الأُطر المرجعيّة اللّغوية العالميّة
تشيع في الأوساط اللغوية العالمية مرجعيتان فلسفيتان لغويتان هما: معايير المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (أكتفل) والإطار المرجعي الفلسفي الأوربي المشترك. وللأسف لا يوجد حتى اللحظة أي مرجعية لغوية عربية على الرغم من امتداد العالم العربي وثقافته ولغته زمانا ومكانا. ويحدونا الأمل في ظل التطورات الراهنة، والمطالبات الحثيثة، والوعي المتزايد في وضع إطار مرجعي لغوي عربي في تعليم العربية لأهلها ولغير الناطقين بها، يكون هو المرجع في قياس الكفاءة، ووضع المستويات وفي وضع المناهج، وفنيات التدريس، ووسائل التقويم. وقد بدأت بالفعل إرهاصات هذا الإنجاز القادم عبر عقد المؤتمرات والوراشات والدراسات والأبحاث التي تندغم جميعا نحو تحقيق الهدف المنشود.

وقد كَثُر السائلون عن الفروق والتشابهات بين الإطار المرجعي الأمريكي والأوروبي، وأود في هذه المقالة أن أضع بعض هذه النقاط، فأول أمر يجمعهما، أنهما يسعيان إلى قياس الكفاءة اللغوية بالدرجة الأولى في اللغتين الأم والأجنبية، بعد وضع سلم للمستويات وتوصيفات للأداءات اللغوية للمهارات الأربع: الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة.

بعض التشابهات:
- كلاهما أي الإطار الأوروبي ومعايير المجلس الأمريكي معياريان.
- كلاهما وضع سلّما للمستويات، أكتفل في أربعة مستويات رئيسية، المبتدئ والمتوسط والمتقدم والمتميز، (ويعملون على إضافة المستوى المتفوق) ينقسم كل مستوى إلى ثلاثة فرعية إلا الأخير فلا مستويات فرعية له. أما الإطار الأوروبي فيتكون من ستة مستويات رئيسية، ويمكن إضافة ثلاثة أخرى فرعية، فتكون النتيجة تسعة، لكن المعتبر فيه المستويات الستة الرئيسية.
- يقومان على فكرة الوظائف اللغوية، وما يستطيع المتحدث باللغة القيام به.

بعض الفروق:
- كما ذكرت آنفا، هناك اختلاف في عدد المستويات الرئيسية والفرعية وبالتالي التوصيفات لكل مستوى من المستويات.
- هناك مؤسسة ترعى الإطار الأمريكي وتشرف على اختباراته، ولا توجد مؤسسة ترعى الإطار الأوروبي واختباراته.
- لديهما مواقف مختلفة من العلاقة بين العامية والفصحى.