بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأحبة الكرام...


المنبع...

مياه الأنهار لا تعود أبدا إلى منابعها…لكنها لا تنسى طريقها و لا مجراها…
فهل ينسى الإنسان فطرته…؟أم أن الإنسان هو ذلك البناء المكون من الكم و الكيف…من ذاك الكم من العلاقات التي يتم نسجها بين البيت و المدرسة و الشارع و العديد من المؤسسات…و ذاك الكيف المرتوي من تلك الفضاءات التي خيمت عليها تواريخ حقيقية و أخرى مزيفة…فأمطرت عليها تيارات و شكلتها اتجاهات و عصفت بها في كل المسارات…و لما تساقطت الأمطار من تلك الغيوم والسحب كونت أنهارا و أودية بأذواق و أطباق مختلفة متباينة…فارتووا الناس و نسوا فطرتهم الأولى…فاعتقدوا أنه لا سبيل للخروج من المآزق إلا بخلق مآزق أخرى تضيف أنهارها للأنهار الأخرى لكي تسقي الاختلافات أكثر …؟
فهل العودة إلى المنبع شيء صحي محمود مقبول منطقي أم هو مرفوض و مذموم سقيم عليل و مستحيل و غير منطقي…؟
السؤال الأكثر حرجا هنا للمثقفين كما هو للناس البسطاء العاديين كيف نستطيع تحديد المنبع الصافي…؟المنبع الذي ارتوى منه الكل في يوم من الأيام و الذي نسيه جل الناس إلا البعض منهم…؟
16/9/11