في هذه العُجالةَ أذكر خصائص وأجزاء البيوت النوبية والتي تتشابهه بنسبة 98% من أقصى شمال النوبة في جنوب مصر وحتى منطقة دنقلا تقريباً، تتميز بألوانها الزاهية المستمدة من الطبيعة، الزرقاء بلون بلون النيل والخضراء بلون النخيل والخضرة ومواد بنائها من اللَبِن الطين وتعرش بجريد النخيل (دُونقسِد) وتنسج بحبال نبات الحلفا ( هَمبَرتى) فوق أربع من سيقان النخيل ( اُمبو) وتفرش أوارق النخيل ثم تليس بخلطة من مخلفات البهائم (آبيس) وغالبية الأسقف غير مائلة لندرة الأمطار وتوضع حجارة لتعلية الأسقف للتهوية وحماية من حشرات الأرضة ونلاحظ أن للنخيل دور مهم في حياة النوبيين إذ منها التمر والعجوة والعسل والدواء وتساهم في في عروش البيت والأبراش والحبال ومروق وغيرها، ينقسم البيت النوبي إلى قسمين الأول للنساء بمدخل منفصل وهو الأوسع ويسمى ب ( سَمِنتُو) والثاني للرجال (فُسحى) يشمل حوش النساء بثلاث غرف شمالية متلاصقة من الغرب للشرق تسمى( تِنو أودا وأووى أودا وكلو أودا) ومصطبة أمامها تسمى( توقو) للجلوس في الشتاء ومن جهة الجنوب برندة بقبوات و مطبخ يعرش سيقان قمح منسوج ( قَيّاد ) والملاحظ أن معظم البيوت النوبية تفتح أبوابها لجهة الجنوب بالنسبة للنساء وجهة الغرب للرجال تفادياُ للبرد الشتوي تتوسط حوش النساء (سَمِنتثو) شجرة حناء أو صبار أونخلة وزير وكان للوضوءأما قسم الرجال توجد غرفة واحدة من جهة الجنوب (إديين أودا) وقصر عال وبرندة من جهة الشمال وباب خارج للغرب وباب داخلي وأما مخازن لحفظ القمح والذرة والتمر تصنع من الطين المخلوط وتمسى( قٌوسّى - قسوبة) عدد (5) في الحوش و4 في غرفة (وأوو أودا) أما شماعات الملابس عبارة خشبة طولية معلقة بحبال بالسقف ويسمى ( وآيِر) أما لحفظ الأطعمة يصنع من شعر الماعز أو بنسيج من أوراق النخيل ويمسى ( أوللير) ويعلق بالسقف وتصنع الأبراش والأطباق من ورق النخيل أو الدوم أما الأسرة تصنع من أخشاب إرتكازية مع نسيج من جريد النخيل مسنوجة بجلود أوحبال وكل هذه الأعمال اليدوية يقوم بها الشاب بعمل تطوعى وتعاون شباب الحارة خاصة فيمناسبات الأفراح والأتراح بشكل لا مثيل له في أنحاء المعمورة. أما الفخار والخزف يعتبر من أرقى أنواع الفخار في العالم ومنه المصنوع يدوياً مثل الأزيار وقواديس السواقي وآنية طبخ ( دِيدَى) وهناك ما يصنع آلياً بعجل أما البوابات الخارجية للبيوت النوبية فهي مزينة بنقوش ورسومات مرت تاريخها منذ العصر الفرعوني القديم و المسيحي والإسلامي والتي تعبر من أغنى الفنون الإبداعية تعبر عن أساطير وعادات عالقة في الأذهان ونجد عشرات الأطباق الملونة ملصوقة في واجهة الباب ورسومات لم تُعرف مدلولاتها حتى الآن وإنما إستمرت لفترة طويلة وما زالت باقية في البيوت القديمة حتى يومننا هذا ولو أن طلاء الجدران مستمر نظراً لما تتمتع المنطقة من الجير الأبيض والأصفر والأزرق بخلط الأبيض مع الرماد ونلاخظ في الأعراس أنواع من الأبراش المزخرفة مصنوعة من أوراق النخيل (قِرّى) تصنع أبراش خاصة للعرس ( قَجَلِي) ويتم طلاء غرفة العريس وترسم رسومات نخيل وخضرة ونيل وساقية وطمبور ومراكب تعدي بين الشرق والغرب في رحلة جماعية يوم(الشوُقار) وتقوم النساء بتقديم طحين من القمح بأطباق تسمى ( كونتى ) كما يهدون العريس بالذبائح تكفي أيام العرس التي تمتد لأكثر من أسبوعين.