يا سفرةَ الفجرِ خلف حقولِ البُر، و يا خلوة الشّمس الأولى مع بوح الصّباح لمَ لا تمسحين بنورك و سلامك على قلوب تآكلت من الآلام من الكراهية من العتاب و الهجر؟ لمَ لا تتركين بعض عطورك هناك و لمساتك و بهائك؟ لمَ لا تذيبين تلك القسوة الجاثمة على تلال الحب المنسية في أفئدة نسيت كيف تحبّ؟ يا عيون الشّمس ابكِ نورا في عيونٍ أخذها البكاء و أبلاها تشرين.
يا خفقات الطّير و عناقيد الزّهر و رشفة مغيبٍ و حكايات البحر خذي عناوينَ تلك الأرواح المكبّلة إلى أسوار عتيقة في قلاع الوحدة و الشّجن، خذيها كتبتها لك في لفائف من جفون الورد و بمداد من جذوع الشّجر خذيها و ارحلي إليها رسول برد و سلام .
فيا كتب الحزن القديمة دعينا نمسح تلك الصّفحات و ما فيها من عويل، دعينا نكتب قصّة جديدة غير التي مات فيها الآمان و الصّدق و الحب، دعينا نفتل حبالا لجسور لقاء بين دفّتيك.
دعينا نطفئ ظلام المقت لنوقد نهار الود... فيا أيها النّاس صعب جدا مؤلم جدا فقر جدا عذاب جدا فراغ جدا أن نبقى عاتبين أن نبقى هامش إقصاء و مقبرة صفح و غفران ... صعب جدا ألّا نملك طاقة الحب لنعيش الضّعف اللّانهائي.