برجٌ في السماء و ماخرة في البحر و فستان من عقيق و طوق من فيروز و فيلاّ على وسائد البحر في عين الفجر و حضن المغيب، تلك أحلام بعضهم مُترفة باذخة تستفزّ المال فتحيل حقيقةً أعتى خيال.
و أحلام بعضهم لقمة خبز و ظلّ من صفيح و صباح يغسله نور الشمس بجناح من سلام ، أحلام تُخاط خرقةً بالية في جسد الخيال الأنيق غُرزها موجعة نازفة تأباها عنجهية البشر و خيلاؤهم، فيلفظها الواقع ليتلقّاها المستحيل.
أحلام السّائلين من قشّ و إجابات المسؤولين من حميم، أحلام المضطَهَدين من خشب و ردود الفاعلين من جحيم، تحترق ملايين السّجائر على طاولات القمار و تُكسر أساطيل من نبيذ على شرف الغواني و تأبى البشرية الغوغاء أن توقف نفوق الجياع في العراء بين شقفة طين و حبّة أرز و تعجز الإنسانية البليدة عن إبداع صيحة أمنِ تعيد النّازحين، و يعزّ على منظّمات حقوق الإنسان أن تُسكت بكاء الأطفال و أن تشفي كِلام الثكالى فتبقى الحرب هي الحرب و النار هي النار،و يسعى الباطل بيرقا من دماء على جثث الضحايا في محرقة أشعلها الإنسان ليبيد الإنسان.