سقطت غرناطة في 2 ربيع الأول عام 897 هـ ما يوافق 2 يناير 1492 بتسليم الملك أبو عبد الله محمد الصغير إياها إلى الملك فرديناند الخامس بعد حصار خانق دام 9 أشهر.
هذه قصيدة بمناسبة مرور 525 عاما على سقوطها الأليم
***
سقوط غرناطة
***
صبري الصبري
***
سقطت بنكبة ذلنا المدرار
في ليلة منزوعة الأقمارِ

سوداء حالكة يجوب بلاؤها
أرجاء أمتنا بهول صَغَارِ

في قاع دهشتها تقول بلهفة
لصغيرها الواهي بلا استبصارِ

فالأم (عائشة) بحسرة قلبها
خطت مقالتها بسطر نضارِ

ابكِ على ملك يروم عزيمة
عظمى تكون بهمة لكبارِ

يا ويح (عبد الله) كان صغيرها
وصغيرنا المنعوت ضمن صِغَارِ

زالت مهابتنا وبادت دولة
كنا بها بمهابة ووقارِ

مفقودة الأحباب (أندلس) العلا
ممشوقة الجنبات والأغوارِ

ميمونة الأنحاء فيحاء الضيا
والروض كالجنات بالأنهارِ

مازال فاتحها الأشم بقلبنا
يحيا كريما طيب الآثارِ

مقدام أمتنا أبيُّ مسارها
للمجد يخطو شامخ الإصرارِ

والفذ بانيها الهمام ببأسه
عز تليد باهر الإعمارِ

يا فخر داخلها الجريء تحدثت
عنه العوالم جلها بفخارِ

وتجمعت فيه الصفات ندية
لبلوغ أمتنا سماء منارِ

حقا وصلنا بالجيوش حدودهم
في قلب (أوروبا) بزحف ضاري

واستسلمت جهرا ملوك بلادهم
بخضوعهم للداخل المغوارِ

بسجل أوراق لديهم ذكره
يزهو بأبهى معلم وفنارِ

إيهٍ .. لنا الأمجاد تترا هاهنا
فلترتعي يا خيلنا بمسارِ

في شرقها وبغربها وشمالها
وجنوبها في وثبة الأطهارِ

فرساننا الأبرار طاب جهادهم
في أرض (أندلس) الندى المدرارِ

وتتابعت فيها الفتوح وأثمرت
روضاتها فينا شهي ثمارِ

وتسربلت أجيال نهضتنا بها
بتصارع وتشابك بديارِ

عجت بها الأهواء تقصم ظهرهم
وتذيقهم حرقا بسعر النارِ

فمحاكم التفتيش بثت حقدها
فيهم جميعا في جحيم سُعَارِ

سقطت بليلة ذلنا (غرناطةٌ)
يا للأسى .. وتلطخت بالقارِ

وفلول تاريخ عريق قد مضت
برحالها بسفائن الأسفارِ

أين المسار؟! إلى نهاية رحلة
فيها بقايا مجدنا المنهارِ !

يا عين جودي بالدموع وودعي
(غرناطةً) في قبضة الأشرارِ

من بعد عزتها وطيب حياتها
في عدل حكم فضائل الأخيارِ

إنا لدينا بالحنين تشوق
لربوع (أندلس) البهاء الساري

وتهب فينا ذكريات شموخها
تترا بنا بقصائد الأشعارِ

ننعي الحبيبة باعتصار قلوبنا
أطلالها في ليلنا ونهارِ

ونريد عودتنا إليها ! ليتنا
حقا نعود بساعة الأسحارِ !

صلى الإله على النبي وآله
طه الحبيب المصطفى المختار !