بعد إبداء أوباما استهجانه على قرار ألمانيا إرسال أربع سفن إلى الشواطئ التركية لمساعدة اللاجئين السوريين ونقلهم إلى ألمانيا ردت المستشارة الألمانية على الرئيس الأمريكي بشيء من الغضب: لن نتنكر لأناس ساهموا يوما في بناء حضارتنا في الطب والهندسة والفلك ... في إشارة إلى فضل المسلمين على الغرب في نهضته العلمية الحديثة .. وطبعا هذه الإشارة الذكية من ميريكل تؤكد ما استقر في الأذهان من ذكاء الألمان وحيوية هذا الشعب الذي نهض في زمن قياسي بعد الحرب العالمية الثانية .. وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل كما نسب لجدنا العظيم أبي بكر الصديق رضي الله عنه .. الألمان يعرفون أن أمة الإسلام أمة عظيمة ويعرفون أن السوريين هم سليلو هذه الأمة المنجبة والشام حاضرة بني أمية التي فتح المسلمون في زمانها إفريقيا والأندلس ووصل جيش عقبة بن نافع رحمه الله إلى جنوب فرنسا وخاض هناك معركة بلاط الشهداء سنة 132هـ ولو قدر للمسلمين أن ينتصروا في هذه المعركة وهم قد انتصروا في بدايتها لتغيرت ملامح القارة الأوروبية ...
من متابعاتي لانتشار الإسلام في أوروبا لفت انتباهي إقبال الألمان على الإسلام وهذه لفتة تدل على ألمعية رجاحة عقل وتدل على نزاهة على الرغم مما أبدته في تصريحات كثيرة ميريكل خلاف ذلك من الخوف على أسلمة ألمانية والهوية المسيحية لألمانية ثم تشبيهها لجوء السوريين إلى ألمانيا بهجرة المسلمين إلى الحبشة حيث حظوا بحماية وعدل النجاشي ونحن لا يضيرنا ولا يزعجنا -كمسلمين -أن تتشبه ميركل والقيادة السياسية في ألمانيا بالنجاشي رحمه الله ورضي الله عنه والذي يشار في السيرة إلى أنه مات مسلما .. لكن ما أزعجنا أن السيدة مريكل صرحت بأن الألمان سيخبرون أبناءهم في المستقبل بأن اللاجئين السوريين قداختاروا الهجرة إلى ألمانيا مع أن مكة كانت أقرب لهم ..!! وكأن السيدة ميريكل لا تعرف أن حكام الشرق الإسلامي هم عملاء للحكومات الغربية ولا يخرجون عن إرادة الغرب ولو أن الغرب أوحى لدول الخليج بأن تستقبل اللاجئين السوريين وأن يبنوا لكل لاجئ سورية قصرا أو فيلا سواء في بلدان الخليج أو حتى في البلدان التي لجؤوا إليها لما تأخروا عن ذلك ولأمنوا لهم حياة كريمة حتى يسقط بشار ونظامه ويعودوا إلى بلادهم موفوري الكرامة والاحترام .. ولكن ما أصاب السوريين كما الذي أصاب الفلسطينيين والعراقيين هو بتخطيط من الغرب وبقصد منه لتشريد هذه الشعوب والإيقاع بينها والحيلولة دون وحدتها .. أليس الغرب هو الذي قسمها ونهب خيراتها وهو الذي زرع إسرائيل خنجرا مسموما في خاصرتها للحيلولة دون نهضتها ووحدتها ..؟!
على كل حال تقدمت ألمانيا بمبادرتها والمسلمون يحفظون للألمان هذا الموقف ونحن كما قالت سيجريد هونكة المستشرقة الألمانية قد سطعت شمسنا في سماء الغرب تعبيرا عن الشعور بالامتنان و الاعتراف بالجميل لتأثير المسلمين في نهضة الغرب وحضارته ..
المفضلات