آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هل تعلم كيف تنقص الأرض من أطرافها ؟

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    Shar7 هل تعلم كيف تنقص الأرض من أطرافها ؟

    كيف تنقص الأرض من أطرافها ؟

    قال تعالى : { أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب {41} الرعد.
    وقال تعالى : { بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون {44} الأنبياء.
    لكي نفهم كيف تنقص الأرض من أطرافها .... يجب عليها أن نفهم فهمًا صحيحًا محددًا لفعل " نقص" ولسبب تسمية "الطرف" بهذه التسمية، ولسبب تسمية "الأرض" باسمها.
    النقص هو عدم بلوغ الشيء حده المطلوب أو المقدر له.
    وليس النقص هو الأخذ من الشيء بعد تمامه وكماله، أو مما دام عليه حاله.
    فنقص العمر في قوله تعالى : {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير{11} التوبة.
    هو عدم بلوغ العمر المقدر لأقرانه بلوغه. وليس النقص يكون بعد البلوغ.
    والنقص من الأموال والأنفس والثمرات في قوله تعالى : {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين {155} البقرة.
    وفي قوله تعالى : { ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون {130} الأعراف.
    هو عدم بلوغ النبات الخصب والنماء والعطاء من الثمار كالمعتاد لأمثالها، ولا بلوغ الأنفس عمر أمثالهم بالموت صغارًا أو شبابًا.
    والنقصان من قيام الليل في قوله تعالى : {يا أيها المزمل {1} قم الليل إلا قليلاً {2} نصفه أو انقص منه قليلاً {3} المزمل.
    هو قيامه بأقل من نصف الليل، فلا يبلغ في قيامه حد النصف.
    والنقص من العهد في قوله تعالى : { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئًا {4} التوبة.
    هو عدم الوفاء بشروط العهد ونقضها قبل بلوغ نهاية المدة المضروبة فيه.
    والنقص في المكيال والميزان في قوله تعالى : {ولا تنقصوا المكيال والميزان {84} هود.
    هو اللعب في حجم المكيال فيكون أقل من الحجم الصحيح، فما يشتريه الشاري لا يبلغ مقدار الكيل الذي طلبه وأراد شراءه.
    وكذلك كتلة المثقال تكون أقل من وزن المعايير الصحيحة المتداولة، فما يشتريه الشاري لا يبلغ مقدار الوزن الذي طلبه وأراد شراءه،
    ولا يفهم أنه يؤخذ من الشيء بعد كيله بالمكيال أو بعد وزنه بالميزان، لأن ذلك يكون تلاعبًا مكشوفًا لا يقبله الشاري ولا يسكت عنه.
    ونقص الأرض منهم في قوله تعالى : { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ {4} ق.
    يحتمل أمرين ؛
    الأمر الأول : أن التربة الخاصة التي يخلق منها الإنسان لا يتكرر تداولها في أجساد الآخرين بعد موت الإنسان كباقي التراب الذي له دورة في حياة النباتات والكائنات الحية. قال تعالى : {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض {32} النجم.
    الأمر الثاني : أن الله تعالى جعل لحياة الإنسان حدًا ينتهي إليه بالموت، ولم يجعله مخلدًا فيها، وإلا لازدحمت الأرض بالناس وما وسعتهم على الحال التي هي عليه الآن.
    وفي كلا الأمرين وقف لاستعمال تربة الإنسان في غيره، ومنع الاستمرار لحياته بلا انتهاء.
    أما الطرف فقد جاء وصفًا لأشياء متعددة ؛
    الأول : حد إرسال النظر بالعين، وليس هو العين؛
    قال تعالى : { وعندهم قاصرات الطرف عين {48} الصافات.
    وقال تعالى : {وعندهم قاصرات الطرف أتراب {52} ص.
    وقال تعالى : {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان {56} الرحمن.
    فالحور يقصرن حد إرسال نظرهن على أزواجهن، وقد ذكرن بهذا الوصف في مجالس الرجال وفيهم أزواجهن.
    وقال تعالى : { مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء {43} إبراهيم.
    الذي ينتظر العذاب يرسل نظره يبحث عن مخرج له ينجيه من هول ما ينتظره، ولا يرده لأنه لا يجد ما يطمئن به قلبه، فأفئدتهم هواء.
    وهم من شدة ذلهم ينظرون من طرف خفي؛
    قال تعالى : {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي {45} الشورى.
    وقال تعالى : { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرًا عنده قال هذا من فضل ربي {40} النمل.
    فما أن انتهى كلامه حتى كان عرش بلقيس بين يديه وقبل أن يرتد طرفه.
    العين لا ترتد إنما الطرف هو الذي يرتد؛ فأنت ترسل نظرك للبعيد ثم القريب، ولليمين ثم للشمال، وتحبسه باغماض العين أو حبسه لا تريد النظر.
    وبين الشعر الذي قاله جرير
    إن العيون التي في طرفها حور
    قتلننا ثم لم يحيين بعد قتلانا
    فالطرف في البيت غير العين
    والحور هو من الإحاطة، ومنه إحاطة بياض العين بسواده، فقد أحاطته بطرفها وليس بعينها
    ويروى البيت؛ في طرفها حول، أي أنها تحول طرفها عنه وهي مهتمة فيه وتراه من إدلالها عليه، أو حتى لا تلام على فعلها.
    الثاني : طرف النهار وهو الحد الأبعد عن الوسط
    قال تعالى : { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل {114} هود.
    وللنهار طرفان؛ هما أول النهار وآخره، وهما أبعد النهار عن وسطه حيث يكتمل في الظهيرة. وحركة الناس من بيوتهم وإليها تكثر أول النهار وآخره.
    الثالث : الطرف من الناس : وهم الذي ازدادوا في أفعالهم أو مكانتهم
    قال تعالى : { ليقطع طرفًا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين {127} آل عمران.
    وكان أكثر القتلى في بدر من زعمائهم ، حتى أن أنصاريًا قال: لم نقتل إلا شيبانًا صلح. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: أولئك الملأ من قريش لو رأيت فعالهم احتقرت فعالك أو كما قال عليه السلام.
    أما الأرض فهي وجه هذه الكرة الذي يقبل الماء وينبت النبات ، وانحصر بقيتها فيه، وما في داخلها لا يقبل الماء ولا ينبت النبات، ولذلك لم تثن الأرض ولم تجمع في القرآن الكريم المعجز في نظمه وبيانه؛ لأن بقية ما في داخلها من طبقات لا تحمل صفة وجهها في قبول الماء وإنبات النبات.
    والأرض شاملة للبر والبحر؛
    فوجهها إما مغطىً بالماء وإما مغطىٍ بالهواء
    والمقصود بأطرافها؛
    إما ما امتد منها في السماء وهي الجبال ،
    وإما المقصود بكل وجهها؛ ما غطاء الماء وما غطاه الهواء.
    أما الجبال فهي ترتفع كما يقول العلماء ثلاثة أمتار كل مائة عام، وأعمارها طويلة جدًا ولو تركت ترتفع بلا موقف لها لأصبح ارتفاعها عشرات الكيلومترات، ولكن عوامل التعرية والنحت والتجوية تمنعها من بلوغ ذلك.
    والجبال التي توقف ارتفاعها ظلت في انحطاط حتى صارت تلالاً أو بمستوي ما حولها.
    أما إن أريد وجهها كله؛ فإن منعت من الامتداد الذي يعظم حجمها،
    وقد ذكر في القرآن أن الأرض مدت سابقًا ثلاث مرات،
    قال تعالى : {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي {3} الرعد.
    وقال تعالى : {والأرض مددناها وألقينا في رواسي {19} الحجر، {7} ق.
    وهناك مد رابع يوم القيامة.
    قال تعالى : {وإذا الأرض مدت {3} وألقت ما فيها وتخلت {4} الانشقاق.
    وعدم المد مع وجود أسبابه يولد ضغطا هائلاً قد يفجر الأرض؛
    يفسره قوله تعالى : {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليمًا غفورًا {41} فاطر.
    وقد يكون السبب في زيادة سرعة الأرض الزائدة حول محورها هو لمعادلة الضغط الهائل في باطنها.
    وهناك احتمال ولا أراه قويًا وقد ذُكر، وهو تفلطح الأقطاب وقصر القطر الواصل بينهما، ومنعه من بلوغ الطول الذي عليه القطر المار بخط الاستواء ؛ لأن هذا الاختلاف بينهما على حساب بعضهما البعض.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 09/09/2016 الساعة 06:04 PM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •