آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: أنا لست سلفيًا ...لماذا؟

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي أنا لست سلفيًا ...لماذا؟

    لماذا أنا لست سلفيًا

    سألني أحد الإخوة : هل أنت سلفي ؟
    وقد سألت نفسي هذا السؤال من قبل ...
    ولأني باحث في هندسة اللغة منذ ما يزيد عن ربع قرن ..
    ومن ذلك فقه استعمال الحذور الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها.
    فأول ما يكون من البحث في استعمال الجذر هو النظر في استعماله في القرآن الكريم، قبل البحث في الأحاديث، وفي قواميس اللغة ،
    لأن إعجاز القرآن هو في نظمه ومراعاة سبب تسمية المسميات بأسمائها عند استعمالها. وهو كلام من رب العالمين الذي علم الإنسان البيان، فهو أعلى درجات البيان والبلاغة التي لا يستطيع الإنسان الوصول إلى مماثلتها.
    وعند البحث في القرآن لمادة "سلف" هالني ما وقفت عليه؛
    ورد لفظ "سلف" كاسم في القرآن في ستة مواضع كلها في أبغض الأشياء إلى الله تعالى
    الأول : وصفًا للماضي من الكفر والشرك؛
    قال تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) الأنفال.
    ما سلف: هو ما كان من أفعال الكفر الشرك التي فعلوها من قبل.
    الثاني : الربا والذي أقله كناكح الرجل لأمه؛
    قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) البقرة.
    ما سلف : ما أكلوه من الربا المحرم، ومن عاد لنفس الفعل فهو من أصحاب النار الخالدين فيها.
    الثالث : أن ينكح الرجل امرأة أبيه؛
    قال تعالى: ( وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) النساء.
    ما سلف : الزواج بامرأة الأب قبل التحريم، وقد وصف بأن فاحشة ومقتًا وساء سبيلا.
    الرابع : في جمع الرجل أختين في زواجه من النساء؛
    قال تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) النساء.
    ما سلف : أي الزواج بأختين معًا ، وقد ذكر مع تحريم الزواج بالأم والبنات والأخوات وبقية المحرمات .. فهو فعل محرم وقبيح عند الله تعالى
    الخامس : قتل المحرم للصيد، وهو أمر كبير عظيم عند الله تعالى؛
    قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) المائدة.
    ما سلف : ما قتل المحرم من الصيد، والعائد للفعل بعد التحريم سيعرض نفسه لانتقام الله عز وجل منه، ولا ينتقم الله تعالى من أحد على ذنب صغير، وإنما هو عند الله ذنب كبير وفظيع مخل بمناسك الحج.
    السادس: وصف هلاك فرعون مدعي الربوبية والألوهية؛
    قال تعالى : (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) الزخرف.
    ما سلف : وصف لهلاك فرعون وقومه على كفرهم وتأليههم لفرعون دون الله تعالى.
    لقد جاء لفظ "سلف" وصفًا لأكبر المنكرات وأقبحها عند الله تعالى،
    وليس هناك وصف في القرآن فيه مدح حتى يصلح اللفظ للذم والمدح معًا .
    وقد نفرت نفسي من هذه التسمية لأجل ذلك
    لقد انعكس تقصير علماء اللغة في بيان أمور عديدة من اللغة على الفقه والتفسير والحديث واللغة نفسها
    ولذلك جرى استعمال لفظ "سلف" وإطلاقه بحسن نية على خير القرون من هذه الأمة ؛ على الصحابة والتابعين.
    على أنه مرادف للفظ سابق ومتقدم وما شابههما.
    نعم ... كل هالك هو سابق ومتقدم، لكن لكل لفظ خصوصيته التي لا يصلح غيره ليحل محله ، ويؤدي معناه،
    فليس كل سابق ومتقدم هو هالك؛ فالسابق والمتقدم قد يصبح لاحق ومتأخر إذا ما زال حيًا.
    وقد جرى تخفيف سوء اللفظ بالقول : السلف الصالح، لتمييزه عن السلف الطالح، ولا أرى لإضافة "الصالح" تطهيرًا لهذا اللفظ من قبح دلالته.
    وأن ذهابهم بلا عودة هو من ذهاب العلم والدين الذي نقلوه إلينا لأن مكانتهعم من مكانة الدين الذي حافظوا عليه وأوصلوه لنا.
    فاستعمال "سلف" هو في الذاهب بلا عودة لميت أو هالك، وفي الأمر المحرم حرمة شديدة يترتب على من يعود إليه عقابًا شديدًا من الله تعالى.
    ولذلك نفرت نفسي من الاتصاف بأني سلفي أو أصف غيري بهذا الوصف
    فالعلة هي في الوصف وليس في الحاملين لهذا الوصف ... فهما أمران مختلفات يجب التفريق بينهما.
    وقد ورد لفظ "سلف" فيما يبدو في ظاهره أنه لا بأس في استعماله؛ في حديث عند البخاري رحمه الله تعالى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها : (ولا أَرى الأجلَ إلا قدِ اقترَب، فاتقي اللهَ واصبِري، فإني نِعمَ السلَفُ أنا لكِ ) .صحيح البخاري.
    لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا القول إلا في مرض وفاته وقرب مفارقته للدنيا، وفيه بيان أن وفاته عليه السلام ليست كوفاة عيسى عليه السلام، وأنه مفارق للدنيا بلا عودة ولا رجعة إليها ... فلا عودة لميت أو هالك للدنيا وإنما عودته للحياة الآخرة.
    وأنه عليه السلام خير الذاهبين بلا عودة.
    والذاهب بلا عودة قد يكون صالحًا وقد يكون طالحًا، واللفظ لا يبين حاله إلا بقرينة.
    وهذا مثل قوله تعالى : (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين (54) آل عمران، وقوله تعالى : (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (30) الأنفال.
    والمكر هو التدبير الخفي للإيقاع بالأعداء، والله تعالى خير من يمكر بأعدائه، لكن مكر الأعداء يختلف عن مكر الله، فمن البشر؛ يكون العداء لأهل الباطل ويكون العداء لأهل الحق، فبعضه شر وبعضه خير، لكن مكر الله تعالى لا يكون إلا بأهل الباطل، وهو حق في عقابهم وإراحة المؤمنين منهم وتخليص أهل الأرض من شرهم.
    ولا يجوز أن يوصف الله تعالى بأنه ماكر؛ لأن هذه التسمية شاملة للخير والشر، وحاشا لله تعالى أن يجتمع في فعله ذلك.
    والسلف لفظ مجرد من المدح أو الذم ينصرف إلى الذم أكثر، وحتى لا يكون ذلك؛ - قلنا السلف الصالح- تمييزًا له عن السلف الكافر والفاسد والطالح.
    ولفظ السلف لوحده لا يصح للصلاح؛ فإن قلت: أنا سلفي؛ أنتمي لمن ذهب ومضى أو هلك ... دون تمييز حال من تنتمي إليهم... فهل يجوز لك قول ذلك ...... مع سلامة القصد منك .
    وفي قولك سلفي نسبة لمن مضى بلا عودة أنك جعلت فاصلا قاطعًا بينك وبينهم، وأنه لا علاقة لك بهم ...... لكن هذه الأمة متصلة من أولها إلى آخرها، ... فكيف وصل دين الله تعالى إليك إلا عن طريقهم وتوارث الأجيال له من بعدهم !!!.
    وقد ورد من مادة "سلف" فعل "أسلف"؛ وهمزة "أسلف" هي همزة سلب، أي سلب للمعنى، فالذاهب بلا عودة يصير إلى رجوع، فعمل الإنسان من خير أو شر يعود عليه يوم القيامة، كما قال تعالى: (ووجدوا ما عملوا حاضرًا) و(إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)
    فقد ورد فعل "أسلف" في موضعين؛
    الموضع الأول : في قوله تعالى : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) الحاقة.
    أسلفتم : في عودة فعلكم عليكم بخير على أنفسكم في الآخرة.
    الموضع الثاني : في قوله تعالى : (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) يونس.
    أسلفت: في عودة فعل الافتراء والضلال عليه بالشر وعذاب الآخرة.
    وعودة الفعل على صاحبة قد يكون شرًا إذا كان فعله شرًا، وقد يكون خيرًا إذا كان فعله خيرًا، ولذلك استعمل الفعل "أسلفتم" مرة في الخير ومرة في الشر.
    ثم انتقل لفظ "سلف" ليكون صفة واسمًا لحركة ودعوة إلى الإسلام باسم الدعوة السلفية
    لأنه لم يكن هناك تحذيرًا من دلالته الحقيقية الخفية لدى الناس والعلماء خاصة.
    وهناك من يرى أن أول من أطلق اسم الدعوة السلفية هو الشيخ محمد رشيد رضا، وذلك بعد سقوط الخلافة أي بعد عام 1924م.
    ولمكانته في مصر أخذ الاسم عنه واشتهر
    وانتقل الاسم إلى قلب الجزيرة مع تلاميذه
    وفرح الوهابيون بهذا الاسم .... ورأوا فيه أنه يربطهم بعهد الصحابة رضي الله عنهم
    ويرفع عنهم الاتهام بالوهابية ....
    والانتماء إلى الشيخ والداعية محمد بن عبد الوهاب هو كسائر الانتماءات إلى (الحنفيه والشافعية والمالكية والحمبلية) .... ولا غضاضة في هذا الانتماء.
    وهو خير من وصف الدعوة "بالدعوة السلفية" لأنه كما بينا لا تدل على خير أو شر من اللفظ نفسه.
    ودعوة السلف الصالح خيرًا منها
    لكن دلالة لفظ السلف على الذاهب بلا عودة، تبقى ثابتة ....
    ولا أظن أن أحدًا يريد أن يتلبس بهذا المعنى في فعله ...
    ولا أقول هذا إلا من باب النصح لا غير
    وأحب لكل مسلم ومؤمن ما أحبه لنفسي ...
    مع أن هذه التسمية تأصلت في الأمة .. ويصعب نزعها والتخلي عنها
    والله تعالى أعلم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/06/2017 الساعة 11:04 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: هل أنا سلفي

    وهذا نقل من لسان العرب وما بين الأقواس من كلامي
    يبين كيف دارت مادة "سلف" على الذاهب الذي مضى بلا رجعة له ولا عودة،
    وكل ما ورد من لفظ "تقدم" يقصد به استعمال "سلف" بغير لفظه ليكون مفسرًا له ....
    مع ما بينهما من فارق في الاستعمال.
    سلف: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً: تقدَّم؛ وقوله:
    وما كلُّ مُبْتاعٍ، ولو سَلْفَ صَفْقُه،
    بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ
    إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة،
    [أي لا راجع ولا يُرد]
    وقوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثلاً للآخرين،
    ويُقرأُ: سُلُفاً وسُلَفاً؛
    قال الزجاج: سُلُفاً جمع سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى،
    ومن قرأَ
    سُلَفاً فهو جمع سُلْفةٍ أَي عُصبة قد مضت
    والتَّسْلِيفُ: التَّقديم؛
    وقال الفراء: يقول جعلناهم سلَفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون،
    الليث: الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع سَوالِفَ؛
    وأَنشد في ذلك:
    ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ،
    كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ
    وسَلَفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون،
    ومصدر سَلَفَ سَلَفاً مضى،
    والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ،
    [لأن كل عمل فعل لا سبيل لرده ليصبح كأنه لم يكن]
    والسَّلَفُ القوم المتقدّمون في السير؛
    قال قيس بن الخطيم:
    لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ،
    رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ
    [تمنى توقفه حتى يلحق به فقد مضى في سيره بلا توقف ]
    والسَّلُوفُ: الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء.
    [فالناقة المنطلق لورود الماء ماضية في سيرها إليه لا تتوقف ولا يردها راد لإبعادها عن طلب الماء]
    وأَسْلَفه مالاً وسَلَّفَه: أَقْرَضه؛
    [المال المسترد الذي يعطى لمحتاجه يسمى بأسماء عدة؛
    هو "دين"؛ لأنه يواصل به المدين أمره الذي توقف دونه.
    وهو "قرض"؛ لأن الدائن قطعه من ما له وأعطاه للمدين.
    وهو "سلم"؛ لتجاوزه الشدة التي وقع فيها.
    وهو "سلف" من الفعل "أسلف" وهمزته همزة سلب؛
    أي أن المال الذي دفعه مسترد راجع لصاحبه،
    وليس حال كحال الهدية والعطية وأمثال ذلك...
    فكل فعل منها قصد به صفة معينة وأداء المال واحد
    ]
    والسلَفُ أَيضاً: من تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل، واحدهم
    سالِفٌ؛ [والمقصود من مات منهم]
    ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه:
    مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ،
    وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ
    [والميت الذي مضى لا يلحق به الحي بعد الموت ولا يجتمع به، وإن مات بعده كميتته]
    السالفة صَفْحة العنق، وهما سالِفَتانِ من جانِبَيه، [ولا يلتقيان أبدًا
    ]
    والسلافُ: ما سال من عصير العنب قبل أَن يعصر، [ولا سبيل لرده وعودته إلى عنبته التي خرج منها]
    والسَّلِفُ: غُرْلةُ الصبيّ. الليث: تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْفَةً، [وهي التي تقطع في الختان، ولا ينشأ لحم جديد مكانها]
    وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَفَها: حَوَّلها للزرْعِ وسَوَّاها،
    [وبعد تسوية الأرض الوعرة وتسهيلها وإصلاحها لا تعود إلى حالها السابق في الوعورة أبدًا]
    وليس في النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ الرَّجلانِ؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي،
    التهذيب: السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه،
    والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج أَخَوان بامرأَتين.
    الجوهري: وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته،
    [لأنه لا تجتمعان الأختان في بيت أحدهما، ولو مات أحدهما أو طلقت إحداهما فلا يحل للآخر أن يضم إلى زوجته أختها. ]
    والسُّلَفُ: ولد الحَجَلِ؛ وقيل: فَرْخُ القَطاةِ؛ [لأن فرخ الحجل متى فقص من بيضه يفارق عشه بلا عودة له... فليس في حياته فترة حضانة. ]
    والسلْفةُ، بالضمّ: الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء،
    [السلف من أسلف الرباعي وهمزته همزة سلب، تسلب المعنى؛
    أي يصبح المعنى العودة للطعام مرة أخرى، بدلا من عدم العودة إلى الطعام لأنه لا يشبع منها
    ]
    والمُسْلِفُ من النساء: النَّصَفُ، وقيل: هي التي بلغت خمساً وأَربعين
    ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ؛ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ:
    فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى وكاعِبٌ ومُسْلِفُ
    [لأنه بعد هذا العمر يفوتها الحمل والولادة بلا عودة له لغالب النساء]
    والسَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
    لها سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ،
    حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا
    حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه.
    واشْتَهَرَ الإفالا: جاء بها تُشبهُه، يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل.
    [أي لا يسمح اجتماع فحل آخر معه في قطعيه من الإناث]
    فترى من استعمال مادة سلف في الأشياء التي يمتنع الاجتماع بينها بل انعدام ذلك بين الحي والميت الذاهب والهالك.
    فما نقل هو معظم ما ذكر في لسان العرب
    وأحببت نقله؛ لأن القواميس لا تفسر ولا تبين سبب التسمية، ولا الرابط الذي يربط بين كل المشتقات والمبنيات منه ... وهو استعمال الجذر.

    .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/06/2017 الساعة 10:50 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: لماذا أنا لست سلفيًا؟

    والمدرسة الإصلاحية التي أسسها جمال الدين الشيعي الفارسي الذي اشتر بجمال الدين الأفغاني لأنه عمل في إفغانستان للتعمية على حقيقته من قبل خليفته الشيخ محمد عبده
    وقد وضع الأفغاني خطته لمَّا وطأ أرض مصر وسنها لمن بعده، وصدره مليء بحقدين على الإسلام وعلى الصحابة؛ حقده كونه شيعيًا، وكونه ماسونًا.
    إفساد التفسير، وقد قال: القرآن لم يفسر بعد ... حتى يغير ويبدل فيه ويؤول آياته تبعًا لهواهم.
    إفساد الفقه : فقد جعلوا من التمسك بالمذاهب إلى لفظ قبيح "التعصب للمذاهب" وإحياء المتروك على أنها سنن مهجورة، وإلغاء إرث الأمة من الفقه عبر العصور الماضية حتى يتمكنوا من إدخال فتاوى جديدة حسب أهوائهم ومخططاتهم ويتقبلها للناس الذين لا انتماء لأي مدرسة منها.
    إفساد الحديث: وانعكس ذلك على محمد رشيد رضا برده بعض الأحاديث لأنه تفرد بها البخاري أو مسلم في صحيحيهما.
    إفساد التربية: بعدم الالتزام بسنه محدده كما كان يفعل الصحابة ، وتجفيف النوافل، بتضعيف أحاديثها ، والدعوة بعدم الاستمرار عليها، حتى السنن الرواتب أصبحت مهملة من الأجيال الجديدة.
    والنوافل هي التي تصنع أولياء الله تعالى ؛ كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه) صحيح البخاري.
    والمؤمن بؤدي الفروض لأن أداءها واجب عليه، ويتقرب إلى الله تعالى بما افترض عليه أي بالنوافل ليكون من أولياء الله تعالى المقربين.
    حتى أنه أدخل في مجمع اللغة من نصارى وغيرهم، وأدخلت ألفاظ كثير إلى اللغة العربية باسم التعريب وغير ذلك.
    وحال الأمة كما ترى .... أصبح من يعلم ومن لا يعلم من أئمة الناس
    يتدربون في أموالهم ودمائهم بتفسيراتهم
    النابعة من جهلهم الذي يغطيه ..ما أتقنوه من الخطابة وحشد النصوص في غير محلها
    ...

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/06/2017 الساعة 10:43 AM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: لماذا أنا لست سلفيًا؟

    أنا من هذه الأمة الإسلامية
    التي بدأت بالنبي صلى الله عليه وسلم
    وسارت الأمة على سنته إلى يومنا هذا
    وكرهت وصف عهد الصحابة والتابعين لهم بإحسان بالسلف
    وهم اللبنات الأولى التي نشأ عليها الإسلام
    وقام وانتشر وانتقل من قرن إلى قرن بعده
    وأحس بهذا اللفظ كأنه شتيمة لهم
    فهم أحياء بقدوتهم لنا وبدينهم الذي ما زال قائمًا فينا
    ولا حجة من استعماله بحسن نية عند لم يقف على حقيقته
    ولو نبه لأنتبه فلسنا أكثر منه حرصًا على دين الله

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/06/2017 الساعة 10:38 AM

  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: أنا لست سلفيًا ...لماذا؟

    ليس التخلص من مفاهيم أو استعمالات خاطئة بالأمر السهل ..
    وكلما راجعت الموضوع ..
    وأنا أحدث نفسي لعلي أخطات فيما توصلت إليه ...
    فما أزداد إلا يقينًا ... بأن هذه التسمية خاطئة ...

    كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : راعنا ... من الرعاية
    ولكن اليهود استخدموا اللفظ نفسه في الطعن والشتيمة للنبي عليه الصلاة والسلام ... يريدون بقولهم رعنا : سافهنا من الرعونة
    فأنزل الله تعالى آية فيها تهديد ووعيد لمن يتمسك باللفظ القديم الذي فيه إشكال؛
    : {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ..
    وقولوا انظرنا واسمعوا ..
    وللكافرين عذاب أليم ...{104} البقرة.

    وفيها هذا الموقف الذي سجله الله تعالى لنا قرآنًا يتلى
    ليكون نبراسًا لنا في التعامل مع مثل هذه المواقف ...
    فاستبدل لفظًا فيه إشكال بلفظ لا لبس فيه ..

    وحاولت أن أجد لفظًا غير لفظ سلفي بديلا له للمخلصين لدين الله تعالى
    فلم أجد خيرًا من القول :
    أنا من أصحاب السنة ،
    نحن من أصحاب السنة
    وليس من أهل السنة
    لأن أصحاب السنة هم الملازمين لها ... لأن الصاحب هو الملازم لما يصحبه
    أما أهل الشيء ... فهو الذي يعود إليه كلما فارقة ..
    وأهل الرجل : زوجه ؛ لأنه يعود إليها كلما خرج من البيت وفارقها لعمل أو في سفر أو لأي شيء ..
    وأهل الكتاب ... هم الذي يفارقونه ويعودون إليه متى شاءوا ...
    فهم لا يلتزمون به
    وهذه التسمية ...ذم لهم على الفعل ..

    ولا يجوز تسمية المسلمين بأهل الكتاب ....
    فالتسمية بأصحاب السنة هي الأدق ...
    وهي تسمية المخلصين لدين الله تعالى ...
    الملتزمين به ...
    ولا يتركونه ولا يفارقونه ..

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 01/06/2017 الساعة 10:35 AM

  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: أنا لست سلفيًا ...لماذا؟

    ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد مراد عارف
    تاريخ التسجيل
    27/05/2017
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: أنا لست سلفيًا ...لماذا؟

    سلف الشيئ سبق و السالف السابق و غفرت له ما سلف أي ما سبق منه من قول أو عمل و الله تعالى يقول أيضا :كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (الحاقة)أي ثواب ما سبق منكم من العمل الصالح بفضلي و رحمتي , أما التسمي بما ليس فيه ممنوع شرعا فهو من المباحات و الإلتزام به جائز مالم يجلب ضررا أو يفوت مصلحة و الإلزام به لمن لا يحبه غير ذي سند و مثله الدعوة إليه و الحض عليه و الإنكار على من تركه أو تكلم فيه أو غمز المتنطعين فيه و التحزب به و لكن إدراجه في الكلام مباح و استعماله كبقية الكلام لا جناح فيه ذلك أن مدار المعروف على لزوم العمل الصالح إذا قبله الرب العظيم و رضيه و هو أمر بعضه ظاهر و جله لا يعلمه إلا الله تعالى و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .


  8. #8
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: أنا لست سلفيًا ...لماذا؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد مراد عارف مشاهدة المشاركة
    سلف الشيئ سبق و السالف السابق و غفرت له ما سلف أي ما سبق منه من قول أو عمل و الله تعالى يقول أيضا :كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (الحاقة)أي ثواب ما سبق منكم من العمل الصالح بفضلي و رحمتي , أما التسمي بما ليس فيه ممنوع شرعا فهو من المباحات و الإلتزام به جائز مالم يجلب ضررا أو يفوت مصلحة و الإلزام به لمن لا يحبه غير ذي سند و مثله الدعوة إليه و الحض عليه و الإنكار على من تركه أو تكلم فيه أو غمز المتنطعين فيه و التحزب به و لكن إدراجه في الكلام مباح و استعماله كبقية الكلام لا جناح فيه ذلك أن مدار المعروف على لزوم العمل الصالح إذا قبله الرب العظيم و رضيه و هو أمر بعضه ظاهر و جله لا يعلمه إلا الله تعالى و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
    أشكر لأخينا أحمد عارف مروره وتعليقه
    إذا كان الله تعالى لم يستعمل "سلف" إلا وصفًا لأبغض الأشياء إليه
    فهل أسمي أنا أولياءه وأحب القرون إليه، ومن عظم طاعتهم لهم وحفظوا دينه وبلغوه "بالسلف" ؟!


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •