العوامل المؤثرة في اكتساب اللغة الثانية
أضحى تعلّم اللغات الثانية من أساسيّات الحياة المعاصرة، كما أصبح جزءاً من منظومة التعليم الأساسي والجامعي، بل صار من متطلبات العمل في كثير من المجالات؛ لذلك فإن محاولات تيسيره وتسهيله لا تزال تترى نظراً للأعداد المتزايدة المقبلة عليه في شتى بقاع الدّنيا.
ولا ريب في أن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في عملية اكتساب اللغة الثانية تؤثر في سرعة أو بطء اكتسابها، والمعرفة بتلك العوامل تنير الدرب وتسهل طريق الاكتساب على المتعلّم والمعلم.

ومن أبرز العوامل المؤثرة في اكتساب اللغة الثانية، التي يجب أن تنعكس في إجراءات المعلم التدريسية قولاً وفعلاً:

1- طبيعة اللغة المتعلمة ومنطقية أنظمتها اللغوية: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والتركيبية والأسلوبية. فالمعرفة بها وبمستوياتها وعناصرها تسهل عملية الاكتساب، وذلك عبر تقديم السهل قبل الصعب، والبسيط قبل المعقد، والقريب قبل البعيد إلخ.

2- البيئة التي يتعلّم فيها الدارس اللغة الهدف، وكمية التعرض للغة الهدف. فكلما كانت البيئة قريبة من اكتساب اللغة الأولى تطورت الكفاءة سريعاً، فكثرة التعرض تؤدي إلى سرعة الاكتساب.

3- الدخل اللغوي والمحتوى أو المضمون الذي يتعرض له متعلم اللغة ودارسها. إن المحتوى أو الدخل اللغوي المبني على أسس لغوية ونفسية واجتماعية أدعى إلى عملية اكتساب منتظمة تلبي حاجات الدارس تدريجياً.

4- طرائق وأساليب تدريس اللغة الهدف. ظهرت طرائق تدريس مختلفة ومتعددة ولكل منها إيجابيات وسلبيات، يجب على معلّم اللغة تخير ما يحقق عملية الاكتساب وييسرها بما يتوافق مع طبيعة الدارسين وأنماط وعادات تعلمهم.

5- اللغة الأم للدارس ودرجة قربها في أنظمتها اللغوية من اللغة الهدف. كلما زاد وعي المدرس بأنظمة اللغتين الأم والهدف كان الاكتساب ممنهجاً في توقع التشابه والاختلاف وتوظيف التقابل وتحليل الأخطاء في الخطوات التدريسية وإعداد المواد اللغوية.

6- سن الدّارس فمن المعلوم أن تعلّم اللغة الأجنبية قبل ما يسمى بالمرحلة الحرجة أيسر من تعلّمها فيما بعد. قدم لنا علم اللغة النفسي مبادئ متعددة في كيفية الاكتساب ومراحله ومستوياته، فزيادة الوعي بذلك تسهل عملية الاكتساب.

7- الاستعداد الفطري والدافعية التي يملكها متعلّم اللغة الهدف، فكلما كانت الدوافع داخلية كان الاكتساب أفضل وأسرع.

8- الشخصية، فالأشخاص المنفتحون على الآخرين أسرع تعلّماً ممن يعتريهم القلق من كل ما هو جديد.

9- التغذية الراجعة التي يحصل عليها المتعلم من مدرسه وبرنامجه والبيئة المحيطة به التي تمثل التعزيز وفق المدرسة السلوكية.

10- دور المعلّم: اتجاهاته ولغته ووعيه بمنظومة تعليم اللغة الأجنبية يساعده في إكساب الدارسين لديه اللغة الهدف.

11- دور المتعلم، يتوقع من الدارس أن يقوم بخطوات عملية وواقعية في الاستماع والتدرب والممارسة وتكوين عادات تعلّم إيجابية تساعده في تعلم اللغة واكتسابها ولعل من أبرزها الاندماج في المجتمع الهدف.

12- التكيف الثقافي والإقبال على مجتمع اللغة الهدف والرغبة في الاندماج فيه. يكتسب الدارس الذي يملك تصورات إيجابية نحو اللغة الهدف ومجتمعها وثقافتها اللغة أسرع وأفضل من غيره.

13- الذكاء والقدرات المعرفية.

14- المنهج الدراسي/ المحتوى التعليمي. المناهج مختلفة ومتعددة وتعكس تصورات المؤلفين وخبراتهم، ولكن المنهج الجيد هو الذي يستطيع تلبية حاجات المتعلمين.

وبعضهم يقسم هذه العوامل إلى عوامل داخليّة كالسن والدافعية والخبرة والذكاء والاستعداد الفطري، وعوامل خارجية، كالمنهج وطرائق التدريس والثقافة والدافعية الخارجية والتغذية الراجعة.