عمر السعدون في ذمة الخلود

انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر هذا اليوم صديقي وصاحبي وأعز أصدقائي وأقرب الناس إلى قلبي، شيخ البحر وكبير الملاحين العراقيين الأوائل (الكابتن عمر السعدون)، أثر أصابته بنوبة قلبية مفاجأة في إحدى مستشفيات البحرين تاركاً وراءه إرثا ملاحياً ناصعاً، وسجلاً بحرياً ومينائياً حافلاً بالمنجزات الباهرة، وهو أول ربان يقود أكبر وأشهر سفن التدريب في بحار الله الواسعة، هي السفينة (ابن خلدون)، وسبق له أن ترأس المرشدين البحريين وربابنة المرفأ في الحقبة التي ازدهرت بها الموانئ العراقية.
كان رحمه الله مشهوداً له بالعفة والنزاهة، وبدماثة الأخلاق الراقية، ناهيك عن بساطته وتواضعه، ورغبته الجامحة في تدريب العاملين معه والارتقاء بمستوياتهم المهنية والعلمية. كان مثالا رائعا يحتذى به في الاستقامة والسلوك المهني الرفيع، وقد اتشحت واجهات الموانئ العراقية والنقل البحري وشركة الناقلات العراقية بالسواد حزناً وألما على فراق هذا الرمز الشامخ الذي لم تفارقه ابتسامته حتى مماته، إنا لله وإنا إليه راجعون.

الكابتن: كاظم فنجان الحمامي