قالت ... فبكت ... فغنّت... فبكيت ...
عم أحلم انزل عالبيت..
و هاد أكبر أحلامي .
يالبيت اللّي فيك اتربّيت..
فرحة عمري و أيامي ..
و يا بيّي مشتاق كتير ...
لأهل الضّيعة و لمّتنا ......
آية ... حلم بريء من سورية ... قلبها غرّ ... لا يعرف شيئا عن حسابات الكبار العرجاء ... لا يفهم مظالمَ رفعوها و لا يعقل تلك الحقوق المقدّسة التي يبحثون عنها ... و أين يبحثون ؟ يبحثون في طيّات قماط الرّضّع و رُزم العجائز و أسرار العذارى ... يبحثون عنها في لفائف سجائر الشّيوخ و تسريحات المراهقين ...و بين عرائس البنات و بنادق الأطفال ... و أعود وأسأل... و الآن عمّ يبحثون ...؟
نفضت السّنوات بساتين العنب و أحرقت جنائن التّفاح و جفّفت الأبار و الأنهار و ملأت ليالي الأبرياء رعبا و زرعت سماءهم موتا و أدخنة و رصّعت الجدران بلآلئ من دماء جاورتها غرز الرّصاص ...
كفى أرجوكم كفى ... توقفوا مهما كانت أسماؤكم و أطيافكم و مهما كان حجم الحقّ الذي معكم ..!!
أيها السّوريّ الذي يحمل الرّشاش ليعيد الحق المسلوب و يا أيها السّوري الذي يحمل النار ليدافع عن أمن سوريّة ... كلاكما هنا و هناك ... كفى ... لا غالب و لا مغلوب و لتكن الغلبة للمشرّدين في حدود بلدان النّاس . و ليكن النّصر للحرائر اللّواتي سبَتهنّ أيدي العوز فوقفن في الطّرقات أسى و مذلّة أراهنّ بنات سوريا يمددن اليد الخجولة طلبا لدينار فأعطي و أنهار و أبكي و أمضي و قد شقّت بمسألتها قلبي أختي ...
أيتها الحرب المجنونة ضعي أوزارك و ارحلي فالأتون التهمت ما يكفي من أحلام و سلام ... أحرقت و ما أبقت و لا أشفقت ...
فاخبروني ماذا عساني أقول لآية ... و بماذا أردّ على آهاتها و أمانيها ... بأمنيات أخرى ...؟ يا له من هزال أصابنا و كم أصبحنا مُجاملين تافهين ... لم نعد نتقن غير حصد بساتين الورود حتى نلقيها على آلاف القبور و آلاف الجثث ...حتى نرميها إلى البحر تقديرا له على كتم أنفاس طفل فرّ و لم يدر إلى أين ... فرّ من صوت البارود إلى اختناق بحبال الموجات ... ليتني كنت أستطيع أن أصيح بهم إن لم تجدوا من يقرأ أسفكم للشعب السّوري فأنا مستعدّة أن أقرأه نيابة عنكم ... فقط عودوا إخوانا كما كنتم ... و لا بأس إن سرق أخ أخاه إن سبّ أخ أخاه إن عاير أخ أخاه ... لكن لا و ألف لا أن يقتل الأخ أخاه ...
عذرا آية ... ألمك أعمق من أن يطيقه ألم ... أقصد قلم ...