نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

التواضع
ماهر محمدى يس

التواضع صفة محمودة من صفات المؤمنين والمؤمنات ، تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس.
لقد علمنا الإسلام كيف يكون الإنسان عظيماً بالتواضع ، ويمثل خلق التواضع ركناً مهماً في تكوين شخصية المسلم وسلوكه .

* لم ترد كلمة التواضع بلفظها في القرآن الكريم، إنّما وردت كلمات تشير إليها وتدل عليها .
قال سبحانه وتعالى :
* وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (سورة الفرقان: 63).
*وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (سورة الشعراء: 215).
* ... أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ... (سورة المائدة: 54).
* وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (سورة لقمان: 18).
* ... كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (سورة غافر: 35).
*... فَبِئْسَ مَثْوَى المُتكبِّرِينَ (سورة الزمر: 72).
*وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (سورة الإسراء: 23) .
* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ... (سورة الإسراء: 24) .
* وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (سورة الإسراء: 37).
* فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ... (سورة آل عمران : 159) .

* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " .
* " سئل الفضيل بن عياض رحمه الله عن التواضع ؟ فقال: يخضع للحق ، وينقاد له ويقبله ممن قاله ، ولو سمعه من صبي قبله ، ولو سمعه من أجهل الناس قبله ".
* سئل الحسن البصري رحمه الله عن التواضع. فقال : " التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا " .
* وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التواضع ، وحَثّ عليه بقوله : " إنّ الله أوحَى إليَّ أنْ تواضعوا حتى لا يَفْخَر أحد على أحد ولا يَبغي أحد على أحد " .
* وقوله (صلى الله عليه وسلم): " طُوبَى لمن تواضع في غير منقصة ، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة" .
* قال كعب رضي الله عنه : "ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ، ورفع بها درجة في الآخرة " .
* قال المسيح عليه السلام: " طوبى للمتواضعين في الدنيا، هم أصحاب المنابر يوم القيامة ، طوبي للمصلحين بين الناس في الدنيا ، هم الذين يرثون الفردوس يوم القيامة" .
* عَنِ عبدالله بن عباس رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: " مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلا فِي رَأْسِهِ حَكَمة بِيَدِ مَلَكٍ ، فَإِذَا تَوَاضَعَ قِيلَ لِلْمَلَكِ : ارْفَعْ حَكَمَته ، وَإِذَا تَكَبَّرَ قِيلَ لِلْمَلَكِ: ضَعْ حكمته " .
* قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: " وجدنا الكرم في التقوى ، والغنى في اليقين ، والشرف في التواضع " .
* قال عروة: " أشد العلماء تواضعاً أكثرهم علماً، ومن الأمثال قولهم: كلما ارتفع الشريف تواضع ، وكلما ارتفع الوضيع تكبر " .
*عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد " .
* قال كعب الأحبار: "ما أنعم الله على عبدٍ من نعمةٍ في الدنيا شكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا، ورفعه بها درجة في الآخرة " .
* قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "من تواضع لله تخشعاً رفعه الله يوم القيامة ، ومن تطاول تعظماً وضعه الله يوم القيامة " .
* قيل لعبد الله بن مروان : " أي الرجال أفضل؟ قال: من تواضع من قدرة وزهد عن رغبة " .
* قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : "رأس التواضع أن تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدنيا حتى تعلمه أنه ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمن هو فوقك في الدنيا حتى تعلمه أنه ليس بدنياه عليك فضل " .
* قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " ثلاث هن رأس التواضع : أن يبدأ بالسلام على من لقيه ، ويرضى بالدون من شرف المجلس ، ويكره الرياء والسمعة " .
* يقول النبي عليه الصلاة والسلام : " من تواضع لله درجةً يرفعه الله درجةً ، حتى يجعله الله في أعلى عليين ، ومن تكبَّر على الله درجةً يضعه الله درجةً ، حتى يجعله في أسفل سافلين" .

فلنكن متواضعين في تعاملنا فيما بيننا جميعا ، فننال رضا الله عنا ، ثم رضا النَّاس ومحبتهم .
نسأل الله التوفيق والسداد والهداية لكل خير، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضى .

ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط