آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ما مصير أهل الفترة في الآخرة؟

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي ما مصير أهل الفترة في الآخرة؟

    مصير أهل الفترة في الآخرة؟

    قال تعالى : { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ {44} المؤمنون.
    وقال تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ {24} فاطر.
    هاتين الآيتين بينتا أن الرسل لم تنقطع عن الأمم، ولا عذر لأمة ولا حجة لأمة بأنه لم يرسل إليهم رسول،
    قال تعالى : { وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا {164} رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {165} النساء.
    فما المقصود "على فترة من الرسل" في قوله تعالى؛
    : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19} المائدة.
    قال تعالى مبينًا أن كل قوم لم يكذبو رسولهم فقط، ولكن كذبوا المرسلين؛
    : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ {105} الشعراء.
    : { كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ {123} الشعراء.
    : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ {141} الشعراء. وهم أصحاب الحجر،
    : { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ {80} الحجر.
    : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ {160} الشعراء.
    : { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ {176} الشعراء.

    فمن هم المرسلون الذين كُذِّبوا ؟
    الرسل ثلاثة فئات؛

    الرسل الذين أرسلوا لأقوامهم فكذبتهم أقوامهم، وهلكوا لأجل ذلك.
    ورسلاً سابقين لأقوام سابقين، قد علمت أخبارهم بالتكذيب لهم، ووصلت أنباء هلاك أقوامهم المكذبين لهم، فعدم الاتعاظ بما كان للرسل وأقوامهم؛ هو تكذيب لهم كذلك،
    ورسلا للمرسلين يحملون أعباء دعوتهم في حياتهم وبعد موتهم،
    وهؤلاء تفتر دعوتهم ويقل عددهم مع امتداد القرون على أقوامهم، إلا أن يعم الكفر والشرك في أقوامهم فتنعدم الاستجابة منهم، فيبعث الله رسولاً جديدًا.
    وقد كانت هناك قلة قليلة في العرب على الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، ويذكرون قومهم بالله ويحذرونهم مما هم فيه من الكفر والشرك، ولم يكن لهم شريعة يدعون إليها.
    ومثل هؤلاء الأقوام يحاسبون على التوحيد فقط، لأنه لا شريعة لديهم يعملون بها، والمحاسبة تكون بعد التكليف.
    ودليل ألوهية الله تعالى بآياته ومخلوقاته التي يراها الجميع وتحت سمعهم وأبصارهم، وما عمل الرسل إلا التذكير بها.
    يقول تعالى : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ {65} القصص.
    : { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} الحج.
    والاستغفار يكون عن الذنوب في مخالفة الأحكام التي أمروا بها
    ولما لم يكن لهم شريعة يحاسبون عليها لا يستغفر لهم
    ويكفي نجاتهم أن يكونوا على التوحيد
    والموت على الشرك لا ينفع معه أي استغفار للميت
    وفي قصة الفيل ؛ قال عبد المطلب: إن للبيت رب يحميه،
    وأخذه لمحمد وطوافه حول البيت والدعاء له يبين
    أنه لم تكن للأصنام التي عليها قومه أي شأن عنده

    ويحمل على ذلك أنه لم يؤذن للنبي بالاستغفار لوالده
    لأنه لم يكن مكلفًا بشيء من شرع
    والأمر فيه لبس
    وأرجح أن الاصطفاء لآباء الأنبياء
    علامة لطهارتهم من الشرك
    ونجاتهم يوم القيامة
    والأمر لله من قبل ومن بعد

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 24/04/2017 الساعة 01:25 PM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: ما حال أهل الفترة في الآخرة؟

    وهناك لبس آخر مرجعه فهم المقصود بنفي التعذيب؛

    في قوله تعالى: { مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا {15} وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا {16} وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا {17} الإسراء.
    هل المقصود من العذاب؛ العذاب في الدنيا أم العذاب في الآخرة ؟
    لا يكون العذاب في الاخرة حتى تأتي الساعة وتقوم القيامة،
    أما العذاب في الدنيا فقد وقع على كل قوم كفروا بالرسول الذي أرسل إليهم،
    فهذا العذاب لا يقع على أهل الفترة في الدنيا حتى يبعث رسولاً فيهم،
    وليس العذاب مصروفًا عمن أشرك بالله؛ سواء أبعث له رسولاً أم لم يبعث؛
    قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {48} النساء.
    فالمحاسبة على الشرك غير المحاسبة على أحكام الشرع،
    فدليل توحيد الله؛ أدلة عقلية يستدل بها على الله وحده؛ هي آياته ومخلوقاته،
    ويستغنى بهذه الأدلة عن الرسل، فيكفي بها وجود العقل والفطرة السليمة،
    والمحاسبة على الأحكام يحتاج إلى رسول يبلغ بها،
    فما يريده الله وما يرضيه وما يغضبه ويسخطه لا يعلم إلا بالرسل.
    فأهل الفترة يحاسبون في الآخرة على اقترافهم الشرك والكفر في الدنيا فقط،
    ولا يحاسبون على أحكام لم يبلغوا بها إن ماتوا قبل مبعث رسول إليهم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 25/04/2017 الساعة 08:17 AM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: ما مصير أهل الفترة في الآخرة؟

    اقرأ أيضًا لإكمال فهم الموضوع
    على هذا الرابط


    ما مصير والد النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة ؟


  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: ما مصير أهل الفترة في الآخرة؟

    قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه،
    عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيداً بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة
    يقول: «يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري»،
    ثم يقول: «اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم»، ثم يسجد على راحلته.
    لقد بلغ الفتور غايته الأدنى
    والمحاسبة فيها على التوحيد فقط،
    وليس على التشريع الذي لم يصلهم ولم يعلمون عنه شيئًا

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 30/04/2017 الساعة 09:17 PM

  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: ما مصير أهل الفترة في الآخرة؟

    الفترة من مادة "فتر"
    فتر الماء: سكنت حدة حرارته، ولم يبرد،
    وفتر ضعف في العمل لكنه بقي يعمل،
    الفترة من الرسل ؛ هو بقاء دعوتهم في أدنى حدتها،
    وليس صحيحًا أن الفترة هي ما بين النببين،
    بل هي الوقت التي تصل دعوة النبي إلى أدنى أثر لها في القوم أو الناس،


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •