تلفنَ الاصدقاءُ ذاتَ مساءِ
وأنا أحشو الرزَّ في القِثّاءِ
كنتُ مُرتاحاً غارقاً في التَّجلّي
مثلَ مَضّاغِ القاتِ في الأفياء
قيلَ، مَا غيْرُهُ أتى أمْسِ يَعوي
مُوقظاً مَنْ ناموا بأعلى عواءِ
باحثا عنكَ كالمُصابِ بمَسٍّ
وبه حكّةٌ لبعضِ الهجاءِ
قلتُ مَنْ؟الجَرْوُ الذي قد مسحتُ
الأرضَ فيهِ وصالَ فيه حذائي؟
قُلْ وَغَيِّرْ يا ابنَ الحَلالِ، فهذا
غيرُ معقولٍ بعد ذاكَ اللقاءِ
أيْ نعَمْ يا أبا الشبابِ، أتانا
بعد أنْ عُدنا من صلاة العشاءِ
عادَ يَعْوي مُجدداً في جنونٍ
مثلَ ضبٍّ مُطارَدٍ في فلاءِ
قدْ رَكلناهُ كلُّنا دونَ جَدْوى
واتَّصَلنا بشرطةِ الأحياءِ
أنا يا رَبْعُ في ثُرَيّا التَّجلّي
فابعدوني عن مَرْتعِ الوُضَعاءِ
يا أخي ذي إجازةٌ ليسَ فِجْلا
أحَرامٌ عليَّ شمُّ الهواءِ
أتريدونَني بأنْ أقطعَ الرِّحلةَ
مِنْ أجلِ ضَّبَّةٍ شَمطاءِ
أتريدونَني بأنْ أتركَ النايَ
لصوتِ الحَميرِ والأغبياءِ
أتركوني تصَرَّفوا كيف شئتم
لا تهابوا من عضِّهِ والعواءِ
ثمَّ إنّي كسَّرْتُ رِجلي عليهِ
واهترَى صَندلي على ابنِ البِغاءِ
هذه ليستْ عيشةً ،لا وَربي
ساعدوني إنْ كنتمو أصْدقائي
وكفاكمْ حَماقة وَهُراءً
قدْ قتلتم كَيْفي بهذا الهُراءِ
ليسَ لي عوْدةٌ إليكمْ قريباً ِ
دَعْهُ ، وَلْيَنتظِرْ إلى الأرْبعاءِ
سأربِّيهِ ، ما تربّى كباقي
الحيواناتِ بالعصا والحذاءِ
وعلى فكرةٍ ساكسرُ جوالي
وأرميه في بُركةٍ للماءِ
العنوا الشيطان الرجيم فما
استمتعت في طبختي ولا في حسائي