نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الصبر
ماهر محمدى يس

الصبر صفة حميدة وخُلُق عظيم ، وهو مهم جداً في حياة الإنسان ، وفضيلة حضنا الله عليها وأمر بها ، وهو خلق وصفة الأنبياء والمرسلين من قبلنا .
وصبر المسلم على ما قضى الله له وقدّر ، دون شكاية ودون جزع ، تكون عاقبته جميلة .
على المسلم أن يعتصم بالصبر ، وإليه يلجأ ، وبه ينطلق لما ينتظره من خير وجزاء ، إن الله أعد للصابرين جزاءً عظيماً لا يعلمه إلأ الله سبحانه وتعالى.

قال سبحانه وتعالى :

* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (سورة البقرة :153) .
* وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (سورة البقرة :155) .
* وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (سورة البقرة :177) .
* وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ... (سورة آل عمران: 120) .
* بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (سورة آل عمران: 125) .
* وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (سورة آل عمران: 146) .
* وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (سورة آل عمران: 186) .
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة آل عمران: 200) .
* الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (سورة الحج : 35).
* وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (سورة محمد : 31 ) .
* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (سورة الإنسان : 12) .
* فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون (سورة يوسف:18).
* وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (سورة النحل: 96).
* وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ (سورة النحل: 126).
*وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ... (سورة النحل: 127).
* إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (سورة الزمر:10) .
* إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (سورة هود:11) .
* قال الإمام علي رضي الله عنه : مكارم الأخلاق عشرة : السخاء ، الحياء ، الصدق ، أداء الأمانة ، التواضع ، الغيرة ، الشجاعة ، الحلم ، الصبر ، الشكر .
* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ : مَرَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم- بِامْرَأَةٍ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ " اتَّقِى اللَّهَ وَاصْبِرِى ". قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّى فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِى وَلَمْ تَعْرِفْهُ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ ، فَقَالَتْ : لَمْ أَعْرِفْكَ ، فَقَالَ " إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى" .
* عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه : أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُمْ ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ " مَا يَكُونُ عِنْدِى مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".
* عَنْ نَافِعٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضى الله عنهما : رَجَعْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَمَا اجْتَمَعَ مِنَّا اثْنَانِ عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِى بَايَعْنَا تَحْتَهَا كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ ، فَسَأَلْتُ نَافِعًا عَلَى أَىِّ شَىْءٍ بَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ قَالَ لاَ بَايَعَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ.
* روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ " .
* وروى مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " .
* وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : "ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاض (أي عوضه) مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه " .
*بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصبر ضياء ، كما جاء في حديث مسلم فقال: "الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك " .
* قال ابن قيم الجوزية رحمه لله: " حسن الخلق يقوم على أربعة أركان ، لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر ، والعفة ، والشَّجَاعَة ، والعدل " .

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من عبادك الصابرين ، وأن ترزقنا هذا الخلق الكريم ، إنك جواد كريم ، واجعل الصبر لنا ضياءً ، ولنا عدة وعوناً ، وأجزنا به الجزاء الأوفى يارب العالمين.

ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط