شئٌ طارئٌ في رحاب هذا الكون...
وُجدْتُ لغايةٍ، وسأُفنى يومًا.
سواءٌ أكنتُ عبدًا حقيقيًا
أم فُرضَتْ عليّ العبودية قهرًا.!
فليس من السهل أنْ تكون عبدًا مخلصًا؛
في زمنٍ كثر فيه الأسياد!

غيرَ أنني اخترتُ
ليس بمحض إرادتي فحسب،
بل بـمشيئةِ مولاي أولًا.
أن أُنصتَ لخربشاتِ المتطفلين
على حيز ِ وجودي.
وأتأملَ ألوانَ الحياةِ التي تلهو بي،
وأن أعيشَ منازلَ النقصِ والكمالِ،
وأقرأَ مشاعرَ الكائناتِ من زفراتِ الخلايا
وحركاتِ الأعينِ وسكونِ الأعضاءِ.
وأرحلَ وحيدًا عن فلتاتِ الألسنِ والجراحِ.!

ومهما أطبقتْ الوحشةُ بفكيها على قلبي،
وعجزتْ الشكوى أن تطرقَ شفتيّ.
وقُذفتُ بغلظةٍ بعيدًا عن حدود الإنسانية المزعومة،
فإن مولاي يأمرني أن أمضيَ إلى طريقي،
غيرَ معقّبٍ على ما مضى مني،
آخِذٌ بناصيةِ صبري.