صدقوني.. لا علاقة لي بالأمر!

عبد الله المزهر

تحسبا لما قد يحدث، ولأنه قد لا تتاح لي فرصة الدفاع عن نفسي بشكل يضمن لي البراءة، ولأني قد لاحظت في الفترة الأخيرة تزايد الاتهامات التي لا أعرف مبررها بأن لي يدا في قتل الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه، فإني أود الإعلان للجميع، وخاصة من يشك في أمري، بأنه لا علاقة لي بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد، ولم أحضر تلك الجريمة ولم أخطط لها ولا علاقة لي بمنفذيها.

صحيح أن دفاعي مجرد كلمات لن تقنع أولئك الذين يتربصون بي ويصرخون دون كلل ولا ملل بأنهم سيأخذون بثأر الحسين من قتلته، ثم ينظرون إليّ نظرة من يقول: لن تفلت من أيدينا فقد انكشف أمرك!

وأجد أنه من المؤسف أن أكرر في كل مرة أن محبة الحسين وأمه وأبيه دين أدين الله به ثم لا يصدقني ذلك الذي تنتفخ أوداجه وهو يخطب في جمع من الصم مرددا بصوت مملوء بالغضب يا لثارات الحسين!

والحقيقة أيها السادة والسيدات الأفاضل والفاضلات، أنني أحترم حق كل إنسان على وجه المعمورة في أن يعبد الله بالطريقة التي يراها ويعتقدها ويؤمن بها، أو حتى حقه في أن يعبد إشارة مرور، لست مكلفا ولا مخولا بحساب أحد ولا بتوزيع الذاهبين إلى الجنة وإلى الجحيم، هذا ليس من شأني ولا أسخر من طريقة أحد في العبادة.

كل ما في الأمر أني أخاف قليلا وأخشى أولئك الذين يعتقدون أن عبادة الله لا تكون إلا بالانتقام مني، مع أني لم أفعل شيئا، وأظن أن مخاوفي مبررة فيما يبدو.

وعلى أي حال..
فإن فكرة التهديد بقتل الناس وسحلهم وحرقهم وتهجيرهم وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم وأكل قلوبهم بالمعنى الحرفي المباشر لكلمة «أكل» انتقاما من جريمة وقعت قبل ألف وأربعمئة سنة تبدو فكرة مخيفة وموغلة في التطرف الغريب، لكن الأكثر غرابة هو التوجس من نقد مثل هذه المعتقدات المرعبة خوفا من الاتهام بالطائفية.

عن موقع صحيفة مكة المكرمة