آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: بلاغ الرسالة ( دعوة الكافرين واليهود والنصارى )

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/10/2015
    المشاركات
    8
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي بلاغ الرسالة ( دعوة الكافرين واليهود والنصارى )

    بلاغ الرسالة ( للكافرين ولليهود والنصارى )
    ************************************************** ************************************************** **********
    .................................................. .................................................. ...............................

    أمر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ رسالته ويصدع بدعوته وأن يبدأ بنذارة أهل بيته وعشيرته وينذر الغافلين والكفار والمشركين
    وأن ينذر اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وكل الأمم والعالمين .
    يقول رب العرش العظيم : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } .. { وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا }.

    دعوة الغافلين والكفار والمشركين

    سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للعشيرة الأقربين وللغافلين والكفار والمشركين الحجة والمحجة وخاطبهم فى الدعوة بأوضح حجة . { قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا
    مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .
    نهاهم عماحرم الله واتخاذهم آلهة من دون الله . وشرح لهم فضائل الإيمان وقذف فى أسماعهم آيات القرآن .
    وذكّرهم بفطرتهم وما كان من شهادتهم بوحدانية الله الذى لاإله سواه .
    حثهم أن ينبذوا ماهم فيه من جهل وجاهلية وأن لايعبدوا أحجاراً لاتضرهم ولا تنفعهم وأن لايعكفوا على أصنام لا تملك
    لهم رزقاً ولاحياةً ولاموتاً ولانشورا .
    كشف لهم ماقصّه الله عليه من أنباء الغيب وما أصاب الأقوام الماضية والغابرة من عذاب وعقاب جزاء تكذيبهم
    لأنبيائهم ورسلهم للعبرة والإعتبار ولكى يتعظ منهم أصحاب العقول وأولى الأبصار .

    يقول الإمام الشافعى فى " الرسالة " : ( وعظهم صلى الله عليه وسلم بالأخبار عمن كان قبلهم ممن كان أكثر منهم
    أموالاً وأولاداً وأطول أعماراً وأحمد آثاراً فاستمتعوا بخلاقهم فى حياة دنياهم فآزفتهم عند نزول قضائه مناياهم دون
    آمالهم ونزلت بهم عقوبته عند انقضاء آجالهم ليعتبروا ويتفهموا بجلية التبيان ويتنبهوا قبل رِين الغفلة ويعملوا قبل
    انقطاع المدة وحين لاتؤخذ فدية ) .

    آمن من القوم :
    من كان لهم عقول يعقلون بها وقلوب بها يفقهون هداهم الله إلى الإيمان واتباع دين الإسلام .
    بعد أن كانوا يطعنون فى هذا الدين عند ظهور أمره استبان لهم رشدهم وأبصر لهم قصدهم فتابوا وأنابوا إلى الله .
    صاروا يقاتلون ويدافعون عنه بعد أن كانوا يحاربونه ويصدونه .
    هؤلاء هم الأبرار والصحابة الأخيار السابقون الأولون والصدر الأول فى الإسلام رضى الله عنهم أجمعين .
    أول من أسلم منهم بعد النبى صلى الله عليه وسلم :
    السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أبو بكر الصديق . ثم على بن أبى طالب . ثم
    عثمان بن عفان . ثم ابنتى أبو بكر :
    أسماء وعائشة . ثم زيد بن حارثة . والزبير بن العوام . وعبد الرحمن بن عوف . وسعد بن أبى وقاص .
    وطلحة بن عبيد الله . وأبو عبيدة بن الجراح . وحمز
    ة بن عبد المطلب . وبلال بن رباح . أبو سلمة عبد الله بن الأسد . وعبد الله بن مسعود . والأرقم بن أبى الأرقم
    وتبعهم من شرح الله صدورهم رضى الله عنهم
    وأرضاهم . كانوا يجتمعون فى دار الأرقم بن أبى الأرقم يتدارسون القرآن ويتعلمون الأحكام وشعائر الإسلام .
    ( هذه الدار كانت كائنة بجوار مسعى الصفا ثم دخلت فى توسعة بيت الله الحرام )
    ودار الأرقم هى الدار التى أعلن فيها سيدنا عمر بن الخطاب إسلامه بعد إسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد .

    وكفر منهم :
    من مرضت قلوبهم ولم يعقلوا فأعرضوا عما أنذروا وظلوا عاكفين على أحجار يتذللون لها يطلبون منها الحاجات وتفريج الكربات .
    كذبوا الصادق الأمين وهم مَن كانوا إليه يحتكمون وبما قضى به يسلمون .
    عبدوا مالايسمع ولايبصر ولايغنى لهم من الله شيئا يدّعون أنها تقربهم إلى الله وأنها ستكون شفعاء لهم فى يوم القيامة .
    { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
    نقضوا وناقضوا مايقولون به وزعموا أنهم لن يبعثوا وقالوا إن هى إلاحياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين وقالوا كيف نحيا بعد موتنا
    بعد أن نصبح تراباً وعظاماً بالية .
    استحوذ عليهم الشيطان وساروا على درب آبائهم فى ضلالهم وسلكوا سبيلهم دون فكر أو وعى ودون بصر أو بصيرة .
    ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ )
    جثت الظلمة على أبصارهم وأطبق الجهل على عقولهم وكفروا بمن خلقهم وبمن بيده ناصيتهم وحياتهم وموتهم .

    عمه أبو لهب وزوجته كانا من أشد الناس له أذىً وعداوة ومن ألد الخصوم له كيداً وشراً وضراوة .
    أبو جهل " أبو الحكم عمرو بن هشام " من أعتى العشيرة عناداً وتمرداً كان ذا غلظة شديدة ودهاء ومكر ومكيدة .
    وفود قريش تتوجه إلى أبى طالب عم رسول الله تطلب منه أن يكف محمداً عنهم وعن سب آلهتهم وتسفيه دينهم فيقول
    والله ياعم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الدين حتى يظهره الله ما تركته .
    عتبة بن ربيعة يقول أتانا محمد بأمر عظيم سفّه به أحلامنا وعاب آلهتنا يأمرنا أن نترك ما نعبد وما ألفينا عليه آباءنا إن كان
    يريد ملكاً ملكناه وإن كان يريد شرفاً سودناه وإن كان يريد مالاً أعطيناه .
    النضر بن الحارث يقول هلموا إلىّ أحدثكم بحديث أحسن من حديثه .
    شيبة بن ربيعة . والوليد بن المغيرة . والعاص بن هشام . وزمعة بن الأسود . وأمية بن خلف . والأخنس بن شريق .
    وأبى بن خلف . والعاص بن وائل السهمى . وعقبة بن معيط وغيرهم من المعاندين يتهكمون ويستهزئون ويجتمعون فى دار
    الندوة للكيد والتآمر على رسول الله وأصحابه للصد عن دعوته ومنعه من بلاغ رسالته .
    أخذتهم العزة بالإثم واتخذوا الشياطين أولياء لهم وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق .

    جعلوا لله شركاء من الجن . وجعلوا الملائكة إناثاً . وخرقوا له سبحانه وتعالى بنين وبنات . وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا
    قالوا إن محمداً سب آلهتنا وجاء بدين فرّق به بيننا وبين أولادنا وزوجاتنا يأمرنا فيه باعتزال ماكنا نعبد وما كان يعبده آباؤنا

    قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كاهن وأنه شاعر وأصابه الجنون . قالوا عنه بأنه ساحر ورجل
    مسحور . عجبوا وتعجبوا أن جاءهم من بينهم نبى ورسول . طلبوا أن يأتهم بآية تدل على أنه رسول .
    قالوا كيف يكون محمد مرسلاً لنا وهو بشر مثلنا يأكل كما نأكل ويشرب مثلما نشرب ويمشى كما نمشى فى الأسواق .
    قالوا كيف يكون برسول وهو لايملك كنز أو بيت من زخرف ولا يملك جنة من نخيل وأعناب أو جنة ذات أنهار .
    طلبوا أن يفجر لهم ينبوعاً من الأرض . أو ينزل عليهم عذاباً وكِسفاً من السماء . وأن يبدل لهم القرآن
    أو أن يأتهم بالله سبحانه وتعالى أو يأتهم بالملائكة مقترنين .

    قالوا عن كتاب الله بأنه أضغاث أحلام . وأنه سحر مستمر . وأنه يُملى عليه . وأنه من أساطير الأولين .
    قالوا لماذا لم ينزل هذا الكتاب على ملك من الملائكة أو على رجل عظيم .

    ساء ما يحكمون وتعالى الله عما به يصفون .
    إفك وافتراء وكذب واجتراء على رب الأرض والسماء وعلى كتاب الله وعلى نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم .
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهم الهداية وهم يصرون على الضلال والغواية .
    يطلب لهم النعمة وهم يصرون على العذاب والنقمة .

    آذوا الله ورسوله بعنادهم وكفرهم وضاق صدر النبى صلى الله عليه وسلم من قولهم .
    { نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } .. { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }
    عادوا نبى الله وخاصموه وأجمعوا على حصاره وحصار أصحابه وتعاهدوا فيما بينهم ألايبيعوهم أو يبتاعوا منهم
    ونشروا وثيقة وصحيفة قاموا ببثها بين القبائل .

    *****
    الإسراء والمعراج

    أُسْرِى برسول الله صلى الله عليه وسلم وعُرِج به إلى السماء . كان الإسراء والمعراج آية وقدرة من الله ومعجزة خارقة
    لكل قوانين ونواميس الحياة . أخبر رسول الله قومه بما كان من إسرائه ومعراجه وبما أراه الله فيه من آياته ومعجزاته .
    كذّبوه ولم يصدقوه وقالوا ماقالوا من افتراء وبطلان ومن إفكٍ وهَذَيان وبهتان .

    *****
    الهجرة

    أجمع هؤلاء الكفرة الفجرة على إخراج نبى الله من موطنه ومكان مولده وعزموا وعقدوا النية أن يخرجوه أويقتلوه
    أويمنعوه من الدعوة .. وما كان إجماعهم فى إخراج نبىهم من بينهم إلا رِفعة للإيمان ونشرٌ لدين الإسلام .
    أمر الله نبيه ورسوله أن يهاجر من مكة إلى المدينة .
    أوحى الله إليه طريق هجرته وأراه سبحانه وتعالى مكان بيته وموضع مثواه ومقر مسجده . وأقسم الله له بآلائه وجلاله
    وبعزته وسلطانه بأنه سوف يعيده إلى موطنه ومكان مولده . { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } .

    ( عاد نبى الله ومصطفاه بفتح عظيم ونصر مبين فى فتح مكة وأتت الناس أرسالاً ودخلوا فى دين الله أفواجا ) .
    ابتدع الكفار والمشركين الكيد والمكر وبطلت حجتهم . أعيتهم الحيل ودمغ الحق باطلهم .
    ...

    اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق والصديق وصاحبه فى الطريق أبو بكر الصدّيق رضى الله عنه وأرضاه .
    ( المسافة بين مكة والمدينة تزيد عن أربعمائة كيلو مترا )
    تعقبهما الكفار والمشركين . دخلا غار ثور ( ويوجد فى أعلى جبل ثور بمكة المكرمة ) ومكثا فيه ما مكثا ونجاهما الله .
    { إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }

    سلك النبى وصاحبه دروب وطرقات مكة الوعرة والقفرة سلكا جبالها وتضاريس أوديتها وكثبان
    رملها . فى لهيب الشمس وسعيرها أو شدة وقسوة بردها واتصال لفحات هوائها وعواصف رياحها .
    سلكا الصحراء النائية والفيافى القاحلة الشاسعة والبرارى الممتدة والبيداء الرحبة المتسعة .
    سارا فى البيداء المظلمة المخيفة الموحشة وفى دجى ليلها بحلكته وظلمته الدامسة إذا مامد رواقه
    فيها وأسدل ستائره عليها أو فى سنا قمرها وضياه إذا مانفض أضواؤه وتلألأت أنواره وعلا وازدهى .
    ...
    وطِىء النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم أرض يثرب فأضاءت وأنارت بمقدِمه ( المدينة المنورة ) .
    استقبله الموحدون من أهل الكتاب ( من اليهود والنصارى ممن كانوا على ملة التوحيد ) . فقد كانوا يترقبونه وينتظرونه
    ويدركون مبعثه . استقبلوه عند ثنية الوداع بالبهجة والفرحة والسرور يتقدمهم أبو أيوب الأنصارى .
    استقبلوه مستبشرين متهللين منشدين :
    طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ... وجب الشكر علينا ما دعا لله داع .
    أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع ... جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع .

    استقبلوه بالنصرة والإيمان واتباع دين الإسلام فكانوا هم : ( الأنصار )
    وأتى إليه أصحابه الأبرار الكرام من مكة إلى المدينة حيث هجرته ( المهاجرين )
    يقول رب العالمين : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
    وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    كانت يثرب هى الدار التى جمعت وآخت بين المهاجرين والأنصار رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين .
    أتى نبى الله على قباء ووضع لبنة أول مسجد بنى فى الإسلام وهو مسجد قباء وأتم أصحابه فيما بعد البناء .
    صلى صلاة الجمعة فى منازل بنى سالم بن عوف ( مسجد الجمعة أو مسجد الوادى وهو على مقربة من مسجد قباء ) .
    نزل عليه الصلاة والسلام بدار أبى أيوب الأنصارى . وأقيمت داره وموضع حجرته وبُنى مسجده النبوى الشريف .
    نزل أمر الله تعالى ( فى مسجد القبلتين ) بتحويل قبلة الصلاة من الوجهة التى كان المسلمون يتجهون إليها فى صلواتهم
    نحو الصخرة المقدسة بالمسجد الأقصى الشريف ببيت المقدس إلى الكعبة المشرفة والمسجد الحرام بمكة المكرمة .
    { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }.
    ...
    كان أهل يثرب ومن حولهم من شتى القبائل ومختلف البلدان لا يحكمهم سلطان ولايربطهم نظام .
    قبيلتى الأوس والخزرج من أكبر القبائل فى المدينة . قبيلة الأوس يتزعمها سعد بن معاذ . وقبيلة الخزرج يتزعمها سعد
    بن عباده . والعلاقة بين القبيلتين كانت علاقة خصومة وعداء وثأر وانتقام .
    بإسلامهم ألف الله بين قلوبهم وصاروا متعاونين متضافرين اتصل حبلهم والتأم شملهم يرمون أعداء الدين عن يد
    وساعد ويرصدون لهم إرصاد رجل واحد .
    عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلحاً وحلفاً بين القبائل سماه المؤرخين باسم " الصحيفة "
    وقالوا عنها بأنها كانت تجمع بين مختلف كل أطياف المدينة .

    *****
    دعوة قوم بنى إسرائيل من اليهو والنصارى

    دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى إلى الإيمان واتباع ودين الإسلام .
    كان الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى يعرفون نعت رسول الله وصفته كما يعرفون أبناءهم .
    وكانوا يستفتحون برسول الله على أهل الكفر ويخبرونهم بأن الزمان قد آن وحان لمبعث النبى الأمى ( من أم القرى ) العربى وأنه ناصرهم
    عليهم لما كانوا عليه من التوحيد وماكان عليه أهل الكفر من الشرك والضلال . يقول جل شأنه :
    { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ } .

    يقول ابن هشام فى كتابه "السيرة النبوية" : ( قال ابن اسحق وحدثنى عاصم بن عمرو بن قتادة الأنصارى عن رجال
    من قومه كنا أهل شرك وأصحاب أوثان وكانوا هم أهل كتاب عندهم علم ليس لنا فإن نلنا منهم ما يكرهون قالوا لنا
    لقد تقارب زمان النبى الذى سيبعثه الله فينا وسوف نقتلكم قتل عاد وإرم فلما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعانا إلى
    الله أجبنا فآمنا به وكفروا به ) .

    كانوا يعلمون أن الدين الجديد سيضع عنهم إصرهم ويحررهم من الأغلال التى أنزلها الله عليهم فى شريعتهم
    مثل قتل النفس لقبول التوبة . وتحريم أكل كل ذى
    ظفر من الطير والأنعام . وأنه سوف يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبث والخبائث مثل أكل الخنزير
    وشرب الخمر . يقول عز وجل : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
    وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم }.
    ...
    آمن من القوم :
    من كانت لهم عقول يعقلون بها وقلوب يفقهون بها صدقوه ووآمنوا بما أنزل الله إليه ..
    وكذلك من كانوا على ملة التوحيد ملة أبيهم إبراهيم وإسحق ويعقوب فقد كانوا يترقبون مولده وينتظرون مبعثه .
    { وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ }.

    وأعرض منهم :
    من ظلموا أنفسهم وقست قلوبهم .. كذبوه وجحدوه بغياً وحسداً فشقوا شقاوةً لن يسعدوا بعدها أبدا .
    نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لايغلو فى الحق وأن يسلكوا طريق الصدق .

    دعاهم أن يؤمنوا بأن الله واحد أحد لاشريك له ولاولد . وألا يتبعوا أهواءهم وما ورثوه وألِفوه عن آباءهم .
    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً } .
    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

    زعموا أن الله قد أوصاهم وأخذ العهد عليهم بألا يؤمنوا بنبى أو رسول حتى يأتيهم بقربان تأكله نار من السماء .
    { قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ
    قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

    طلبوا من رسول الله أن يأتهم بكتاب من السماء لكى يوقنوا بما أنزله الله ولكى يؤمنوا ويصدقوا بأنه نبى ورسول .
    { يَسْألكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً }

    خلطوا كلامهم بكلام الله واشترواْ به ثمناً قليلاً بما غيروه ومابدلوه فى الإنجيل والتوراة . واتخذوا أحبارهم ورهبانهم
    أرباباً من دون الله . واتبعوا ما أسخط الله . وادّعوا أنهم أحباءٌ وأبناءٌ لله .
    قالت اليهود : عزير بن الله . وقالوا أن يد الله مغلولة . وأن الله فقيرٌ وهم أغنياء . وقالوا قلوبنا غُلْف مقفلة ومغطاة عن
    الإيمان . وقالت النصارى : إن الله ثالث ثلاثة . وقالوا المسيح بن الله . وقالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ..
    { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ }
    { وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ }

    ألبسوا الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون .. ساء ما يحكمون وتعالى الله عما يصفون .
    كشف لهم رسول الله ما أخفوه فى صدورهم من تجاهلهم وادعائهم عدم معرفته وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .
    { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ }

    بين لهم جحودهم لماوصاهم به أبيهم إبراهيم وأبيهم يعقوب " إسرائيل " بألايموتوا إلا موحدين وعلى دين الإسلام .
    { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }

    أخبرهم رسول الله بما كان من قتلهم لأنبيائهم ورسلهم وبما بشرهم به نبيهم سيدنا المسيح عيسى عليه السلام .
    أظهر لهم تحريفهم لما أنزل الله فى التوراة والإنجيل ونقضهم لما أخذه الله عليهم من العهد والميثاق بالإيمان برسالته .
    { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } .

    بين لهم أن المسيح عيسى بن مريم نبى ورسول وبشر مثلنا خلقه الله كما خلق سيدنا آدم وأن قولهم عنه يماثل
    ويضاهى قول الكفار فى شركهم .{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } .

    أخبرهم أنْ لو كان لله ولداً لكان عليه الصلاة والسلام له من أول العابدين . وأنْ لو أراد الله
    أن يصطفى ولداً من خلقه وعبيده لاصطفاه فهو الإله .. { قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ }.
    { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .

    نهاهم عن الميل والزيغ عن صراط الله المستقيم ودينه القويم وأظهر مايكتمونه ويسرّونه من الحقد والبغض والعداوة
    لإيماننا برسلهم وأنبيائهم وبما أنزل الله إلينا وإليهم .
    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ }.

    كشف بطلان زعمهم ومايدّعونه عن أنبياء ورسل الله بأنهم كانوا يهوداً ونصارى وقولهم بأن الخليل إبراهيم كان يهودياً
    وكان نصرانياً وعليه السلام كان حنيفاً مسلماً موحداً بالله وقد أرسله الله قبل الديانة اليهودية والنصرانية .
    { أ َمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} .

    قصّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنباء ماسبق فى سالف العصور والأزمان وماحاق بالأقوام الغابرة وما
    أصابهم من من جزاء وعقاب . وبين رحمة الله بهم بإمهالهم وتأخير عذابهم علّهم يؤمنوا بأن الإسلام هو دين الله .

    أخبرهم بأن الله أنزل القرآن مهيمناً على كل ماسبقه من كتاب وأنه جاء مصدقاً لما معهم ولما نزل من قبل على جميع
    الرسل والأنبياء . وأنه لانبى ولارسول من بعده . وأن الإسلام هو آخر الرسالات والأديان .. ولكن :

    وعر عليهم طريق الحق وغاب عنهم اتباع الصدق ..

    ما كان منهم إلا الشرك والعصيان والجحود والنكران .
    زاغوا فأزاغ الله قلوبهم وحُقّ عليهم قول الله : { وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهم الهداية وهم يصرون على الضلال والغواية . يطلب
    لهم الفضل والنعمة وهم يصرون على العذاب والنقمة .. قالوا ماقالوا ومايقولون به إفكاً وزوراً فاقترفوا ويقترفون إثماً وحوباً كبيراً .

    ( وسيقول مثل قولهم من اتبع إفكهم وسار على دربهم وماهم ببالغى مرادهم كما لم يبلغه أسلافهم ) . يقول عز وجل :
    { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } .
    .................................................. .................................................. ........
    ************************************************** ************************************************** *****
    سعيد شويل

    التعديل الأخير تم بواسطة سعيد شويل ; 06/11/2015 الساعة 03:34 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •