مطلوب عاجلا ً من الرئيس والمركزية

سيسجل التاريخ على لوحة الشرف الوطني كل من يتخذ قرارا ً شجاعا نحو وحدة فتح ووحدة ابنائها ووحده برنامجها وسيسجل التاريخ ايضا ً على لوحة شرفه كل من ينادي بتلك الثوابت الحركية التي اصبحت هي مطلب فتحاوي ومطلب شعبي ووطني ، بالاضافة الى المطلب الاقليمي ولأن فتح بايكونتها الوطنية تمثل عمقاً اساسيا ً لصناعة المتغير ولحماية المفاهيم والامن الوطني والقومي، ولان الامن القومي العربي للدولة الوطنية لا يمكن ان يتغافل عن المشروع الوطني الفلسطيني فهمو عمود من اعمدة ثبوت وصمود الدولة الوطنية امام عدة مشاريع تستهدفها وتستهدف القومية العربية والجغرافيا الوطنية للوطن العربي .
كما ان التاريخ سيسجل كل تهاون او استهداف لوحدة حركة فتح واصحابها ونهجهم، وخاصة في تلك المتغيرات الجديدة التي قد تضع لبنة اساسية لوحدة الجغرافيا الفلسطينية والمشروع الوطني على كل من الضفة وغزة ، لقد قررت حكومة التوافق اجراء الانتخابات المحلية البلدية في كل من الضفة وغزة مع معايير الاحترام المتبادل بين سلطة رام الله وسلطة حماس في غزة بنتائج تلك الانتخابات وهذا ما افادت به اللجنة العامة للانتخابات .
قد يكون من الجهل بل يصل الى حالة الخيانة الوطنية ان تبقى فتح كما هي عليه من انقسام داخلي يشتت الطاقات ويشتت الاصوات لتستفيد من هذا التفتت والانفصام الداخلي مشاريع اخرى مضادة لمشروع فتح والمشروع الوطني، وامام المهام الوطنية والواجبات الوطنية وفي الظروف الصعبة والمنعطفات الحادة وفي اوقات الطوائ التي قد تصيب فتح بالهزيمة او بالانتكاسة او بانهيار مشروعها يتطلب ان يقف الجميع تحت مسؤولياته وخاصة الرئيس عباس واللجنة المركزية لحركة فتح ، وهذا ما تطالب به قواعد حركة فتح وكوادرها في كل الساحات والميادين والمواقع .
قد يكون عار مضاف الى عار الانقسام الداخلي الفتحاوي والانقسام الفتحاي الحمساوي ومسبباته ومن تسبب في وجود هذه الظاهرة تحت اي ذريعة كانت او اي مشاريع تلبي بعض املاءات القوى الدولية او ضغوط يمارسها هذا الاحتلال البغيض ليبقى الانقسام قائما ً في حركة فتح ليكون دليلا وطريقا لمشروعين متناقضين يهددان وحدة ما تبقى من ارض الوطن في الضفة وغزة، فهاهي الفرصة سانحة الان بالانتخابات البلدية لتتوحد قائمة فتح امام تحديات كبرى وامام مقاييس جديدة ومؤشرات جديدة لما بعد ذلك من فرضيات الانتخابات التشريعية والرئاسية.
في هذا الوقت بالذات نحتاج للجرأة الكافية والتنازل عن الكبرياء الذاتية والاحساس بالعظمة ولا عظمة الا لله تعالى ان يتنازل الرئيس عن تلك النرجسيات المهلكة التي مارسها عبر ما يقارب الـــ5 سنوات من قرارات يعلم هو ذاته انها خاطئة ويعلم ان اللجنة المركزية وتحت اي ظرف او تهديد او مجاملة صادقت على تلك القرارات التي استهدفت القائد الفتحاوي محمد دحلان وما لحقها من عمليات اقصاء للكادر والقواعد الحركية سواء في غزة او في الضفة او في الساحة اللبنانية وفي كل الساحات تحت ذريعة موالاتهم للقائد محمد دحلان ، ولذلك مطلوب حالا ً وعاجلا ً كمطلب فتحاوي وشعبي ان تتخذ اللجنة المركزية قرارا ً جريئا ً في اتجاه الوحدة الفتحاوية وعودة الطاقات والقوى الفتحاوية التي تم اقصائها الى البيت الفتحاوي لتعود الحاضنة الشعبية لفتح ولكل فتح وهي طريق الامن والامان للمشروع الوطني الفلسطيني الذي بدا يتضاءل تحت ممارسات الاحتلال و اهدافه وامام مشاريع اقليمية وحزبية اخري قد تستهدف منظمة التحرير باسرها وقواها الوطنية الداخلية .
نحن نحتاج الان وبشكل عاجل الى خطاب من الرئيس عباس متفهما ً الظرف الملح لضرورة الوحدة الفتحاوية والا ستكون الكارثة وستكون الضربة القاضية التي سيتفيد منها الاخرين وتعزز قواهم ومواقعهم وسيكون هذا اليوم لا ينفع فيه الندم الذي سيتضرر منه الجميع وسيفرض على القوى الحية الفتحاوية خيارات اخرى لا تحبذها ولكن للضرورة الوطنية ولانقاذ حركة فتح لابد من اتخاذ احد تلك الخيارات ومازال الباب مفتوحا ً امام السيد الرئيس واللجنة المركزية لان تعود الى ضميرها الوطني والفتحاوي وليس عيبا ً في ذلك بل هو عين العقل والرجوع الى الحق الفتحاوي وبحق الانطلاقة وشهدائها وبمسيرتها وتجربتها .
سميح خلف