خالد يوسف كمخرج هو عبقري وصل بأعماله إلى رتبة فكرية وإصلاحية عالية تشهد له جوائزه الدولية والمحلية، وكمعارض سياسي هو شرس جدا خاض معارك تيران وصنافير ويونيو ببراعة..لكنه كإنسان يبدو أنه لم ينجح في ضبط أفعاله حتى أسقطوه.
مجتمعاتنا لا تفصل بين هذه الأشياء
في أمريكا والغرب مثلا تظل علاقة الرئيس وأي سياسي الية حق شخصي له، لكنه يُحاكَم إذا أخل بواجباته أو كذب أو سرق للإنفاق على ملذاته الشخصية..
لست ممن يؤمنون بشيوع الفاحشة في عالم الفن، هذه من رواسب ازدراء الفنون مطلع الثمانينات تحت سطوة الجماعات وتحريض الشيوخ وتكفير السينما، لكن للأسف..قضية خالد يوسف أصبح مادة خصبة لشرعنة أي اتهام للفن ورواده بالانحلال الأخلاقي وغياب الرسالة..
وتظل جماعة الإخوان أكبر المستفيدين مما حصل، فخالد يوسف لديهم يمثل العقل المدبر لإخراج ما تسميه "مسرحية يونيو" ولا أظن أن تدمير خالد يوسف سينفع النظام المصري بشئ..هذا كان واجهة مهمة لإثبات وجود المعارضة وتبعيته لأجهزة الأمن، لذلك لا أعتقد أن هناك مؤامرة عليه بنشر أفلامه الإباحية..الرجل أخطأ وسيتحمل تبعات أخطائه.
أما متى سيعود..فهو شخص عنيد جدا وشجاع..سيصل لمرحلة ما يعترف بكل أخطائه ويعود بصورة المذنب التائب، لكن علاقاته السينمائية لن تعود كما كانت مرة واحدة..أو ربما يعود باستغلال عامل الزمن كما حدث مع الراقصة دينا وقضايا الدعارة التي لاحقت بعض الفنانات..
المفضلات