازات الأثيريّة, لتتوالد الأحاسيس, و تتكاثر المشاعر, و تقترن ببعضها, فعل مودة و رحمة, فتنهمر من السّحب الفكريّة اللامتناهية, معالم جرأة البوح, إنهمار المطر فوق الأرض العطشى... فعل قداسة في الحب و حركة طهارة في العشق عند الكاتبة الجزائريّة الموسومة قدرًا آخر " فاتي"...
الكتابة الصّادقة كما قداسة الحب و طهارة العشق… سِرّ من أسرار الله تعالى, أودعهما في قلوب النّاس, من ذكر و أنثى, أكبر من أن يعرّفا بحروف أو كلمات أو أقوال أو قصائد أو خواطر, و أوسع من أن يحدّا بكتاب, أو موسوعة... أو حتى بترجمة مادّيّة, أو يحصرا بمشاعر رقيقة... و نبقى عاجزين عن أيفاء الحب بنبضه العارم, و الإخلاص لنبضات القلوب العاشقة, و الدّخول إلى حنايا القلوب, و الإبحار في شفافيّة الرّوح, و التّحليق في طور الحب و عالم العشق و سحرهما اللانهائي, خارج حدود الزّمان, و أبعد من محدوديّة المكان, و من الصّعب إعطاؤهما حقّهما من الجمال, و العذوبة, و التّسامي, و اللوعة, و الحق, الخلق و الجنون... لأنّهما هما حركات أفعال الإبداع و الخلق و الجنون و الكتابة و التّجلّي الأشفّ عند الكاتبة التي تتماهى قدرًا محتومًا بإسم " فاتي "...
من هنا، من هذا المنطلق الرّوحي، الإنساني، ينهمر الإبداع, و بإنهماره تتجلّى لوحة الفنّ الآخر في كتابات الكاتبة " فاتي "واضحة المعالم, ترسم الوجه الآخر, في حروفيات كتابيّة, كما اللوحة الفنّيّة التّشكيليّة, قطعة موسومة في نقاط و خطوط و ألوان و أشكال كلمات و قصائد, تعكس المعاناة بكلّ شفافيّتها و عذوبتها... ففي تلك اللحظة الخاطفة, حيث يرتسم البوح, فعل إنهمار الوحي من كنه البعد الآخر, مبتدئا من عمق الخيال, ماضيَا في تدفّقه, عبر موجات الأثير الفكري في حركة تأجّج من نوع آخر, تشقّ طريقها في ثنايا الضّوء الفضّيّ للمعرفة و الوعي, نحو حدود تلمّس الإشتياق من وحي الأحاسيس, وصولا حتّى مصبّ المشاعر في حنايا النّفس, لتحرّك خلجات الفؤاد, فإذا النّقاط و الألوان و الخطوط حروف ومضات بارقة تتمازج لتؤلّف اللوحة الكتابيّة الفنّيّة المميّزة, في رحلة تحوّل عبر مراحل الخلق و الإبداع, لتصنع العبارات الموسيقيّة بالرّؤى المتموّجة بين ذبذبات الحروف و توزيعها في مشهديّة اللوحة الكتابيّة النّثريّة و الشّعريّة للكاتبة " فاتي "...
و هكذا مقولة السّمفونيّة المتفاعلة, تومض في أرجاء فضاءات الذّاكرة الإنسانيّة, تحرّض البوح الفنّي للحروف في تدفّق غزير, يندفع بقوّة السّحر, نحو ملامس الفراغ المطلق, عند حدود الاشتياق الأقصى, ليجتاح كل المظاهر المعلومة, حتى تصل الوحدات الوامضة بالأسرار, إلى حنايا النّفس, و تذوب في شغاف القلب, فتحرّك الخلجات الهائمة, في مطاوي الفؤاد, لتولد اللوحة النّصّيّة الفنّيّة قصيدة سمفونيّة, من رحم الأحاسيس و المشاعر, من رحم الحب الأقدس و العشق الأطهر, عند الكاتبة " فاتي "...
فالحبّ قداسةٌ تتألّق في كتابات " فاتي " و نبضاتٌ كونيّةٌ, و خيوط فضّيّةٌ, و ذبذبات ماورائية موغلة في اللانهائي, مشدودة من نبض الفصول, مخضرّة الأوراق من تفتّح الزّهور, و تفتق الورود , لترسم ماهية الحياة, سرّ الوجود في نثائر و خواطر وترانيم الكاتبة " فاتي "...
الكتابة سرّ الله الدّافق, الجارف, المتأجّج دوما في حنايانا, القوّة الخارقة, التي تحوّل قلوبنا إلى جمر... السّلطة القاهرة التي تحوّل عيوننا إلى قناديل, و السّحر المميّز الذي ينقل بسماتنا إلى أقمار , و وجودنا المادّيّ إلى طاقة معطاء دون قيد أو شرط... فتولد اللوحة الكتابيّة الفنّيّة قصيدة شعريّة أو قصيدة نثريّة تتماهى بإسم " فاتي "...
تلك اللوحة الكتابيّة الفنّيّة بكل معالمها, و رغم الألم اللذيذ الذي تعانيه الكاتبة " فاتي "، تنثر من عناصرها وجع الشجوّ العالق في أوتار الأحاسيس, الذي يضمّخ حركة إهتزاز المشاعر, بعبق اللون, لتنهل قريحة الكاتبة من مكامن الذّكريات, خواطر الماضي, في أفق الحاضر لرسم معالم المستقبل... فإذا الكون بإمداداته المتّسعة و فضاءاته اللامتناهية في متناول الكاتبة " فاتي " لتقدّم لوحة أعماقها على صفحة من ضوء مرسومة بالحروف و الكلمات و المقاطع... و بقدرة عجيبة تجترح فعل إلتماس البعد الفنّي لبناء هرميّة النّصّ في قصيدة نثريّة في مكانها و زمانها المناسبين... هذا الوحي العجيب الذي يخلقه الإفتتان بالأشياء, له القدرة على تحويل الأحاسيس إلى صور لها خصوصيّة تعكس فعل التّفرّد في منهجيّة التّعبير, عما يجول في النّفس, من إنفعالات شتّى تفتح النّوافذ على مساحات الرّؤى الفكريّة الفنّيّة, أمام ناظريّ الكاتبة، و كلّما إزدادت تلك الأحاسيس، بفعل حركة الحبّ الرّحويّة, كلّما كانت الولادة الكتابيّة الفنّيّة...
حركة الكتابة, نرشف من معينها, و نرتوي بلقاء الحروف و الكلمات مع الفكرة, و نجن بالكتابة كلّما سمونا بها صعدا نترقّى معها و بها... فالتّأليف الكتابي بكافّة أشكاله و ألوانه و فنونه قصائد حب و عشق, و تبقى اللعبة الفكريّة الكتابيّة تقضّ مضاجعنا, تسرقنا من أنفسنا, من ذواتنا, من هدأتنا, من سكوننا, تفتح جروحنا, تفلج أنيننا, تضمّخ حياتنا بالآهات الحرّى, فتبارحنا قوانا, و تجافينا كينونتنا, و تغيب عنّا كلّ اللغات لتسود لغة الكتابة, فنحبوا أمام النّصّ, كما الأطفال, ننحني للحروف و الكلمات بخشوع, و نستسلم لرحلة الفنّ الأدبي دون مقاومة, و ننقاد في دروب الرّسم, نغنّي الجمال طوعا, نعزف على شعيرات الرّيشة هياما في المدى, حيث لا زمان, و حيث لا مكان, و حيث لا أحد, و حيث لا ألم, و لا ضيق, و لا قسوة, بل عالم آخر... عالم الفنّ الأدبي الرّحب, المتضمّخ بالجمال, بالسّحر و بالحبّ و الحنان و المودّة و الرحمة...
في هذا الجو الآخر من العطاء, كلّما سمت النّفس, كلّما إرتقت و زادت لديها, زادت الإمكانيّة المعطاءة لدى الكاتبة " فاتي "و إزدادت قدرتها على الإنتقال من فعل التّصوير إلى فعل الرّسم إلى فعل النّحت على جدران القلب بالحروف العاشقة و الكلمات الحالمة و النّصوص الهائمة...
ففي رحاب عالم الفنون الكتابيّة, تتبرعم من نسغ الخلق و الإبداع, معالم فنّ تشكيليّ أدبيّ آخر, فن هو إمرأة أتت من رحم حوّاء، تخرج بوشاح الكتابة و النّظم, و تجوس بلوحتها الكتابيّة متاهات الحلم, لترسم الغد المأمول, في إندفاع من جوهر معيّن, يحمل كلّ أشكال الخصوصيّة الأنثويّة في حروف و كلمات و لوحات و مشاهد كأنّها أناشيد و قصائد و منظومات للكاتبة المبدعة "فاتي " تتجلّى في ومضات فكريّة تشكيليّة تحاكي الخواطر الموسيقيّة العذبة و اللطيفة...
في تلك الحالة, من ماورائيات الخيال, تتجسّد معالم الخلق, و ترتسم حالات الإبداع عند الكاتبة " فاتي" من فعل حركة الإلهام, و يتشكّل الوحي, لتتحوّل أثيريّة المشاعر و الأحاسيس, إلى حروف و كلمات و خواطر عاشقة, تتحوّل بحكم الحبّ و العشق, الحب المطلق, إلى ورود مختلفة الألوان, متعدّدة الأشكال, تغدو في المكان و الزمان, فعل مزارات مقدّسة, لفراشات الفرح الزّاهية, اللاتي ولدن من ألوان الطّيف... فإذا الكلمات الفنّيّة اللونيّة الولهة, تتزاوج في العبارات العاشقة, الهائمة في فراغات الرّوح, و ثنايا النّفس, لتصطبغ بحركة الرّؤى, المتموّجة بحكم الجاذبيّة البشريّة, بين الفضاءات الفكريّة, و المعالم المعرفيّة, المتوالدة من كنه الأحاسيس و المشاعر... تلك الهائمة طوعا, بين ثنايا الأثير, لتفصل بين مظاهر النّور و الظلام, و تفرّق بين معالم الحق و الباطل, و تميّز بين فعل الواقع و حركة الخيال... في عالم الفنّ الكتابي, الذي هو عالم الحبّ الأسمى, في رؤى الكاتبة الجزائريّة " فاتي "...
هذا الفنّ الأدبي, سمفونيّة أبديّة صادحة, خالدة, و أغنية جميلة مملوءة بالأشواق, عميقة الحنان, بعيدة المودّة, تنضح بالسّحر و الجمال... و هذا الفنّ الأدبيّ, هو الرّغبة الصّادقة في إمتلاك السّعادة, و هو سلامة النّفس في أعماق الأبديّة, و هو العلم الوحيد الذي كلّما أبحرنا فيه نزداد جهلا... و هذا الفنّ الأدبيّ يعتبر أقدس حقوق النّفس البشريّة, و أقرب الأشياء إلى الرّوح الإنسانيّة, و هو الحلقة الذّهبيّة التي تربطنا بالحقّ, بالله, و بالحياة, و بالأيمان, و بالوجود, و بالجمال, و بالواجب عند الكاتبة " فاتي "...

والكاتبة "فاتي" لا تختلف عن غبرها من الكاتبات و الكتّاب, إلاّ بكيفيّة مشاهدة الحدث, و كيفية مشاركتها فيه, و كيفيّة تحليلها له, بطريقة خاصّة, و صياغته بشاعريّتها النّثريّة و أسلوبها الخاصّ, و بالتّالي نقل الصّور المتعدّدة, إنّما بأسلوب فنّيّ أدبيّ خاصّ, و إحساس شعريّ مرهف, مع ما تضفي على كتاباتها من واقع موهبتها الفنّيّة الفكريّة, و خبرتها الحياتيّة المديدة, و ثقافتها الشّاملة, و سرعة خاطرها, لتزيد على النّصّ بعضا من روحها و فلسفتها و براعتها و نباهتها, فإذا عناصر القطعة الكتابيّة, تعكس صدق النّفس, و صدق الرّأي و الموقف, بإرادة واعية, وجرأة واضحة للوجود و الحياة و الحب...
"فاتي" كاتبة من وطني العربيّ الممتدّ, من بلاد الجزائر, تلجّ عالم الفكر و الكتابة بقوّة, لتكحّل العين بالجمال النّصّي, و تنقر الفؤاد بألوان أدبيّة فلسفيّة تحليليّة صارخة أشبه بالجمرات, و تسكب أنفاسها في لوحات أدبيّة فنّيّة شاعريّة, و تلد تأوهاتها إبداعا, و تسجّل نبراتها و نبضاتها فعل مشهد ساحر, و ترتّل بعضا ممّا تكتب و ترسم و تشكّل, و تغنّي خواطرها الملتهبة بالمعاناة و ثقل الموروثات و قيود الأعراف و سلاسل التّقاليد، في كلّ متناغم...
الكاتبة " فاتي " تشرب من معين العذوبة الفكريّة, و تغرف من منابع الخلق و الإبداع, حيث تستغني القلوب النّقيّة, تبتغي حقّ الوجود, تروم إثبات الذّات الأنثويّة, تطمح لتأكيد المناقب النّسائيّة, ترنو لمساحة واسعة من الأمل المرتجى, من خلال التّطلّع و الطّموح الفكري الشّاعري الفنّي, و الذي تتعاطى مع عوالمه كنسغ الحياة, تصنع منه إنتفاضة الفكرة في رحم التّكوين العقلي لوحة خواطر فنّيّة ساحرة...
الكاتبة "فاتي" شاءت في خواطرها الفكريّة, أن ترود خيمة الفنون الكتابيّة, من مضارب الفعل الحرّ, لترتدي عباءة الخلق و الإبداع, و هي تجوس الفكرة تلو الفكرة, في سرادقات الأحلام للغد المأمول... لتصل في محاكاتها الأثيريّة الشّفيفة, إلى أبعد ممّا تحمل الصّور الفنّيّة في مضامينها الكتابيّة, و ما تحوي في طيّات عناصرها الحالمة بالغد المأمول... المبحرة في فضاءات الرّؤى ألى الآتي على صهوات الآمال المرتجاة...
" فاتي " الكاتبة الجزائريّة المغمورة وراء خمار التّقيّة التي لا بدّ منها في مجتمع الأمس المتعصّب و المتحجّر, تحملنا في خواطرها و أفكارها إلى عالم الفنون الأدبيّة, بقلم فنّيّ نابض, فيه قوّة التّصوير, و منطق السّحر... بحيث تؤرّخ للفنّ الأدبي, و تبادر في سجالها و نضالها و وصالها, و تحدّق من خلال لوحاتها و خواطرها في الأقاصي لأجل رؤية جديدة, و لأجل أمل مرتجى, تحاكيه و يحاكيها من وحي الحروف و الكلمات و الخواطر... فإذا بها تسجّل خلجات النّفس في معالم البوح الحالمة, و ترصّع الأيام بنغمات الكلمات, في أغنيات نصّيّة جماليّة عابقات بالحبّ و الحياة, و تعزف على أوتار القلب خواطرها و جنونها الكتابي, فإذا الذّات الإنسانيّة في حالة إهتزاز طربا, لمشهديّة الخواطر التي تجسّد شفافيّة الرّوح عند الكاتبة " فاتي " و تؤكّد صدق الذّات في عبقها, راسمة حقيقة النّفس في رومانسيّة معيّنة, تأتلق مع عمق المشاعر الكامنة في خفايا الحنايا, الممزوجة بخلجات الفؤاد, الرّاقصة بزهوّ على إيقاعات الحروف و الكلمات و الخواطر, التي تغنّي فيها للحبّ و العشق و الحياة, تترجم صور الأحلام إلى واقع ملموس, و تحقّق الرّؤى و الآمال في حقيقة تحاكي الآفاق البعيدة...
تتجاذبنا حروفيات و خواطر الكاتبة " فاتي ", بحكم الحب بينها, في منظومة التّعبير, و تتناهى إلينا حركة الفتنة من فعل الإقتران بين الخواطر و الذّات على ذمّة العشق الفنّي, لتتولّد اللوحات الكتابيّة على وقع اللحن الأثيري, و سمفونيّة الأصوات الصّامتة في البعد, فيتجسّد الفنّ الأدبي, و ينتقل من فضاءات الخيال الفكري, ليرتسم في تشكيلة, فوق مساحة من الأمل المرتجى, و تتألّق معالم القطعة, في معالم التّجريب... و التّعوّد على معايشة العناصر الفكريّة ذات المدلول الإبداعي المميّز...
أتحسس الكاتبة "فاتي " تسكن الحروف و الكلمات و الخواطر, بحكم محاكاتها الرّوحيّة في ذلك العمر الكاعب, للأبجديّة الفنّيّة المعشوقة من ذاتها, المبحرة في نفسها... تراودها تشكيلة الفنون الأدبيّة, و تحاكيها صور التّشكيلات الصّحافيّة, على فعل جماليّة المعنى, ليتوافق مع الجوهر...
الكاتبة " فاتي " بحكم إئتلافها مع المنظومة الفنّيّة الأدبيّة, و محاكاتها رنين المنظومة الحروفيّة, في آفاق فضاءات الخلق و الإبداع... و بحكم التّآلف مع لغة التّعبير, تسكنها القطعة الكتابيّة, في مكنون معانيها, و تجعل من نفسها, و أحاسيسها الدّفينة, في غياهب وجودها, سرادقا خاصّا لها, و تجعل من أثيريّة روحها, الهائمة في ملكوت الله, مأوى لها...
الكاتبة " فاتي " في تلك الومضات الكتابيّة و التي كأنّها للوحات تشكيليّة فنّيّة... تبدو محكومة بالتّفاصيل و العناصر, محكومة للنّصوص... بحيث أنّها تجري معالمها في ذاكرتها, مجرى الدّم في عروقها, لا تبرحها, و لا تغادرها, أو تفارقها, و تحرّضها عناصرها الفنّيّة على نفسها, فتصبر و تصطبر...
في مجموعتها الكتابيّة المختلفة, تبحر الكاتبة " فاتي " في فضاءات الوجود, تشق عباب الحياة, تحاكي موج العيش, شراعها الخواطر للوجود و الحياة و الحب...
و من خلال كتاباتها المتعددة, تحملنا على صهوة أجنحة الخيال, نمتطي معها السّحر البهيّ, الموصل بنا إلى عوالم, تمتزج فيها الأحاسيس و المشاعر, مع الكلمات و الخواطر السّاحرة, النّابعة من صميم إمرأة كاتبة, تمرّست بالكتابة الحرّة و التّأليف, لتنتقل بنا في معالم خواطرها, إلى معالم الإنبهار أمام أجمل النّصوص, تشكلها الكاتبة " فاتي " و كأنّها قطع قدّت من عالم آخر في لوحات فنّيّة مشهديّه كتابيّة نصوصيّة, رسمت بأنامل سحريّة... تأخذنا إلى أبعد من الإطار و الشّكل و المحارف و الكلمات, في محاكاة روحيّة, تحملنا إلى عالم السّحر و الجمال و الحقيقة التي تتختفي خلف الخافيات...
الخواطر عند الكاتبة " فاتي " تمتزج فيها أحاسيس الوجدان بعبق النّفس, لتعزف على أوتار القلب, ألحان الحياة, في حركة جموح و ثورة, تعكس فعل المعاناة, عند فنّانة تتنفّس الفنّ, و تتحدّث إليك بالفنّ الكتابي, و تتعامل في يوميّاتها مع النّاس بالفنّ الكتابي عبر صفحتها الفيسبوكيّة... بحيث ذاكرتها الفنّيّة, تهيم في عالم آخر, لتستجلي سرّ الحياة, و تجتلي معنى الوجود, فتبحث و تنقّب و تفتّش متلهّفة للون أدبي مميّز, متشوّقة لفكرة ما, تقطف من الأبجدية الفنّيّة حروفها , تستكشف العقل الباطني, تتقلّب في عالم الأثير, تستلهم الخيال, تتحدّى الزّمان, تستقرئ المكان, تنقش في تاج الأيّام, خلجات نفسها الحالمة, ترصّع صولجان العيش, نغمات الحروف, و ترانيم الخواطر, في مشهديّات ساحرة الجمال, عابقات والهات, تعزف بها على أوتار الرّوح... فتهتزّ الذّات الإنسانيّة, من ومضة نفسيّة, و ترتعش النّفس البشريّة, من بارقة شكليّة, تروي أمتع البّوح في روايات كتابيّة, لترسم أبدع الحكايات, و ترسم أسمى الأمنيات, في رومانسية الحياة, متضمّخة بأطيب الأنفاس, و أحر الهمسات...
مسارات الكاتبة " فاتي " ترتسم فيها صورة تجديد الحياة, و إنبعاث الحركة في كنه الأشياء, و بالرّغم من الإحساس بالضّمور, و الشّعور بالإحباط... تعود الكاتبة في لعبتها إلى الإلتفاف على بنات الأفكار, و تعمل على إستقطاب الحلم من كنه الرّؤى على أمل اللقاء, راسمة لوحتها الفكريّة المفضّلة بالحروف و الكلمات و الخواطر, مصّورة معاناتها في متاهات الحياة, طامحة في جموح دفين, يدفع بها إلى التّطلّعات المستقبليّة, التي تجسّد لها إمكانيّة التّواجد الفعلي, و التي تخلق لها إمكانيّة اللقاء مع عذراء خيالاتها, فعل إنسكاب الألوان الفكريّة في بوتقة عناصر اللوحة الكتابية , وفعل انسياب الخواطر في مجرى الأفكار , ترسم لذة الإبداع في اللوحة الكتابيّة على مساحة ما, في مكان ما, و في زمان ما, فعل ديمومة و كينونة لإقتران الأشياء و إستمراريّة الحياة...
ففي العملية الإنتاجيّة, على مستوى الإبداع, و بالرّغم من الوجع الذي يلمّ بالكاتبة, و الألم الذي تعانيه, فإنّها في محاكاتها الأثيريّة, يقدّم النّصّ في لوحة إبداعها, كجزء من أعماقها, مجسّدة على صفحة من شفافيّة روحيّة, موقّعة بالحروف, مرسومة بالكلمات, مشكّلة بالخواطر, و بقدرة متمايزة, و قوّة عجيبة, تؤكّد على فعل التّماس الفكرة السّحريّة, في موقعها الملائم, و تحديد البعد الأخر, للوجه الأخر, في محوريّة بؤريّة, تركز عموديّة السّمت الرّأسي, في المكان و الزّمان المناسبين, المتطابقين بين الرّؤيا و الواقع... و هي الشّفافيّة الرّوحيّة التي تتمتع بها الكاتبة " فاتي "...
الكاتبة " فاتي " المبحرة في عالم الفنون الأدبيّة, العابدة في محراب الكلمة, تقيم صلواتها الكتابيّة في محراب الكتابيّة الموضوعيّة, تترنّم في سيمفونيّاتها الفكريّة العابقة بالطّيب و الحب و الجمال, تهديها للوجود و الحياة و الحب و الناس... تجسّد شفافيّة روحها في لوحات كتابيّة فنّيّة, في وجدانيات من الفنون الأدبيّة, لتؤكّد صدق الذّات في خلاصة الكلمات و الخواطر , و ترسم حقيقة النّفس في رومانسيّة أثيريّة, تأتلق من عمق الأحاسيس, و حقيقة المشاعر, الكامنة في خفايا الحنايا, الممزوجة بضربات الفؤاد, على إيقاع الحب, و العشق و الهيام و الحياة,لترجمة صور الأحلام, إلى واقع ملموس, و تحقيق الرّؤى و الآمال, في واقع يحاكي الآفاق و الطموح...
الكتابات المختلفة للكاتبة " فاتي " هي تجسيد ديمومة, و توكيد قدرة في حياة الكاتبة، المبحرة في رؤى الوجود و الحياة, من أجل الوجود و الحياة... تكتب الوجود في وجدانياتها... و تشكّل الحياة في خواطرها... فتأتي ملوّنة, بألوان الوجود و الحياة و الحب الذي تحيا فيه, و تعيش دقائقه الكاتبة " فاتي " المتعملقة بفنونها الكتابيّة من ربوع وطنها الجزائر لتتوامض لامعة في آفاق العالم من قلب برمجيات التّواصل الإجتماعي " الفيسبوكيّة" تحمل إبداعاتها و كتاباتها التي تعكس معاناتها في مجتمع بيئتها...