آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لا يمسه إلا المطهرون ... لا يتأثر بالقرآن إلا المطهرون ولا يؤثر إلا فيهم

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    Impp لا يمسه إلا المطهرون ... لا يتأثر بالقرآن إلا المطهرون ولا يؤثر إلا فيهم

    صحح مفهومك

    : {لا يمسُّه إلا المطهَّرون {79} الواقعة
    أي لا يؤثر القرآن إلا في المطَّهَّرين.
    ولا ينتفع به إلا المطهرون
    المسُّ هو الإصابة المؤثرة
    وليس المسُّ هو وصف الاتصال بين اثنين بلا فاصل بينهما
    فليس هناك فعل في اللغة بغير قصد وهدف.
    ويبين ذلك استعمالها في القرآن .. وهو خير شاهد على ذلك؛
    وعند استعراض الآيات التي ذكر فيها "المس"؛
    نجدها كلها في الإصابة المؤثرة،
    وقد تحول حال المصاب بها؛
    ومن المسِّ: الإصابة المؤثرة من الشيطان بالممسوس كأنه مصاب بالجنون.
    : {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسَّ {275} البقرة.
    ومن المسِّ : يتكون الولد بعلاقة شرعية، فمريم عليها السلام تنفي أن يكون هناك فعلا أثر فيها يتكون من ولد. ولا يكون ذلك إلا بالعلاقة الشرعية، أما العلاقة الآثمة؛ فلا يطلبا فيها الآثمان الولد، بل هما يحذران من ذلك لئلا يفتضح أمرهما.
    : {قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر{47} آل عمران.
    : {قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر{20} مريم.

    ومن المسِّ : القتل والجروح التي في الحرب؛
    : {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله{140} آل عمران.
    ومثلها : {فانقلبوا لم يمسسهم سوء{174} آل عمران.

    وقد يكون المسُّ خيرًا وأثرًا حسنًا في شيء يحول حياته سعادة؛
    : {وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير {17} الأنعام.
    : {وإذا مسَّه الخير منوعًا {21} المعارج.
    : {إن تمسسكم حسنة تسؤهم {120} آل عمران.

    قد يكون المسُّ ألمًا أو تحولاً من شدة الإصابة بعذاب أو نار.
    : {ليمسَّن الذين كفروا منهم عذاب أليم {73} المائدة.
    : {لنرجمنكم وليمسَّنكم منا عذاب أليم {18} يس.
    : {والذين كفروا يمسَّهم العذاب ...{49} الأنعام.
    : {ثم يمسَّهم عذاب أليم {48} هود.
    : {يا أبت إني أخاف أن يمسَّك عذاب من الرحمن {45} مريم.
    : {وقالوا لن تمسَّنا النار إلا أيام معدودة {80} البقرة.
    : {ذلك بأنهم قالوا لن تمسَّنا النار إلا أيام معدودات {24} آل عمران.
    : {ولا تركنوا إلى الذي ظلموا فتمسَّكم النار {113} هود.
    : {ولو لم تمسسه نار{35} النور.
    : {لولا كتاب سبق لمسَّكم فيما أخذتم عذاب عظيم {68} الأنفال.
    : {لمسَّكم في ما أفضتم فيه عذاب أليم {14} النور.

    وقد يكون المسُّ شرًا وأثرًا سيئًا في شيء يحول حياته شقاء؛
    : {إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو {17} الأنعام.
    : {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو {107} يونس.
    : { لا يمسَّهم السوء ولا هم يحزنون {61} الزمر.
    : {ولا تمسَّوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم {73} الأعراف.
    : {ولا تمسَّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب {64} هود.
    : {ولا تمسَّوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم {156} الشعراء.

    وقد يكون المسَّ تحول الأنثى من بكر إلى ثيب؛
    : {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسَّوهن {236} البقرة.
    : {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسَّوهن {237} البقرة.
    : {ثم طلقتموهن من قبل أن تمسَّوهن {49} الأحزاب.

    وقد يكون المسِّ أذى من شدة الفاقة أو الخوف أو الضر أينًا كان؛
    : {مسَّنا وأهلنا الضر{88} يوسف.
    : {ثم إذا مسَّكم الضر فإليه تجأرون {53} النحل.
    : {وإذا مسَّكم الضر في البحر ..{67} الإسراء.
    : {كأن لم يدعنا إلى ضر مسَّه {12} يونس.
    : {وإذا مسه الشر كان يؤوسا {83} الإسراء.
    : {وإن مسَّه الشر كان فيؤوس قنوط {49} فصلت.
    : {وإذا مسَّه الشر فذو دعاء عريض {51} فصلت.
    : {إذا مسَّه الشر جزوعًا {20} المعارج.

    أو يكون المسِّ تعب وإرهاق أو شدة؛
    : {وما مسَّنا من لغوب {35} ق.
    : {لا يمسَّهم فيها نصب {48} الحجر.
    : { لا يمسَّنا فيها نصب ولا يمسَّنا فيها لغوب {35} فاطر.

    وقد يكون المسِّ صرف مؤثر عن الطاعة أو الوقوع في معصية؛
    : {إن الذي اتقوا إذا مسَّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون {201} الأعراف.
    هذه المواضع التي ذكرت في القرآن
    والمس فيها هو إصابة مؤثرة أو مغيره لحال المصاب بها.
    وليس المسُّ مجرد التقاء شيئين بلا فاصل بينهما.
    القرآن لا يؤثر إلا في المطهرين، المتصلين دائمًا بالله.
    فـ "لا" في قوله تعالى : {لا يمسُّه إلا المطهرون} ؛ لا نافية، وليست لا ناهية، وهي خبرية، وخبر الله صدق لا ينتفى؛
    وهناك من يحفظ القرآن وهو من شر الناس، ومن أعداء الدين، ولا تأثير مطلقًا للقرآن عليه.
    وهناك من أساء إلى صحف القرآن أيما إساءة، وهو من أنجس الناس وأقذرهم وأبعدهم عن الطهارة.
    فالمقصود في الآية؛ عدم انتفاع بالقرآن، وعدم تأثير القرآن إلا في المطهرين.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 11/11/2018 الساعة 12:00 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: صحح مفهومك .. لا يمسه إلا المطهرون ... لا يؤثر القرآن إلا في المطهرين

    ولننظر ..... من هم المطهرون ؟

    ليس القصد بالتطهير هو إزالة نجاسة قائمة مادية أو معنوية،
    بل هي رفع أو منع الحائل من قبول الطاعة والعبادة، أو الوصول إلى الشيء والتمتع به، وحفظه من وصول المانع إليه فيرفض بسببه.
    التطهير هو جعل الشيء بلا مانع لوصوله أو وصول شيء إليه، وإزالة المانع إن وجد.
    ومن ذلك منع النجاسة من حدوثها أو وصولها للشيء، أو بقائها؛
    ويبين ذلك الاستعمال لمادة "طهر" في القرآن؛
    : {وثيابك فطهِّر {4} المدثر.
    أي المحافظة عليها نظيفة، والحيلولة دون وصول نجاسة إليها.
    وليس المراد إزالة نجاسة قائمة عليها. وإن أصابها نجاسة وجب إزالتها،
    لأنها النجاسة مانع من قبول العبادة.
    : {في صحف مكرمة {13} مرفوعة مطهرة {14} عبس.
    : {رسول من الله يتلوا صحفًا مطهرة {2} البينة.
    فوصف الصحف التي هي من الله بأنها مطهرة؛
    أي أنه ليس فيها نجاسة معنوية كالشرك والكفر.
    فليس فيها ما يحبط العمل، ويمنع القبول لها،
    ولا يفهم من ذلك أنه كان فيها نجاسة ثم أزيلت.
    : {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين{125} البقرة.
    : {وطهر بيتي للطائفين والقائمين {26} الحج.
    أمر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بتطهير البيت الحرام،
    ولم يكن به شرك ولا نجاسة، والعهد عليهما في بقائه خاليًا من ذلك.
    ووجود نجاسة من شرك أو كفر في مناسك الحج؛ يحبط عمل الطائف والقائم والعاكف فيه.
    : {ولهم فيها أزواج مطهرة {25} البقرة.
    : {لهم فيها أزواج مطهرة {57} النساء.
    : {وأزواج مطهرة {15} آل عمران.

    وصف أزواج أصحاب الجنة بأنهن أزواج مطهرة، ولم يكن بهن نجاسة من قبل،
    ولا يلحق بهن حيض في الجنة ولا أي أذى.
    فليس هناك مانع يمنع من التمتع بهن؛ من حيض أو سوء خلق أو غير ذلك.
    أما الطهارة بعد الحيض في قوله تعالى؛
    : {ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله {222} البقرة.
    حتى يتطهرن: حتى يزول العائق من التمتع بهن، فالطهارة من الحيض لا يكون بإزالة الحيض، بل هو ينقطع من نفسه، وتعود الحائض أو النفساء إلى حالها السابق بلا مانع كما كان قبل الحيض.
    فطهارتهن هو زوال العائق من المباشرة والتمتع بهن.
    : {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن .. ذلكم أزكى لكم وأطهر{232} البقرة.
    فزواج المرأة يحافظ على طهارتها بعيدًا عن الرذيلة، ومنعها قد يقود لذلك.
    فالزواج مانع وحافظ من الانحراف. والانحراف منهن مانع من زواجهن.
    : {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين {42} آل عمران.
    حفظ الله تعالى مريم طاهرة، ولم يكن بها نجاسة من قبل.
    وطهارتها حتى يختلط الأمر بحملها، لأن الله تعالى جعل ابنها وهي آية على قدرته.
    وعدم طهارتها مبطل لجعلها وابنها آية.
    : {ورافعك ومطهرك من الذي كفروا {55} آل عمران.
    فرفع عيسى عليه السلام وحفظه طاهرًا بمنع عبث وإساءة المشركين بجسده بعد موته، وليس لأتباعه قوة في منع ذلك عنه لو مات بينهم.
    ويفهم من رفعه وتطهيره، حفظ جسده لعدم انتهاء مهمته في الأرض، وستكتمل مهمته بعد نزوله آخر الزمان.
    وقد منعهم الله عز وجل من الوصول إليه، بالإساءة والقتل.
    : {وإن كنتم جنبًا فاطهروا {6} المائدة.
    والطهارة من الجنابة فليس فيها إزالة نجاسة مادية، بل النجاسة فيه هي نجاسة معنوية،
    لكن الجنابة مانعة من القيام بالعبادة المقبولة عند الله تعالى، والطهارة هي في إزالة المانع من استمرار العبادة لله تعالى.
    : {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهِّر قلوبهم {41} المائدة.
    فبقي الحائل المانع من قبول طاعتهم؛ بعدم طهارة قلوبهم.
    : {أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون {82} الأعراف.
    : {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون {56} النمل.

    يتطهرون ولم يكونوا منغمسين معهم في رذيلتهم. بل هم مانعين وصولها إلى بيت لوط عليه السلام، فاستمر بقائهم في طاعة الله، وقبول أعمالهم.
    ومن حكمته تعالى ألا يكون للوط عليه السلام ولد ذكر، فليس له من قدرة على حمايته منهم.
    ومثلهم المحافظين على صلواتهم في المساجد؛
    : {فيه رجال يحبون أن يتطهروا {108} التوبة.
    فظلوا بلا مانع يمنع قبول صلاتهم.
    وإنزال الماء كان لتثبيت للمؤمنين في الجهاد حتى لا يتراجعوا بإزالة مانع من موانع ثباتهم، الذي قد يضعفهم ويكون مدخلاً للشيطان في تثبيطهم؛
    : {وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام {11} الأنفال.
    ومن التثبيت والبقاء على الإيمان بالصدقة ومنع الشح المفسد لدين الشحيح؛
    : {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها {103} التوبة.
    : {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر {12} المجادلة.

    ومن ذلك حفظ أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام من الرجس بعيدًا عنهم، فلا تحبط أعمالهم، ويظلوا على ما يرضي الله تعالى.
    : {إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا {33} الأحزاب.
    : {فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن {35} الأحزاب.

    أما الطهارة في قوله تعالى؛
    : {قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم {78} هود.
    فهي طهارة امتناع وانقطاع دائم عما هم فيه، وعدم العودة لسالف فعلهم من السوء.
    فهو عرض مشروط، وليس هو عرض لأمر عارض ينتهي بذهاب ضيوفه
    فكان ردهم على عرضه؛
    : {لقد علمت ما لنا في بناتك حق، وإنك لتعلم ما نريد {79} هود.
    فبناته معلومات معروفات لديهم، ولا رغبة لهم فيهن، ولم يأتوا لبيته من أجل الارتباط بهن بزواج.
    ومن قال بأن القصود ببناته هن بنات قومه، فلم يكن للوط عليه السلام عليهن طاعة. ولم يكن على الإيمان إلا لوط عليه السلام وبناته فقط من دون بقية قومه.
    فقوله تعالى : {لا يمسه إلا المطهرون {79} الواقعة.
    الطاهرون هم الذي لا عائق لديهم يمنع من أخذ القرآن والانتفاع به، والتأثر بما فيه، والتعبد به ... فهؤلاء هم الذين أصابهم القرآن بهديه إصابة مؤثرة رفعت قدرهم عند الله تعالى، فنالوا رضاه، وفازوا بجنته، ونجوا من عذابه.
    وخبر الله تعالى صادق لا ينقضه شيء
    وهناك من وصلت يد للصحف التي كتب فيها القرآن، وحمله، وفعل به ما فعل من أفعال السوء من شرار الناس.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/11/2018 الساعة 07:07 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: صحح مفهومك .. لا يمسه إلا المطهرون ... لا يؤثر القرآن إلا في المطهرين

    ولا يعني ما ذكرناه الاستهانة في حمل القرآن وتقليب صفحاته ...
    والمرء على نجاسة من حدث أصغر أو أكبر ...
    فتعظيم كتاب الله تعالى واجب على كل مسلم ومسلمه
    وهذا لا يؤخذ من آية "لا يمسه"
    إنما يؤخذ من أمثال : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب{32} الحج.
    وتعظيم الله تعالى واجب لعظمة كلمات الله عز وجل التي كتب فيه

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/11/2018 الساعة 07:09 AM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: صحح مفهومك .. لا يمسه إلا المطهرون ... لا يؤثر القرآن إلا في المطهرين

    وجدت في إحدى التغريدات
    نقلا عن ابن عثيمين رحمه الله تعالى
    [القرءان لا ينتفع به إلا من طهّر قلبه من الشرك ، والحقد ، والبغضاء ، ليكون طاهراً قابلاً لمعرفة المعاني.
    ابن عثيمين]
    وهذا يوافق ما ذكرها في هذا الموضوع


  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: لا يمسه إلا المطهرون ... لا يؤثر القرآن إلا في المطهرين

    الاستثناء بإلا في قوله تعالى : { لا يمسه إلا المطهرون} هو استثناء مفرغ لم يذكر المستثنى منه
    والتقدير لا يمس أحد القرآن إلا المطهرون، والمطهرون فاعل .. فالحكم فيه بالرفع لا النصب.
    والفاعلية في المطهرين أنهم هم الذين يعظمون القرآن ويتخذونه كتاب هداية لهم،
    فيسعون لمعرفة ما يرضي الله تعالى من أوامر عليهم الاستجابة لها والعمل بها،
    ونواهٍ يجب عليهم الحذر من فعلها والاقتراب منها،
    والاستهداء بما فيه من عبر وقصص وحكمة.

    وإلا فإن القرآن بعد أن كتب مجرد كتاب لا يدور على الناس في بيوتهم وأماكنهم ليطهرهم.
    ويفسر نفسه لهم ويشرح ما فيه.
    فمن أراد المحافظة على طهارته من الكفر والشرك أو التطهر منهما؛
    فهو الذي عليه أن يسعى إليه ويتعلم ما فيه.

    ومن مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدية العقد الرابع من الهجرة،
    لم يكن بين يدي الناس هذا المصحف الذي بين أيدينا،
    وكان تعامل المسلمين بهذا الوحي الذي يتلى ولم تنقطع تلاوته.
    واليوم بجانب المطبوع على الورق وأمثاله، صارت المصاحف نسخًا إلكترونية من نور
    يظهر على شاشات الحواسيب أو أجهزة الاتصال لا تصلها الأيدي،
    والطالبون للعلم والهداية من القرآن الكريم يلجؤون إليها جميعُا. ويتأثرون في سلوكهم واخلاقهم بما فيه.

    والمس بمعنى أن تجتمع اليد بالصحف المكتوب بها القرآن بلا فاصل بينهما لا أعرفة إلا في استعمال عوام الناس،
    وعليه كان التفسير للمس الموجود في كتب التفسير. لغياب فقه استعمال الجذور عندهم .
    الذي به يعرف سبب تسمية المسميات بأسمائها، ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها.
    اما في القرآن الكريم وفي اللغة فلا أعرف المس مستعملاً إلا للإفادة بحصول الإصابة المؤثرة خيرًا او شرًا.

    وعلى هذا المعنى لا يصلح لأن يكون الملائكة هم المقصودين بالمطهرين،
    لأن القرآن الكريم كتاب مخصص للإنس والجن بالتكاليف لعبادة الله تعالى،
    وهم الذين يتعبدون الله به ويتأثرون به، وليست الملائكة،

    وإن أريد بأنه اللوح المحفوظ، فالملائكة مجرد ناقلون لما فيه أو رافعون للأخبار والأعمال إليه.
    وليس لدينا أدلة على تعبدهم لله به غير تنفيذ ما يأمرهم الله تعالى بأمر له ارتباط بوحيه إليهم.

    هذا ما يظهر من تدبر القرآن الكريم بما عرفنا من علوم اللغة التي نزل بها القرآن، لنعقله بها، وانعقد القلب عليها.
    والله تعالى أعلم

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 11/11/2018 الساعة 04:36 PM

  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: لا يمسه إلا المطهرون ... لا يتأثر بالقرآن إلا المطهرون ولا يؤثر إلا فيهم

    نقلا عن د. فاضل صالح السامرائي

    وثم إن من حيث اللغة (لا) هنا نافية وليست ناهية في هذه الجملة لا يمكن أن تكون ناهية في النحو في هذه الجملة بدليل أن الفعل مرفوع (لا يمسُّهُ) ولو كانت ناهية تجزم إما يقول لا يمسسه وإما يقول لا يمسَّه بالفتح (في حالة التقاء ساكنين)، لا يمكن في النحو أن تكون لا ناهية هنا في هذا الموطن وإنما نافية قطعاً من الناحية النحوية أما إذا كان هناك نص عن رسول الله r فهذا أمر آخر. ليس نهياً وإنما نفياً، نقول انصرف النفي إلى النهي وعندنا مواطن أن ينصرف النفي إلى نهي بدليل وله ضوابط لكن من دون صارف هذه (لا) نافية والمطهرون في القرآن لم تستعمل للبشر وإنما استعملت للملائكة أو الأزواج في الجنة. يستعمل للبشر المتطهرين والمطهِّرين.

    وهذه الآية وأنا لست عالماً بالحديث لا تنص شرعياً على عدم جواز مس المصحف إلا بوضوء إلا إذا كان في الأحاديث ما ينصّ على ذلك هناك حديث عن عدم جواز مس المصحف للجُنُب . وأنا أعتذر من الناحية الفقهية الشرعية لكني أتكلم من الناحية النحوية. إذا كان هناك نصٌّ يحكم فهو يحكم بدلالته لكن ليس بدلالة هذه الآية.


    تعقيبًا على قول الدكتور السامرآئي
    أما قوله [والمطهرون في القرآن لم تستعمل للبشر وإنما استعملت للملائكة أو الأزواج في الجنة. يستعمل للبشر المتطهرين والمطهِّرين.] فغير دقيق؛
    فهذا متعلق بالحالة الإعرابية فقط، ولم يرد اللفظ في آية أخرى تؤيد قوله.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 11/11/2018 الساعة 04:18 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •