تعدّ المفردات المكون الأساسي للكفاءة اللغوية التي تمكّن المتعلمين من التحدث، والاستماع، والقراءة، والكتابة، وبالتالي التواصل والتفاعل مع أبناء اللغة، فامتلاك ذخيرة واسعة من المفردات ضروري للوصول إلى المستويات المتقدمة بل المتفوقة. ومع ذلك، لم تنعكس هذه الأهمية الهائلة والملحّة للمفردات بشكل صحيح في مناهج اللغة العربية، والفصول الدراسية، والكتب المدرسية.

ويؤكد غير باحث على أنّ اكتساب المفردات اللغوية يعدّ أهم وأضخم مهمة تواجه متعلّم اللغة. ويقرّ آخرون بأنّ مجال تعليم المفردات اللغوية عبر المستويات في اللغات الثانية يعاني من نقص شديد، خصوصاً في الإجراءات التدريسية داخل الغرفة الصفيّة، وجل ما يتوافر بين يدي المدرسين لا يعدو أن يكون نصائح جيدّة، في كيفية تدريس المفردات المنثورة في الكتب التعليمية والقوائم اللغوية. ويدعو غير غير باحث إلى محاولة تأسيس نظرية بل نظريات في تعليم المفردات لدارسي اللغات الأجنبية.

أمّا من حيث مدارس ترتيب المفردات فيمكن القول بأنه لديها ثلاث مدارس في ترتيبها وإخراجها في المناهج الدراسيّة:

المدرسة الأولى:
جمع المفردات والتعبيرات الجديدة في بداية الوحدة الدراسية أو الدرس الجديد. وتظهر عادة في ثلاث صور: الأولى:

- تسرد في بداية الدّرس أو الوحدة الدراسية على شكل قوائم، على الطالب أن يستخرج معانيها من المعاجم اللغوية أو بمساعدة المدرس.

- تسرد في بداية الوحدة الدراسية أو الدرس الجديد مشفوعة بشرح لها باللغة العربية وفي بعض الأحيان بالصور إذا كانت مادية محسوسة.

- تسرد في قائمة وفي مقابلها معانيها بلغة أخرى بحسب مكان الكتاب وانتشاره.

وهي إمّا أن تظهر مجتمعة في بداية الوحدة، أو موزعة قبيل بداية كل درس من دروس الوحدة: قائمة لنص القراءة، وأخرى لنص الاستماع، وثالثة للثقافة وهكذا.

المدرسة الثانية:
وضع المفردات والتعبيرات بعد النص مباشرة، وهي كذلك قد تخرج وفق صور ثلاث:

- تسرد بعد الدّرس أو الوحدة الدراسية على شكل قوائم، على الطالب أن يستخرج معانيها من المعاجم اللغوية أو بمساعدة المدرس أو من السياق الذي وردت فيه.

- تسرد بعد الوحدة الدراسية أو الدرس الجديد مشفوعة بشرح لها باللغة العربية وفي بعض الأحيان بالصور إذا كانت مادية محسوسة أو في الجملة التي وردت فيها.

- تسرد في قائمة وفي مقابلها معانيها بلغة أخرى بحسب مكان الكتاب وانتشاره.

المدرسة الثالثة:
وهي المدرسة التي لا تضع المفردات قبل النص الأساسي للوحدة ولا بعده، بل تظهر هذه الكلمات بلون مختلف أو بصورة تبرزها عن باقي المفردات، ويتم التدريب عليها وإكسابها دون أن ترد في قائمة خاصة قبل النص الأساسي أو بعده.

هذا من حيث الترتيب أمّا من حيث التدريس فهناك مذاهب ونظريات عديدة، ليس هنا موضع مناقشتها.

وحبذا لو انبرى أحد طلبة الدراسات العليا لهذا الموضوع، لكي يجليه ويبيّن أي هذه المذاهب أفضل وأجدى نفعاً في تدريس العربية للناطقين بغيرها