فلسطين.. نكبة الستين؟
‏2007‏‏-‏05‏‏-‏13‏


بداية. أوجه التقدير والاحترام لقناة الجزيرة/مباشر، التي قدمت برنامجاً عصر يوم السبت 11/5/ 2007 حول ذكرى النكبة، حيث نقلت وقائع مؤتمر «النكبة في عامها الستين» الذي أقيم في مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة.
هذه المحطة، تشكل وجداناً حقيقياً، وتضع يدها على الجرح، مهما كان عمقه أو مساحته.. حقيقة هي قدمت معلومة جديدة على لسان رجل مهم، أستاذ جامعي، تحدث « بطلاقة وحرية » عن نكبة فلسطين، وكشف أشياء لم نكم نعرفها بهذا العمق.
شكراً للجزيرة.

0

في مؤتمر «النكبة في عامها الستين» الذي أقامه أخوة لنا في فلسطين المحتلة في الناصرة على ما أظن (لأني لم أشاهد البرنامج من أوله)، تحدث الدكتور ايلان، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، وشاهد من أهلها، تحدث عن نكبة فلسطين ، بوجع لم نعرفه من قبل في ضمير كهذا.
الرجل، وهو «اسرائيلي»، وجه أصابع الاتهام إلى الحركة الصهيونية وقادتها، باعتبار أن هؤلاء مارسوا «جريمة» في حق الإنسانية، وحق الفلسطينيين بشكل خاص.
هنا، أحاول نقل بعض المعلومات التي استمعت إليها مثل آلاف من مشاهدي الجزيرة. نظراً لأهمية ما ذكره الدكتور إيلان.

أهم ما قال:
- في بداية النكبة، قرر 11 زعيماً صهيونياً وسياسياً عام 1948 طرد مليون فلسطيني من أرضهم الفلسطينية.
- 11 زعيماً وقائداً عسكرياً وسياسياً خططوا في الخفاء لتطهير عرقي في فلسطين.
- كان هناك 100 ألف فلسطيني بقوا داخل الدولة اليهودية دعوناههم «عرب اسرائيل» وندعوهم اليوم «الأقلية الفلسطينية» في إسرائيل.
- كمواطن «اسرائيلي»، أقول إن ما تم ليس سهلاً علي الحديث عنه، ليس سهلا أن استخدم كلمة جارحة وقوية هي كلمة «الجريمة» لأن القانون الدولي واضح ودقيق في تفسير كلمة «جريمة»، فالقيادة السياسية تخطط لطرد مجموعة عرقية أخرى من وطنها وهذا يمثل جريمة حسب القانون الدولي. جريمة ضد الإنسانية، هي الأبشع والأقسى ضد مجموعة عرقية أخرى.
ولا يوجد تعريف آخر في القانون الدولي حول التطهير العرقي غير هذا التعريف.
- عام 1948، لو كان هناك تلفزيون أو وسائل إعلام كما هي الآن، لتعامل العالم مع تلك الجريمة بشكل آخر.
- بعد 60 عاماً، لا يمكن إحضار أحد من مجموعة الـ 11، أصحاب قرار التطهير العرقي الجريمة، لم يعد أحد حياً منهم. لو كان أحدهم حياً لطلبنا إقامة محكمة لإحضاره.
- بن جوريون كان رئيس المخططين.
وقال الدكتور ايلان: هناك طريقتان للتعامل مع هذه الجريمة:
1- مطالبة الدولة اليهودية والمجتمع اليهودي والعالم الاعتراف بهذه الجريمة. وإنها حدثت. هذا أمر لا يمكن التنازل عنه.. هناك حقائق واضحة وقوية، ولا يعقل بعد 60 عاماً أن يبقى العالم المتنور غير مدرك لتاريخ الصراع، ويتبع الكذب الصهيوني، لا بد من الاعتراف بأن الجريمة حدثت فعلاً.
2- للتعامل مع هذه الجريمة/ ليست صدفة أن 11 قائداً صهيونياً عسكرياً وسياسياً التقوا سراً على مدار سنة كاملة لتنفيذ الجريمة.. كل الجلسات كانت سرية، في الغرف المغلقة.
هذه الجريمة/ التي لم توافق عليها القيادات المذكورة مثل موسى شاريت، ليس صدفة. لكن التنفيذ كان واضحاً ونتائجه كذلك:
- تم تدمير 360 قرية و11 بلدة.
- تم ارتكات 30 مذبحة وطرد السكان.
هم تبينوا أن العالم لن يتزعزع. وأن «اسرائيل» يمكن ان تفلت.

يقول د. ايلان: العالم لم يعرف الايديولوجية التي قامت عليها إسرائيل، التي مارست التطهير العرقي بعد 1948 وحاولت طرد الفلسطينيين العام 1967، لكن تغيرت الايديولوجية وأدرك الحكم العسكري صعوبة ذلك، فمارست «اسرائيل» محاصرة من بقي من الفلسطينيين، ومنعهم الحديث والتحرك، وحتى العام 1970 حاولت «اسرائيل» طرد سكان غزة.. لكن الأمور اختلفت.

0

هنا نستطيع أن نتحدث عن إيديولوجية ثابتة لدى الكيان الاسرائيلي الصهيوني، وأهدافه مستمرة.. العالم الآن تغير، ويستطيع كشف الأكاذيب القديمة، لكن الإصرار الغربي والأمريكي خصوصاً على دعم هذا الكيان مؤشر على استمرار «الجريمة» التي تحدث عنها د. ايلان.
وبالتالي، لا بد أن يدرك الفلسطينيون أن المخطط قائم لطردهم وإبادتهم، هنا لا بد من الاستعداد لمواجهة ذلك بشتى الطرق.. وعلى العرب وقادتهم بشكل خاص فهم الحقائق، وعدم الوقوف بحيادية، أمام ما يجري، ولا يجوز الاستمرار في متابعة الحدث اليومي، والفرجة، وقد يشارك البعض في الحصار والتدمير ضد إخوة في الدين والعروبة.. حتى كاد الحق أن يتحول إلى باطل.. والكذبة الصهيونية إلى حقيقة.
منطق القوة لن يستمر طويلاً.. لأن العالم الحر لا يمكن أن يستمر في التغاضي عن الممارسات الإجرامية اليومية التي تحدث في فلسطين.
أكاذيب الصهاينة التي تحدث عنها ايلان، هي حقيقة ثابتة والتاريخ يشهد.
لذلك. على الذين لم يفهموا الحقائق أن يكفوا شرهم على الأقل وأن ينتظروا إلى العدو المشترك من منطلق أن العرب جميعاً مستهدفون.
القضية في الأساس هي قضية عربية اسلامية ، مسؤولية الجميع ، لا يجوز الحيادية فيها ..
فما بالك بالذين يمارسون الحصار ويطالبون الفلسطسنسسن بالتنازل تلو التنازل ..
ما بالك بالذين وضعوا أنفسهم شركاء لإسرائيل في مخططاتها .. وإلا ماذا يعني استمرار حصار الفلسطينيين من قبل بعض العرب ..؟
التاريخ لن يرحم هؤلاء ..
وإن رحمهم التاريخ ، فإن ربك بالمرصاد ..


حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com