آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 96

الموضوع: سورة الواقعة .... سورة أحبها

  1. #41
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وأصحاب الشمال
    ما أصحاب الشمال {41} الواقعة.

    صاحب الشيء هو الملازم له، وأصحاب الشمال هم الملازمين له،
    وإذا نظرنا إلى الكعبة ومكة المكرمة حيث هي مركز جزيرة العرب،
    وقبلتهم وتوجههم، ومكان اجتماعهم وأداء مناسكهم،
    والواقف فيها ومتجهًا للشرق مكان طلوع الشمس وابتداء نهارهم،
    فعلى اليمين تكون جهة اليمن حيث ينتهي البر بالبحر،
    وجهة الشمال مفتوحة حيث يمكن الانتقال إلى كل آسيا،
    وأوروبا، وإفريقيا ابتداء من شمالها،
    ولذلك سميت الشمال بالشمال لاستمرار الحركة فيها في البر،
    وعدم انقطاعها كما تنقطع إذا اتجه السائر إلى الجنوب،
    فقوله تعالى: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال}؛
    ؛أي أنهم في حركة دائمة لا استقرار لهم،
    كاستقرار أهل الجنة في منازلهم وغرفهم،
    واتكائهم على الأرائك، وفي النعيم الذي هم فيه،
    أما هؤلاء فلا استقرار لهم أبدًا،
    ولا انقطاع ولا انتهاء لما هم فيه من ألوان العذاب،
    ويأخذون كتبهم بشمائلهم بما يواقف المصير الذي يؤولون إليه،
    حيث العذاب يشملهم ويحيط بهم وبستمرون فيه ولا مخرج لهم منه.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/07/2016 الساعة 02:20 AM

  2. #42
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {في سموم وحميم {42} الواقعة.

    السموم : الريح الحارة، والحميم الماء الحار،
    فلا شيء يأتيهم فيه برد يخفف من حر جهنم عليهم وحر أجوافهم،
    فظاهرهم يأتيهم حر السموم،
    وباطنهم يأتيه حر الحميم،
    والسم كل خرق يمكن الدخول فيه أو منه،
    ومن ذلك؛ سم الخياط،
    وسميت الريح بالسموم لأنها لا تصيب المعرض للشمس فقط،
    بل تدخل على من استظل بشيء منها،
    أو كان في داخل بيت أو شيء يتقي به منها،
    ولأنها تدخل مسام الجلد،
    فلا سلامة لهم من حرها،
    وسموم جهنم سميت بذلك؛
    لأنها تجد طريقًا إلى باطن أصحابها فتلهبه، كما ألهبت ظاهره،
    فيريد أن يطفئ جوفه فلا يجد إلا الحميم،
    فيهرب من حر السموم إلى حر الحميم،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/07/2016 الساعة 02:26 AM

  3. #43
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وظل من يحموم {43} الواقعة.

    ولما كان العذاب يأتيهم من أمامهم ومن خلفهم،
    ومن فوقهم ومن تحتهم، ومن حولهم من كل جانب،
    وقد جاءهم العذاب بالسموم من كل جانب،
    فلجؤوا من السموم إلى الحميم، فأصاب باطنهم بعد إصابة ظاهرهم،
    واكتمل العذاب عليهم من الظل الذي فوقهم،
    واسم الظل جاء من "فعل" ظل؛ أي استمر فيما هو فيه،
    وهذا الظل دائم عليهم،
    واليحموم من مادة "حمم"؛
    وهي مستعملة في بقاء الشيء ودوامه في مكانه،
    ومنها؛ حام حول الشيء لما بقي يدور حول الشيء،
    ومنها؛ الصديق الحميم؛ الذي يبقى مع صاحبه في الرخاء والشدة،
    ومنها؛ المياه الحامية، للتي يبقى الحر فيها، بينما يذهب باقي الحرارة مع الهواء،
    والحمم؛ الفحم لبقاء لونه أسودًا لا يتغير كما تتغير الألوان الأخرى،
    واليحموم؛ كذلك يبقى الحر فيها، ولذلك يشتد سواده لانعدام مرور الضوء منه،
    ولكنه مبدوء بياء التحول، فهو يحول الحرارة ويعكسها على من هم تحته،
    والياء فيها مثل ياء اليعسوب ذكر النحل ؛ أو هو ملكة النحل التي تخرج كل يوم مئات البيوض،
    وياء ينبوع؛ الذي يخرج ماءه ويحولها من باطن الأرض إلى ظاهرها،
    وياء يأجوج؛ في تأجيج النار أو مج الماء بتحويل النار أو الماء ودفعهما،
    وياء ينبوت، للنبات الذي يخرج فروعًا كثيرة،
    فيصب اليحموم عليهم حرارة شديدة من فوقهم .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/07/2016 الساعة 02:37 AM

  4. #44
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {لا بارد ولا كريم {44} الواقعة.

    لما كان الظل يحجب ضوء الشمس وحرارتها،
    فيوحي ذكر الظل البرودة التي تكون تحته،
    والظل قد يكون سحابًا، وقد يكون سقفًا، وقد يكون شجرًا ضخمًا،
    وقد يكون جنب شيء قائمًا يعزل ويفصل مصدر الحرارة كالشمس وغيرها،
    فجاء النفي بكونه باردًا، والنفي أن يكون كريمًا،
    والكريم المبرأ من العيوب في كل شيء، ونفي الظل بأنه كريم،
    نفي لأي صفة حسنة قد يوصف بها، فهو مُعاب في كل شيء،
    أي أن ظل جهنم على درجة كبيرة وعظيمة من القبح،


  5. #45
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين {45} الواقعة.

    كل هذا السوء التي هم فيه أصحاب النار أو هذه الفئة منهم؛
    هو أنهم كانوا في الحياة الدنيا مترفين،
    والمترف هو الذي توسع وتمادى في طلب الشهوات والملذات؛
    لأنه أطغته وأبطرته النعمة وسعة العيش، بما ملك من مال وسلطان،
    ومترف ؛ اسم مفعول من الفعل "أترف"، وهو فاعل بما بسط له،
    لأن ما هو فيه من سعة العيش هو من الله تعالى، وليس من نفسه،
    وحسن عدم الإفصاح عن ذكر الله تعالى علانية،
    مع ذكر هذا السوء الذي هم عليه المترفون من أصحاب الشمال،
    وليس كل أصحاب الشمال مترفين، ولكن الكترفين هم الأكثر فسادًا،
    وإذا ما قورن حرمان أصحاب الشمال في الآخرة من كل شيء كريم،
    مع ما كانوا عليه في الدنيا نعيم مهما قل، فقد كانوا مترفين في الدنيا،
    ولم يؤدوا واجب الشكر لله على النعيم الذي كانوا فيه،
    وهؤلاء لغناهم في الدنيا، كانوا قليلاً ما يتعرضون للشمس، شمس الظهيرة الحار،
    وكانوا يبقون تحت الظل، ويشربون الماء البارد،
    وغيرهم يستمرون تحت الشمس في أعمالهم الشاقة لحاجتهم للعمل وطلب الرزق،
    ولذلك جاء وصف حال أصحاب الشمال بحال مختلف ومغاير لما كانوا عليه في الدنيا،
    {في سموم وحميم}، {وظل من يحموم}، {لا بارد ولا كريم}،
    عقابًا لهم على كفرهم وعدم شكرهم علة نعم الله عليهم،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 20/07/2016 الساعة 02:51 AM

  6. #46
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وكانوا يصرون على الحنث العظيم {46} الواقعة.

    الأصرار: الدوام والبقاء على الشيء وعدم التراجع والتخلي عنه،
    وحنث في يمينه؛ تراجع عنه، ولم يف به،
    والحنث العظيم هو الشرك، {إن الشرك لظلم عظيم
    هذه الآية مبينة السبب الذي جعلهم من أصحاب الشمال،
    ومن العدل أن يبين سبب إيقاع العقوبة حتى لا يظن أن ظلمًا وقع عليه فيها،
    أما في الجزاء الحسن فهو فضل وتكرم عليه،
    فلا يسأل عن سبب تكريمه، لما هو فيه من السرور،
    وتحنَّث؛ تعبد، وكأن الفعل خرج عن المعنى الجذري، وليس الأمر كذلك،
    فإن إضافة تاء التراجع في بداية الفعل الرباعي والخماسي، يقلب المعنى،
    فمثلا: من قدَّم غيره، أي جعله أمامه، ومن تقدَّم، جعل غيره وراءه،
    فتاء التراجع جعلت المتقدم يتراجع ويصبح مؤخرًا،
    فتاء التراجع جعلت من تخلى وتراجع بحنثه، متقدمًا وملتزمًا بعبادته في تحنثه،
    ووصف الحنث بالعظيم، لأن الذنب إذا تعدى الشرك، غفر له ذنبه،
    وتم التجاوز عن ذنوب كثيرة، وإن دخل النار لم يخلد فيها،
    أما صاحب الحنث أي الشرك، فيجمع مع شركه كل ذنب وقع منه،
    فيتضاغف ذنبه، والشرك يكون معتمدًا لهذه الذنوب،
    لأن العظيم من مادة "عظم"، وهي مستعملة فيما يجمع ما حوله ويكون معتمدُا لهم،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 30/07/2016 الساعة 04:13 PM

  7. #47
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا
    ترابًا وعظامًا أئنا لمبعوثون {47} الواقعة.

    أول ما يحتج به المنكرون للبعث هو أنهم يصبحون ترابًا وعظامًا بعد الموت،
    التراب والعظام التي مات عليها الإنسان لم تكن مع في بداية خلقه،
    ولم يكن بها إنسانًا، لقد بدأ الإنسان من نطفة،
    نمت وتحولت خلقًا بعد خلق حتى كان منها إنسانًا جديدًا،
    ولم يكن بالنطفة وحدها إنسانًا، لقد كانت هناك روحًا فيها،
    فلما فارقتها الروح عادت ترابًا كما كانت من قبل الخلق،
    فما الغرابة في عودة الجسد من نطفة مرة أخرى،
    وتعود إليها الروح مرة أخرى، فيكون كأنه لم يمت من قبل،
    ولا النطفة نمت بإرادها، ولا الروح سكنت فيها بأمر نفسها،
    فهذا هو البعث بعد الموت الذي ينكره الكافرون،
    كما بدأكم تعودون ،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/07/2016 الساعة 03:16 AM

  8. #48
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {أو آباؤنا الأولون {48} الواقعة.

    واستبعادهم لبعث آبائهم أكبر؛ لأنهم أصبحوا ترابًا حتى عظامهم صارت ترابًا،
    ونسوا بداية خلقهم؛ قال تعالى في عدة آيات مبينًا ما غفلوا عنه؛
    : {هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا {1} الإنسان.
    : {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئًا {67} مريم.
    : {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم {78} قل يحيها
    الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم{79}
    يس.
    : {والله أنبتكم من الأرض نباتًا {17} ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا{18} نوح

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/07/2016 الساعة 03:10 AM

  9. #49
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {قل إن الأولين والآخرين {49} الواقعة.

    لما استبعد الكفار البعث لهم ولآبائهم،
    بين الله تعالى في أمره لنبيه أن يقول لهم؛
    أن البعث للأولين والآخرين، وهو بعث واحد،
    ولو كان بعثًا متفرقًا، لظهر بعضهم في الحياة الدنيا،
    ولاختلط الأحياء بمن مات من قبل ثم أعيد للحياة،
    وإعادة بعثهم في حياة زائلة لا يحاسب فيها،
    لا خير فيه لمن أحسن، ولا رادع فيه لمن أساء،
    ولا بد من بعث واحد يجازى فيه المحسن، ويعاقب فيه المسيء،


  10. #50
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم {50} الواقعة.

    وإن كانت حياة الناس في الدنيا قد تفرقت على مدى آلاف السنين،
    وفي أصقاع متباعدة في الأرض، وعاشوا في بيئات مختلفة،
    تنعم بعض الناس فيها، وبعضهم عانى مشقة الحياة فيها،
    ولما كان الجمع حشر المتباعد وحصره في مكان واحد؛
    فإن البعث في الآخرة قد جمعهم جميعًا زمانًا ومكانًا، وتوحد حالهم؛
    فلا لباس يميزهم، ولا مال يفضلهم، ولا تابع فيها لمتبوع،
    وهذا الجمع له وقت معلوم،
    والعلم هو الأساس الذي يبنى عليه معرفة أخرى،
    أو عمل، أو جزاء حسن، أو عقاب،
    فلا يكون ذلك اليوم حتى يكون من البناء ما يؤسس عليه،
    وقد تعهد الله تعالى بأن يملأ النار بالمجرمين، ويملأ الجنة بالمحسنين،
    فإذا اكتمل من الخلق ما يملأ كل منهما،
    قامت الساعة، وتبعها البعث،
    وأكثر الناس يومئذ من أصحاب الجحيم،
    جعلنا الله تعالى وإياكم من سابقي الناجين من العذاب،


  11. #51
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {ثم إنكم أيها الضالون المكذبون {51} الواقعة.

    ثم بعد ذكر الجمع للحساب،
    يكون أكثر الناس يومئذ هم الخاسرون،
    الضالون المكذبون، الذين إلى جهنم يقادون،
    والضال هو الذي يفارق الرسل، وما جاءوا به، مفارقة لكله أو لجزء منه،
    والضال كذلك هو الذي يفارق قومه على ما هم فيه ومجتمعون عليه،
    والوصف بالضلال في قوله تعالى: {ووجدك ضالاً فهدى{7} الضحى،
    هو شهادة تبرئة من الله تعالى بأن النبي لم يكن على كان فيه قومه،
    واجتمعوا عليه، من الشرك والكفر،
    ولذلك تم تبيين نوع ضلال الضالين بضلال المكذبين،
    أي هم المكذبون للرسل ولما جاءوا به، وأعظمه الإنذار بيوم البعث،
    والمكذب إما أن يأتي بالباطل، أو أن يكون منكرًا للحق، والمؤمن لا يكذب،
    وبعد الحديث عن أصحاب الشمال في الآخرة، وبما كان منهم في الحياة الدنيا،
    الذي كان السبب في مآلهم إلى هذا المصير السيء في الآخرة،
    فكان فيه التحذير لهم لئلا يجعلوا انتهاء أمرهم إلى هذا المصير،
    فعاد توجه الخطاب لهم في حياتهم الدنيا، {ثم إنكم أيها الضالون المكذبون
    وتوعدهم بما سيلاقونه في الآخرة من ألوان العذاب،


  12. #52
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {لآكلون من شجر من زقوم {52} الواقعة.

    الأكل هو استنفاد الشيء من طعام ومال بالأخذ والبلع والاستعمال له،
    : {ولا تأكلوا أموالهم بينكم بالباطل لتأكلوا فريقًا من أموال الناس
    بالإثم وأنتم تعلمون{188}
    البقرة،
    وأكل أصحاب النار من شجر من زقوم،
    و"من" الأولى؛ إما يراد بها بيان جنس المأكول أي أنه من شجر،
    وإما أن يراد بها بعض أجزاء الشجر مما يؤكل،
    و"من" الثانية؛ لبيان جنس الشجر، أنه من زقوم،
    لأنه ليس كل الشجر سيء مذموم،
    فشجر الجنة من النوع الطيب الحسن،
    ولكن ما في الجنة لم يسم شجرًا،
    لأن اسم الشجرة جاء من الجذر "شجر" وهو مستعمل في البعد والافتراق،
    فالشجر يقف على سوقه فتبتعد أغصانه وأوراقه وثماره عن الأرض،
    وقوله تعالى: {حتى يحكموك فيما شجر بينهم {65} النساء،
    أي فيما فرق وباعد بينهم،
    وأصحاب الجنة خالدون في دار إقامة وقرار، لا يفارقونها أبدًا،
    فلا توافق التسمية للنبات بالشجر الموحية بالبعد والفراق،
    مع الحال الذي عليه أصحاب الجنة من الإقامة الدائمة،
    ولكن الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة،
    وأبعدته عنها، وأبعدت لباسه عنه هو وزوجه؛ قد سميت بالشجرة؛
    لتوافق تسميتها بما حدث فعلاً لآدم عليه السلام وزوجه،
    وقد وصفت شجرة الزقوم بأبشع الصور؛
    : {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ {65} الصافات.
    والزقوم من أسوأ الطعام، ويأكلون منه لأنه عقاب لهم،
    فقال أَبو جهل: ما نعرف الزَّقُّومَ إلاَّ أَكل التمر بالزبد؛
    ثم قال: يا جارية هاتي لنا تمراً وزبداً نَزْدَقِمُه،
    فجعلوا يأْكلون منه ويقولون: أَفبهذا يخوفنا محمد في الآخرة؟
    وقال رجل آخر من المشركين: كيف يكون في النار شجر والنار تأكل الشجر؟

    فأَنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أَرَيْناك
    إلاَّ فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن؛
    وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا{60}
    الإسراء.
    وقد قال تعالى : {يطوفون بينها وبين حميم آن{44} الرحمن،
    ومنبتها حيث يوجد الحميم، فيشربون منه على الزقوم،
    فالزقوم ينبت في الحميم والحميم يكون في أسفل الجحيم،
    : {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ {62} إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ {63}
    إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {64}
    الصافات.
    ولم يذكر الزقوم إلا وذكر معه الحميم، لاجتماعهما في مكان واحد،
    ومصدر ماء الحميم من تسرب الماء في آخر الجنة،
    في أرض ينزل فيها العرق سبعون ذراعًاخلف السور، فيخرج حميمًا في قاع جهنم،
    والزقوم من "زقم" وهو بلع الطعام بشراهة،
    وفي اللسان في مادة زقم؛ [الزَّقْمُ واللَّقْمُ واحد، وزَقَمَ اللحم زَقْماً بلعه.
    يقال تَزَقَّمَ فلان اللبن إذا أَفرط في شربه، وأَزْقَمْتُه الشيء أَي أَبلعته إياه،]
    واللبن لا يمضغ وأكلهم بهذه الطريقة لشدة جوعهم
    ]

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/07/2016 الساعة 04:21 PM

  13. #53
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فمالئون منها البطون {53} الواقعة.

    ولما لم يكن لأصحاب الشمال طعام إلا الزقوم،
    ولا يؤتى بهم إلا بعد جوع شديد في الجحيم،
    ولحاجة جلودهم للإبدال كلما نضجت، يؤتى بهم إلى الزقوم،
    فيأكلون منه بشراهة، ويبلعونه بغير مضغ،
    حتى تمتلئ بطونهم منه، من غير شبع يحسون به،
    ويتحملون كراهته لشدة جوعهم،
    ولأنه لا يوجد لهم طعام غيره،
    ويلجئهم هذا الطعام إلى العطش الشديد،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/07/2016 الساعة 10:06 PM

  14. #54
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فشاربون عليه من الحميم {54} الواقعة.

    وبعد الأكل من الزقوم، يأتي دور الشرب من الحميم،
    والشرب هو الاستمرار في تناول الشراب حتى يتم الانتهاء منه،
    خلاف الأكل الذي يتم تناوله مقطعًا، يتخلله الحديث وغيره،
    لكن كم من الحميم يشربون ؟!
    ووصف الشراب الحميم لشدة حره، ونكر نوعه،
    فقد يكون ماءًا، وقد يكون شيئًا آخر معه، كما في قوله تعالى؛
    : {ويسقى من ماء صديد {16} يتجرعه ولا يكاد يسيغه {17} لإبراهيم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/07/2016 الساعة 10:44 PM

  15. #55
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فشاربون شرب الهيم {55} الواقعة.

    مثل شرب أصحاب الجحيم بشرب الهيم،
    والهيم هي الإبل العطاش المصابة بداء لا تروى بسببه من الماء،
    أو أن الهيم هي الرمال، والرمال لا يستقر الماء في جوفها،
    مهما استمر نزول الأمطار عليها،
    فعلى سوئه وشدة حرارته، يشربون منه بكثرة، لشدة عطشهم،
    وكثرة الشرب قد يصرف عن الإكثار من الأكل،
    فجيء بهم إلى الزقوم أولاً قبل الحميم،


  16. #56
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {هذا نزلهم يوم الدين {56} الواقعة.

    هذا الذي ذكر في الآيات السابقة من ألوان العذاب،
    هو النُزُل الذي أعده الله عز وجل لأصحاب الشمال،
    عقابًا لهم على سوء عملهم وإجرامهم في الحياة الدنيا،
    وأشار إليه الله تعالى بإشارة القريب "هذا"؛
    لأن العلم به بمنزلة القريب الذي لا فاصل بينك وبينه يحجبه عنك،
    والنزل من مادة "نزل" وهي مستعملة في؛
    وصول ما لا تسطيع ولا تقدر على الوصول إليه،
    فالبعث والحساب وإدخال الكفار نار جهنم،
    كل ذلك خارج عن إرادة الكفار، ولا يريدونه، ولا مخرج لهم منه،
    ويوم الدِين (بكسر الدال) قد سمي بذلك؛
    لأنه يوم تواصل الحياة مرة أخرى بالبعث لهم،
    كما أن الدَين (بفتح الدال) يؤخذ لأجل مواصلة العمل،
    والدُون (بضم الدال) الذي تمر عليه عند مواصلة السير وتتعداه إلى ما بعده،
    ويوم القيامة قد سمي بعدة أسماء، ويراد بكل اسم صفة من صفاته،
    فهذا النزل قد أُعد لأن هناك يوم تتواصل فيه الحياة مرة أخرى،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 23/07/2016 الساعة 07:15 AM

  17. #57
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {نحن خلقناكم فولا تصدقون {57} الواقعة.

    بعد الحديث في الآخرة عن السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال،
    يذكر الله تعالى عبادة، بأنه هو الذي خلقهم في هذه الحياة الدنيا،
    والقادر الذي خلقهم أول مرة، قادر على خلقهم مرة أخرى،
    فعليهم الإقرار بذلك ويصدقونه ولا يكذبونه،
    فلم يكن خلقهم أول مرة عبثًا، ليخلقهم مرة أخرى بلا سبب،
    بل كان خلقهم أول مرة لأجل عبادته،
    وخلقهم مرة أخرى لأجل حسابهم،
    والتفريق بينهم، حسب أعمالهم،
    فكان منهم السابقون المقربون،
    وكان منهم أصحاب اليمين،
    وكان منهم أصحاب الشمال.
    وتحقيق وعد الله تعالى بأن يملأ النار بأصحابها من الجِنَّة والناس.
    ويملأ الجَنة بأصحابها من المقربين وأصحاب اليمين.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 24/07/2016 الساعة 12:29 PM

  18. #58
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {أفرءيتم ما تمنون {58} الواقعة.

    وتذكير آخر للناس الذين لم يخلقوا أنفسهم،
    فهم كذلك لم يخلقوا المني الذي تتخلق منه ذرياتهم،
    وقد سمي المني بهذا الاسم لأنه بعض الإنسان،
    وكل جذور اللغة التي فيها الميم والنون بتقديم الميم مع أحد حروف العلة،
    كلها مبني على التبعيض،

    من : دون إضافة، حرف جر يستعمل في التبعيض،
    ومعانيه الأخرى مبنية على التبعيض،
    أمن : الآمن لا يمكن أن يحصل على أمنه إلا إذا كان بعضًا ممن معه،
    مني : بعض الإنسان الذي يخرج منه، ويتخلق ولده الذي هو منه،
    يمن : يمينك هي التي تمتلك بها الأشياء وتجعلها بعضًا من مالك،
    ومن ذلك ملك اليمين، التي تكون بعض مالك،
    منأ : المنيئة الجلد مغموسًا في الدباغ ليصير الدباغ بعضًا منه،
    مأن : ما مأنت الأمر: لم يكن بعض ما علمت، وما تهيأت له، ولا أعدد له؛
    لأني لم أجعله بعضًا مما أهتم به،
    والمؤونة : بعض القوت الذي تدخره، وما زاد تبيعه،
    مين : المين الكذب، والكذب هو بعض قول القائل، وليس كل ما يقوله،
    وجعل بعضه الذاهب منه هو المين،
    مون : مانهم : تكفل بنفقتهم، بأن اقتطع بعضًا من ماله نفقة عليهم،
    المان : السكة التي يحرث بها ، ومان الأرض: شقها،
    وهو من قطع بعضها عن بعض،
    منو : الأمنية : حبك لشيء أن يكون بعضًا مما تملك.
    فالمني هو بعض الإنسان الذي يخلق من ولده،
    ولعل سبب تسمية البعوضة باسمها؛ لأنها خلقت من دم الإنسان وتتغذى عليه،
    فكل ما في البعوضة هو بعض من الناس،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 24/07/2016 الساعة 12:46 PM

  19. #59
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون {59} الواقعة.

    ثم يخاطبهم الله تعالى بعد مخاطبتهم بأنه الذي خلقهم؛
    هل هذا المني الذي يخرج منكم؛ أأنتم خلقتموه ليظل لكم امتداد في الأرض؟،
    أم الله تعالى هو الذي خلقه؟!
    الإجابة لن تكون إلا بالإقرار بأن الله هو الخالق .
    وعملية الخلق إيجاد شيء من شيء بصورة لم تكن فيها،
    فالله تعالى خلق من الطين الإنسان بصورة وصفات مختلفة عن الطين،
    والله تعالى خلق المني من الإنسان بصورة لا تشبه الإنسان،
    ثم يخلق منها إنسانًا بصورة مختلفة عن المني،
    ولا يستطيع الإنسان وغير الإنسان أن يشابه الله تعالى في فعله في الخلق،
    ثم يبين الله تعالى لماذا خلق الله المني من الإنسان،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 25/07/2016 الساعة 05:39 AM

  20. #60
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {نحن قدرنا بينكم الموت
    وما نحن بمسبوقين {60} الواقعة.

    لما كتب الله تعالى على الإنسان عدم الخلود،
    فقدر عليه الموت، فجعل حياته قصيرة في الدنيا،
    ولما كتب الله على نفسه، أنه سيملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين،
    من غير أصحاب الجنة،
    فلا بد من تكثير الخلق من الإنس والجن،
    وخلق الإنس إما بتكرار خلق آدم كاملاً في كل مرة من طين قبل نفخ الروح فيه،
    ولا يكون بينهم ارتباطً عند ذلك،
    فالطين وحده لا يكوِّن العلاقة بين الإنسان والإنسان،
    وإلا لتساوى الإنسان مع الحيوانات في علاقة واحدة، لأنهم جميعًا من الطين،
    وإما أن يتكرر الخلق من بعض الإنسان؟ كما خلقت زوج آدم منه،
    ليتحقق الهدف من الخلق في عبادة الله، لأن العبادة الجماعية أعظم من الفردية،
    وكثير من العبادات مرتبطة بالآخرين، كالزكاة والصلاة والجهاد، وغير ذلك،
    فكان خلق المني من الإنسان ليتخلق بعضهم من بعض،
    في تسلسل لا يتوقف إلا بأمر الله تعالى،
    وخلق الإنسان من مني عظيم وعجيب، لكثرة الخلق بعد الخلق من النطفة،
    وتكون الأجهزة المختلفة منها، حتى تكون منها إنسانًا كاملاً،
    واختلاف كل مخلوق عن الآخرين بمجموع صفات لا تجتمع في غيره،
    كعظمة خلق الإنسان من الطين مباشرة،
    وكل خلق جديدة هو خلطة جينية جديدة،
    وابتداء زمن المخلوق بزمن ارتباط الخليتين
    من الذكر والإنثى التي تشكلت منهما النطفة؛
    حتى لا يكون زمن الخلية امتداد لزمن خلية الأب أو الأم فيسرع إليه الهرم،
    ولهذا جعل الله تعالى ابتداء كل إنسان بنطفة من مخلوقين
    وليس من مخلوق واحد،
    ولذلك كان من حكمة الله تعالى خلق الذكر والأنثى،
    ولو جعل الله تعالى عمر الخلية ثابت، لكان لهم الخلود في الحياة الدنيا،
    وهذا الأمر لم يقدره الله تعالى للإنسان في الحياة الدنيا،
    إن خلق الإنسان من أعظم آيات الله عز وجل الدالة على عظيم قدرته،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 25/07/2016 الساعة 07:23 AM

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •