أتحدث إلى نفسي
الشاعرة الباكستانية كيشوار ناهيد
ترجمة نزار سرطاوي
أنزلي بي العقوبة فقد كتبت عن أهمية الحلم
بدمي سطّرت كتابًا وثَمّةض هاجسٌ يتملكني
أنزلي بي العقوبة فقد أمضيت عمري في تقديس حلم المستقبل
أمضيته وأنا أتحمّل مصائب الليل
أنزلي بي العقوبة فقد لقّنت مهارات السيف للقاتل وأثبتّ قوة القلم للعقل
أنزلي بي العقوبة فقد وقفت اتحدى صليب الكراهية
أنا وهج المشاعل التي تحترق في وجه الريح
أنزلي بي العقوبة فقد حررت الأنوثة من جنون الليل المخدوع
أنزلي بي العقوبة إذ ربما يعتريك الكسوف إذا ما بقيتُ على قيد الحياة
أنزلي بي العقوبة فقد تلاقين حتفك لو رفع أبنائي أيديهم
قد تلاقين حتفك لو أن سيفًا واحدًا مفردًا استلّ نفسه ليتكلم
أنزلي بي العقوبة لأنني إن أحببتُ الحياة الجديدة مع كل نفَسٍ أتنفسه
فسوف أحيا حياتي وأحيا حياةً مضاعفةً بعد حياتي
أنزلي بي العقوبة لأن حُكمك عليّ بالعقوبة سوف ينتهي.
Talking To Myself
Kishwar Naheed
Punish me for I've written the significance of the dream
in my own blood written a book ridden with an obsession
Punish me for I have spent my life sanctifying the dream of the future
spent it enduring the tribulations of the night
Punish me for I have imparted knowledge and the skills of the sword to the murderer and demonstrated the power of the pen to the mind
Punish me for I have been the challenger of the crucifix of hatred
I'm the glow of torches which burn against the wind
Punish me for I have freed womanhood from the insanity of the deluded night
Punish me for if I live you might lose face
Punish for if my sons raise their hands you will meet your end
If only one sword unsheathes itself to speak you will meet your end
Punish me for I love the new life with every breath
I shall live my life and shall doubly live beyond my life
Punish me for then the sentence of your punishment will end.
---------------------------------
تعتبر الشاعرة والكاتبة كيشوار ناهيد أيقونة الشعر النسوي في الباكستان وواحدة من أبرز شاعرات الباكستان اللواتي يكتبن باللغة الأردية. وقد برزت في شعرها ونثرها النزعة التقدمية واتصفت كتابتها بالجرأة والحدة والمرارة. تناولت في قصائدها تيمات تتعلق بالمرأة وما تتعرض له من القهر والاضطهاد والعنف الجسدي والختان القسري وغير ذلك من القضايا النسوية. وقد اعتبرت الشاعرة والكاتبة الباكستانية فهميدا رياض أن إنجازات ناهيد رسخت دورها كناطقة جريئة باسم النساء في عالم الأدب.
كذلك تحدثت كيشوار في قصائدها عن الشعوب المقهورة، فكتبت عن الغزو الأميركي لأفغانستان، وعن الفظائع والانتهاكات والمذابح التي تعرضت لها شعوب البوسنة والصومال ورواندا ، وعن الشعب الفلسطيني ومعاناته تحت الاحتلال.
ولدت كيشوار في مدينة بلندشهر بولاية اوتار براديش الهندية عام 1940، ثم انتقلت عائلتها إلى لاهور في باكستان في عام 1947، وهو العام الذي شهد تقسيم شبه القارة الهندية. ناضلت كيشوار من أجل أن تنال حظها من التعليم في زمن لم يكن متاحاً للنساء فيه الالتحاق بالمدرسة. فتعلمت في البيت وحصلت على الشهادة الثانوية، وذلك من خلال الدراسة بالمراسلة. ثم أكملت تعليمها الجامعي فحصلت على شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة البنجاب.
فازت مجموعتها الشعرية الأولى التي نُشرت في عام 1968، بجائزة آدامجي الأدبية المرموقة. وقد أصدرت بعدها مجموعة من الشعر التقليدي بعنوان "أشعار من الغزل" ومجموعة مترجمة من الشعر الاجنبي بعنوان " منظومات شعرية."
ترجم شعر كيشوار إلى الإنكليزية والإسبانية. وقد اختير عنوان قصيدتها الشهيرة "نحن النساء الخاطئات" عنواناً لمجموعة من المختارات من الشعر النسوي باللغة ألأوردية اكتسبت شهرة واسعة، وقد ترجمت في لندن في عام 1991. كما صدرت في دلهي في عام 2011 مجموعة شعرية باللغة الإنجليزية بعنوان "سبع وريقات، خريف واحد،" تضم قصائد مختارة لسبع شاعرات من دول مختلفة، ومن بينهن كيشوار ناهيد.
قبل تقاعدها، شغلت كيشوار منصب المدير العام للمجلس الوطني الباكستاني للفنون.
فازت كيشوار بالعديد من الجوائز، منها جائزة اليونسكو لأدب الأطفال، وجائزة أفضل ترجمة من جامعة كولومبيا، وجائزة منديلا لعام 1997، وجائزة سيتارا للتميز لعام 2000.
المفضلات