تعيش مدينة المكناسي من سيدي بوزيد لاكثر من عشرين يوما حالة من الاحتقان الناجمة عن سياسة التسويف التي تنتهجها حكومة التنافق الوطني،حالة من الاحتقان بلغت ذروتها من خلال اعلان العصيان المدني واغلاق كل المرافق العمومية عدا المرفق التعليمي والصحي.ويعود قرار اعلان العصيان الي سياسة التسويف والضحك على الذقون في علاقة بثلاثة ملفات حارقة متمثلة في ملف الناجحين في مناظرة منجم الفسفاط والذين ينتظرون حقهم في التشغيل ولكن لا حياة لمن تنادي.اضافة الى ملف اعتصام هرمنا من المعطلين اصحاب الشهائد العليا والذين يواصلون اعتصامهم لما يربو عن السنتين.

اما الملف الثالث فهو ملف الطبقة المسحوقة من عملة الحضائرمما تلاعبت بهم ايدي السلطات الجهوية مرة بحرمانهم من نصف مرتبهم الشهري يتعلات واهية ومرات اخرى من خلال صم الاذان عن استحقاقتهم في التغطية وما تتمتع به الجهات الاخرى.
وفي الملفين الاولين تم اكثر من لقاء مع مجموعة من الوزراء وامضيت بعض محاضر اتفاق لكن ذهبت كلها ادراج الرياح.وامام خالة التسويف والتهميش لم يعدم المحتجون الية الحوار مع السلطات الجهوية لكن هذه الحوارات كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير.اذ اعلنها صراحة المحجوبي والي سيدي بوزيد انه لا توجد ضمن خارطة الولاية معتمدية اسمها المكناسي ولا منزل بوزيان.
وهو موقف يترجم مدى الحقد الاعمى الذي يكنه هذا الوالي وزبانيته من سماسرة حزبي النهضة والنداء اللذان حاولا عبر نوابهما اختراق هذه الاعتصامات والعصيان المدني فخاب مسعاهما فاصطفت ميليشياتهم الى جانب وراحت تهندس المؤامرات والتلاعب بحقوق المحتجين.

وقد تدخل الاتحاد المحلي في اكثر من مرة لتقريب وجهات النظرلكن ارتطمت محاولات النقابيين بسياسة التعنت والاندفاع الى الامام.وهو ما دفع النقابيين الى عقد جلسة الاسبوع الماضي اسفرت عن تنظيم مسيرة شعبية حاشدة جابت احياء المدينة في تنبيه للسلط الجهوية يخطورة ما آلت اليه الاوضاع واتبع النقابيون خطة نضالية تصعيدية مضمونها ان عدم التعاطي بجدية مع هذه الملفات سيدفعنا الى الاضراب العام يوم الخميس الثاني عشر من شهر يناير
وصبيحة اليوم توجه خيرة شباب المدينة الى سيدي بوزيد للاحتجاج ورفعوا شعارات داخل بهو الولاية تنادي بالتشغيل والايفاء بالاتفاقات فما راعنا الا والميليشيات المسلحة من كل حدب وصوب تنهال على المحتجين مما يؤكد ان الجريمة مدبرلها مسبق وحدثت مواجهات مع ميليشيات الوالي وأمنه الجمهوري جدا اسفرت عن اعتقال مجموعة من الشباب وكسور طالث اثنين اخرين وانتهت الحركة الاحتجاجية باطلاق سراح المعتقلين بعد محاصرة منطقة الامن من طرف الاهالي الذين التحقوا بابنائهم اضافة الى تدخل بعض الاخوة في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وقد عاد المحتجون الى مدينة المكناسي حيث سيتم تنظيم اجتماع شعبي بدار الاتحاد المحلي للشغل بالمكناسي للنظر في اليات الرد على هذا الوالي الفاشي وميليشياته المأجورة

مرسلة بواسطة Naceur Khechini في الثلاثاء, يناير 10, 2017