أرض العرب كانت وستعود مروجاً وأنهاراً

الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُنة

قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً )
رواه مسلم.



الدلالة النصية:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن حقيقتين هما :
الحقيقة الأولى: تتعلق بالماضي ومضمونها أن أرض العرب كانت جناناً وارفة الظلال فيها أنهار
والحقيقة الثانية: تتعلق بمستقبل الزمان ومفادها أن هذه الأرض ستعود جنات وارفة الظلال تجري في ربوعها الأنهار.

الحقيقة العلمية:
في منتصف القرن العشرين بدأ العلماء يدرسون ما يسمونه دورة الطقس أو دورة المناخ، ووجدوا أن هنالك دورات يمر بها طقس الأرض، ووجدت كذلك شواهد على مرور الأرض دوريا بعدد من العصور الجليدية، فقد توصل المختصون مثلا إلى أن قارة أوروبا كانت مغطاة بطبقات من الجليد يبلغ سمكها مئات الأمتار منذ أكثر من عشرة ألف سنة، وقد وجدت شواهد كثيرة على أن الحزام الذي يشمل الصحراء العربية كان بالفعل يوما ما غني بالمطر والمروج الخضراء، وأيد المسح بالأقمار الصناعية لمنطقة الربع الخالي هذا النبأ العجيب الذي مفاده ما يلي:
قال الدكتور ماكلور McClure في أطروحته للدكتوراه عام 1984 في لندن:
"إن منطقة الربع الخالي تشكلت قبل حوالي مليوني سنة، ولكن هذه الصحراء لا تبقى على حالها بل تتبع نظاماً جيولوجياً مدهشاً. حيث نلاحظ أن الأنهار والغابات تغطي هذه المنطقة كل فترة من الزمن"وقال:
"قبل 37 ألف وحتى 17 ألف سنة كانت مغطاة بالمروج والأنهار العذبة، ثم بعد ذلك حدث تغير في المناخ ، وتشكلت الصحراء من جديد، وبعد ذلك أي قبل حوالي 10 آلاف إلى 5 آلاف سنة عادت وغُطيت بالمروج والغابات والبحيرات والأنهار، وهكذا وفق دورة عجيبة!، وقد عثرنا في منطقة الربع الخالي على أسنان لفرس النهر، وكانت بحالة جيدة، وعثرنا على آثار لمخلوقات نهرية عديدة وحيوانات مثل الجمال والخراف والغزلان كانت ترعى ذات يوم"!، وتساءل قائلا:
"هل يمكن للأمطار أن تعود بغزارة إلى منطقة الربع الخالي فتعود البحيرات والمروج والأنهار من جديد؟،
وهو كمتخصص يرجح أن تعود الأمطار وتعود البحيرات والمروج إلى هذه المنطقة في وقت ما في المستقبل،
ووجد الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، أن نهراً كان يمتد لمسافة طويلة قد دفنته رمال الصحراء في الربع الخالي، وهذا النهر كان موجوداً قبل ستة آلاف سنة ويبلغ طوله 800 كيلو متر، وكان هذا النهر ينبع من جبال الحجاز ويمتد ويتفرع إلى دلتا تغطي أجزاء كبيرة من الجزيرة حتى يصب في البحر.
وقد قال الدكتور بلوم Ron Bloom من وكالة ناسا إن أول مرة في التاريخ يعلم فيها الناس أن الجزيرة العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار كان في عام 1972 من خلال الصور الملتقطة بواسطة القمرالصناعي لاندسات1 Landsat-1 حيث مكنتنا هذه التقنية الحديثة من رؤية ما لم يره أحد من قبل، ثم التقطت في عام 1981 بعض الصورللمنطقة أكدت وجود آثارلمجاري أنهار وفي عام 1994 تأكدت هذه الحقيقة .

وجه الإعجاز:
بعد ما ذكرناه من حقائق بصدد تاريخ أرض الجزيرة العربية، وأن البحوث الجيولوجية الدقيقة أثبتت أنها كانت غنية بالجنات الوارفة والأنهار الجارية، كما أنها نتيجة البحوث المستفيضة في علوم الطقس والدورة المناخية ستعود حتماً إلى ما كانت عليه، فإن ذلك يدل بشكل قاطع أن المتكلم (صلى الله عليه وسلم) إنما يخبرنا بوحي من الله وبذلك نكون أمام مثال من أمثلة الإعجازباستحالة علم الناس في زمن التنزيل بذلك كله .