السلوكات غير اللغوية في فصول تعليم العربية للناطقين بغيرها

نالت السلوكات غير اللغوية في ميدان تعليم اللغات الأجنبية حظاً وافراً، فيما لم تطرح بعد في فصول تعليم العربية لأبنائها فما بالك بتعليمها لغير الناطقين بها، ويعد من الغريب تجاهل مثل الموضوع المهم في حين أن ما نتواصل به لغوياً تقريباً لا يكاد يزيد على 10 بالمئة من لغتنا اليومية؛ مما يدفعنا إلى ضرورة خلق الوعي لدى الدارسين غير العرب لمعرفة السلوكات غير اللغوية المستخدمة بكثرة كمعاني إيماءات الوجه، وحركات اليدين، والجسم إلخ حتى نوفر لهم الثقة والدعم في التواصل مع أبناء اللغة دون حدوث لبس في التواصل الثقافي، حيث إنه ليس من الممكن أن نتصور حصول الكفاءة اللغوية دون امتلاك مبادئ السلوكات غير اللغوية، حيث يستحيل بلوغ المستويات العليا دونها مما يحتم علينا إعادة النظر في البرامج والكتب المنهجية. وذلك من منطلق أنه صحيح أننا نتحدث عبر أجهزتنا اللفظية لكننا نتواصل عبر أعضائنا الجسديّة جميعها. فكل حركة لكل عضو من أعضاء جسدنا لها معنى ومغزى أثناء تواصلنا اللغوي. وقد أحسن الإطار المرجعي الأوربي حين ذكر ولو بشكل عابر أهمية لغة الجسد في التواصل الإنساني.

وأدلل على كلامي هذا بموقف شهدته عشرات المرات على الرغم من شهرته أمام الناس حين يُقْبل بعض الأجانب وحتى العرب على أحد آخر يريد أن يحييه بالتسليم عليه، فترفع يدها – مثلاً لو كانت سيّدة- على صدرها معبرة عن عدم رغبتها في السلام، فلا يعي الطرف الآخر هذه الرسالة على الرغم من بداهتها كما ذكرت آنفاً. وقد يقع العكس فلا يرغب رجل في السلام فتحرج المرأة حين تمد يدها ويضع الرجل يده على صدره وهي لا تدري معنى ذلك.

وإليكم بعض الاقتراحات التي نتحدث عنها:

- الحركات الجسدية (لغة الجسد) مثل: الاستهجان، قرع الأصابع، وقع الأقدام، حركات العين كالغمز، وتعبيرات الوجه، والإيماءات.

- التداني (القرب) والبعد = الخصوصية

- التواصل باللمس

- التواصل بالعيون: لغة العيون

- الوقف والوصل

- الرائحة

- جرس الصوت ونبرته وسرعته

- الغمغمة: الوقفات الصوتية مممم

- الصّمت

- حركات الجسم

- الزينة والملابس والمجوهرات

- تسريحة الشعر

- طريقة المشيومن أهم إستراتيجيات تدريس السّلوكات غير اللغوية:

- أن يناقش الطلبة أنفسهم السلوكات التي يعرضها المعلم عبر الصور أو المشاهدات أو اللقطات الفيلمية.

- أن يقوم الدارسون بتقليد ومحاكاة السلوكات غير اللغوية في الفصول الدراسية.

- أن يشاهد الدارسون فيديوهات صامتة لمناقشة ما السلوكات غير اللغوية.

- أن يقوم الدارسون بلعب أدوار وخلق سيناريوهات تعتمد على السلوكات اللغوية وغير اللغوية.

- أن يستمعوا للزملاء ويعكسوا فهمهم بسلوكات غير لغوية.

ويمكن استخلاص ما يلي:

- يجب مساعدة الدارسين على بناء الثقة بالنفس، بكل الوسائل الممكنة.

- يجب عدّ أو اعتبار السلوكات غير اللغوية جزءا من الكفاية الثقافية.

- السلوكات غير اللغوية مثل النظام الصوتي يبدأ تدريسها منذ بداية البرنامج إلى نهايته.

- يجب تدريس السلوكات غير اللغوية على شكل وجبات صغيرة (نظام الكبسولات).