بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جحا طهران بواسطة سفير أصفهان
رسالة من أديب مغربي إلى جحا طهران
حضرة سفير جحا طهران بالرباط:
قبل توضيح رسالتي إلى رئيسك المجرم جحا طهران لا بأس من إخبارك بما لا تعرف عن مناظرة رئيسك جحا طهران لأمين الشيطان، فقد حاجج جحا طهران أمين الشيطان بشأن قتل المسلمين باسم سِبْط النبي؛ الحسين فقال له:
ــ إن الحسين قد أمرنا بقتل المسلمين لأنهم هم من قتلوه في كربلاء وأن ما ورد في مصادرنا المعتبرة من زعم أن قَتَلَة الحسين هم نفس شيعته وأنه قد اتهمهم بقتله ولعنهم إنما قيل وكتب في مصادرنا التاريخية المعتبرة؛ تقيَّة، يشبه ذلك ترضّيه على وزيرَيْ جدّه أبي بكر وعمر فهو نفسه تقية.
فرد عليه أمين الشيطان قائلا:
ــ أنسيت أني كنت حاضرا وقعة كربلاء وسامعا كلمات الحسين قبل مصرعه؟ أنسيت أني الآن قابع في حويصلاتك الرئوية لا ينفلت مني همّ هممته ولا سرّ كتمته؟ أتكذب علي وأنا في جوفك؟ أتظن أني أعمى لا أنظر إلى أوفاما وهو يخلع لحيتك لينتعلها ترامب؟ ولكن لا بأس فإنك لا تعلم أني مُحرِّك لسانك بالكذب.
اعتذر جحا طهران لأمين الشيطان وطالبه بالاعتزال قليلا ريثما يتدبّر أمر القضاء على المسلمين ولكن الشيطان نهره وذكّره أنه لا يحمل ثقافة ولا يملك ذكاء لأنه سَطْلٌ مجرد سطْلٍ لا قاع له بحيث لا يستطيع تدبير مكيدة ولا اختراع خدْعة ولا ترتيب مؤامرة دون مشورته.
آب جحا طهران إلى رشده وتنبّه لأمين الشيطان بعد أن جلس القرفصاء بين يديه وأصغى السمع مطأطأ الرأس منتظرا ما يدبّر أمين الشيطان ويسكنه في رأسه ليخرج به إلى نفايات البشر حتى ينفِّذوا ما دبّر من مكائد.
مدّ إليه يده ورفع إليه ذقنه حتى ينظر إلى عينيه الغائرتين في الغرور وتناول أذنيه بكلتي سبابتيْه وكلا إبهاميْه وأمعن في جبذهما حتى تشكّلتا على شكل أُذنيْ الحمار، ثم صفعه صفعة قُرْمطية قتْلاً للشرود حتى يتنبّه ويستجْمع كلّ كيانه للوحي الذي سيتلقّاه منه، ثم شرع يحفر في مؤخرته حفرة ليثبِّت فيها ذيْلا قطعه من مؤخرة سلفه الهالك، ثم أخذ يلحم جوانب الحفرة والحفرة يذوب لحمها فتزداد اتساعا وجحا طهران يصّاعد في صراخه حتى فاحت منها ريح الجِيَف عندها تخلّى عن محاولة لحمها لاستحالة عودتها لأصلها، ثم أوحى إليه قائلا:
ــ تذكّر أولا أنك خليفة عميل جاءت به أمريكا إلى السلطة بواسطة جيمي كارتر، وتذكّر أنك امتداد لتلك العمالة بشعارات تنطلي على البُلَهاء والسطحيّين، وقد رفع سلفك حينها شعار تصدير الثورة وهي لم تكن ثورة، بل كانت تمكيناً له ضدّاً على النفوذ البريطاني في إيران، وسار فيها قليلا قبل أن يوقفه مدفوعا من نفاه خارج العراق وقد قضى في عهدك مشنوقا شجاعا شريفا متحررا من العمالة.
وإمعانا في النزول أدراج التاريخ أوقفك على محطات كاشفة لخبث دينكم ونفاق قلوبكم، فعند نشأة الدين الشيعي على يد المنافق ابن سبأ بُذِرت بذور التخريب للدين الإسلامي، وزُرِعت زروع الفتنة للمسلمين بدءا من قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان سنة: 36 هـ على يد وفد مصر فيهم ابن السوداء ابن سبأ.
وأوقفك عند مذابح القرامطة لحجيج بيت الله الحرام وسرقة الحجر الأسود وكثرة إفسادهم للحرث والنسل في الأحساء والبحرين وعمان وبلاد الشام وكادوا يملكون مصر لولا زوال دولتهم سنة: 466 هـ.
وأوقفك عند الدولة البُوَيْهيّة التي ابتدع فيها معزّ الدولة الاحتفال بعيد الغدير فأمر في العاشر من ذي الحجة بإظهار الزينة في بغداد وفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد وأن تضرب الأبواق وأن تشعل النيران، عندها نشأت النائحة على الحسين واستمرت في عهد الديالمة نحو مائة وثلاث سنين، ثم تسلمها الشيعة الاثنا عشريون وأصبحت تقليدا دينيا عندهم، وحين أقام الشيعة الجعفريون لأول مرة العزاء للحسين سنة 353 هـ اقتتل الروافض وأهل السنة اقتتالا شديدا وانتُهبت الأموال وفي نفس العام قدم ملك الروم "نقفور" إلى طرطوس وأذنة والمصيصة وقتل من أهلها نحو خمسة عشر ألفا وعاث فيها فسادا كبيرا.
وفي العاشر من محرم سنة 361 هـ بدأ الشيعة مأتمهم وأسسوا لبدعتهم العاشورائية فخرجت النساء نائحات سافرات واقتتلوا أيضا مع أهل السنة اقتتالاً شديدًا، وفي شهر رجب من نفس السنة عاد ملك الروم بجيش كثيف إلى المصيصة فأخذها قسْرا وقتل من أهلها خلْقا كثيرا واسْتاق بقيتهم معه أسارى وكانوا قريبا من مائتي ألف إنسان، ثم جاء إلى طرطوس فسأل أهلها منه الأمان فأمنهم بالجلاء عنها والانتقال منها واتخذ مسجدها الأعظم إصْطَبْلا لخيوله وحرق المنبر ونقل قناديله إلى كنائس بلده وتنصّر بعض أهلها معه.
وفي سنة 656 هـ نزل التتار بغداد بخيانة محمد بن علي العلقمي الذي اسْتُوْزِر للخليفة العباسي سنة: 642 هـ، وقدم مع هولاكو الخائن الآخر حِبّ الخُميني ومادحه لفعاله؛ نصير الدين الطوسي وكان في طليعة موكب السفاح وأشرف معه على إباحة الذّبْح للمسلمين والمسلمات أطفالاً وشيوخا، ورضي بتغْريق كتب العلم في نهر دجْلة وبقيت مياهه تجري سوداء أياماً وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها وفيها نفائس التراث من تاريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة، فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنّفات أئمة السلف من الرعيل الأول التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين، وقد تلفت مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير.
كان الوزير العلقمي وزير خيانة أعان على المسلمين ومهّد لمجازر هولاكو الذي دخل بغداد بعد مراسلات بينه وبينه ولم ينج من مجازره سوى اليهود والنصارى، وكان هذا المعلقم بالحقد الشديد شديد الحنق على علماء المسلمين لأنهم على غير دينه الشيعي فكان يتشفّى بقتلهم.. ومن أبرز من قتلهم بسادية فظيعة في ذلك الوقت الشيخ محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي، قتله وقتل أبناءه الثلاثة، وقتل أكابر الدولة واحداً واحداً، وكان الرجل يُستدعى من دار الخلافة فيذهب به السفاح إلى مقبرة الغلال، ثم يُذبح كما تُذبح الشاة ويأسر بنات وجواري من أراد من قتلاه، وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار، وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت في بغداد المساجد والجماعات والجُمعات شهورا عديدة، وبلغ عدد قتلاه من المسلمين السُّنة ثمانمائة ألف قتيل تسببوا في نشوء عدوى الطاعون فمات منها خلق كثير، فالقتلى الذين قضوا على يد الشيعي العلقمي تُركوا في الطرقات وحيث صُرِعوا فسقط على جثامينهم المطر فأنتنت جِيَفهم وتغير لنتانتها الهواء فحمل معه الكوليرا إلى بلاد الشام.
وأوقفك عند الدعوة الإسماعيلية التي مهدت لتأسيس الدولة الفاطمية ببلاد المغرب، تلك الدولة الخبيثة رأت أن المغرب بلد يحكمه أبناء الحسن من الأدارسة وكانوا أهل سنة يناصرهم المغاربة ويرون فيهم أهلا للحكم والقيادة خصوصا وأنهم من بيت شريف وهم صلحاء فقامت دعوة للتشيع الإسماعيلي لحرْف الدولة والمغاربة عن دينهم لدرجة أن صار أكثر وزراء الأغالبة في تونس على المذهب الشيعي وكانوا في أكثريتهم برابرة نجح في استقطابهم للدين الفاطمي رجل من اليمن واسع الحيلة خبيث الطويّة يقال له أبو عبد الله الشيعي، عمل على بسط نفوذ الفاطميين في شمال إفريقيا فوقعت في يده مدن عديدة، وعقب انتصارهم على الأغالبة في تونس أعلنوا قيام دولتهم الفاطمية سنة: 296 هـ واستمرت 280 سنة، وكان أول حاكم شيعي للدولة الفاطمية المهدي وكان يهوديًّا دخل بلاد المغرب وتسمى بعبد الله وادعى أنه شريف علوي فاطمي وقال عن نفسه إنه المهدي المنتظر، وآخر خلفائهم العاضد بن يوسف بن المستنصر بن الحاكم وكانت سيرته مذمومة وكان شيعيّاً خبيثاً، وبعد أن امتد نفوذهم في بلاد المغرب رأى الفاطميون أنها لا تصلح لتكون مركزاً لدولتهم نظرا لضعف مواردها، وعدم استقرارها فاتجهت أنظارهم إلى مصر لوفرة ثرواتها وقربها من بلاد المشرق الأمر الذي يجعلها صالحة لإقامة دولة مستقلة تنافس العباسيين .
حضرة سفير جحا طهران بالرباط:
إن سفراء جحا طهران في سفاراتهم نشطون في نشر التشيع في كثير من بلادي، وأنت هنا ببلدي تدندن حول بضاعتهم، وتدير مشروع التشيُّع بطاقم بَلِهٍ أرقى فاعل فيهم جاهل طمّاع يتمغنط بسرعة عند تقديمك الدولارات لهم بسخاء، ريحك الشيعي النتن أجده بين الحين والآخر في أمّ المدن العربية، أجده في مدينة حباها الله بهبوب جميع الرياح عليها خصوصا الريح الشرقية وما أدراك ما الريح الشرقية لا تبقي ولا تذر رائحة نتنة تسكنها، إنها مكنسة تحمي طنجة من التلوث الهوائي، وأبناؤها حامون للتلوث الثقافي والعَقَدي، إنك عند كيّسين يتمنون على ملك المغرب أن لا يطردك كما طردك من قبل ولكن أن يجعل طردك هذه المرة لغير شخصه، إنك عند كيّسين فرسان الحجة حُبُّ الصحابي الجليل الحسين في حقهم دين لأنه حِبّ النبي ومن أحب النبي دينا يجب أن يُحَبّ، وأنتم تنافقون في حبهم وأكبر شاهد على نفاقكم كذبكم عليهم ووضع أحاديث على لسانهم، إنك عند أناس يتخذون إجراء الحياة أو الموت عندما يُمسّ دينهم.
والآن في المغرب مؤتمر بيئي كبير تحضره فعاليات دولية وإقليمية خدمة لكوكبنا، ولكنهم غفلوا عن زبالة تزكم الأنوف، ونفايات يغمى لها الحجر لريحها النتن، غفلوا عن مصنع للزبالة لا حل لها بالتدوير، ولا محو لها بالتنظيف، زبالة التشيُّع لا يقوى على محوها إلا رجال بقامة الجواري الكُنَّس.
....................
محمد محمد البقاش أديب مغربي
طنجة في: 15 نوفمبر 2016 م