واحتفلت حماس بنصر اردوغان

من جديد رفع جمهور حماس صور اردوغان وغطت جميع المواقع والوسائل الاعلامية التابعة لها ، وكأن نصرا ما قد تحقق في الطريق الى القدس او فك الحصار عن غزة ، بالتاكيد ان حركة حماس كانت تقف مذهولة امام الاحداث المفاجئة وتوارد الانباء عن نجاح الانقلاب والبيان الصادر عن مجموعة الانقلاب ، بل كانت تخشى من ان يحدث الانقلاب تغيرا حادا في معادلات الشرق الاوسط وخاصة ما تعلقه حماس على النشاط التركي بخصوص فك الحصار عن غزة والمعونات التركية للقطاع بل الامر اكثر عمقا وتركيزا فتركيا بالنسبة لحماس هي قائدة حركة الاخوان المسلمين تلك الحركة التي فشل مشروعها في اسنادات الربيع العربي في كلا من مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا .


قد تكون حماس محقة باحتفالاتها بالنصر الذي حققه اردوغان في مواجهة الانقلابيين من الجيش ولان تركيا تمثل بالنسبة لحماس المنفذ الرئيسي على اوروبا وتمثل تركيا عدة مشاريع واطروحات وسيناريوهات لمستقبل الشعب الفلسطيني ولحماس بالذات .


القراءة الاولى للاحداث في تركيا كانت تقول بان الانقلاب سيفشل لقوة حزب العداله وما حققه من انجازات اقتصادية لتركيا والانقلاب هو محاولة خامسة للانقلاب في تركيا منذ النظام العلماني لانا ترك ، ولكن تركيا عضو في الناتو والعملية الديموقراطية تهم الاوروبيين والامركان لانها وجه اوروبا وكذلك الاحزاب التركية ولذلك قاومت الاحزاب واوروبا وامريكا فئات الانقلاب .

اسرائيل وبعد انجاز الاتفاق الاسرائيلي التركي الذي تضمن مشاريع اقتصادية امنية عسكرية في المنطقة كانت غير سعيدة بالاحداث ومحاولة الانقلاب فاسرائيل ليست سعيدة بخوض مفاوضات جديدة مع حكام جدد في تركيا وخاصة ايضا ان الاتفاق قد اقر التصور الاسرائيلي لمستقبل قطاع غزة وتحويل النظر من فك الحصار كمطلب وطني يتعلق بمستقبل الشعب الفلسطيني الى النظرة بمساعدات لوجستية انسانية للقطاع كالاغذية والطاقة ومن خلال ميناء اسدود .
بالتاكيد ان جمهور حماس بل حركة الاخوان المسلمين في كل انحاء العالم كانت قلوبهم وعقولهم ترتجف من تخوف لنجاح الانقلاب والذي سيضرب اخر امل لمشروع الاخوان في المنطقة والعالم ولذلك كان لحماس ان تحتفل .

امريكا حريصة على سياسة "" لا يفنى الئب ولا تفنى الغنم "" فهي حريصة وكذلك بريطانيا ان تبقى تركيا ونظام اردوغان والاخوان على رأس الحكم في تركيا ، ولان وجود تركيا بممثلية السلطة والدولة هم الوجه للاسلام المعتدل والمنفتح امام التطرف الاسلامي والحركات الجهادية ، فللاخوان مشروعهم الخاص في المنطقة والتي لاتنقطع فيها حركة التواصل مع الادارة الامريكية والبريطانية .

في نهاية الامر حسمت الاحزاب التركية والشعب التركي موقفهم من حركة الانقلاب حفاظا على الديموقراطية ايضا والشرعيات وبعد مقتل 105 من عناصر الانقلاب واعتقال اكثر من 1500 من الانقلابيين .
سميح خلف