المغالطات في الإِعْلام عن الإرهاب

عند النظر إلى وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية نجد أن هناك نجاحا منقطع النظير بشأن من عبَّد لها طريقا واحدا تسير فيه جميعها إلى نقطة تفرُّع واحدة ولا يهم بعد ذلك أن تختلف في الأفْرُع وهي سائرة لأنها قد حققت وحدة في الالتقاء في نقطة التفرُّع الرئيسية، ويعني ذلك الالتقاء على وحدة الهدف.
إن نقطة الالتقاء تمثل وحدة النظرة إلى الإرهاب، صحيح أن تعريف الإرهاب قد اخْتُلف بشأنه ((بعد أطروحات سابقة عن الإرهاب خلقتها المخابرات الأمريكية والإنجليزية في ندوة عقدت في سنة 1979م عرفت فيه الإرهاب بأنه: ((استعمال العنف ضد مصالح مدنية لتحقيق أهداف سياسية)). محاضرة عن: الإرهاب ألقيتها في كلية العلوم السياسية بغرناطة في 14 دجنبر سنة 2001م.)) المصدر: النظرية المَمْدَرِية (في الفكر والأدب والفلسفة) الطبعة الورقية الأولى سنة: 2012م صفحة: 9.
لقد تقارب التعريف للإرهاب والتقى على تعريف أنه القيام بالأعمال المادية لتحقيق أهداف سياسية، ولكنه اليوم لم يعد ذلك التعريف، فالتعريف الجديد للإرهاب بات محصورا في القاموس السياسي لدولة الطغيان العالمي الدولة الأولى في العالم والدول التي تؤثر في الموقف الدولي، ثم تبعته دول لا رأي لها في التعريف، لها فقط اليد الطولى في الغدر والخيانة كتركيا وإيران ولكن كلٌّ في الغدر والخيانة بحسب قامة صاحبها في بلده يبطش بها منفذا أجندة الدولة الأولى في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال.
لقد التقى العالم اليوم بقيادة الغرب المسيحي على تحديد الإرهاب في أنه؛ الإسلام، ومن يحرِّف التعريف يحرِّفه بخجل وهو يدرك نفاقه كما يدركه معه الواعي سياسيا.
لقد بات الإسلام إرهابيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي واختيار عدوّ بديل عنه، وهذا معروف ونشر في وسائل الإعلام حينها، ومنذ إعلان الغبي بوش الابن عن الحرب الصليبية والترويج لبروباكندة الإسلام فوبيا برز أكثر واستمر في البروز حتى وصل الذروة عند انطلاق ثورة الشام العظيمة وبروز رغبة التحرر على أساس الإسلام.
وبعد الوقوف عند الرغبة في التحرر على أساس الإسلام من أجل سيادة حضارته وبروز شريعته كطريقة عيش جديدة مرغوبة الاستئناف عند جميع الشعوب الإسلامية، وبعد انقطاع دام عقودا من الزمن وتحديدا بعد هدم الخلافة الإسلامية؛ الخلافة العثمانية سنة: 1924م، عند هذه الرغبة البارزة التي فتحت الباب على مصراعيه لدخول عهد جديد لأمة الإسلام؛ عندها بالضبط جنّ جنون الغرب وروسيا والصين وإيران والحكام العرب والمنافقين فانضبطوا جميعا واصطفّوا في صف واحد تحت قيادة واحدة للتصدي لهذا المشروع الحضاري الذي ترغب فيه الشعوب العربية والشعوب الإسلامية، عندها صار مُتَّهَما كل من يعمل على التحرر من التبعية والهيمنة؛ بالإرهاب، وصار متهما أيضا كل من يتقزز من منطلق فطرته السليمة وذوقه الراقي من الحضارة الغربية التي هي مصنع يتم فيه مسخ الإنسانية؛ بالتطرف والرجعية والظلامية، وإذا وُوجه المشروع الحضاري الإسلامي وُوجه بمقابل له ممزوجا بشكل التقدم العلمي والتقني أو ما يسمى بالمدنية الشيء الذي ينبهر له السطحيون المضبوعون الذين لا يميزون بين الحضارة والمدنية، فالحضارة هي مجموع المفاهيم عن الحياة ولها وجهة نظر أساسية تقوم عليها أو ما يسمى بالعقيدة وتتمثل في طريقة العيش ونوعية الأنظمة والقوانين والأفكار التي تنظم علاقة الإنسان بنفسه وتشمل المطعومات والملبوسات والأخلاق، وعلاقة الإنسان بربه وتشمل العقائد والعبادات، وعلاقة الإنسان بغيره من الناس وتشمل الأنظمة، والمدنية التي هي الأشكال المادية والنابعة من العلوم التجريبية والخبرات الحياتية التي هي في معظمها لسائر الشعوب والأمم لأنها عالمية تُؤْخذ من أيّ كان، تؤخذ ممن يخالفك في عقيدتيك وشريعتك، ممن يتبادل العلاقات في مجتمعه وفق حضارته وهي مخالفة لحضارتك، لا يتردد الإنسان العاقل في أخذ أسباب التقدم العلمي والتقني والخبرات الحياتية للبشرية لأنها لجميع الناس، بينما الحضارة فهي خاصة، وعليه فالإسلام حضارة، والرأسمالية حضارة، والاشتراكية حضارة، وكل من يسلك في حياته وفق حضارته يملك تلك الأشكال، بل ويتفوق علينا (التفوق الغربي في التقدم العلمي والتقني محاط بسياج من الحرص على عدم تقدمنا يسهر عليه حكامنا للأسف منذ بروز ما يسمى بالاستقلال وهو استقلال مزيف في كل البلاد العربية والإسلامية، والتحرير الفارغ حتى نظل مستهلكين غير أقوياء لا سبيل لنا إلى الاستقلال الحقيقي والتحرر الفعلي من الهيمنة والتبعية، والأمثلة على ما أقول كثيرة لا داعي لذكرها) وهذا لا مانع من أخذه عنهم ولكن أخذ طريقة العيش وأخذ الذوق فيتناقض مع عقيدتنا نرفضه لانحطاطه وبهيميته، فليست حضارتهم مقنعة للعقل وموافقة للفطرة تملأ القلب بالطمأنينة، ذلك لا واقع له في حضاراتهم.
أما حضارتنا الإسلامية فأروع ما يميزها أنها قد جاءتنا من الإسلام الذي هو مجموع المفاهيم عن الحياة، فهو الحضارة الإنسانية الحقيقية، وأن الإسلام قد جاءنا ممن لا يخطئ إذا سَنّ القوانين وجعل الأنظمة وهو الله تبارك وتعالى، وقد سنها لنا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مُفَصَّلة من جهة، وعلى شكل خطوط عريضة ومعاني عامة قابلة دائما وأبدا لاستنباط ما نحتاج إليه من معالجات لما جدّ في حياتنا من جهة أخرى، وقد شملت جميع مناحي الحياة من عقائد وعبادات وأنظمة وتجسدت في واقع حياة المسلمين لقرون من الزمن سواء في الاجتماع والقضاء والتعليم، أو في الداخلية والخارجية والحكم وغير ذلك، بل إن عصور الانحطاط لم يكن فيها شيء غير إسلامي حتى القرن السابع عشر الميلادي الذي بدأت تغزونا فيه الحضارة الغربية فيما يسمى بالغزو الفكري والتبشيري، ومع ذلك لم يُفْت بعض علمائنا بقبول شيء من الأنظمة الغربية إلا بناء على اجتهاد منهم وهو اجتهاد خاطئ بطبيعة الحال لأنه يناقض الأحكام الشرعية، وبنفس الوقت يبرز تحكيم شرع الله وفق اجتهادات دلت على تمسكهم بشرع الله وعدم خيانتهم لأمتهم وعمالتهم لأعدائها خلافا لما عليه كثير من علماء السوء اليوم، فكيف نتحول عنها إلى حضارة أنتجها أناس من صفاتهم العجز والنقص والاحتياج والمحدودية والاستناد في وجودهم إلى غيرهم الشيء الذي لا ينتج إلا النقص والعجز والاحتياج والمحدودية.. فالعاقل من الناس هو من يختار ما جاء من عند الله وهذا مفقود في كلتا الحضارتين، وعليه وجب التمييز والتفريق بين الحضارة والمدنية، كما وجب أولا وأخيرا التمييز بين فكر مصدره من تضطره أمعاؤه إلى الذهاب حيث تعرف حضرة القارئ المحترم، وبين ما جاء من الكمال المطلق وهو الله تعالى.
وكنتيجة لهذا السير وبحمولة الصحف والقنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال السمعي البصري وغير ذلك؛ بات الفرد في جميع المجتمعات مُضلَّلا تضليلا سياسيا يردد ما تقوله وسائل الإعلام، والضلال السياسي تسونامي سياسي لا تنفع معه عبقرية العباقرة ولا إخلاص المخلصين في التصدي له خصوصا إذا عمّ الناس، وحين يريد الفرد بفرديته أو بصفته عضوا في جماعة سواء كانت حزبا سياسيا أو جماعة من المجتمع المدني أو ما شابه؛ حين يريد أن يساهم برأيه بشرح أو مقال أو توجيه أو ما شابه تجده يردد ما سُنَّ له وخُطِّط من أجله، فالمرء بذكاء الموجِّهين الخبثاء المضلِّلين بات يجلس إلى وسائل الإعلام ليتبرمج وكأنه جزء منها، وحين ينتهي من سماعها وقراءتها يخرج لممارسة حياته الاجتماعية فيتبادل العلاقات ومعها تبادل الحديث والكلام وهو يردد ما قرأ أو سمع، وأهم ما يميز هذا النوع من المتلقّين وهم الأكثرية من كتّاب ومثقّفين وصحفيين وأساتذة جامعات وإعلاميّين وغيرهم، أهمّ ما يميزهم أنهم ببّغاوات يردّدون ما سمعوا وقرءوا دون إعمال عقل، ومن يظهر فيهم أنه يُعْمِل عقله مُعلِّقا على الأحداث ومحللا لها يتبين في الأخير أنه لا يفرق بين الإرهاب والإسلام ولذلك يحارب الإسلام عن جهل بشرط أن نحسن الظن به، وهؤلاء كثيرون جدا ولكن العاملين على محاربة الإسلام وكراهيتهم لحضارته واشمئزازهم من بروز حضارته هم الأكثرية.
صحيح أن الإسلام مستهدف من طرف الأعداء، مستهدف من طرف الكفار والمنافقين، مستهدف حتى من المسلمين المضبوعين بالثقافة الأجنبية، هؤلاء جميعا يحاربون الإسلام لأنه لا حظ لهم في فهمه فهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وفهم من فهمه عنهم من السلف الصالح، لا حظ لهم في فهمه كما هو، وأهم شيء مستهدف في الإسلام هو ذروة سنامه، وذروة سنام الإسلام هي الجهاد، هذا الأخير قال عنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذُلّوا"، والغرب المستعمِر حين استعمر البلاد العربية والبلاد الإسلامية لقي مقاومة شديدة من طرف الشعوب العربية والشعوب الإسلامية، ولكن أشد ما لقي؛ من المجاهدين.
إن الجهاد هو ما يسعى الغرب إلى تعطيله، ولقد حاول قديما بإنشاء حركات تحارب الجهاد وتنادي بتعطيله كالقاديانية مثلا، ومع ذلك لم يفلح ولن يفلح أبدا فلماذا؟
إن الذي يصنع الجهاديين هو القرآن العظيم وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فمهما قال فيه العلماء والفقهاء يظل قولهم ساقطا ما لم يوافق قول الله عز وجل في كتابه العزيز وقول رسوله في السنة النبوية الشريفة، ولقد بات اليوم أمر معرفة القرآن والسنة ميسورا، وبات فهمهما أيضا ميسورا، فآيات الجهاد في القرآن الكريم هي التي تصنع المجاهدين، والمجاهدون هم الإرهابيون، وبالتالي فإن الإسلام يصنع الإرهابيين، هذا هو الفهم الغربي للإسلام يبقى أن يباشِر حَرْف المسلمين عن الجهاد، فحَرْف المسلمين عن الجهاد يعني حرف المسلمين عن القرآن وهو مستحيل، ولقد زعم فيه من زعم دون جدوى من الشيعة المنافقين القائلين بتحريفه، لم يفلحوا منذ قرون لسبب بسيط هو أن القرآن الكريم كتاب معجز يختلف عن سائر الكتب، فالباطل لا سبيل له عليه وبالتالي خسئ كل من قال فيه بالباطل.
ودعونا نتأمل آيات الجهاد بعيدا عن تأثير العلماء والفقهاء، نتأمل الآيات بعقولنا ثم ننظر في أقوال العلماء والفقهاء الذين لا يرون في الإسلام ما رآه السلف الصالح قديما، وإذا زُعم التجديد فالتجديد ليس معناه التحريف والإلغاء، بل معناه إزالة ما علق به من أدران وأوساخ، انظر إلى قميصك حين تريد تجديده فإنك تعرضه للماء والصابون من أجل تنظيفه، أو تذهب به إلى المصبنة لنفس الغرض، وإذا حددته "Lorsque tu repasse La chemise " صار كأنه جديد ولكنه ليس جديدا إنما هو هو أزلت عنه فقط ما علق به من أوساخ، فكذلك التجديد للفكر والثقافة، وكذلك التجديد للإسلام، ليس التجديد للإسلام هو الإتيان بإسلام أمريكي أو بريطاني أو غربي، ليس التجديد هو أن تأتي بغير الإسلام، التجديد معناه كما قلت إزالة ما ليس منه والعمل على تنقيته من الخرافات والبدع..
إن آيات الجهاد في كتاب الله عزّ وجلّ كثيرة، وتقديرها في قلوب المؤمنين عظيم للغاية، فالجهاد ذروة سنام الإسلام، الجهاد هو الذي رفع الظلم عن الشعوب التي طغى وتجبر فيها الروم أجداد طغاة العالم الغربي اليوم، الجهاد هو الذي أزال الظلم عن الشعوب التي قهرها المجوس أجداد الشيعة الأنجاس أمثال الخميني وخمينائي والسيستاني..
وعند النظر إلى قيمة الجهاد وكيف يستهوي قلب المؤمن بالإسلام انظر قوله تعالى: ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) التوبة)) هاتان الآيتان من كتاب الله عز وجل قد جعلت الجهاد بالمال والنفس من أعظم الدرجات، وجعلت أصحابه فائزون في الدنيا والآخرة، فالمجاهد يرجوا رحمة الله، ومن لا يرجوا رحمة الله إلا الطاعن في الجهاد من المنافقين والكفار قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) البقرة، وانظر قوله تعالى في تحديد المؤمنين من هم، في تحديد المؤمنين حقا حتى تعلم عزيزي القارئ صفاتهم وتتنبه إلى نفسك وتسأل هل أنت منهم ولست ممن يعطلون الجهاد ويطعنون فيه إرضاء للكفار والمنافقين، اقرأ قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) الأنفال، ولمن يريد معرفة طرق الخير كلها فليقرأ قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)) هذه الآية تشير إلى أعظم مجاهد وهو الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فهو الذي جاهد في الله حقّ جهاده وجاهد معه النجباء من جميع صحبه رضي الله عنهم، وكنتيجة ألم يهدهم ربهم سبله؟ بلى، ألم يبصِّرهم بطرق الخير كلها؟ بلى، ولمن جاء بعدهم ألا يريد أن يلحق بنبيه وبصحبه؟ بلى، فكيف يلحق بهم؟ أليس بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام؟ بلى، ولمن يريد أن يتصف بصفة يحبها رب العالمين لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولمن يتأسون به اقرأ قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) التوبة، واقرأ قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) التحريم، هاتان الآيتان هل تحتاجان إلى تفسير غير ما هو مفهوم، هل يكون جهاد الكفار الذين يقاتلوننا والمنافقين الذين يعينون علينا بالدعاء عليهم دون قتالهم؟ هل يجاهَد الظَّلَمَة بالصبر والتصبُّر والتصابر؟ هل نتشجع على الصبر لنكون صابرين في حق إخوان لنا يُقْتلون أمامنا وعلى أيد كفار وظلمة من بني جلدتنا؟ هل نتكلف الصبر وإخوان لنا يتألمون ويتوجعون بالقصف والترويع والتعذيب والتهجير؟ هل نغالب بعضنا في المصابرة وكل منا سليم معافى؟ علام المصابرة إذن؟ هل نحن عقلاء حقا؟
إنه من الطريف حقا أن يدعو بعض علماء السعودية الناس إلى الصبر والتصابر والدعاء لأهل الشام عامة ولأهل حلب خاصة وهم يُقْتلون على أيد المنافقين الشيعة والكفار الروس والأمريكان وغيرهم ولكنهم يحرضون على قتال الحوثيين، ولو قام أجدادهم من قبورهم لأنكروا عليهم ذلك أشد الإنكار، فقد ساهم أجدادهم قديما في التصدي لحملة نابوليون بونابرت على مصر وتبرعوا للمجاهدين ومنهم باصالح الحضرمي والشيخ عبد الرحمن العسيري والشيخ أحمد فاس ومحمد أبو العسل من ينبع وانبرى مجاهدون منهم وانضموا لجيش المجاهدين وكانوا من جدة وينبع ومكة والمدينة وغيرها وكانوا 4000 مجاهد وساروا مع القائد العالم محمد الجيلاني المغربي لمحاربة نابوليون لأنه قد استباح بلادا إسلامية هي مصر، فهل أنتم من صلب أجداد المُثَبِّطين؟ كلا، فأيّ منطق هذا؟ ألم يقل رب الحلبيين ورب السعوديين ورب العالمين: ((لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) النساء، هذه الآيات هل هي سعودية؟ هل هي مغربية؟ هل هي سورية؟ هل هي قَرَوِيّينية؟ هل هي أزهرية؟، هل خاطب الله المسلمين والمؤمنين بجنسياتهم أم بصفتهم الإيمانية والإسلامية؟.
وإذا تناولنا الجهاد من باب القتال حتى لا يُفْهم الجهاد الذي نحن بصدده على أنه غير القتال نقرأ قوله تعالى: ((وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) آل عمران، وقوله تعالى: ((فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) النساء، وقوله تعالى: ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) البقرة. وقوله تعالى: ((وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران. وقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الأنفال.
حكم الآية رقم 65 من سورة الأنفال ولو أنه منسوخ بقوله تعالى: ((الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66))) الأنفال، غير أنها لم تنسخ القتال للكفار وإنما خففت عن المجاهدين وأباحت لهم الخروج من المعركة إذا كان العدد 20 مقابل 200، أو 100 مقابل 1000، ولكنهم لا يجوز لهم التولي من عدوهم إذا كان عدده ضعف عددهم، أي واحد مقابل اثنين لا يجوز الفرار منهما، بينما واحد مقابل 20 فيجوز.
هذه الآيات من آل عمران من أعظم المحفِّزات على الجهاد، هذه الآيات مصنع للمجاهدين لا يحتاج المجاهد إلى إذن لدخوله، يدخله المؤمن بالله واليوم الآخر تلقائيا، وحين يأثم ويعلم أنه قد عصى ربه يرجع إليه منيبا طائعا يحاول أن يرضيه، وأعظم ما يسعى إليه لإرضاء ربه ما جعله الله من القيم الرفيعة، وأرقى القيم الرفيعة؛ الجهاد في سبيل الله وبذل النفس والمال في سبيله، ثم إنه حين يوقن أنه حيٌّ بالاستشهاد فإنه يسعى إلى الشهادة وما أعظمها من شهادة فيها يتحقق رضوان الله عز وجل، وهل هناك أجلّ غاية وأعظم هدفا من رضوان الله؟ قال تعالى: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران.
وإذن نفهم أن القرآن الكريم هو السبب في خلق المجاهدين، وما دام السبب موجودا؛ يستحيل على أيّ كان أن يحارب الجهاد أو يعطّله أو يزيله لأن محاربة الجهاد تعني محاربة القرآن، وتعطيله يعني محو آيات الجهاد، وإزالته تعني رفع القرآن والذهاب به من الصدور وهذا لن يكون إلا عند قيام الساعة لأنها ستقوم وما على الأرض مؤمن واحد يستجيب لآيات الجهاد، فهيهات هيهات.
اسمح لي عزيزي القارئ أن أدعوك للتأمل معي في هذه الآية، ثم البحث عمن يتداولونها بالشرح والتفصيل والنظر فيما يقولون، قال تعالى: ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) التوبة.
هذه الآية تتحدث عن المشركين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وتأمر بقتالهم حتى الاستسلام وأخذ الجزية منهم، وتتحدث عن النصارى واليهود؛ عن أهل الكتاب الذين لا يدينون دين الحق وهو الإسلام وتأمر بقتالهم أيضا حتى الاستسلام والغلبة عليهم وأخذ الجزية منهم، وقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين العرب في حُنَيْن، وذهب لقتال أهل الكتاب في تبوك، ولم لا فقد جُعل كسبه صلى الله عليه وسلم وهو ينشر الإسلام ويخطّ للمسلمين طريقا إلى العز والسؤدد؛ جُعل كسبه ورزقه في الجهاد، وهو أفضل أنواع الكسب ففيه الغلبة للدين الحق وهو الإسلام، وفيه القهر للظلمة والطغاة والجبابرة وإخضاعهم للحق بالعدل وتحرير الناس من كل طاغوت، قال صلى الله عليه وسلم: ((جُعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذِّلة والصَّغار على من خالف أمري)). خرجه الترمذي وصححه.
ذهب النبي إلى تبوك لقتال أهل الكتاب من الروم، وهذا البدء بالقتال لأهل الكتاب مسبوق برسالة وجهها رسول الله إلى هرقل يدعوه فيها إلى الإسلام، وعليه فقد جاء البدء بالقتال بناء على عدم خضوعهم لشرع الله، شُرع قتالهم بسبب عدم خضوعهم للدين الحق الذي هو الإسلام، وكفرهم بالذي جاء به من عند الله وهو رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، هذا الموقف من النصارى واليهود أثبته القرآن الكريم والحديث الشريف، فهم والكفار من غير أهل الكتاب سواء بحيث دل كفرهم برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على فراغ قلوبهم من الإيمان الصحيح، فإيمانهم بموسى بالنسبة لليهود وإيمان النصارى بعيسى دون الإيمان بمحمد هو كفر بهم جميعا لأن كتبهم قد تضمنت أمرهم بالإيمان بآخر الأنبياء والرسل، وعليه صار إيمانهم الذي لم يقُدْهم إلى الإيمان بمحمد لا قيمة له، فهم بذلك كفار وإن زعموا الإيمان بموسى وعيسى لأن نفس موسى وعيسى وجميع الأنبياء قد بشروا به وأمروا أتباعهم إن أدركوه أن يؤمنوا به ويتبعوه، فلما جاءهم كفروا به، قال تعالى: ((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)))، وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37))).
وكفر أهل الكتاب هذا يشبه كفر الشيعة الأنجاس فهم يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم يعتقدون بتحريف القرآن، يتهمون الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بالإنقاص منه والزيادة فيه، وهذا الاعتقاد يطعن في القرآن الكريم ذاته ويكذِّبون باعتقادهم التحريف؛ الذي أنزله وهو الله عز وجل، قال تعالى: ((وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38))) يونس. وقوله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء. وقوله تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31))) سبأ. وقوله تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28))) فصلت.
ويسبون صحابة النبي والله يثني عليهم في كتابه العزيز ويمدحهم ويترضّى عنهم، قال تعالى: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18))) الفتح، وقال تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100))) التوبة، وقال تعالى: ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22))) المجادلة.
ويرمون زوجة النبي الطاهرة عائشة بالفاحشة والله قد برّأها في سورة النور وطهّرها في سورة الأحزاب قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20))) النور، وقال تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب، فكل تلك المواقف والمعتقدات نابعة من الأهواء ومنطلقة من التشهّي، فلا ينفع إيمان بموسى وعيسى دون الإيمان بمحمد عليهم الصلاة والسلام، ولا ينفع إيمان الشيعة بمحمد مع تكذيب الله عز وجل الذي تعهد بحفظ كتابه في قوله تعالى: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9))) الحجر.
النصارى واليهود أعظم إثما وأكبر جرما من غيرهم لأنهم ضالّون مُضِلّون يحولون بين الناس وبين الإيمان بالإسلام وينعتونه بالإرهاب ولذلك استحقوا الجهد الأكبر لتحرير البشرية من ظلمهم وطغيانهم وتضليلهم خصوصا وأنهم يستعملون القوة لمحاربة الإسلام ويستعملون الحكام لنفس الغاية ولا يتركون المسلمين يحيون لدينهم ولإسلامهم ويقهرونهم على العيش لمبدئهم الرأسمالي الخبيث وديمقراطيتهم النتنة، انظروا اليوم إلى شعوب العالم، انظروا إلى شعب الهند مثلا ألا يستحق الإشفاق؟ كيف يحيا الناس وهم بسطاء بعقائد لا تقبل بها بقراتهم؟ انظروا إلى العالم اليوم أليس الشر كل الشر في الهيمنة الرأسمالية والسيطرة الصليبية؟ ألا يستحق ذلك الجهد الجهيد لإيصال الإسلام إلى الناس وأعظم ما يوصل الإسلام إلى الناس وجود نموذج له يسود الناس ويملك كيانا تنفيذيا يجهز الجيوش ويعلن الجهاد ليمنع الظلم كما كان قبيل سقوط الدولة الإسلامية؛ الخلافة العثمانية سنة: 1924م؟ صحيح أنه قد سُنّ القتال لجميع الكفار لوصف عدم الإيمان بالله واليوم الآخر فيهم، ولكنه خصّ أهل الكتاب بالذكر إكراما لأنبيائهم ولعلمهم بالأنبياء والتوحيد، وجعل لقتالهم غاية وهي إعطاء الجزية، وعند ابن كثير كلام طريف عن عدم الإيمان برسول الله محمد من طرف النصارى واليهود يجدر أن نتدبره قال: ((فلما أنكروه تأكدت عليهم الحجة وعظمت منهم الجريمة، فنبه على محلهم ثم جعل للقتال غاية وهي إعطاء الجزية بدلا عن القتل. وهو الصحيح. قال ابن العربي: سمعت أبا الوفاء علي بن عقيل في مجلس النظر يتلوها ويحتج بها. فقال: "قَاتِلُوا" وذلك أمر بالعقوبة. ثم قال: {الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} وذلك بيان للذنب الذي أوجب العقوبة. وقوله: {وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} تأكيد للذنب في جانب الاعتقاد. ثم قال: {وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} زيادة للذنب في مخالفة الأعمال. ثم قال: {وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ} إشارة إلى تأكيد المعصية بالانحراف والمعاندة والأنفة عن الاستسلام. ثم قال: {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} تأكيد للحجة، لأنهم كانوا يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل. ثم قال: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} فبين الغاية التي تمتد إليها العقوبة وعين البدل الذي ترتفع به)) ابن كثير صفحة: 132/4.
إن في الوقوف في وجه الظلم والطغيان حافز قوي على إخضاع الظَّلَمَة وإقصائهم عن مُقدِّرات الشعوب والأمم، وفي وجود كيان تنفيذي للإسلام لا يتبع غربا ولا شرقا ويحرص على نشره في الناس؛ رُعْبٌ ما بعده رعب، وقد تجسد الرُّعْبُ للظَّلَمَة والطغاة والجبابرة في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي شخص كل من اسْتنّ بسُنّته، ألم يقل فيما رواه مسلم في صحيحه عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر، عن هَمَّام قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نُصِرْتُ بالرُّعْب، وأوتيت جوامع الكلم)).
من ينتفض على الظلم ولو حَمِيَّة؟ ألم ينشأ في الجاهلية حلف ضد الظلم؟ ألم يقل نبي الهدى عن حلف الفضول : ((لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت))؟ ألم يكن حلفا ضد الظلم والطغيان؟ أما فينا رجل ينهض ولو حميّة للانتصار للمظلومين الذين قهرهم أصحاب الفيتو الخبيث؟ أين أنتم من عربي انضم إلى جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقاتل معه مخافة أن تظهر هوازن على قريش؟ أين أنتم منه وقد انطلق في الجيش الإسلامي ولم يكن يؤمن بالإسلام؟ فقد روى البيهقي من حديث أيوب بن جابر، عن صدقة بن سعيد، عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنَيْن، والله ما أخرجني إسلام ولا معرفة به، ولكني أبيت أن تظهر هوازن على قريش، فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله، إني أرى خيلا بُلقا، فقال: "يا شيبة، إنه لا يراها إلا كافر". فضرب بيده في صدري، ثم قال: "اللهم، اهد شيبة"، ثم ضربها الثانية، ثم قال: "اللهم، اهد شيبة"، ثم ضربها الثالثة ثم قال: "اللهم اهد شيبة". قال: فوالله ما رفع يده عن صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إليَّ منه)).
هذا الذي تناولته عن الجهاد غيض من فيض، وعليه وجب التثبت من وسائل الإعلام، ووجب الحذر من تبنّي مواقف مدروسة يُقْصد بها حضرتك أيها القارئ الكريم، فالإعلامي المسؤول من جميع المبادئ يحرص على أن يسود مبدأه، وهو من أجل سيادة مبدئه يستعمل كل الوسائل والإمكانيات للوصول إلى السيادة وهذا حاصل اليوم، فالغرب الرأسمالي والشرق الرأسمالي باتا شريكين في مواجهة الإسلام الذي عانوا منه قرونا، فلقد بذلوا المال ونشروا العملاء ونصبوا الحكام حتى لا يعود المسلمون كما كانوا منذ عهد قريب، حتى لا يعودوا كيانا واحدا لا يعرف الحدود ولا يعرف إلا حاكما واحدا، كل هذا معروف مسبقا عندهم وهم يعملون ضده وهو نصب أعينهم ولذلك أمعنوا في تجنيد عملاء من أبناء جلدتنا أسلموهم قيادتنا ووقفوا خلفهم يسيِّرونهم ويأمرونهم وينهونهم لدرجة أن بات التبجح بالعمالة قيمة رفيعة عند العملاء، وبات التباهي بخدمة الكافر والأجنبي شيمة الرخيصين، فلا حرج ولا خجل من إظهار الولاء للكافر والأجنبي لأن الموالي لعدو الله ورسوله وأمة الإسلام والبشرية قد فقد دينه وبالتالي فقد كرامته.
لماذا لا نسمع إلا قليلا جدا رفض المثقفين والعلماء والفقهاء التدخُّل في شؤوننا؟ ألا يدل ذلك على أننا لا نملك قرارنا؟ ألا يدل ذلك على أننا نكذب على شعوبنا ونغالطهم وما نحن إلا كراكيز تحركها أيد خبيثة لترامب أو غيره من الكفار؟ لماذا نردد كلمة الإرهاب حين يراد لنا أن نرددها بمجرد أن نسمعها في التلفزيون والقنوات الفضائية ونقرأها في الصحف والمجلات؟ أما نستطيع التثبت من أي كلمة يراد منا ترديدها كالببغاء؟ لماذا وقعنا في منحدر مظلم عزّ فيه نور البصيرة؟
إن أهم شيء يجب الإسراع في القيام به هو أن ننسحب مما يسمى بالهيئات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها لأنها فخاخ موضوعة لاستعبادنا ولنا منذ انخراطنا فيها خير مثال فلم تأت إلا بالخراب.
علينا أن نرفض تدخل غير المسلمين وخصوصا أصحاب الفيتو في شؤوننا ومشاكلنا.
علينا أن نلغي الحدود بيننا.
علينا أن نسوِّد ثقافة النصرة لجميع الشعوب العربية والإسلامية فلا نبيت على ظلم أي كان منا.
علينا أن نطرد سفراء الطامعين فينا والمستعمرين لنا لأنهم جواسيس في بلادنا الإسلامية.
علينا أن ننتصر لأهل الشام وأفغانستان والصومال والروهينجيا وغيرهم من المظلومين,
ولأضرب مثالا أو أكثر عن المغالطات التي نقع فيها.
يوم الخميس 16 مارس 2017م ليلا قامت طائرة أمريكية تابعة للتحالف بغارة على مسجد للمسلمين شرق حلب، وكان المسجد غاصا بالمصلين يؤدون صلاة العشاء، تم استهدافهم بتلك الطائرة وحين هرع من هرع للفرار من الردم بعد تدمير أجزاء كبيرة من بناية المسجد تم استهدافهم أيضا وهم يركضون هربا فكانت الحصيلة 37 قتيلا.
وأعلن البانتاغون أن الغارة الأمريكية كانت دقيقة وكانت موجهة للإرهابيين الذين كانوا في اجتماع داخل المسجد، وبعد افتضاح جريمتها أعلن البانتاغون لاحقا أن الغارة كانت بعيدة عن المسجد لم تستهدفه على الإطلاق. "المصدر قناة الجزيرة 17 مارس 2017م".
هذه التصريحات تأتي مبررة للأعمال الإجرامية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في بلادنا، تستهدف إخواننا بالقتل في المسجد لأنها تكره الإسلام وبالتالي تكره المسلمين وتدرك أنهم إن التزموا بدينهم فلن يناموا على ظلمها أو ظلم غيرها، إنها وغيرها تعرف ذلك ولذلك تمارس المغالطات حتى تظل تلك المغالطات جوامح تمنع انطلاق رغبة الانتقام من الظالم والانتصار للمظلوم.
وفي زيارة الأمير سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية صرح بأن بلاده مستعدة للقيام بأي عمل لاستئصال الإرهاب، وكان التصريح في مؤتمر صحفي، وكان السؤال عن إمكانية إرسال السعودية لقواتها لمحاربة الدولة الإسلامية وفصائل من المجاهدين ينعتونهم بالإرهاب كجبهة النصرة سابقا فتح الشام اليوم "المصدر قناة الجزيرة 17 مارس 2017م".
هذه التصريحات تنم عن استعداد تام للخضوع لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية، (السعودية خاضعة لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية، ويتناوب عليها في ربطها بها بريطانيا وأمريكا، هذا معروف) فهي تؤكد الاستعداد التام لوضع القوات السعودية رهن إشارة الولايات المتحدة الأمريكية لأن التدخل إن حصل لن يكون بقيادة سعودية، بل سيكون وهو كائن اليوم بقيادة أمريكية، فالتصريح يتضمن ما يجعل للكافرين على المؤمنين سيبل، وتبريره مغالطة، فوجود السبيل على المسلمين غير مستحيل وهو موجود اليوم في سوريا والعراق وغيرها، ولكن من يعمل على التمكين؛ من يعمل على تمكين الأعداء من رقابنا هو المجرم الأول، ومن يبرر لهم ويفتي بذلك أشد إجراما,
وفي نفس اليوم أعلنت قناة الجزيرة عن إطلاق صواريخ سورية على مقاتلات إسرائيلية أغارت على سوريا، وللعلم لم يحصل ولمدة عقود ولو مرة واحدة أن أطلقت سوريا رصاصة واحدة على الغارات الإسرائيلية على مناطق كثيرة في سوريا منها دمشق وتحليق طائراتها فوق قصر الأسد وفاقت الغارات 20 غارة، وفي كل مرة يخرج تصريح من الأسد أو من المسؤولين السوريين أن الرد سيكون في المكان المناسب والوقت المناسب حتى باتت الجملة نكتة في العالم العربي، والسؤال هو لماذا تقوم اليوم المضادات السورية بإطلاق صواريخ على مقاتلات إسرائيلية؟ وما وجه المغالطة في هذا التصريح؟
والجواب على ذلك أن التصريح يتضمن مغالطة وحقيقة، فلا مغالطة في التصريح من جهة التحليل السياسي لأنه يأتي من باب التخفيف من الانتقادات لنظام الأسد، ويأتي من باب الاطمئنان على ردة الفعل الإسرائيلية في الوقت الراهن، صحيح أن ردة الفعل الإسرائيلية إن قامت بشن غارات على سوريا أو افتعال حرب محدودة معها فإن ذلك يكون من باب التخلي على مخطط ووضع آخر مكانه، ولكن الأسد على وشك الانهيار لم تنفع معه تدخلات إيران وحزب الله وروسيا ولذلك لن تقوم إسرائيل بالرد على الصورايخ السورية حتى تثبت البروباكندة المقيتة عن الممانعة التي يمثلها بشار الفأر، هذا إذا أثبتنا حقيقة الغارات لطائرات إسرائيلية، أما إذا كانت الغارات على مواقع سورية للنظام فإنها ستكون لمواقع الثوار حقيقة وستكون لمواقع النظام مغالطة، ستكون في الإعلام فقط لأن إسرائيل ضمن الحملة العالمية على ثورة الشام العظيمة، هذه الثورة التي يتجاذبها الخونة والعملاء مع المخلصين سواء ممن يحملون السلاح في الخنادق كالموالين للخليج، أو ممن يقاومون ويجاهدون في الفنادق.
إن العالم يستهدف ثورة الشام العظيمة ويستهدف بالخصوص المجاهدين، يستهدف أولئك الذين لم يخضعوا لما يراد لثورة سوريا العظيمة من الذهاب إلى جنيف ووضع مشهد سياسي للشام يستبعد حضور الإسلام والتحرر على أساسه والعيش لحضارته وتبادل العلاقات في المجتمع وفق شريعته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش أديب وصحافي.
طنجة في: 20 مارس 2017م