الإطار المرجعي الأوروبي المشترك

يعدّ الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات الأجنبية مرجعًا مهمًّا في التخطيط اللغوي بشكل عام وتعلّم اللغات الأجنبية بشكل خاص وتعليمها، كما يوفّر تصورًا واضحًا جليًّا لتطوير خطط اللغة ووضع سلّمٍ للمستويات، فضلًا عن تقديمه رؤية عامة شاملة في إدارة البرامج التعليمية للغات الأجنبية، كما يوفر مبادئ توجيهية لوضع المناهج الدراسية، ويتعرض لوسائل القياس والتقويم الحديثة المختلفة، ويتعرض لإستراتيجيات تعلّم اللغة وتعليمها الفعالة، ويناقش أهم النشاطات اللغوية والتدريبات الاتصالية التي تحقق الكفاءة اللغوية في أسرع الطرق، وأقل وقت، وهو في الوقت ذاته مرجع لإداريي مدارس اللغات والأكاديميين والمدرسين والدّارسين على حدٍّ سواء، ويصف الكفايات اللازمة للاتصال وأنواعها، ويوفر رؤية للمهارات والمعارف ذات العلاقة بعملية التعلّم والتعليم، ويساوي بين اللغات والثقافات، وهو مجال خصب للبحث والدراسة، ومرجع لتأهيل معلمي اللغة البارعين وتطوير مهاراتهم.

تعود نشأة هذا الإطار، الإطار المرجعي الأوروبي المشترك إلى عام 1992 في اتفاقية ماستريخت، واتفاقية أمستردام 1997 حين تداعى عشرات اللسانيين والسياسيين للاهتمام بمسألة التعددية اللغوية الأوروبية، وتوفير المناهج الضرورية التي تحقق ذلك، وتأهيل المدرسين القادرين على إبلاغ الطلاب لذلك المستوى، وذلك لمساعدة كل قاطني تلك الدول على اكتساب مستوى جيد من المهارات اللغوية لتمكن الجميع من الاستفادة من الإمكانات التفاعلية وحرية العبور والحركة والعمل في قارة أوربا.

فالعولمة فرضت نفسها على أوروبا كما فعلت في سائر دول العالم حيث أضحت اللغة الوسيلة الفعالة للترابط الاجتماعي والاندماج الثقافي، لكن الاعتماد النهائي والرسمي للإطار كان في 2001 وهي السنة الأوروبية للغات، وقد نُشر بلغتين في بادئ الأمر باللغة الإنجليزية من مطبعة كامبرج، والفرنسية من مطبعة ديدييه، وهو الآن منشور في أكثر من أربعين لغة.

ولعل الهدف الأساس للإطار المرجعي الأوروبي هو إنشاء فضاء تربوي موحد لأوروبا عبر تطوير المهارات الاتصالية/ التواصلية للأوربيين، عبر وضع سلم واضح وشفاف للمستويات اللغوية التي انتهى الإطار الأوروبي من وضعها في ستة مستويات، A1 و A2 و B1 و B1 و C1 و C1، وهو سلّم ثلاثي مزدوج، بمعنى أنه يقسم الكفايات التواصلية اللغوية إلى ثلاثة مستويات رئيسية: مبتدئ ومتوسط ومتقدم، وينقسم كل مستوى بدوره إلى مستويين، وبالتالي يقع متحدثو أي لغة كانت على مدرج لغوي يتكون من ستة مستويات تقابل تلك المستويات الستة العليا، ويعد هذا الإطار المرجع الوحيد لكل الدول الأوروبية فيما يتعلق بتعليم اللغات الأجنبية. وهو في النهاية أداة وصفية مرنة تفسح مجال الاختيار لكل دولة بحسب سياقاتها اللغوية والثقافية لكنها في النهاية تعمل وفق إطار عام يجمع كل الأوروبيين في بوتقة واحدة، فالمنهجية والمصطلحات مشتركة، والتطبيقات قد تختلف، والسلم واحد لكل العاملين في الميدان اللغوي.

ويوفّر الإطار المرجعي الأوروبي تصورًا وافيًا في تطوير تعليم العربية للناطقين بغيرها وخصوصًا في المجالات التالية:

- تحديد المستويات اللغوية بحسب الإطار المرجعي الأوروبي المشترك
- تطوير مبادئ تعليم اللغة وتعلمها في ضوء الإطار المرجعي الأوروبي المشترك.
- توظيف الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في وضع الأهداف اللغوية العامة والخاصة.
- توظيف الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في وضع المناهج والخطط الدراسية.
- توظيف الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في الفصول الدراسية: التعليم والتخطيط للدروس.
- توظيف الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في وضع الاختبارات والتقييم.
- الإطار المرجعي الأوروبي المشترك وتطوير المعلمين وتنميتهم مهنيا.