آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5
النتائج 81 إلى 96 من 96

الموضوع: سورة الواقعة .... سورة أحبها

  1. #81
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {أفبهذا الحديث أنتم مدهون {81} الواقعة.

    الحديث : هو الجديد الذي يتناقل الناس ذكره بينهم في كل شيء،
    ويتجلى فهم معنى الحديث بدلالة حروفه؛
    [الحاء للانفرد- الدال للتضيق والحصر، وهي محصورة بمعنى الذال للاتساع والانتشار –
    والثاء للكثرة، ولأنها الحرف الأخير، فالكثرة في استمرار وزيادة]
    *أنه منفرد ومستقل عن صاحبه ومصدر، فلا سلطة لديهم لكتمه ومنع انتشاره،
    *وأن العلم به يبدأ في دائرة ضيقة ثم يتسع ذكره وينتشر، عبر الزمان والمكان،
    *ويظل العالمون به في كثرة مع انتشاره مكانًا وزمانًا،

    هذا هو الحال والوصف الصادق له بدلالة حروفه التي مثلت بصدق معناه،
    وقد جاء ذكر الحديث وصفًا لأشياء عدة؛
    الحديث : كل ما كان من الرسول بعد بعثه نبيًا من قول أو فعل أو تقرير، وهو الأشهر،
    الحديث : كتاب الله الجديد، الذي نزل بعد الكتب القديمة التوراة والإنجيل،
    : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا {87} النساء،
    : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {185} الأعراف،
    : { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ {111} يوسف.
    : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا {6} الكهف،
    : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا {23} الزمر،
    : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ {59} النجم،
    : { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ {44} القلم،
    : { فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا {78} النساء،

    وحديث الله تعالى له الدرجة العلى، فهل بعده من حديث يشدهم ويدفعهم للإيمان؟!
    : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6} الجاثية،
    : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {50} المرسلات،
    : { فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {34} الطور،

    والاستفهام عن وصول الحديث ؟ لأن شأن الحديث أن ينتشر ويصل الكثير من الناس،
    : { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {9} طه،
    : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {24} الذاريات،
    : { هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {15} النازعات،
    : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ {17} البروج،
    : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ {1} الغاشية،

    ولأن الأحاديث تستمر وتنشر فتكون عبرة لمن يسمع بها؛
    : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ {44} المؤمنون،
    : { فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ {19} سبأ،

    ووصفت الرؤيا بالأحاديث، لأن الرؤيا متعلقة بأحداث ستجري في المستقبل،
    والاهتمام بالأحاديث لتكون لهم عبرة وبصيره ونورًا في المستقبل بما حصل ويحصل،
    : { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ {6} يوسف،
    : { وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ {21} يوسف،
    : { وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ {101} يوسف،

    الحديث : الجديد التي يتكلمون فيه الناس في أمورهم، ويتناقلونه بينهم،
    : { حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ {140} النساء،
    : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ {68} الأنعام،
    : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ {6} لقمان،
    : { وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ {53} الأحزاب،
    : { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا {3} التحريم،

    وجاءت الأفعال عن ابتداء الحديث، أو الذي هم فيه،
    : {قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ {76} البقرة،
    : {فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا {70} الكهف،
    : {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا {113} طه،
    : { لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا {1} الطلاق،
    : { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} الزلزلة،
    : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11} الضحى،
    أو في المستجد منه لهم،
    : {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2} الأنبياء،
    : {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ {5} الشعراء،

    أما الحديث في قوله تعالى : { وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا {42} النساء،
    ولا يكتمون حدثًا أحدثوه في حياتهم الدنيا،
    وهو من صلب أعمالهم التي يحاسبون عليها،
    الحديث : الاجتهاد الجديد في مسائل الشرع عند الفقهاء، لقول الأئمة :
    إذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط، فإنما نحن بشر،
    نقول القول ثم نتراجع عنه، وسبب التراجع عن القول؛
    إما أنه بلغه علم جديد لم يبلغه من قبل، ومن حديث وغيره،
    وإنما رأي يستجد له من نفسه أو من غيره بحجة أقوى من الحجة السابقة،
    وظن بعض من له حظ قليل من العلم، أن المقصود بقول الفقهاء هذا هو حديث
    الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن المحدث أعلى درجة وأعلم بالدين من الفقيه،
    وصار بعض الجهلة يظنون أنهم بحفظهم قسطًا من الأحاديث أنهم فقهاء، يفتون
    بظاهر الأحاديث، وجهلهم أوصلهم إلى الغرور والتكبر والحماقة في التصرف،
    وعلم الفقيه شامل لعلوم القرآن، وأحوال الأحاديث من حيث الصحة والضعف،
    وشامل لفقه اللغة العربية وأحوالها، ولديه من القدرة والفطنة،
    في معرفة دقائق الأمور ومقصود الكلام، فوق معرفة ظاهر الكلام.
    ما المراد بقوله تعالى مدهنون ؟
    الدهان هو ما بل الشيء بأرق ما يكون وكأنه غير موجود، فلا يتراكم،
    ولا يسيل عن كثرة، ويصبح وجه الشيء به ناعمًا زلقًا.
    والدهن يكون جامدًا كدهن سنام الإبل، ويكون سائلاً ويسمى بالزيت،
    : {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} المؤمنون،
    : { فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ {37} الرحمن،
    ويُدهن بضم الدال من الفعل الرباعي أدهن، وهمزته همزة سلب،
    فبدلا من أن يكون زلقًا لا تستقر عليه الأشياء، يمنع التزلق باللين والتقرب الكاذب،
    : {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ {9} القلم،
    وكذلك "مُدهنون" جمع "مُدهن" من الفعل أدهن،
    : {أفبهذا الحديث أنتم مدهون {81} الواقعة.
    وفي الآية استفهام استنكاري لفعل المنافقين في الكذب، مظهرين إسلامًا
    وإيمانًا خلافًا لما يبطنوه في أنفسهم، حتى لا ينبذون ويحاربون،
    وقد جاء الحديث عن هؤلاء بعد الحديث على أن هذا القرآن لا يؤثر،
    ولا يغير إلا في المطهرين، وهؤلاء المنافقون لا تأثير للقرآن عليهم،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 04/08/2016 الساعة 11:42 PM

  2. #82
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون {82} الواقعة.

    الجعل هو إلحاق شيء بشيء؛ أي إلحاق شيء بآخر أو إلحاق به شيء آخر،
    فيلتصق به فيكون تابعًا له، أو يغيره إلى حال جديد بالأمر والتكليف الجديد،
    والرزق؛ شيء لازم لك لا تستغني عنه يعطيك الثبات في الحياة،
    ويقل بالاستعمال والاستهلاك، ويجدد دائمًا بغيره حتى يستمر البقاء،
    والكذب؛ هو الباطل المردود الذي لا حقيقة له،
    وإن اتسع وانتشر فمآله إلى الحصر والنبذ له بالإخراج والإبعاد،
    وبكذب المنافقين لإخفاء حقيقتهم؛ يبقون لهم وجودًا بين المسلمين واستمرارًا،
    ولا رزق لهم بعدها، بسبب كذبهم،
    والكذب من صفات المنافقين، والمؤمن لا يكذب،
    لأن الكذب إنكار بأن الله تعالى بيده وحده مقاليد الأمور، ولايغيرها إلا هو،
    وكل ما في الحياة الدنيا مآله إلى انقطاع وفناء ... فالموت قادم .....


  3. #83
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فولا إذا بلغت الحلقوم {83} الواقعة.

    الحلقوم فعلوم أو فعلول من مادة "حلق" وهي في فراغ الشيء الثابت من داخله،
    ومنه، حلقة الحديد، ثابتة الأطراف، فارغة الوسط،
    وحلق الرأس إفراغه من الشعر المتحرك عليه، فيظل له ثبات دون شعر،
    وحلق الطائر، دار دورانًا ثابتًا تاركًا فراغًا تحته أو في وسط دورانه،
    وذكر الحلقوم خاصة عند الموت لفراغ الجسد من الروح،
    وهو في خلقه فارغ الوسط؛ لأجل مرور الطعام والهواء منه،
    وبلغ: وصل إلى النهاية التي يطلبها،
    وقد وصلت الروح إلى نهاية وجودها في الجسد،
    والفاعل مستتر يراد به الروح أو النفس،
    وعدم ذكرها بهذه التسميات؛ بسبب عدم تناسف التسمية مع الحال الذي هو فيه،
    فالروح من مادة "روح" وهي في الذي يرى أثره ولا تبصر ذاته،
    ومن ذلك الريح، يرى أثرها ولا تبصر،
    والريحان، يحس بأثره، ولا تبصر ذاته،
    والروح، يرى أثرها في حياة الجسد؛ في حركته، ونموه،
    وتنفسه، واكله وشربه، ولا تبصر ذاتها،
    وها هو يفقد الآن كل السابق الدال عليها، فلا يصلح ذكرها، دون علامة عليها،
    أما النفس؛ فهي من مادة "نفس"،وهي في التعلق بشي والتمسك به،
    وهي الآن تتخلى مجبرة عن الجسد التي كان تتمسك به طوال حياته،
    فلم يصلح ذكرها،
    والإشارة إلى الغائب بضمير ظاهر أو مستتر،
    يراد به الذات دو ن الصفات، في المواضع التي لا تختص بصفة للشيء،
    والمراد من كلمة "لَوْلاَ"؛ معنى هلا وألا من كلمات التحضيض،
    أي ألا يرجعون الروح إلى كامل الجسد إذا بلغت الحلقوم،
    وإرجاعها بعد مفارقة الجسد أشق وأصعب،
    لو كان لهم شيء من القدرة على فعل ذلك،
    وتخصيص ذكر الحلقوم علامة على مفارقة الروح للجسد؛
    لأن آخر نفس للإنسان في حياته ينتهي ببلوغ الحلقوم،
    وإذا أخذنا سبب التسمية للحلقوم من مادة "حلق" التي هي في فراغ الداخل؛
    فيعني ذلك فراغ الجسد من الروح،
    وتحقق الموت بهذا الفراغ بسبب مفارقة الروح للجسد،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/08/2016 الساعة 12:41 PM

  4. #84
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وأنتم حينئذ تنظرون {84} الواقعة.

    حين: اسم معنى الوقت أو المدة، وتستعمل عند الدخول
    في وقت أو حكم لا مخرج منه، ولا تراجع عنه، لأنه من سنن الله،
    وإذ: ظرف للزمن الماضي، وبداية النظر كانت في زمن سابق للحظات الأخيرة،
    فحين تبلغ الروح الحلقوم يكون المريض في آخر لحظاته قبل الوفاة،
    والأهل حوله، ومنشغلون به، ومتوجهون إليه ينظرون إلى ما يؤول إليه حاله،
    ولا حول لهم ولا قوة في إخراجه من الحال الذي هو فيه،
    والنظر هو التوجه للحصول على العلم بوجود الشيء وما يرتبط به،
    وهو أول مراتب التعرف على الأشياء، وقد يحصل العلم مباشرة، وقد يأخذ وقتًا فيكون انتظارًا،
    ويليه رؤية الشيء الدالة على العلم به،
    فإذا حصل اليقين به صار إبصارًا له،
    فالنظر إلى المحتضر ترقب لما سيحدث له، فقد يُتوفى، وقد يبرأ وتكتب له الحياة،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 11/08/2016 الساعة 11:58 PM

  5. #85
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {ونحن أقرب إليه منكم
    ولكن لا تبصرون {85} الواقعة.

    ضمير المتكلم المفرد "أنا" وللجمع "نحن"، وفي الغالب أن الجمع يتكلم باسمهم واحد،
    والواحد الذي له أتباع يقومون بأمره؛ ينسب القول لنفسه بضمير الجمع،
    والموت وقبض أرواح الناس موكل به ملائكة بأمر الله تعالى،
    لذلك قال تعالى : {ونحن}
    : {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون{11} السجدة،
    : {ولو ترى إذا يتوفي الذين كفروا الملائكة .. {50}الأنفال.

    وهؤلاء الملائكة أقرب للمحتضر من الذين حضروا حوله، وكلاهما قريب،
    والقريب هو المشارك لقريبه في النسب، أو في المكان، أو في المكانة والجاه،
    والقريب خلاف البعيد المنقطع عن غيره، فلا يسمعه، وقد لا يراه،
    وليس معنى القرب الدنو، او أن يكون في منزلة هي أدنى البعيد،
    فقوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم}، {ولا تقربوا الزني}،
    {ولا تقربوا الفراحش}،

    أي لا تنفقوا من مال اليتيم، ولا تمارسوا الزنا، ولا تفعلوا الفواحش،
    وإن كان يرى من حضر علامات الموت على المحتضر،
    ولكنهم لا يبصرون من وراء ذلك ممن حضر لقبض روح الميت من الملائكة،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/08/2016 الساعة 12:35 PM

  6. #86
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فلولا إن كنتم غير مدينين {86} الواقعة.

    الدَين(بالفتح)؛ يعطي المدين مواصلة حاله المتوقف،
    والدِين(بالكسر)؛ هو الذي تتواصل على أداء مناسكه،
    ويوم الدِين : يوم مواصلة الحياة مرة أخرى،
    ودُون الشيء (بالضم): هو الذي تمر عليه وتتعداه عند مواصلة السير،
    وكل البشر هم مدينون، وتواصل حياتهم قائم بغير أنفسهم،
    فهم بحاجة دائمة للهواء، وبحاجة للشراب والطعام،
    وكل ذلك مما لم تعده أيدهم، وليس لهم سبب في وجوده،
    ولا وجود انفسهم في أجسادهم،
    فكيف لهم القدرة على وهب ما لا يملكون، ولاقدرة لهم على فعلهم؟!
    فالحض لهم بـ "لولا" لتذكيرهم أن وجودهم الذي هم فيه وانتهائه ،
    ليس بأيديهم، تذكيرًا لهم في حال هم يفقدون فيه أعزة عليهم،
    ولاسبيل لهم بالمحافظة عليهم، ومد الحياة وإطالتها لهم،
    وقوله تعالى: {غير مدينين}؛ إما أن يكون مستغن بنفسه،
    وإما أن يمد غيره ليبقي تواصله، وهم على غير ذلك في الحالين؛
    فلا قدرة لهم للمحافظة على أنفسهم وإدامة بقائها،
    ولا قدرة لهم أن يمدوا غيره بأسباب البقاء ومواصلة الحياة،
    وتفسير مدينين بمملوكين او مجزيين، لا أرى له وجهة دقيقة،
    فاستعمال مادة "دين" في المواصلة، والمدين الذي أُعطي ليتواصل حاله،
    مطالب برد المال، والمدان مطالب برد الحقوق أو بما يجزي عنها،
    وغير مدينين؛ أي هم يتواصلون في الحياة بأنفسهم، وليس بفعل غيرهم،
    هو الأنسب لهذا الموقف الذي يطالبون فيه بمد غيرهم بأسباب المواصلة،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/08/2016 الساعة 12:05 PM

  7. #87
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {ترجعونها إن كنتم صادقين {87} الواقعة.

    إرجاع الشيء؛ إعادته إلى منطلقه،
    ورد الشيء؛ منع استمراره وبقائه حيث وصل، ليعود من حيث أقبل،
    فالله تعالى أرجع موسى لأمه التي فارقها عند إلقائه في اليم،
    ورده إلى إمه بتحريم المراضع عليه، إلا الرضاعة من أمه،
    فإن كنتم غير مدينين، ترجعون النفس إلى الجسد الذي خرجت منه،
    إن كنتم صادقين في إنكار البعث يوم القيامة،
    فإنكار البعث يقتضي انتهاء وجود الروح بلا رجعة، حين تفارق الجسد،
    والمحافظة عليها، بإرجاعها إلى الجسد حتى لا تفنى،
    ولكن الروح لم تربط بالجسد من نفسها، ولم تفارقه بإرادتها،
    فهناك من أتى بها، ومن أخذها، وبيده إرجاعها متى شاء،
    وليس إرجاعها إلى الحياة، إلا للسبب نفسه الذي وجدت لأجله،
    فلا بد للحساب، الذي لم يكن على كل شيء في الحياة الدنيا،


  8. #88
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فأما إن كان من المقربين {88} الواقعة.

    المحاسب يوم القيامة سيكون من أحد الفئات الثلاثة الذين ذكروا في بداية السورة،
    وقد ذكر حال كل فئة منهم؛ إما أن يكون في نعيم دائم، أو شقاء دائم،
    وأول هذه الفئات؛ أكرمها نعيمًا، وأعلاها منزلة؛ هي فئة المقربين،
    ووصفهم بالمقربين؛ لأنهم الأقرب إلى العرش الذي يحمله ثمانية فوقهم،
    كما ان أكرم الملائكة هم الذين عند العرش وحوله،
    وقربهم في الآخرة هو من قربهم إلى الله تعالى بالدنيا، بحسن الطاعة والإحسان،
    وقربهم هذا سيميزهم بأفضل نعيم يكافؤون عليه في الجنة،
    فمن عندهم تنبع أنهار الجنة، وأول من تمر عليهم، وعندهم من كل فاكهة،
    وفرشهم وأدواتهم من أفضل وخير الفرش والأدوان في الجنة،
    وإن كانت كلها خير، مما لم يخطر على قلب بشر في الدنيا،


  9. #89
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فروح وريحان وجنت نعيم {89} الواقعة.

    روح وريحان من مادة "روح" وقد أسلفنا من قبل،
    فبينا أن مادة "روح" مستعملة فيما يبصر ويحس بأثره ولا تبصر ذاته،
    ومن ذلك الروح؛ لأنه يبصر ويحس بأثرها في الجسم ولا تبصر ذاتها،
    والريح؛ التي يحس بها في تحريك الأشياء، ولا تبصر ذاتها،
    والرائحة؛ التي يحسن بوجودها ولا تبصر ذاتها،
    والروح وروح القدس (جبريل)؛ الذي يحس بأثره على النبي ولا تبصر ذاته،
    والروح (القرآن)؛ الذي يحس بأثره على أنفس المؤمنين،
    ولا تبصر قواعده الحقيقية في التأثير، ولذلك عجزالإنسان على الإتيان بمثله،
    وقوله تعالى: {ولا تيأسوا من رَوح الله {87} يوسف؛ تدبيره الخفي في إعانتكم لإيجاد يوسف وأخيه،
    فبدأت الآية بـ "روح"، لأن المقربين في فرح وسرور وسعادة غامرة،
    بسبب رضا الله تعالى عليهم، وهو أعظم من النجاة من النار والفوز بالجنة،
    فهم لا يحددون سبب هذه السعادة العظيمة التي هم فيها،
    وانتقل من الذي لا يقدر بما يقدر مما يحس ولا يبصر،
    فالريحان الذي يحس به ولا يبصر، يقدر مصدره،
    والشجر التي يخرج منه، من زهره، ومن ورقه، ومن ثمره، وكله طيب في طيب،
    ثم الانتقال إلا ما يحس به ويبصر من فواكه جنة النعيم التي لا تعد ولا تحصى،
    والتمتع بالنعيم يفسده عدم الأمن، وسوء الرائحة،
    فتقدم ذكر الروح والريحان أيضًا لأجل ذلك ،
    وقد كتبت "جنت" بتاء مبسوطة، ولم ترسم مقبوضة، ولم تقرأ جنات،
    ولم يبسط غيرها، وهذا البسط من خصائص الرسم القرآني،
    ودلالة بسطها يعود إلى القاعدة العامة في بسط التاء،
    فإن كان الشيء معلوم كله غير مجهول؛ بسطت التاء،
    وإن كان مجهولاً كله أو بعضه؛ قبضة التاء،
    والسؤال: لماذا بسطت تاء جنة المقربين ، ولم يبسط غيرها؟!
    والجواب على ذلك؛ أن الجنة منازل، وأعلاها جنة المقربين،
    والدخول إلى الجنة من أسفلها، ثم يرقي فيها إلى أعلاها،
    وعندما يدخل أول الجنات من أسفلها،
    يجد فيها من النعيم الذي لم يخطر على قلبه، ولم تره عين من قبل
    وكلما ارتقى إلى منزلة أعلى،
    يجد فيها من الجديد الذي لم يره في الأسفل منها،
    وهكذا إلى أن يصل إلى أعلى الجنة؛ منزلة المقربين،
    حيث يكون قد رأى نعيم كل جنة،
    وعنده مثل ما عندهم جميعًا وخيرًا منه،
    ونعيمًا لم يروه قد خصهم الله تعالى به،
    فلم يبق من نعيم الجنة شيء من النعيم يجهلونه ولم يروه،
    وليس هناك منازل أخرى أعلى من منزلتهم، فيكون فيها نعيم لم يطلعوا عليه،
    فبسطت تاء الجنة في هذا الموضع، لأنه قد تحدد أصحابها .. وهو المقربون،
    ولا يصلح أي موضع آخر لتسبط فيه تاء الجنة،
    غير هذا الموضع من 68 موضعًا، ذكرت فيه الجنة،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/08/2016 الساعة 09:35 PM

  10. #90
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وأما كان من أصحاب اليمين {90} الواقعة.

    وأما إن كان من أصحاب اليمين؛ أي من المحاسبين بعد البعث،
    وصاحب الشيء هو الملازم له،
    وذكر أصحاب اليمين، ولم يقل عن المقربين أصحاب،
    لأن الملازم للشيء؛
    إما أن يكون راض عنه، ولا يرجو غيره،
    وإما أن يطمع بما هو خير منه، إن عرف واطلع عليه،
    وإما أن يطمع بمفارقته للسوء الذي يجده فيه، فهو مكره على الملازمة،
    وأصحاب اليمين هم راضون في الجنة،
    ورضا المقربين أعظم، ولا يعرفون نعيمًا اعظم منه تتطلع إليه أنفسهم،
    ولإبعاد السخط عن أصحاب اليمين،
    أن أصحاب المنازل العليا يدخلون قبلهم إلى منازلهم،
    ولو دخلوا بعدهم لأحدث ذلك حسرة في أنفسهم،
    وهم يرونهم يمرون عليهم ويرتقون فوقهم،
    وهم يجهلون ما عندهم من النعيم الذي ليس عندهم،
    لكن التمنى لا يكون للمجهول جنسه،
    ولا يجوز لهم الاتقاء إلى منازل أعلى، فهم ملازمون لمنزلتهم،
    وكانت تسميتهم بأصحاب الميمنة في موقف الحساب،
    وبعد الدخول في الجنة؛ هم أصحاب اليمين،
    فقد نالوا منزلتهم بجهد كبير، بعد استعرض أعمالهم،
    وقد طال مسيرهم على السراط حتى وصلوا الجنة،
    فالإنسان يجلب لنفسه الخير، ويدفع عنها الشر بيمينه،
    فهم أصحاب اليمين ....

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 13/08/2016 الساعة 09:43 PM

  11. #91
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فسلام لك من أصحاب اليمين{91} الواقعة.

    لما كان الميت يبعث على ما كان عليه، مؤمنًا كان من أصحاب الجنة،
    أو كافرًا كان من أصحاب النار، فليس بعد الموت من عمل يغير حاله في الآخرة،
    وإن كان ما سن من خير أو شر؛ فإنما المضاعفة للحسنات أو السيئات، لا تغيير الحال،
    ولذلك جاء ذكر هذه المراتب الثلاثة بعد ذكر الموت،
    فقد تقرر حال كل واحد مع انتهاء عمله بموته،
    ولما كان أصحاب اليمين هم أصحاب المنازل السفلى في الجنة،
    وأقل أصحابها حسنات، وأنهم فازوا بالجنة مع شدة لاقوها،
    وقد عانوا من بطء السير حتى قطعوا الصراط الذي تلتهب تحته النار،
    وقد خدش من خدش ثم نجا، ومن هوى إلى جهنم، وما أكثرهم،
    فاستحق هؤلاء الناجون المباركة بالسلامة لهم من أصحاب اليمين
    الذين سبقوهم في النجاة من النار،
    وذكر أصحاب اليمين دون غيرهم، يعود إلى ثلاثة أسباب؛
    الأول: أن أصحاب اليمين هم الذين عانوا من المرور على النار،
    وأحسوا بحرها أكثر من المقربين، وقد رأوا كثرة الساقطين فيها،
    فإحساسهم بفرحة الناجي من أمثالهم أكبر من غيرهم،
    لأنهم قد عانوا مثلهم وإن كانت درجة معاناتهم أقل درجة ممن جاء بعدهم،
    والثاني: انصراف المقربين إلى منازلهم فلم يواجهوا بعد النجاة من النار
    إلا أمثالهم من أصحاب اليمين، فلم يجدوا سلامًا إلا منهم،
    والثالث: أن أصحاب اليمين أكثر أصحاب الجنة، والمقربين قلة معهم،
    وكثرة تدفق أصحاب اليمين يجعل أصحاب اليمين هم أول من يستقبل ويقابل
    الناجين المتأخرين من أصحاب اليمين،
    فإن كنت سائلاً الله تعالى الجنة، فاسأله الفردوس الأعلى، وأن تكون من المقربين،
    ولا تسأله أن تكون من أصحاب اليمين، فهم آخر من يدخل الجنة،
    فاجعل طمعك في رحمة الله كبيرة، وهمتك كبيرة،
    وأن تكون من أصحاب "جنت" الواقعة، الجنة التي بسطت تاؤها،


  12. #92
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {وأما إن كان من المكذبين الضالين {92} الواقعة.

    وأما إن كان من الفئة الثالثة،
    فئة المكذبين للبعث الضالين فهم في شر حال،
    والكذب المهلك على نوعين،
    نوع فيه رد للحق وإنكاره، مثل هؤلاء المكذبين للبعث،
    ونوع فيه اختلاق لباطل يحل عندهم محل الحق، كفعل المشركين،
    والضال هو المفارق ما عليه قومه في حضر أو سفر إلى حيث لا يدري،
    فإن كان في سفر سلك طريقًا غير طريقهم إلى حيث لا يدري،
    وإن كان في حضر فارق قومه فيما هم عليه من الاعتقاد والعبادة؛
    فإن كانوا هم على حق، فمفارقته لهم لا تكون إلا إلى باطل،
    والباطل لا يؤدي إلى شيء ينفعه،
    وإن كانوا هم على باطل؛ فمفارقتهم رفض لباطلهم والتوجه إلى حيث لا يدري،
    كفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل النبوة،
    فقوله تعالى : {ووجدك ضالاً فهدى{7} الضحى،
    هي شهادة تبرئة من الله تعالى لنبيه أنه لم يكن على ما كان عليه قومه،
    من الكفر والشرك، فثبته الله تعالى على ذلك بالرسالة التي أنزلها عليه،
    ومثل ذلك قول موسى عليه السلام: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضالين{20} الشعراء،
    ولذلك يحتاج الضلال إلى قرينة تبين أنه ضلال إلى باطل،
    فوصفهم بالمكذبين قرينة على أن ضلالهم هو ضلال إلى باطل،
    وقد وصف إخوة يوسف أباهم يعقوب بالضلال؛
    : {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا ونحن عصبة
    إنا أبانا لفي ضلال مبين {8} يوسف،

    لأنه قصر حبه على يوسف وأخيه في نظرهم، وهم أطفال صغار،
    لا مقدرة لهم على نفعه، وتركهم وهم الأكثرية العاملة والمساعدة له؛
    أما قوله تعالى: { فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء{8} فاطر،
    فعندما ينزل أمر الله على يدي الرسل الذين يرسلهم، ينقسم الناس إلى قسمين؛
    قسم يقبل على الرسل ويؤمن بهم،
    وقسم يفارق الرسل إلى لا شيء ينفعهم،
    من الكفر والشرك الذي لا حقيقة له في نفع أو ضر،
    وقد كانوا قبل الرسالة أمة واحدة مجتمعين على الكفر، لم يفارق بعضهم بعضًا،
    فبفراق بعضهم بعد مجيء الرسل إليهم كان الضلال،
    والضلال إلى الكفر والشرك له عقاب أليم،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 14/08/2016 الساعة 08:19 AM

  13. #93
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فنزل من حميم {93} الواقعة.

    كانت العرب تنزل في مواضع نزول المطر،
    فسموا مواضع نزولهم بالمنازل،
    ونزل أصحاب النار هو في الحميم،
    وأصحاب النار في طواف دائم بين الجحيم والحميم،
    قال تعالى: {يطوفون بينها وبين حميم آن {44} الرحمن،
    وقال تعالى: {فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون {66}
    ثم إن لهم عليها لشوبًا من حميم {67}
    ثم إن مرجعهم إلى الجحيم {68} الصافات،

    ولماذا قُدِّم الحميم على التصلية في الجحيم في هذا الموضع؟
    لقد بدأ الحديث عن الأزواج الثلاثة؛ بالابتداء من أعلى إلى أسفل،
    بدأ بالسابقين المقربين، ثم بأصحاب اليمين، ثم بأصحاب الشمال،
    وهؤلاء لهم الحميم والجحيم، والحميم هو الأقرب إلى أصحاب اليمين،
    النازلون في منازل في أسفل الجنة، وهم أدنى أصحاب الجنة إلى النار،
    ومصدر الحميم من تسرب ماء الجنة إلى باطن وأسفل الجحيم،
    فيخرج حارًا شديد الحرارة، وتجمعه سيكون في أدنى الجحيم إلى الجنة،
    ومراعاة للسياق في سرد أحوال الأزواج الثلاثة، أن يذكر الحميم
    بعد ذكر أصحاب اليمين، لأنه الأقرب إليهم، والجحيم هو الأبعد عنهم،
    وبخار الحميم أهون وأقل حرارة بكثير من نار السموم،
    حتى لا تمتد حرارته إلى أصحاب اليمين،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 14/08/2016 الساعة 12:31 PM

  14. #94
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : { وتصلية جحيم {94} الواقعة.

    التصلية من صلَّى الشيء يصليه تصلية،
    من مادة "صلي" وهي في إبقاء الشيء على النار حتى تغيره النار،
    فتصلية الجحيم ستغير جلده خاصة؛
    قال تعالى: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها{56} النساء،
    وقال تعالى: {نزاعة للشوى{16} المعارج،
    وقال تعالى: {سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار{50} إبراهيم،
    والقطران يتكون ويخرج فيقطر من شدة التعرض للحرارة،
    أما قوله تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة {24} البقرة،
    فليس كل الجسد وقودًا للنار، وإلا لذهبت أنفسهم، لكنها تتقد من جلودهم التي تطبخ من شدة الحر، فتغطى بالقطران حتى تكون سرابيل لهم،

    والجحيم من "جحم" وهي في اللحاق بالشيء وغلبته بالشدة،
    الجحيم في لسان العرب؛
    [والجحيمُ: اسم من أَسماء النار. والجحيمُ النارُ الشديدة التأَجُّج،
    وكلُّ نارٍ تُوقد على نارٍ جَحِيمٌ، وهي نارٌ جاحِمةٌ؛
    وجحَم النارَ: أَوْقَدها. وجَحُمَت: عَظُمت وتأَجَّجَتْ،
    وجَحِمتْ: اضْطَرمَتْ وكثُر جَمْرُها ولَهَبُها وتَوقُّدها،
    والجاحِمُ: المكان الشديد الحرّ؛ وأَجْحَم عنه: كَفَّ كأَحْجَم.
    وهو يَتجاحَمُ علينا أي يَتضايَقُ، وهو مأْخوذ من جاحِمِ الحَرْب،
    وهو ضِيقُها وشدّتُها]
    ولما كانت النار يهذه الصفة، فإن حر الجحيم يلحق بما قرب منها،
    ولا يقف عليها، مولدة الضيق والشدة من حرها فيما حولها، فهي لا تطاق،
    وإن الإحجام والكف عنها هو المطلوب،
    قال تعالى: {أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة{24} الزمر،
    والعين لا تغفل عنها وهي بهذا الحال الدائم؛ [والتَّجْحِيمُ: الاسْتِثبات في النظر لا تَطْرِف عينه؛ وعينٌ جاحِمةٌ: شاخِصةٌ. وجَحَّمني بعينِه تَجْحيماً: أحدَّ إليَّ النظر.]
    ولشدة تركيز النظر قيل ؛ [الجُحُمُ: القليلُو الحياء.]
    [والجَحْمةُ: العينُ. وجَحْمَتا الإنسان: عيناه. وجَحْمَتا الأَسدِ: عيناه، بلغة حمير؛ وبكل لغة. والأَحْجَمُ: الشديدُ حُمْرةِ العينين مع سَعَتِهما،] وذلك لشدة الانتباه،
    لذلك كثر ذكر الرؤية للجحيم في الآيات؛
    : {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى {36} النازعات، {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ {91} الشعراء، {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} التكاثر،
    {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ {23} الصافات،
    {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ {47} الدخان،
    {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ {55} الصافات،

    وكثر ذكر التصلية، وهي من شدة القرب من النار؛
    : {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ {12} التكوير، {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ {30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ {31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ {32} الحاقة، {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ {163} الصافات، {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ {94} الواقعة، {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {14} يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ {15} الانفطار، {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ {16} المطففين،
    {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا {12} المزمل،

    فهؤلاء هم أصحاب الجحيم؛
    : { أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {10} المائدة، {86} المائدة، {19} الحديد، {51} الحج،
    {مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {113} التوبة، {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ {119} البقرة، {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ {68} الصافات، {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {39} النازعات،

    أما المؤمنون ؛
    : {وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {56} الدخان، {وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {18} الطور، {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {7} غافر،
    وشجر الزقوم ينبت قريبًا من حرها، في أصلها،
    ولو كان في النار نفسها لحرقته، كما تحرق الحجر الذي هو وقودها،
    : {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {64} الصافات،
    وأراد الكفار حرق إبراهيم عليه السلام، وإلقائه فيها من بعد عنها،
    : {ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ {97} الصافات،
    فقد ذكرت الجحيم في السياق المناسب لتسميتها في (26) آية،
    وأهمها التصلية بالجحيم من شدة القرب منها،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 15/08/2016 الساعة 06:57 AM

  15. #95
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {إن هذا لهو حق اليقين {95} الواقعة.

    كل ما ذكر عن الأزواج الثلاثة هو حق اليقين،
    وجاء التوكيد بأربعة أدوات؛
    إنَّ : حرف نصب وتوكيد، وتوكيده جاء من النصب الدال على الثبات،
    هذا: اسم إشارة إلى ثابت موجود ومحدد،
    اللام: اللام للقرب والإلصاق، وآكد الأشياء التي ليس بينك وبينها فاصل،
    هو: ضمير الشأن الذي يحصر الشيء بالمقصود لا غيره،
    ووصفه بأن حق، أي خالص لا باطل فيه،
    واليقين أعلى درجات التأكد التي لا شك في حقيقتها.
    وهذا التأكيد المضاعف في كل كلمة وحرف؛ كان لأهمية ما ذكر،
    فهذا مآل أبدي لكل البشر وخاتمتهم التي لا مناص عنها،
    فكل واحد منهم سيكون واحدًا من أحد الأزواج الثلاثة؛
    إما أن يكون من المقربين،
    وإما أن يكون من أصحاب اليمين،
    وإما أن يكون من أصحاب الشمال،
    ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقربين السابقين ،


  16. #96
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سورة الواقعة .... سورة أحبها

    : {فسبح باسم ربك العظيم {96} الواقعة.

    تكررت الآية في الآية (74)، وقد أفضنا في الحديث عنها هنالك ،
    وتسبيح الله تعالى مطلوب في كل أمر وحال دال على عظمة الله وقدرته،
    والختم به في كل مجلس ومقام، كما ختمت به هذه السورة العظيمة،
    وكل ما في القرآن من سور وآيات وكلمات وحروف هي عظيمة،
    فأعظم ما عند الله تعالى بعد ذات الله تعالى هي كلماته،
    لأنها صفة من صفاته، فأعطانا بهذه الكلمات أعظم ما عنده،
    وأي فضل بعد هذا ..... لو كان قومي يعلمون،
    {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون{44} الزخرف.
    والحمد لله تعالى أن أعاننا على بلوغ ما تجلى لنا في هذه السورة،
    وتجلياتها لا تقف عند أحد ..... ولا عند زمن ...


+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •