آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف نفهم النسيان في قوله تعالى : اليوم ننساكم

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    Shar7 كيف نفهم النسيان في قوله تعالى : اليوم ننساكم


    كيف نفهم النسيان في قوله تعالى : اليوم ننساكم
    في قوله تعالى: { وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا {34} الجاثية.
    معنى النسيان قائم على التأخير والبعد والفصل والإخراج
    ومنه تأخير ذكر الشيء بعد انفصال وخروجه وقت الأخذ به.
    وأخوات الجذر (نسي) مما يشترك معه في حرفا النون السين الأصليان مع أحد حروف العلة، تشترك معه أيضًا معه في معنى التأخير والإخراج
    فالنسيئة من مادة (نسأ): هو تأخير المشركين في الجاهلية لشهر المحرم بعد زمنه؛ أي بعد صفر أو ربيع أو جمادى. قال تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر{37} التوبة.
    والمنسأة كذلك من مادة (نسأ) : وقد أخرت علم الجن بموت سليمان عليه السلام حتى خر بعد أكل دابة الأرض (الأرضة) لها، وقد كان متكأ عليها قبل وبعد موته وكأنه حي مستمر في قيامه.
    قال تعالى: { ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته {14} سبأ.
    والنساء والنسوة من مادة (نسو) : ومقامهن مؤخر بعد مقام الرجال شرعًا في كثير من التكاليف والواجبات وكذلك في المجتمعات البشرية.
    : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم{34} النساء.
    والإنس من مادة (أنس) : وهم الجنس الثالث الذي تأخر خلقهم بعد الملائكة والجن؛ في العبادة وحمل التكاليف.
    والاستئناس بالشيء يأتي متأخرًا بعد الحذر منه بسبب الجهل به وعدم معرفته والوقوف على حاله قبل الأُنس به.
    والأسنان من مادة (سنن) : وعملها بقضم شيء من المأكول وفصله عن بقيته وإبعاده في داخل الفم.
    ومن المادة نفسها (الأسنة) : التي تبعد الأعداء بالطعن بها.
    والسُّنَّة : ما يستجد من الأمور والعادات التي يبعد بها الناس على ما اعتادوه وكانوا عليه من قبل.
    أما السنة فهي من مادة (سنه) مع أنها منفصلة وذاهبة بلا عودة.
    والسنا أو السناء من مادة (سنو) الضوء الساطع الذي يخرج من النار والبرق وينفصل بعيدًا عنها إلى منتهاه بلا عودة.
    [*]
    النسيان يكون عن غفلة، ويكون مقصودًا
    [*]التأخير في النسيان يكون بسبب الغفلة عن الأمر أو الشيء، أو عن الموعد المضروب له.
    كما في قوله تعالى؛
    : {واذكر ربك إذا نسيت {24} الكهف.
    : {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين{68} الأنعام.
    : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا {286} البقرة.
    : { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربًا {61} الكهف.
    : { فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره {63} الكهف.
    : { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا {73} الكهف.
    : { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزمًا {115} طه.
    : {فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي {88} طه.
    : {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم {78} يس.
    : { ثم إذا خوله نعمة منه نسي من كان يدعوا إليه من قبل {8} الزمر.

    : { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه {57} الكهف.
    وفي تمني مريم عليها السلام الموت قبل الحمل بعيسى عليه السلام فيغفل الناس عنها ولا يذكرونها.
    : {قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا {23} مريم.
    وقد نفى الله تعالى أن يكون منه نسيان عن غفلة عما يحدث في ملكه ومع خلقه؛
    : {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا {64} مريم.
    : { قال علمها عن ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى {52} طه.
    وقد يكون النسيان مقصودًا لذاته بسبب كفر الكفار والمشركين أو نفاقهم. وقد يفهم عن غفلة كذلك؛
    : { ولا تنسوا الفضل بينكم {237} البقرة، { ونسوا حظًا مما ذكروا به {13} المائدة، {فنسوا حظًا مما ذكروا به {14} المائدة، { فلما نسوا ما ذكروا به {44} الأنعام، {165} الأعراف، { حتى نسوا الذكر وكانوا قومًا بورًا {18} الفرقان، { لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب{26} ص. { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون {44} البقرة. {بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون {41} الأنعام. {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا {77} القصص. { سنقرئك فلا تنسى {6} الأعلى.
    ويكون النسيان بتأخير أمر الله تعالى وإبعاده، وعدم طلب رضا الله بالطاعات واجتناب النواهي.
    وذلك بتقديم غير الله تعالى وطاعته وعبادته وتقديم الهوى والملذات على الإيمان الله والعمل بأمره
    والجزاء على ذلك بتقديم الله تعالى أهل طاعته يوم القيامة وإدخالهم الجنة
    وتأخير أهل الكفر والشرك والنفاق وإبعادهم في النار
    : ﭽ {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون{67} التوبة.
    : {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى {126} طه.
    : {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم {14} السجدة.
    : {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا {51} الأعراف.
    والله تعالى يبعد ويترك من ترك وفارق أمر الله تعالى وطاعته من الفاسقين؛
    كما في قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون{19} الحشر.
    أما النسيان للآيات الواردة في آية البقرة: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها {106} البقرة.
    فإن ما عند أهل الكتاب قد قسمه الله تعالى إلى ثلاثة أقسام ؛
    - قسم حق قد نسخه الله تعالى في القرآن الكريم بكلماته وليس بكلمات البشر الواردة في كتبهم. والنسخ يكون بإحلال شيء مكان شيء، فالشمس تنسخ الظل وتحل بضوئها مكانه، والآية في القرآن في نظمها ومعناها تحل محل مثيلاتها في المعنى مما ورد في كتب أهل الكتاب، ويحل العمل بالحكم الجديد محل حكم سابق قد نسخ بالذي نزل بعده.
    وقد أغنى ما في القرآن من الرجوع إلى مثله في كتب أهل الكتاب.
    - وقسم ثانٍ : قد عفا عنه، ولم تعد الحاجة إليه قائمة؛
    وهو الوارد في قوله تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرًا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير {15} المائدة.
    والانشغال بما عفا الله عنه هو من باب اللهو والعبث .
    - وقسم ثالث : باطل أضيف لكتبهم بفعل أيديهم ؛
    : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون {79} البقرة.
    والقسم الثاني والثالث مما ورد عندهم، هما مما أخر وأبعد عن ذكره في القرآن .... وهذا هو النسيان له.
    وقد جاءت هذه الآية السابقة لها والتي ذكر فيها كفرهم بما أنزله تعالى على محمد  وتمنيهم عدم نزوله، والله تعالى قد نسخ شيئًا، ونسي شيئًا، وجاء بشيء بمثل ما عندهم ، وجاء بخير مما عندهم؛
    : {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم{105} ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن تعلم أن الله على كل شيء قدير{106} البقرة.
    وما عند أهل الكتاب إما أغنى عنه ما في القرآن، وإما لم تعد الحاجة قائمة له، وإما باطل يُحذر الوقوع فيه .... فمن السلامة ترك كل ما عندهم وعدم النظر فيه.
    فالنسيان هو التأخير،
    وأسباب التأخير؛ إما من الغفلة وعدم الذكر، والله تعالى منزه عن مثل هذا.
    وإما أنه مقصود لأجل العقاب، فيكون بالتأخير والإبعاد، وهو ما أراده الله تعالى في نسبة فعل النسيان إليه في جزاء الكفار والمنافقين الذين أخروا وأبعدوا أمر الله عن أفعالهم عن قصد وإرادة.
    ونسأل الله تعالى أن يغفر لنا إن أخطأنا أو نُسِّينا، ولا نقول نسينا؛ لأنه إن كان التأخير منا فهو مقصود منا ومتعمدين له، والعقاب عليه شديد، وإن كان من فعل الشيطان بنا؛ فمغفور لنا مع الرجوع والتوبة.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 05/09/2016 الساعة 07:49 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: كيف نفهم النسيان في قوله تعالى : اليوم ننساكم

    من لا يفهم النسيان على حقيقته
    يسيء فهم نسيان الله للكافرين


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •