آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل نجحت أمريكا في العراق كي تنجح روسيا في سوريا؟/ د. فيصل القاسم

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي هل نجحت أمريكا في العراق كي تنجح روسيا في سوريا؟/ د. فيصل القاسم

    هل نجحت أمريكا في العراق كي تنجح روسيا في سوريا؟

    الدكتور فيصل القاسم


    هل تدخلت القوى الكبرى في بلد إلا وتفتت أو بقي في حالة صراع داخلي مرير لسنوات وربما عقود؟ لا شك أن الصراعات والحروب الأهلية تترك البلدان التي تحدث فيها في حالة خراب ودمار وفوضى لردح طويل من الزمن. لكن تلك الصراعات تصبح أسوأ بكثير عندما تتدخل فيها قوى خارجية لمصلحة هذا الطرف أو ذاك.
    وعلى ضوء تجارب العراق وأفغانستان والصومال واليمن ويوغسلافيا نستطيع أن نؤكد أن التدخل الأجنبي لا يهدف بأي حال من الأحوال لحل كوارث تلك البلاد بقدر ما يكون عاملاً مساعداً على تفاقم الأزمات وإطالة أمدها أو تقسيم البلاد كما حدث في يوغسلافيا، وكلما أرى دولة عظمى تتدخل هنا وهناك بحجة إحلال السلام أو وقف القتال أضع يدي على قلبي، لأن النتيجة تكون في غالب الأحيان ليست في صالح تلك البلاد ولا شعوبها، بل تزيد الطين بلة، وتصب الزيت على نار الحروب الأهلية.
    ماذا فعل التدخل الخارجي في أفغانستان؟ لقد تدخل السوفيات في بادئ الأمر لصالح الرئيس الشيوعي نجيب الله لتثبيت حكمه دون أن يدروا أنهم بذلك سيستثيرون قسماً كبيراً من الشعب على بعضه البعض وعلى الغازي الخارجي طبعاً. وكانت نتيجة الغزو السوفياتي لأفغانستان قيام ثورة داخلية على النظام الذي جاء السوفيات لدعمه.
    وبسبب التنافس بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وقتها على مراكز النفوذ في العالم، راحت أمريكا تدعم المجاهدين الأفغان بالمال والسلاح لطرد السوفيات وتثبيت جماعتها هناك. وقد نجح المجاهدون في طرد الغازي السوفياتي. لكن ماذا كانت النتيجة؟ لقد حدث صراع مرير بين المجاهدين أنفسهم أدى إلى تدمير البلاد حتى تمكنت حركة طالبان من القضاء على كل منافسيها من الفصائل الأخرى، واستفردت بحكم أفغانستان. لكن الأمور لم تستتب لطالبان لفترة طويلة، فقد تعرضت أفغانستان لغزو جديد هذه المرة من القوة التي ساعدت الأفغان في طرد السوفيات.
    لقد تحججت أمريكا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وغزت أفغانستان، وقضت مبدئياً على حكم حركة طالبان، ونصبت محلها نظاماً عميلاً لها لا يختلف عن نظام نجيب الله الشيوعي الذي كان عميلاً للسوفيات. وماذا كانت النتيجة؟ لقد تحولت طالبان إلى حركة مقاومة ضد عملاء أمريكا وتوابعها في أفغانستان، مما أدخل البلاد في حال انقسام وحرب أهلية جديدة لم تنته حتى الآن. وسيظل الصراع قائماً بين طالبان والحكومة المدعومة أمريكياً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
    طبعاً لم يتعلم الأمريكيون من التدخل في أفغانستان، فعادوا الكرة في العراق لاحقاً وبنفس اللعبة والطريقة، فأسقطوا نظام الرئيس صدام حسين، وعينوا محله عملاءهم من شراذم المعارضة العراقية. وماذا كانت النتيجة؟ لقد تحول أنصار صدام وكل المتضررين من الغزو الأمريكي للعراق إلى حركات مقاومة لم تطرد الأمريكيين من العراق فحسب، بل جعلت من العراق ساحة حرب أهلية ممتدة منذ دخول الأمريكيين إلى العراق عام 2003. ولو نظرنا إلى العراق الآن لوجدنا أنه أصبح مضرباً للمثل في الخراب والدمار والفوضى والفشل.
    وكما أن الأمريكيين لم يتعلموا من خطيئة السوفيات في أفغانستان، فإن الروس لم يتعلموا بدورهم من خطيئة أمريكا في العراق.
    ها هي روسيا الآن تتدخل في سوريا لصالح طرف ضد الأكثرية في سوريا، فبدل أن تساعد الأكثرية التي ثارت على نظام طائفي أقلوي حقير، راحت تدعم النظام الفاشي ضد إرادة غالبية الشعب السوري الذي عاني الويلات منذ خمس سنوات. وكما تحججت أمريكا بإزالة النظام الديكتاتوري في العراق، تحاول روسيا تغطية غزوها السافر لسوريا بحجة محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الفصائل. ولتجميل تدخلها الفاشي في سوريا، تزعم روسيا أنها تبحث عن حل يجمع السوريين، مع العلم أنها تأخذ موقفاً صارخاً لصالح طرف ضد بقية الأطراف السورية كما فعلت من قبل في أفغانستان، وكما فعلت أمريكا في العراق. صحيح أن الوضع في سوريا مختلف عن الوضع في أفغانستان أيام الغزو السوفياتي. وصحيح ايضاً أن أمريكا وروسيا حليفتان في سوريا ضد الجماعات الجهادية. لكن ذلك لن ينجح أبداً في إيجاد حل للسوريين، لا بل سيعمق الأزمة، وسيزيد من التخندق الطائفي والمناطقي.
    لا نعتقد أبداً أن القوى الكبرى تتدخل في البلدان المضطربة من أجل الحل، بل بالتأكيد من أجل مصالحها الحقيرة أولاً وأخيراً. وقد شاهدنا كيف أدى التدخل الروسي الأخير في أوكرانيا إلى تقسيمها وقبلها جورجيا. ولو صدقنا جدلاً أن روسيا تريد فعلاً أن تجد حلاً للكارثة السورية، فعليها أن تنسى الأمر، وأن تخرج من سوريا تاركة السوريين يتوافقون على حل فيما بينهم بأنفسهم دون وساطة أو تدخل خارجي مسموم كالتدخل الروسي الآن. إن التغيير الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه، ويمكن أن يحقق نتائج إيجابية مستدامة في أي مكان هو التغيير من الداخل. أما التغيير المفروض من الخارج فسيفشل، وسيؤدي إلى خراب البلدان حتى لو دعمته كل قوى الأرض. هل نجح التدخل الأمريكي في العراق في تشكيل نظام أفضل يقبله كل العراقيين؟ بالطبع لا.
    لقد أدى إلى تفتيت العراق والعراقيين على أسس طائفية ومذهبية وعرقية مقيتة. لماذا؟ لأنه لم يأت بمباركة كل العراقيين، بل حاول أن يفرض الشيعة على السنة. لهذا كانت نتائجه كارثية. وإذا فشلت أمريكا سيدة العالم في فرض نظام على العراقيين بكل جبروتها العسكري والاقتصادي والسياسي، فإن روسيا الضعيفة لن تستطيع أن تفرض على السوريين نظاماً لا يقبل به كل السوريين.


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد مراد عارف
    تاريخ التسجيل
    27/05/2017
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: هل نجحت أمريكا في العراق كي تنجح روسيا في سوريا؟/ د. فيصل القاسم

    هم لم ينجحوا ... و نحن فشلنا ... هم فشلوا أيما فشل و نحن ... بدورنا و من جهتنا ما نجحنا ... في سياستنا بعضنا مع بعض فاستدعينا الغريب الصائل باستبدادنا و ظلمنا و ما نجحنا إذ سجد آباؤنا الأشاوس ذووا الشوارب الغليظة و الأيادي السوداء الخشنة من شدة التعب و العبث و السعي و تكسير الأحجار ... التي التصقت و كتبت عليها كلمات نعم للأسود و الفهود ... فشلنا في تاريخنا و في تلقين أطفالنا تاريخنا ... رسبنا في سياساتنا و في شدة الركوع و الاستسلام و الانبطاح لساستنا ... و سادتهم ... و رضينا ... فهنا ... ففشلنا ... و نجح سوانا برسوبنا ... لقد تشكل الذل في صورة فكان نحن ... تحياتي .


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/12/2016
    المشاركات
    82
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي رد: هل نجحت أمريكا في العراق كي تنجح روسيا في سوريا؟/ د. فيصل القاسم

    ... هل نجحت أمريكا في العراق كي تنجح روسيا في سوريا؟ ...
    أكيد أن الدكتور فيصل قاسم أراد أن يستثير هذا الموضوع بطريقته الخاصة و هو المعروف عنه أسلوبه الفريد في ذلك .. و هو الخبير في معرفة حقيقة الوضع.
    إلا أنه يجب الإشارة إلى أن الإعلام العالمي كثيرا ما يعتمد كذا سؤال في نفس هذا الإطار .. و ذلك ينم عن إحدى إثنتين : السذاجة الخالصة أو محاولة إستغباء الغير

    ... وكما أن الأمريكيين لم يتعلموا من خطيئة السوفيات في أفغانستان، فإن الروس لم يتعلموا بدورهم من خطيئة أمريكا في العراق ...
    نفس الشيء .. أنا حقا مندهش من الذين يفكرون جديا بهذا المنطق !!!!! ..

    الحقيقة:

    أمريكا لم تفشل لا في أفغانستان و لا في العراق بل بالعكس فقد نجحت نجاحا منقطع النظير !!!
    امريكا دمرت العراق و حولته للعصر الحجري بعدما كان بلدا مستقرا مكتفي ذاتيا و سائر في طريق النمو بخطى ثابتة و له مكون مجتمعي مثقف و متعلم بمخزون لا يقل عن مائة و خمسون ألف بين علماء و باحثين ، بلدا مسلما يشكل عضوا أساسيا واعدا في العالم الإسلامي و العربي ... أليس هذا نجاحا باهرا لأمريكا الصهيوماسونية أن حولت العراق إلى ما هو عليه اليوم من فوضى و فساد و تناثر ؟؟؟ خرابا و حلبة تلاكم بين العالمين الشيعي و السني.
    قد يأتي أحد الغارقين في السذاجة و يطرح علينا سؤاله الساذج : و ما فائدة أمريكا لمّا حينها تضيع فرصها في الهيمنة و النفوذ و حلب الثروة ؟؟؟ .. هنا ستكون الإجابة ببساطة : أمريكا كالشيطان لمّا تيأس من أن تُعبد في مكان ما فإنها ترضى منه بغير ذلك من مهالك.
    الأمر واضح .. فالقضية هي نفسها منذ أكثر من نصف قرن .. فقط تستنسخ في كل مرّة بطرق و مخططات و تقنيات جديدة بناءا على معطيات جديدة، لكن يبقى المبدأ و الهدف هو نفسه الأصلي و هو : يجب دوريا زبر الأشجار النامية في العالم الإسلامي (لتقزيمها أو القضاء عليها) ... حتى أنها أضحت عادة حميدة !!! ... فجميع أقطاب العدائية و العدوانية في الغرب لهم الحق في قصف رؤوس المسلمين و بدون أي حرج ، فالأمر ليس بجريمة و لا خارج عن القانون و ليس بحرام (حسب عقائدهم) و حتى أنه لا يعتبر أمر غير إنساني ، الأمر جدّ عادي و حتى أنه أصبح مرغوب فيه و محبب ... فأولا هم حقل تجارب و ثانيا يجب إختزال عمارتهم و حظارتهم و كذلك أعدادهم ... على كل حال أمريكا كان من الضروري لها أن تجرب أسلحتها الجديدة والقديمة و القذرة و صواريخها الذكية و الغبية إلى جانب تدريب جنودها عليها و طبعا ليس أنفع لهم من العمل و التطبيق في الميدان على أهداف حقيقية ... في المقابل و بالنظر إلى أن روسيا لم تستفد من هذه الميزة منذ أيام أفغانستان فإنه و إلى جانب حجتها في حماية نفوذها في سوريا هي ترى أيضا أنه من حقها هي أيضا (حسب رأيها) أن تنال الفرصة في تجريب ما عندها من أسلحة جديدة و قديمة و ... و ذلك بصفتها دولة عضمى (!!!) ... و هذا ما يسمى (في معاييرهم الدولية) بالعدل في إقتسام الحظوظ و الفرص !!! ... الواقع أن المسلم مهدور ماله و عرضه و دمه مستباحة أرضه و حريته فهو على قائمة المبرمجين للإبادة بإجماع أقطاب الصهيوماسونية (تحت الطاولة).
    و إلى جانب هذا و في خضم كل هذا فإن أمريكا و أخواتها خلصوا إلى أن التكتيك و الإستراتيجية الأكثر فعالية و الأكثر مردودية و الأقل تكلفة مادية و بشرية هي : إضرب غريمك بعضه ببعض و لا تتدخل إلا لأجل تعديل موازين القوى من أجل إستمرار التقاتل و التدمير الذاتي (هذا الذي يحدث حاليا و منذ عشرات السنين).
    كيف يقولون أن أمريكا فاشلة !!! ؟؟ .. إن كانت هي الفاشلة فمن الناجح ؟؟؟ .. أفغانستان ؟؟ العراق ؟؟؟ ..
    متى يعي المسلمون حكامهم و عامتهم هذه الحقيقة ؟؟


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •