مستويات الكفاءة والدراسة في برامج اللغات

تنبغي الإشارة أولاً إلى أنّ اللغة العربية تفتقر حتى الآن إلى وجود إطار مرجعي فلسفي في تدريسها سواء أكان للناطقين بها أو بغيرها، وعلى الرغم من بعض المحاولات التي سمعنا عنها مؤخراً هنا وهناك فإنها لم ترتق بعد لتشكل نواة يمكن أن يفيد منها الدارسون والمدرسون على حدٍّ سواء.

الإطار المرجعي الأوربي المشترك في تعليم اللغات الأجنبية:

قسم الإطار المرجعي الأوربي ناطق اللغة أيًّا كان إلى ستة مستويات، ينتمي كل مستويين منها إلى مستوى رئيسي، هي المستوى المبتدئ: الأول والثاني، والمستوى المتوسط: الثالث والرابع، والمستوى المتقدم: الخامس والسادس. ومما تنماز به هذه المستويات التوصيفات الدقيقة التي وضعت قبالة كل مستوى من المستويات المختلفة، وهي على النحو التالي: إيجازًا ثم تفصيلًا:

· A1 المستوى التمهيدي أو الكفاءة التمهيدية.

· A2 المستوى المتوسط أو مستوى البقاء.

· B1 مستوى العتبة.

· B2 المستوى المتقدم أو العملي.

· C1 المستوى المستقل أو مستوى الكفاءة العملية.

· C2 مستوى الإتقان أو التمكن.

وهذه هي التوصيفات التي وضعها واضعو الإطار المرجعي الأوربي المشترك للمهارات المشتركة:

أ1

A1

يستطيع أن يفهم تعابير شائعة يومية وتعابير بسيطة جدًّا ويستخدمها، بهدف تحقيق الحاجات الملموسة للدارس. كما يقدر على أن يقدم غيره، وأن يطرح على غيره أسئلة تتعلق بحاجاته، على سبيل المثال: حول مكان إقامته، وعلاقاته، وحول ما يملكه، إلخ. ويستطيع أن يجيب عن الأسئلة ذاتها، ويمكنه كذلك التواصل بشكل بسيط إذا كان المخاطب يتكلم ببطء وبوضوح وتعاون.

أ2

A2

يقدر أن يفهم جملا تامة، وتعابير غالبًا ما تستخدم حول مجالات مباشرة، وذات أولوية للدارس، كالمعلومات الشخصية والعائلية البسيطة، والمشتريات، والمحيط الأقرب، والعمل. كما يستطيع التواصل في أثناء القيام بأعمال بسيطة، وعادية لا تحتاج إلا تبادلًا بسيطًا ومباشرًا للمعلومات حول موضوعات مألوفة وعادية. ويستطيع أن يصف بوسائل بسيطة دراسته ومحيطه المباشر، وأن يتحدث عن مسائل ترتبط بالحاجيات المباشرة.

ب1

B1

يستطيع فهم الأمور الأساسية لدى استخدام لغة قياسية وواضحة، خاصة إذا كانت تتصل بأمور اعتيادية في العمل وفي المدرسة وفي التسلية والترفيه إلخ. ويستطيع أن يدبِّر أمره في أغلب الظروف التي تواجهه في السفر إلى البلدان التي تستخدم فيها اللغة المستهدفة. ويقدر على تقديم فكرة بسيطة مترابطة متماسكة حول مجالات تحظى باهتمامه. ويقدر على أن يتحدث عن حدث أو تجربة أو حلم وأن يصف أمنية أو هدفًا أو أن يتحدث باختصار عن أسباب أو شرح مشروع أو فكرة.

ب2

B2

يستطيع فهم المحتوى الأساسي للموضوعات الملموسة والنظرية في النصوص المعقدة ومن ضمن ذلك القيام بمناقشة فنية في تخصصه. وبوسعه التواصل بدرجة من العفوية والسهولة كما في الحديث مع أحد المتكلمين بلغته الأم بدون حصول أي توتر لأي منهما. وباستطاعته التعبير بوضوح وبدقة حول تشكيلة كبيرة من الموضوعات وإبداء رأيه الخاص حول إحدى قضايا الساعة وتقديم الإيجابيات والسلبيات لمختلف الإمكانيات.

ج1

C1

يستطيع أن يفهم عددًا متنوعًا من النصوص الطويلة والمعقدة وفهم بعض المعاني الضمنية. كما يستطيع التعبير بطلاقة وعفوية وبدون إظهار الحاجة للبحث عن الألفاظ المناسبة، ويمكنه استخدام اللغة بطريقة ناجحة ومرنة في حياته الاجتماعية والمهنية والأكاديمية, ويستطيع التعبير عن الموضوعات المعقدة بوضوح وبطريقة سلسة كما يمكنه إبراز سيطرته على أدوات تنظيم الخطاب وتسلسله وتناغمه.

ج2

C2

يستطيع أن يفهم بدون جهد يذكر تقريبًا كل ما يقرأه أو يسمعه، ويمكنه إعادة ذكر الأحداث والحجج والبراهين والأدلة من مختلف المصادر المكتوبة والشفوية مع تلخيصها بطريقة منطقية، وباستطاعته التحدث بطلاقة وعفوية تامتين وبدقة لغوية ذات درجة عالية.



معايير المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية (ACTFL)

قسمت معايير المجلس الأمريكي المستويات إلى خمسة مستويات رئيسية، هي: المبتدئ والمتوسط، والمتقدم، والمتميز، والمتفوق.
أمّا عددها بالمستويات الرئيسية والفرعية فهو اثنا عشر مستوًى دراسيًّا (على اعتبار ما سيكون في المستوى المتميز)، على النحو التالي:
- المستوى المبتدئ
o المبتدئ الأدنى
o المبتدئ الأوسط
o المبتدئ الأعلى

- المستوى المتوسط
o المتوسط الأدنى
o المتوسط الأوسط
o المتوسط الأعلى

- المستوى المتقدم
o المتقدم الأدنى
o المتقدم الأوسط
o المتقدم الأعلى

- المستوى المتميز
o المتميز الأدنى
o المتميز الأوسط
o المتميز الأعلى

- المستوى المتفوق

وهذه هي توصيفات المستويات الرئيسيّة لمعايير آكتفل:

المبتدئ

يستطيع الناطق في المستوى المبتدئ نقل رسائل في مواضيع يومية متوقعة جدًّا تؤثر به مباشرة. يفعل ذلك أساسًا من خلال استخدام كلمات منفردة وعبارات تعرّض لها وحفظها وتذكرها. قد يكون من الصعب فهم الناطق المبتدئ حتى من قِبل أكثر المتحاورين معه تعاطفًا ومن المعتادين على كلام غير الناطقين باللغة.

المتوسط

إن السمة الرئيسة للناطق في المستوى المتوسط هي المقدرة على الخلق باللغة حين يتكلم في مواضيع مألوفة تتعلق بحياته اليومية. فهو قادر على دمج مواد لغوية محفوظة بعضها مع بعض للتعبير عن معان شخصية. يستطيع الناطق في المستوى المتوسط أن يسأل أسئلة بسيطة وأن يتعامل مع موقف معيشي بسيط. ويمكنه إنتاج لغة في مستوى الجملة تتراوح من الجملة المنفردة إلى سلسلة من الجمل في الحاضر عمومًا. يمكن فهم الناطق المتوسط من أفراد معتادين على التعامل مع دارسين من ناطقين بلغات أخرى.

المتقدم

يستطيع الناطق في المستوى المتقدم المشاركة في حديث بصورة تشاركية تمامًا ليوصل معلومات شخصية وكذلك مواضيع ذات صِبغة اجتماعية ووطنية ودولية. إنه يتناول هذه المواضيع بشكل محسوس بواسطة السرد والوصف في الماضي والحاضر والمستقبل. يمكن للناطق المتقدم التعامل مع مواقف اجتماعية لها تعقيد موقفي غير متوقع. تتصف لغة المتقدم بالغزارة وتعبر الفقرة الشفوية عن نوعية الخطاب وكميته في المستوى المتقدم. الناطق المتقدم لديه تمكن كافٍ من التراكيب الأساسية والمفردات العامة مما يمكن أبناء اللغة من فهمه بما في ذلك غير المعتادين على سماع كلام غير الناطق باللغة.

المتميّز

يتواصل الناطق في المستوى المتميّز مع الآخرين بلغة تتحلى بالدقة اللغوية والطلاقة، للمشاركة في الحديث مشاركة تامة وفعالة، ويطرق مواضيع شتى في مواقف رسمية وغير رسمية ويناقشها بالمحسوس والمجرد. وهو قادر على مناقشة اهتماماته وتخصصه بالتفصيل، وشرح أمور معقدة بإسهاب ويأتي بسرد مطول متماسك بأداء متسم بالسلاسة والطلاقة والدقة اللغوية. يستطيع طرح آرائه في عدد من المواضيع المهمة بالنسبة له كالقضايا الاجتماعية والسياسية من خلال مناقشة متماسكة لدعم رأيه، ويستطيع طرح افتراضات لاستكشاف بدائل أخرى.

يستخدم الناطق المتميز الخطاب المستفيض حيث تدعو الحاجة إليه دون تردد طويل للبرهنة على آرائه حتى وإن كان منشغلا بشروحات مجردة. وهذا الخطاب بالرغم من تماسكه قد يكون متأثرا بأنماط نحوية من لغته الأصلية، وليس بأنماط اللغة المقصودة.
يتقن الناطق في المستوى المتميّز عدة أساليب تفاعلية تواصلية كمعرفة متى يتكلم ومتى يصغي، وهو يفرق بين الأفكار الرئيسة والمعلومات الداعمة لها من خلال استخدام أدوات نحوية ومفرداتية وصوتية.

لا يظهر في كلام الناطق المتميز أية أنماط من الأخطاء النحوية الأساسية، وإن ارتكب أخطاء متناثرة، خصوصا في التراكيب القليلة الاستخدام وفي بعض التراكيب المعقدة. وهذه الأخطاء، إن وقعت، لا تصرف انتباه المتحاور معه من أبناء اللغة ولا تؤثر في عملية التواصل.

المتفوّق

يستطيع الناطق في المستوى المتفوق استخدام اللغة بمهارة ودقة لغوية وتمكّن وفاعلية. يتصف بكونه مثقفًا وبليغًا ويستطيع مناقشة عدد كبير من القضايا الشمولية ذات المفاهيم المجردة بصورة ملائمة من الناحية الثقافية. يستخدم الناطقون المتفوقون الخطاب المقنع والافتراضي بالنيابة، مما يسمح لهم بالدفاع عن وجهة نظر ليست بالضرورة وجهة نظرهم. يمكنهم تعديل لغتهم لتناسب جمهورًا متنوعًا مستخدمين كلامًا ومستويات لغوية أصيلة ثقافيًّا.

ينتج الناطق المتفوق خطابًا مستفيضًا راقيًا منظّم الأفكار وموجزًا في نفس الوقت، مستخدمًا الإشارات الثقافية والتاريخية مما يسمح له بالإيجاز في الكلام مع سعة في المقصد. يشبه الكلام في هذا المستوى الخطاب المكتوب.

قد يوجد في الكلام في هذا المستوى لكنة أعجمية ونقص في الإيجاز الذي يتصف به كلام الناطقين باللغة وتمكن محدود من الإشارات الثقافية المتعمقة وبعض الأخطاء اللغوية المتفرقة.



معايير وزارة الخارجية الأمريكية FSI

· المستوى: 0 (لا يوجد كفاءة لغوية)

يكون المتكلم غير قادر على التواصل باللغة المستهدفة. ويكون الإنتاج الشفوي والتواصل محدودا باستخدام كلمات متفرقة و مرتبطة بسياق تعلم اللغة فقط. و بالتالي لا يظهر قدرة في التواصل بشكل أساسي بأي شكل من الأشكال.
· المستوى: 0+ (كفاءة مكتسبة بالحفظ)

و يكون قادرا على التواصل في تلبيته للحاجات الضرورية باستخدام عبارات وجمل محفوظة. كما أنّ قدرته في البناء اللغوي و إظهار المرونة والعفوية في الحوار باللغة المستهدفة تكون ضعيفة. وهو قادر على طرح الأسئلة و تكوين جمل و عبارات مرتبطة بإطار حاجاته الأساسية ولديه دقة في العبارات المحفوظة فقط. وعادة ما تكون محاولاته في خلق الخطاب الشفوي غير ناجحة.
· المستوى: 1 (كفاءة مبتدئة)

يكون قادرا على أداء متطلبات الحد الأدنى من عبارات المجاملة و المحادثات المباشرة البسيطة في مواضيع و مواقف اجتماعية مألوفة. وعليه فإنّ المتحدث الأصلي للغة المستهدفة يميل إلى الإبطاء في الحديث أو التكرار أو إعادة الصياغة أو كل هذه الأمور مجتمعة ليفهم المتكلم في هذا المستوى خطابه. ويجب على المتحدث الأصلي للغة أن يوظّف خبرته اللغوية لفهم محاولة المتكلم في طرح الأسئلة و كلامه المقتضب خاصة في المواقف الاجتماعية و الحاجات الأساسية اليومية كالسؤال عن مواعيد انطلاق ووصول الحافلة أو التأكد من الاتجاهات وغيرها من المواقف الأخرى. فالمتحدث في هذا المستوى يملك القدرة الأساسية لتأدية مهارات الاحتياجات الأساسية بكفاءة محدودة. وقد ينشأ سوء تفاهم مرارا في حواره مع الآخرين، و لكنه قادر على طلب المساعدة و التحقق من فهمه في حواراته المباشرة مع المتحدثين الأصليين للغة. و لا يكون قادرا على إنتاج خطاب متواصل إلا في المحادثات التي أداها من قبل أو تعرض لمثلها في السابق.
· المستوى: 1+ (كفاءة مبتدئة أعلى)

ويظهر المتحدث مبادرا في حديثه و يكون قادرا على مواصلته في الحوارات المباشرة البسيطة. كما يستطيع التعامل بنجاح مع المهام الاجتماعية البسيطة التي تغطي مواضيع شخصية أساسية. وقد يظهر المتحدث فهما بسيطا للسياق الثقافي أو الاجتماعي للكلام. و عليه فيجب على المتحدث الأصلي للغة أن يوظّف خبرته اللغوية لفهم محاولة المتكلم في طرح الأسئلة والكلام المقتضب في أداء المهام و تلبية الحاجات الأساسية المختلفة للمتكلم.

وقد يتردد المتكلم في تجاوبه مع الآخرين؛ وعليه فقد يميل إلى تغيير المواضيع المطروحة للحديث التي لا يملك قدرة لغوية تساعده في مواصلة الكلام فيها. و يقتصر حديثه على الكلام القصير غير المترابط بسبب القصور اللغوي الواضح في أدائه.
· المستوى: 2 ( الكفاءة المحدودة في مجال العمل)

ويكون قادرا على التعامل مع عدد من المهام الاجتماعية المتعلقة بمجال العمل بشكل محدود. ويستطيع التواصل في المواقف الاجتماعية الروتينية التي يتعرض لها في الجو العام للعمل. ولكنّ أداءه اللغوي في المهام المعقدة يكون مشوِّشا لمستمعيه من الناطقين الأصليين باللغة. كما أنّ المتحدث في هذا المستوى يتعامل بثقة ولكن ليس بسلاسة مع معظم المحادثات الاجتماعية الاعتيادية المتكررة بما فيها المحادثات التي يتخللها الحديث عن الأحداث الراهنة وشؤون العمل والعائلة والمعلومات الشخصية. ويستطيع المتحدث استيعاب الأفكار الأساسية العامة من حديث المتكلم الأصلي للغة و لكنّه يواجه صعوبة في مجاراة ابن اللغة في المحادثات التي يتخللها الكلام في مجال أو تخصص معين واستخدام مصطلحات خاصة به. كما يظهر كلام المتحدث تماسكا تركيبيا في الحدود الدنيا. ويكون خطابه عادة خاليا من التفاصيل و لا يظهر تمكنا لغويا ثابتا. و لذلك فإنه يرتكب أخطاء متنوعة بشكل متكرر. ويكون تفعيله للمفردات جيدا في المحادثات المتكررة التي يمارسها في حياته اليومية و لكن يظهر الغلط في استخدام الكلمات في غير موضعها أو بشكل غير دقيق في المواقف التي لم يتعرض لها من قبل.
· المستوى: 2+ (الكفاءة المحدودة في مجال العمل / أعلى)

ويكون قادرا على تلبية معظم احتياجات العمل بكفاءة لغوية مقبولة وفعالة في أغلب الأوقات. ويظهر المتكلم قدرة كبيرة في التواصل بفعالية في مواضيع متعلقة باهتمامات معينة ومجالات أكاديمية و مهنية متخصصة. ويتميز كلامه بالطلاقة الواضحة والسلاسة. ولكن قد تتراجع هذه الكفاءة في استخدام اللغة بشكل فعال في مواقف يشعر فيها المتكلم بالتوتر أو التردد في التكلم في مواضيع معينة. ويكون استيعابه لخطاب المتكلمين الأصليين للغة شبه كامل، و لكنّه قد يظهر قصورا لفهم بعض السياقات الثقافية أو الاجتماعية المحلية في بلد ما وقد يطلب من المتحدث الأصلي باللغة أن يستجيب لهذا القصور في الفهم بطرق مختلفة، كأن يطلب شروحات و توضيحات وأمثلة تساعده على الاستيعاب الكامل. كما يكون المتكلم الأصلي باللغة قادرا على تلمس الأخطاء في استخدامات المتكلم سواء في التراكيب من تصريف للأفعال ومعالجة للزمن و غيرها، أو في استخدام بعض العبارات في سياق غير مناسب إن لم يكن مخطئا تماما.
· المستوى: 3 (الكفاءة المهنية العامة)

ويكون المتكلم قادرا على تكلم اللغة المستهدفة مستوفيا الدقة اللغوية في استخدام التراكيب النحوية والمفردات المتنوعة ليتواصل بتفاعل كبير في معظم المحادثات والحوارات الرسمية وغير الرسمية في مواضيع اجتماعية و مهنية و عملية متنوعة. غير أنّ محدودية قدرته اللغوية بشكل عام تحدّ من السياقات المهنية التي ينجح في التعامل معها لغويا لتكون في إطار جوانب المعرفة المشتركة مع الآخرين أو الشؤون الدولية العامة. ويكون خطابه مترابطا ومتماسك التراكيب، ويكون استخدامه للغة مقبولا مع ظهور بعض الأخطاء التي يمكن تمييزها في كلامه. ولكنّ هذه الأخطاء لا تؤثر على فهم الآخرين له ونادرا ما تشعر المتحدث الأصلي للغة بالاستغراب أو الاستهجان في السياق المستخدم. ويكون المتكلم قادرا على الخلق باللغة باستخدام التراكيب و المفردات و العبارات المختلفة في سياقات من عنده. كما أنّه يستطيع الكلام بسلاسة واضحة ويستطيع أن يتعامل مع لحظات الصمت بإيجابية بملئه للوقفات المتكررة بكلمات مناسبة. كما أنه يستطيع فهم لهجة المتكلمين الأصليين للغة في حواراته المباشرة معهم بشكل كامل تماما.

ومع أنّ هناك قصورا في إلمامه بالعبارات الخاصة والأمثال والسياقات الثقافية، فإنّه يستطيع معالجة خطاب المتحدث باللغة، إن استخدم أيا منها أو جمع بعضها، بنجاح. ويظهر على نطقه للأصوات وفي كلامه العام أنه غير ناطق أصلي باللغة، ويكون نطقه للأصوات المنفصلة واضحا و دقيقا إلا أنّه قد تظهر بعض الأخطاء في نطقها مجتمعة في مقاطع وكلمات و في خفضه ورفعه لنبرة صوته و تحكمه فيها أيضا بما يتناسب مع الموضوع و الموقف.
· المستوى: 3+ (الكفاءة المهنية العامة/ أعلى)

ويكون قادرا على استخدام اللغة لتلبية حاجات العمل المهنية في نطاق واسع للمهام المعقدة التي تتطلب تتبعا دقيقا للإجراءات للنجاح في إنهائها.
· المستوى: 4 (الكفاءة المهنية المتقدمة)

يكون المتكلم في هذا المستوى متمكنا من الأداء اللغوي اللازم للتعامل مع المهام المهنية الضرورية لإنجاز العمل على مختلف المستويات بدقة وطلاقة واضحتين. فهو قادر على إنتاج خطاب متسلسل الأفكار مستخدما أساليب لغوية متنوعة في إعادة صياغة وترتيب الأفكار وتوضيحها بصور مختلفة واستخدام سياقات ثقافية بالدقة التي نجدها عند المتحدث الأصلي باللغة. ويندر أن تمنعه لغته من التصرف أو التعامل مع المواقف والمهام المختلفة، ويجد أداؤه قبولا عند المستمع كقبوله لأداء المتحدث الأصلي باللغة. ويكون خطابه سلسا طليقا خاليا من التردد والوقفات الطويلة، وعليه فإنه يستخدم اللغة بدرجة عالية من الفعالية والدقة والإحكام لتحقيق التواصل في تقديم جميع المهام المهنية والاجتماعية ضمن مجال عمله وخبرته ونوعية مسؤولياته المهنية. و قد يستطيع أن يقوم ببعض أعمال الترجمة الفورية عند الحاجة غير المتوقعة إليها أو دون تحضير مسبق. كما أنه قادر على تأدية معظم المهام اللغوية المعقدة في حواراته المباشرة مع المتحدثين الأصليين للغة، التي يظهر فيها اهتمامهم بمسائل وموضوعات متنوعة بما فيها تلك التي لا تعتمد بشكل أساسي على الإلمام أو الحرفية في مجال تخصص ما.

· المستوى: 4+ (الكفاءة المهنية المتقدمة/ أعلى)

تكون كفاءة المتكلم في هذا المستوى متفوقة في جميع النواحي، و تحاكي كفاءة المتحدث الأصلي للغة المتعلم الواسع الثقافة. ولا يجد أي صعوبة في أداء أي مهمة لغوية من أي نوع، ولكنه لا يظهر من الناحية الثقافية بالضرورة بمظهر المتحدث الأصلي للغة.
· المستوى: 5 (الكفاءة الوظيفية التامة في اللغة المستهدفة)

الكفاءة الوظيفية للمتكلم في هذا المستوى تعكس الدقة اللغوية والمعرفة الواسعة لابن اللغة المتعلم الواسع الثقافة، كما تعكس الانغماس الثقافي والاجتماعي العميق الذي يعكس الجوانب الثقافية لبلد اللغة المستهدفة التي تظهر بشكل واضح في أداء المتكلم. ويتصف أداؤه التواصلي بالمرونة والدقة وتفعيل العبارات الخاصة والسياقات الثقافية الواسعة المدى حتى في استخدامه للدارجة أو اللهجة المتعارف عليها في بلد اللغة المستهدفة، و بالتالي يُنظر إلى خطابه و أدائه في جميع جوانبه اللغوية و التواصلية كخطاب ابن اللغة المتعلم المثقف الواسع المعرفة و الخبرة. ويكون نطقه للغة الفصحى واللهجة صحيحا وواضحا دون أخطاء بحيث يحاكي به لفظ ابن اللغة المتعلم الذي يتكلم بلهجة مفهومة ومقبولة في جميع أنحاء بلد اللغة المستهدفة.

معايير وزارة الخارجية البريطانية
- Confidence مستوى الثقة بالنفس، ويمثل A1 وA2 بحسب الإطار الأوروبي.
- Functional المستوى الوظيفي، ويقابل مستوى B1 وB2 بحسب الإطار الأوروبي.
- Operational المستوى العملي، ويقابل مستوى C1 بحسب الإطار الأوروبي.
- Extensive مستوى الإتقان والتمكن، ويقابل مستوى C2 بحسب الإطار الأوروبي.

المستويات في الجامعات والمؤسسات العربية

تختلف تقسيمات المستويات اللغوية في الجامعات ومراكز اللغات العربية، فلا حاكم يحكمها، ولا ناظم يضبطها، فتجدها في مؤسسات ثلاثة مستويات رئيسية كبرى، هي:

- المستوى المبتدئ

- المستوى المتوسط

- المستوى المتقدم.

وفي مؤسسات أخرى تجدها أربعة، تنتظم في سنتين دراسيتين، كل فصل دراسي يمثل مستوى لغوياً، وبالتالي، تظهر، هكذا:
- المستوى الأول
- المستوى الثاني
- المستوى الثالث
- المستوى الرّابع

وفي مؤسسات أخرى تتكون من خمسة مستويات، وفي أخرى أصبحت ستّة مستويات. كما قد تنقسم لوجستيًّا إلى اثني عشر مستوى دراسيًّا في بعض الأماكن والمؤسسات التعليمية.



المدة الزمنية الكافية لتعلم اللغة العربية
اختلف الباحثون اللغويون أيما اختلاف في تحديد المدة الزمنية لبلوغ مرحلة الطلاقة في العربية أو تلك التي يطلق عليها "قريب من الناطقين بالعربية" Near native، فعلى سبيل المثال حُددت في وزارة الخارجية الأمريكية بـ2000-2400 ساعة تدريسية، بينما جعلتها بريطانيا والاتحاد الأوروبي تقريبًا 1600 ساعة، واقتربت أستراليا من ذلك فحددتها بـ1500 ساعة تدريسية، وفي المراكز العربية المتخصصة المتميزة في الأردن تتراوح مدتها الزمنية بين 1200 و2000 ساعة تدريسية.

وحقيقة الأمر أن تعلّم اللغة العربية يعتمد على أكثر من المدة الزمنية كاستعداد الطالب واتجاهاته ودوافعه وأهدافه ومكان تعلّمه والبيئة التي يعيش فيها، والكتاب الذي يدرسه، فليس الأمر منوطًا بعدد الساعات بقدر تحقيق البيئة الملائمة للتعلّم (مكان، كتاب، معلّم، متعلّم، بيئة ...إلخ).