Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 34

الموضوع: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

  1. #1
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    على الأنصار أن يعودوا

    إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي


    بقلم: ابن الأحمر

    (فاتح شعبان 1438هـ)


    بعدما صار للشيعة الروافض مجالس عزاء في المدينة النبوية، وبعدما تجرأ (النخاولة العراقيون الفُرس) على السكن بالمدينة النبوية والاعتزاء إلى الأنصار كذبا وزورا ؛

    *** فإني أقترح على الأنصار وأدعو شبابهم، في شتاتهم العالمي، أن يسعوا إلى العودة إليها، دون أن يزاحموا الأمر أهله الشرعيين، فهي دارهم، وهم أحق بها من غيرهم ...

    لقد خرج أجدادنا الأنصار عن بكرة أبيهم من المدينة النبوية بعد أن حاول غلمان بني أمية أن يذلوهم على يد الشاعر النصراني الأخطل عليه لعنة الله، ولم يبق بها إلا الضعفاء الذين لا يقوون على الهجرة.

    أما الآن فعليهم أن يعودوا إليها متسلحين بالإيمان كأجدادهم، وبتمسكهم بعقيدة التوحيد، وبتوحد صفهم.

    وعلى السلطات أن تسهل لهم هذه العودة ، مثلما سهلتها لغيرهم ، ولا يحق لها أن تغمطهم حقهم في مدينة أجدادهم، ولا أن تظلمهم في العودة إلى تاريخهم وأصولهم، ولا أن تمنعهم من حماية مدينتهم من الشرك يوم عزّ الحماة ...

    وقد جاء في (صحيح البخاري، 1876) وفي (صحيح مسلم، 147)

    كلاهما عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمانَ ليأْرِزُ إلى المدينةِ ، كما تأْرِزُ الحيةُ إلى جُحرِها"،

    (وهو في صحيح ابن ماجة، عنه، 2542)، وفي (صحيح الجامع، 1589، عنه)، وفي (صحيح ابن حبان، 3727 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه)، وفي (المحلى، لابن حزم، 7/282، وهو صحيح)

    ولست أستبعد أبدا أن يكون أهل هذا الإيمان هم ذرية الأنصار في زمننا هذا ...

    والله أعلم، وبه وحده التوفيق. إنه؛

    {هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: 23]

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 30/04/2017 الساعة 01:56 AM

  2. #2
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي


    دفاعك عن (الأخطل) أخذ منحى تعسفيا بقوة اليد ...
    لماذا حذفت مقالتي شهرين كاملين يا (إدوارد فرنسيس)؟
    ما شأنك بالأنصار يا (إدوارد فرنسيس) ؟
    اترك ساحتي وساحتهم.
    أنت لا تفهمنا... إنك لم تفهم شيئا مما تكلمتُ فيه


  3. #3
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    حفظكم الله دكتور جمال الاحمر وبارك فيكم وجازاكم كل الخير
    ----
    لكن كيف السبيل إلى مدينة الحبيب المصطفى؟
    ----
    كل الأنصار يتمنون هذا !
    ----
    لكن المدينة محاطة بسلك شائك اسمه التأشيرات


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد مراد عارف
    تاريخ التسجيل
    27/05/2017
    المشاركات
    128
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي


    أخي و حبيبي الأستاذ الكريم المحترم جمال الأحمر ... السلام عليكم تحية من الله طيبة مباركة و رحمته تعالى و بركاته و بعد ...
    إنني أرى في الباب الذي فتحت موضوعه أن العبرة لا تكون كما هو معلوم بالعظم و اللحم و العصب و الدم بقدر ماهي بما وقر في القلوب الصادقة الشريفة و صدقتها أعمال أصحابها و ذويها ... و إن في أرض الحجاز من الرجال و النساء و الولدان ما يغني عن طلب النجدة و التطلع لورود الصادرين و التفات الهاربين ... و من ناحية أخرى فإن بعر شيعة الفرس اليابس المتفتت شعوذة و دجلا و شركا و شرا حيثما كان ماهو بالذي يهز الشعرة من هامة السميذع الوقور ...
    و ما ينبغي الحض عليه و الأمر به و الكلام عنه و الاهتمام به كما كنت قلت آنفا في غير موضع الرجوع للعلم النافع من علوم الدنيا و الآخرة مع زيادة الاهتمام بعلوم الدنيا و في زماننا هذا خاصة ... لعلنا بها أن نتقي بعض عدوان القوم مع عدم إهمال ما يشد على القلوب و يربط عليها من علوم الأخلاق و الشريعة التي هي أس ديننا و التي لا ينقصنا حيالها غير وافر الصدق و العزيمة و سرعة الاقتحام ... و هذا تجديد تحاياي العطرة لأخي الفاضل جمال و شكرا .

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 15/07/2017 الساعة 12:53 AM

  6. #6
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
    حفظكم الله دكتور جمال الاحمر وبارك فيكم وجازاكم كل الخير
    ----
    لكن كيف السبيل إلى مدينة الحبيب المصطفى؟
    ----
    كل الأنصار يتمنون هذا !
    ----
    لكن المدينة محاطة بسلك شائك اسمه التأشيرات

    ابن العم الفاضل؛ أخي الأستاذ (السعيد ابراهيم الفقي)
    حياكم الله...
    وفيكم بارك الله.
    معك حق؛ فإن المسلمين يعيشون سياسة وإدارة تقوم على (حدود وطنية) رسمها الاحتلال لمحاربة (الأمة الإسلامية) ومنع قيامها من جديد.
    منذ عقود من السنين عقد المحتلون أماني، كتبوها دعوات في صحافتهم وكتبهم حتى صارت فكرانية، وهي اليوم واقع ملموس في ديار المسلمين.
    قس على ذلك؛ الاستشراق وظهور ممثليه من بني جلدتنا اليوم.
    إن ما كتبناه اليوم فكرة ودعوة، إن باركها الله تعالى، صارت في قابل السنين حقيقة ملموسة.


  7. #7
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد مراد عارف مشاهدة المشاركة

    أخي و حبيبي الأستاذ الكريم المحترم جمال الأحمر ... السلام عليكم تحية من الله طيبة مباركة و رحمته تعالى و بركاته و بعد ...
    إنني أرى في الباب الذي فتحت موضوعه أن العبرة لا تكون كما هو معلوم بالعظم و اللحم و العصب و الدم بقدر ماهي بما وقر في القلوب الصادقة الشريفة و صدقتها أعمال أصحابها و ذويها ... و إن في أرض الحجاز من الرجال و النساء و الولدان ما يغني عن طلب النجدة و التطلع لورود الصادرين و التفات الهاربين ... و من ناحية أخرى فإن بعر شيعة الفرس اليابس المتفتت شعوذة و دجلا و شركا و شرا حيثما كان ماهو بالذي يهز الشعرة من هامة السميذع الوقور ...
    و ما ينبغي الحض عليه و الأمر به و الكلام عنه و الاهتمام به كما كنت قلت آنفا في غير موضع الرجوع للعلم النافع من علوم الدنيا و الآخرة مع زيادة الاهتمام بعلوم الدنيا و في زماننا هذا خاصة ... لعلنا بها أن نتقي بعض عدوان القوم مع عدم إهمال ما يشد على القلوب و يربط عليها من علوم الأخلاق و الشريعة التي هي أس ديننا و التي لا ينقصنا حيالها غير وافر الصدق و العزيمة و سرعة الاقتحام ... و هذا تجديد تحاياي العطرة لأخي الفاضل جمال و شكرا .

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم الأستاذ (أحمد مراد عارف)، حفظه الله للمكرمات.

    أشكرك على دماثة أخلاقك وسعة فكرك.

    ما تفضلتَ به صحيح في كل المجالات، ولست أخالفه لأني أرى عدم تناقضه مع ما كتبتُ.

    دعوة (العرق، والجلد، والتراب...) دعاوى جاهلية تناقض الإسلام.

    وإن الشريعة الإسلامية لم تلغ الخصوصيات؛

    فقد كانت كل قبيلة تقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت رايتها غير مختلطة بالقبائل الأخرى، مخالفة لما عليه الحال في الجيوش النظامية العلمانجية اليوم.

    وإن (دية القتيل) في شريعة الإسلام تكون على (العاقلة) أي على قبيلة القاتل، مخالفة لما عليه القانون العَلمانجي في التعويض الاحتيالي الإرضائي بقليل من المال المجموع من نهاوش (الضمان الاجتماعي) و(التأمين السوفسطائي) و(زوجة القاتل وبناته).

    دعوتنا هنا ليست (دعوة حزبية لتفريق المسلمين) لأن (الوطنيات العربية) هي (أكبر الأحزاب) التي مزقت المسلمين. وكلمة (أحزاب) هنا، نستعملها بـ(معناها القرآني) لا بـ(معناها العَلمانجي الجاهلي).

    ودعوتنا هذه ليست (دعوى جاهلية) لأنها؛

    لا تحوز (حدودا رسمها الاحتلال)،

    ولا (نشيدا وطنيا = ناشيونال)،

    ولا (عَلَما وطنْجيا تزينه الرموز الماسونية)،

    ولا (دستورا مستمدا من تعاليم الأمم المتحدة علينا)،

    ولا (قانونا خارقا لعلو كلمة الله، مستمدا من قانون ملة الكفر).

    مع بالغ شكري لاهتمامك.


  8. #8
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي


    الأنصار اليوم يعيشون في شتاتهم الشبيه بالشتات الأندلسي.

    الأنصار أخبتوا لله، وتواضعوا أكثر من اللازم أمام أمة تزداد جهلا على جهل وبعدا على بعد عن دين الله القويم، إلا ما رحم ربي.

    بينما لجأ كثير من الناس إلى الانتساب إلى الأشراف زيفا وبهتانا، فأكلوا أموال الناس بالباطل، بزعم الخمُس، وأسسوا الفرق الضالة ابتداء بالطرق الصوفية وانتهاء بفرق الشيعة الكافرة كالإسماعيلية وغيرها. يحتمون بنسبهم من نقد العلماء ويتترسون بالدهماء. فكانت لهم الحظوة والجاه على مدار 15 قرنا، ولكن كذّب الحمض النووي كثيرا من شجراتهم النسبية الكاذبة.

    لست ناطقا رسميا للأنصار، ولست نكرة فيهم.

    تجمعات الأنصار اليوم موجودة في كثير من بلدان العالم. أنسابهم محفوظة، وقبائلهم معروفة، وأسرهم محصاة، لكن ضاع الكثير منهم في النسيان وتشتت الأوطان.

    ومن انتسب إلى الأنصار دون بيان فهو من إخوانهم، ومحبيهم، ومواليهم، على شريعة الله.

    إن فحوص الحمض النووي اليوم أجرتها كثير من العائلات الأنصارية. والسعودية أدرى بنسب الأنصار جينيا؛ فقد درست البقيع وساكنيها.

    وأقول هنا لكل علماء الأنصار وشيوخهم وأعيانهم ومثقفيهم وشبابهم أن الوقت قد حان لأن يكون لهم مكان في العالم من جديد، على نهج أجدادهم لا يحيدون.

    إذا لم يعرف الأنصار القدر لأنفسهم فلن تعرفه أمة لم تعُد واحدة كما وصفها الله تعالى، أمة لم يعد يجمعها إلا الطبلة، في كثير من الأحيان، ولكن تفرقها أبسط عصا في يد أصغر جِلواز.

    وإن هذه الظُّلامة -التي هي نِتاج الأثَرة- امتدت بالأنصار عدة قرون. فأين الشريعة؟

    إن ملوك السعودية وأمراءها، على عادة الخلفاء العثمانيين والملوك السابقين، بجّلوا الأشراف في مناسبات كثيرة وأغدقوا عليهم أموال الدنيا وتشريفاتها، خوفا من سطوتهم وبطشهم، لكن أهملوا كل الإهمال الأنصار، وتجاهلوا قدرهم.

    إن الأنصار لا يطلبون مالا ولا جاها فهم أغنى من ذلك؛ إذ يكفيهم أن عادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالهم. فمن مثلهم؟

    إنه حق شرعي أعطاهم الله إياه على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ويده. ولا مزية لأحد من البشر غيره فيه.

    إنهم يريدون العودة إلى مدينتهم؛ المدينة النبوية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وها هم اليوم يشردون عن بلادهم، ويطالبون بآلاف الريالات لتجديد الإقامة والدفع للكفيل، وهم في ذلك مشغولون بالجري بين الإدارات، والحرص على المواعيد والأوقات والاستحقاقات. ولا يُرحم منهم شيخ فان ولا امرأة ضعيفة ولا طفل صغير.

    ولن يتعب الحاكمون في السعودية عندما يصدرون قرارات معيدة لكرامة الأنصار، ومبدلة للإنكار، مثلما أصدروا العشرات منها عبر قرنين ونيف في حق الأشراف الصادقين والكاذبين.

    وإلى الله حاكم السماوات والأرض المشتكى.

    {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} ﴿الأعراف: ١٢٨﴾

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 06/08/2017 الساعة 04:39 AM

  9. #9
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    قِدْمًا، نَطَق عفوًا لسانُ أبي فراس بحال الأنصارِ في سالِفِهِم وخالِفِهِم:

    اطرَحوا الأمرَ إلَينا *** واحمِلُوا الكَُلَّ علَينا

    إننا قَومٌ، إذا مَا *** صَعُبَ الأمرُ كَفَينا

    وإذا ما رِيمَ مِنّا *** مَوطنُ الذُّلِّ أَبَينا

    وإذا ما هَدَمَ الْـ *** ـعِزَّ بَنُو العِزِّ بَنَينا


  10. #10
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    من الأنصار الذين بقوا في المدينة النبوية أو عادوا إليها

    بيت الأنصاري
    (أو: بيت الزرندي)


    [من: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب - الأنصاري، ص 1-8]

    (بيت الأنصاري) نسبة للأنصار الذين نصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - وإليهم ينتسب كثير.
    ولكن هذا البيت مخصوص بهذه النسبة وشهير بها. وإذا وجد منهم أحد في بلد فيكون في غاية القلة. وهو على صحة نسبهم الشريف من أقوى الأدلة. لقوله عليه الصلاة والسلام: "الناس يكثرون والأنصار يقلون حتى يصيروا كالملح في الطعام".
    ويعرف قديماً (ببيت الزرندي) نسبة إلى زرند، قال المجد في تاريخه للمدينة المنورة المسمى بـ"المغانم المستطابة في معالم طابه" ما نصه: "وزرند قرية من أعمال المدينة المنورة من جهة الشام بقرب وادي القرى. أخبرني بها شيخنا (أبو عبد الله محمد بن يوسف الزرندي الأنصاري) محدث حرم رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ثقة".
    وذكر أيضاً في القاموس: أن زرند اسم موضع في المدينة. وقد ذكرهم كثير من مؤرخي المدينة المنورة: أجلهم الحافظ أبو الخير محمد السخاوي في تاريخه الكبير والمعجم المسمى ب "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع" و"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" وأطال وأطاب فيهم جزاه الله خيراً.
    وقد جمعت لهم تأليفاً لطيفاً يشتمل على كثير من الفوائد والصلات والعوائد المتعلقة بالسادة الأنصار، وذكر ما لهم من الفخار، وجاءني مجلد عظيم المقدار نحو عشرين كراساً. وسميته "نشر كمائم الأزهار المستطابة في نشر تراجم الأنصار طابه".
    وذكر السخاوي في تاريخه ما نصه: بيت الزرندي بيت كبير وبالعلم والدين شهير. أصلهم يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود ابن الحسن. وله من الأولاد: أحمد وعلي وكمال محمد قادر.
    " أما أحمد ف " فهو والد موفق الدين أبي الخير محمد، وجلال الدين أبي اليمن عبد الله.
    وعلي هو صاحب " المفاخرة بين الحرمين " وله من الأولاد: عبد الرحمن وعبد الوهاب " وفتح الدين أبو الفتح - ويقال له محمد - ومحب الدين محمد " وخديجة وعائشة.
    ومحمد بن يوسف له من الأولاد: السراج عبد اللطيف ومحمد ولهما من الأولاد: الشمس محمد، وأحمد، والكمال أبو الفضل محمد، وأبو طاهر " و " أبو الفرج وعبد الله الدشطي الذي هو بالمشرق واستوطنه. وله به بنون منهم " فضل " .
    فأما عبد الرحمن بن علي فلم أقف له على عقب.
    وأما عبد الوهاب فله فتح الدين أبو الفتح محمد.
    وأما أخوهما أبو الفتح فله: حسن ويوسف وعلي والطيب وأبو السعود.
    وأما محب الدين فكان شافعياً، وله التاج عبد الوهاب، والسراج عمر والبهاء محمد.
    ثم إن لأبي الفتح محمد بن عبد الوهاب: أحمد، وسعداً، وسعيداً، وعبد الله، ومحمداً، وسارة، وعائشة، وفاطمة.
    فالأولان ومحمد لم أقف لهم على ذكور. نعم كان لسعد ولد يدعى أبا السعادات توفي عن نحو عشر سنين.
    وسعيد له النور علي وأبو الفتح محمد.
    وعبد الله له ثلاثة: أفضلهم مجد الدين ونجم الدين، وشمس الدين.
    وعائشة وسارة زوجه " ما " عبد العزيز بن عبد السلام الآتي ذكره واحدة بعد أخرى.
    فله من سارة: عمر، وعائشة، وزينب، فعائشة هي زوجة القاضي خير الدين السخاوي بن القصبي، وقبله الخطيب شمس الدين الريس وقبله أبو الفضل بن المحب المطري... وأولدها آمنة. والآن هي تحت المحب بن القصبي.
    وزينب تزوج بها أبو الفرج بن المراغي وفارقها واستمرت أيما.
    وأما فاطمة ثالثة بنات أبي الفتح، فتزوجها أبو الفضل محمد المراغي المقتول. وماتت هي أيضاً بعده بقليل.
    ثم حسن بن أبي الفتح محمد بن علي لم أقف له على ولد.
    ثم أخوه علي وهو القاضي نور الدين له: فتح الدين محمد المدفون في رحاب سيد الشهداء حمزة - رضي الله عنه - " وأخوهما يوسف، وله علي " توفي سنة 1092.
    وأخوهم أبو الطيب له أحمد مات بمكة. وله ولد يدعى زين الدين، سافر إلى العجم ثم المغرب.
    وأخوهم أبو السعود، ولم أقف له " على عقب " .
    وأما عبد الوهاب بن المحب فله من الأولاد معاذ، وعبد السلام، وعبد الواحد، ومحمد، وكلهم أشقاء إلا الأول.
    والسراج عمر بن محب الدين له: عبد الوهاب ومحمد ورقية. ماتوا عن آخرهم. وليس لهم ذكر.
    وأخوهما البهاء محمد: وله عبد الباسط وعبد الرحمن وأبو الفضل. ماتوا عن غير ذكر. إلا أبا الفضل فخلف ولداً " محمداً " مات مطعوناً بمصر.
    ثم إن أحمد بن عبد اللطيف له: عبد الله، ومحمد.
    ولأخيه الكمال محمد، عبد اللطيف وعبد الملك وأبو الفرج.
    ولأخيهما أبي الطاهر من الأولاد: محمد، والد عبد العزيز.
    ولأخيهم أبي الفرج من الأولاد: عبد الرحمان، وعبد السلام.
    ولأولهما: أحمد، والد عبد الرحمان ومحمد، وهما في الأحياء.
    وست الجميع بنت أحمد. وأيضاً هي تحت علي بن سليمان الطحان.
    ولثانيهما عبد العزيز، والد عمر وإخوته.. انتهى كلام الحافظ السخاوي.
    وقد ترجم غالب من ذكره من هذه الأصول والفروع. وقد أهمل كثيراً من فروع هذا المجموع. وذلك من قلة العلم بأصولهم وعدم تفصيلهم. وسنتبع - إن شاء الله تعالى - ما أهمله ونلحقه ما أجمله. وأيضاً نلحق من ولد وحدث بعد وفاته إلى تاريخ هذا الكتاب، وإثباته على نمط حسن وضبط مستحسن.
    وأول من ترجمه السخاوي من أهل هذا البيت الذي ليس في شرفه " لو " ولا " ليت " أصلهم الأصيل بما نصه: " الشيخ يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الإمام عز الدين أبو المظفر وأبو محمد وأبو يعقوب بن الشمس أبي علي بن الجمال الأنصاري الخزرجي المدني الحنفي يعرف بالزرندي. ولد سنة 606 وتوفي بطريق العراق ذاهباً سنة 712. وقد رآه الشيخ محمد العصامي في المنام. وقال له: سلم على أولادي وقل لهم: لقد حملت إليكم، ودفنت في البقيع عند قبة العباس - رضي الله عنه - فإذا أرادوا زيارتي فليقفوا هناك ويسلموا علي ويدعوا إلي. " .
    وقد ذكره المجد الفيروز أبادي في تاريخه للمدينة المنورة. " وذكره الشيخ ابن فرحون في تاريخه للمدينة المنورة " أيضاً وذكره الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. وذكره الشيخ الصالح محمد بن صالح في تاريخه للمدينة المنورة. وكثير من المؤرخين المحققين. وقد ترجم جده محمد بن محمود ووالده العلامة الشيخ تاج الدين السبكي في طبقاته الثلاث: الكبرى والوسطى والصغرى بما صورته: " ... محمد بن محمود ابن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشرف وكرم " يقول كاتبه - لطف الله به - توفي الحافظ السخاوي المؤرخ المذكور بالمدينة المنورة سنة 911 وترك من المترجمين المذكورين في قيد الحياة الشيخ عمر بن عبد العزيز والد سالم وعمر، المعروف بالأشهل. وقد ماتا ولم يعقبا في حدود سنة 982، ومنهم القاضي محمد شمس الدين بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي ابن يوسف.
    ومنهم ولده الأمجد شهاب الدين أحمد، والد عبد الرحمن الأحمدي، ومحمد، ومريم، وزينب.
    فأما الشيخ وجيه الدين عبد الرحمان بن شهاب الدين أحمد ابن القاضي شمس الدين محمد المذكور أعلاه فمولده في حدود سنة 915. وتوفي في حدود سنة 992 بالمدينة المنورة بعد أن كف بصره. وكان فقيهاً عالماً، فاضلاً عاملاً. وأعقب من الأولاد ثلاثة: أحمد، وعبد الرحيم، ومحمداً. وأعقب من البنات ثلاثاً: أم الحسين فاطمة، وأمة الرحمان، وزينب. وقد انقرض عقبهن.
    فأما محمد فأعقب: محمد سعيد، والد ستيت، وفاطمة المتوفاة في سنة 1116، والدة العلامة أحمد أفندي شيخي زاده المدرس المتوفى سنة 1124، والد صاحبنا الفاضل الأمجد محمد أفندي شيخي زاده المتوفى في حدود 1168. ومولده في سنة 1113.
    وأعقب محمد أفندي المذكور بنتين أعقبت إحداهما ولدين ذكوراً، وبنتاً، اسمها فاطمة تزوجها السيد خليفة الأدنوي، وأما الولدان: محمد وحسن " ف " من الخطيب أبي اللطيف البري. وهما في قيد الحياة. وقد ذكرتهم في محلهم في بيت " شيخي " .
    وأما عبد الرحيم فأعقب: حسناً، المتوفى في المغرب في حدود سنة 1088 عن بنت تسمى زينب، وتزوجها العم الخطيب أحمد الأنصاري وتوفيت في حدود سنة 1114 عن غير ولد. ومن بعد وفاتها آل إلينا وقف " الحديقة المكارمية " الكائنة بقرب الباب الشامي، والبيت الكبير الكائن برأس زقاق " عانقاي " بموجب شرط الواقفة والدة حسن المزبور وهي المرأة الصالحة الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد مكارم الشافعي، وكانت صاحبة ثروة. وورثها الجد يوسف والعم أحمد.
    وأما أحمد فأعقب: عبد الله - مات صغيراً - وعبد الكريم، مولده في حدود سنة 993 ووفاته بالمدينة المنورة في حدود سنة 1068 وأعقب من الأولاد: عبد القادر، والد آمنة المتوفاة عن غير ولد. وكان بصيراً، ومحمد مكي، ويوسف، وعبد الرحيم.
    فأما محمد مكي فمولده بمكة المكرمة سنة 1033 ونشأ على طلب العلم. وتأدب حتى بلغ إلى أعلى المراتب. وكان حسن الخط والحظ. ورحل إلى الروم سنة 1063، وتقرر بالفرمان في وظيفتي خطابة وإمامة بالمسجد النبوي. ثم رحل مرة أخرى إلى الروم وبلغ ما يروم. وذلك في سنة 1080 صحبة صاحبه الأديب البارع الخطيب إبراهيم الخياري. وقد ذكره في رحلته المشهورة وذكر وفاته بطريق مصر المحروسة مطعوناً مبطوناً. ودفن بمقبرة قرية العقبة، - رحمه الله تعالى - . وذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1081.
    وأعقب من الأولاد: سليمان، وتوفي بمصر مطعوناً أيضاً عن غير ولد في سنة 1089.
    وعبد الله مات عن غير ولد.
    ومحمد نشأ على طريقة والده. وكان خطيباً أديباً رحل إلى الروم في حدود سنة 1106، وتوفي بالمدينة المنورة عن غير ولد - رحمه الله تعالى - في سنة 1118، ومولده في سنة 1078. وكان متزوجاً على الخالة صفية بنت محمد سعيد سيدون.
    وبديعة بنت محمد مكي المذكور مولدها في سنة 1079 ووفاتها في حدود سنة 1143 في محرم الحرام. وكانت امرأة كاملة، عاقلة مشهورة، تزوجها الريس أبو العز الحنبلي ولم تعقب. وفرغت في سنة 1140 من تعلقاتها من الرومية القديمة في سنة 1140 وكتبها في الدفاتر الأربعة مرتب خيرات بديعة الأنصارية وذلك عن قراءة قرآن عظيم الشأن بحرم سيد ولد عدنان، وسبيل ماء، وغير ذلك مما هو مشروح في الحجة المؤرخة سنة 1140. وشرطت النظر للمرحوم سيدي الوالد. ثم من بعده لأولاده وأولاد أولاده الخ...
    وأما عبد الرحيم بن عبد الكريم فأعقب من بنتاً ماتت صغيرة. وكانت وفاته سنة 1085.
    وأما يوسف بن عبد الكريم فمولده بالمدينة المنورة في حدود سنة 1052؛ فنشأ على العلم والعمل والعبادة والصلاح، وحج نحو أربعين حجة. وتوفي بعرفة ملبياً يوم الاثنين سنة 1118؛ ودفن بها. وقبره بها ظاهر يزار. وعليه ما شاء الله من الأنوار. وقد شرح مقدمة الشيخ الدلجي في مصطلح الحديث سماه " فتح الكريم المنجي في شرح مقدمة الدلجي " وجمع مجاميع كثيرة في كل فن بخطه الحسن. وأعقب من الأولاد الأمجاد: أحمد، وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وخديجة.
    فأما أحمد فمولده في حدود سنة 1080 وأمه كفاية بنت الريس عبد الرحمن العباسي ونشأ على طلب العلم الشريف حتى برع فيه، ودرس بالمسجد النبوي، وخطب وأم بالمحراب المصطفوي، وتوفي سنة 1126. وأعقب من الأولاد: حسنا أبا المكارم، وعبد الله، وزينب.
    فأما حسن فمولده سنة 1121، فنشأ في حجر والدنا المرحوم، وزوجه من بنته ستيت في سنة 1140 وولدت له عدة الأولاد: محمدا، وأحمد، وأبا السعود، وزينب، وفاطمة. وقد ماتوا صغاراً ما عدا أحمد فإنه كبر، وطلب العلم، وتزوج خديجة بنت الأخ محمد أبي البركات. وولدت له ولداً سماه حسنا، وتوفي بعده صغيراً. وتوفي هو شهيداً مع الأخ يوسف في قلة القلعة في جمادى الأولى سنة 1177.
    وأما عبد الله فتوفي شهيداً مطعوناً في إسلامبول سنة 1148، ومولده في سنة 1126.
    وأما زينب فمولدها سنة 1115 وتزوجت من الأخ محمد سعيد. وولدت له ولداً اسمه أحمد، وبنتاً اسمها عائشة. وماتا صغيرين. وتوفيت هي نفساء شهيدة في سنة 1138.
    وأما عبد الرحيم بن يوسف فمولده تقريباً في حدود سنة 1090 ونشأ في طلب العلم الشريف، وأم بالمحراب المنيف. وله من الأولاد: محمد، وأم الحسن، ماتا صغيرين في حياته. ثم ارتحل في سنة 1128 إلى اليمن الميمون. ثم ارتحل منه إلى الهند، وحصل له قبول عظيم عند سلطانه ووزرائه وأركان دولته وغيرهم. وأقام بها معززاً مكرماً إلى أن توفي به في سنة 1144 ودفن في بندر " سورت " .
    وأما خديجة بنت يوسف فمولدها تقريباً في سنة 1092، وتوفيت بكرا سنة 1133.
    وأما والدنا المرحوم المبرور عبد الكريم فمولده تقريباً في حدود سنة 1085 في شوال، فنشأ في طلب العلوم الشريفة ودرس بالروضة المنيفة. ثم ارتحل إلى مصر وبيت المقدس والشام والروم وبلغ ما يروم. وأخذ عمن بها من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام. وتزوج والدتنا المرحومة أم هانئ بنت محمد سعيد " أفندي " سيدون كاتب شيخ الحرم. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد: محمد سعيد، ومحمد أبو البركات، ويوسف، وعبد الرحمن، وعلياً وستيت ورقية " وتوفي بمكة المكرمة سنة 1162 ودفن بالمعلاة " .
    فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1115. ونشأ على طلب العلم حتى برع فيه، ونظم ونثر. وتزوج بنت عمه زينب بنت أحمد كما سبق قريباً. ثم تزوج بعدها الشريفة زينب بنت السيد إبراهيم فيض الله الأزبكي البخاري. وولدت له عدة أولاد وبنات ماتوا صغاراً، ما عدا أم الفرج الموجودة اليوم. ومولدها في سنة 1144. وتزوجت محمد أبا الفرج ابن عمها يوسف ولدت له عدة أولاد. وسيأتي ذكرهم في محله. وتزوج محمد سعيد المذكور عدة زوجات، وولدن له بنات وأولاداً ذكوراً؛ فمنهن: فاطمة قادين بنت محمد حسن أفندي شيخ القراء. وولدت له ولداً سماه أبا بكر محفوظ. ومولده في سنة 1151. وتزوج أم الهدى بنت الأخ محمد أبي البركات. ثم حصل له بعد وفاتها بعض اختلال أضاع به ما في يده من المال حتى مال على مال أولاد الأخ محمد أبي البركات. وأخباره يطول شرحها، وليس هذا محلها. وقد تزوج الشريفة علوية بنت السيد زين الأزهري، وولدت له بنتاً سماها " ست الأهل " ومولدها في شعبان سنة 1179. وقد تزوج بنتنا عائشة، ومات عنها في ربيع الثاني سنة 1181. وتوفي والده محمد سعيد في 7 رجب سنة 1163.
    وأما محمد أبو البركات فمولده في سنة 1118. ونشأ على طلب العلم الشريف خصوصاً علم الفقه فإنه برع فيه. واشتغل بجمع الدنيا فحصل منها جانباً عظيماً حتى بلغ معلومه في كل سنة ثلاثة آلاف غرش.
    ومن الجرايات نحو اثني عشر جراية. وتزوج آمنة بنت محمد أفندي القونوي، أمين الفتوى سابقاً، وولدت له عدة بنات متن صغاراً، ما عدا أم الهدى، كبرت وتزوجت من ابن عمها محفوظ. ومولدها في سنة 1138. وتوفيت 17 في ذي القعدة الحرام سنة 1174، شهيدة بالنفاس - رحمها الله تعالى - وتزوج عدة من الزوجات وولدن له عدة أولاد وبنات منهن سعيدة تابعة محمد أفندي القونوي. وولدت له: عمر، وخديجة، وعبد الكريم، وبديعة.
    ومنهن الشريفة زينب بنت السيد علي المهدلي، ولدت له عدة أولاد ماتوا صغاراً.
    فأما عمر فمولده سنة 1156 ونشأ نشأة غير صالحة. فلما توفي والده تزوج فاطمة بنت الريس فتح الله. وولدت له عدة أولاد ماتوا صغاراً. وعاش منهم زين الدين العابدين الموجود اليوم. ونسأل الله تعالى أن يهديه وينشئه نشأة صالحة. وقد أضاع عمره في سفاهة جميع ما تركه له والده من المعلوم والجراية والوظائف حتى صار ما يتحصل له شيء إلا من الوقف والصدقات لا غير. وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فرحل من الحاج المصري قاصداً الروم ليبلغ منها ما يروم. فلما وصل إلى مصر مرض فتوفي بها في سنة 1184. ودفن بالقرافة. وكان له مشهد عظيم رحمه الله وتجاوز عنا وعنه.
    وأما عبد الكريم فمولده في سنة 1166 وتوفي غريقاً في بركة الحديقة الكركية في سنة 1177.
    وأما خديجة فمولدها في مكة المكرمة في سنة 1158. ونشأت نشأة صالحة. وتزوجت ابن عمتها أحمد بن حسن، وقد سبق ذكره. ثم تزوجت على الخطيب أبي بكر الحميداني، وولدت له ولداً سماه عبد الرحمان. ثم مات صغيراً، وتوفيت هي أيضاً عن غير ولد في جمادى الأولى سنة 1194.
    وأما بديعة فمولدها في صفر سنة 1168. ونشأت نشأة صالحة وتزوجت حيدر ابن عمها " علي " وولدت له ولداً سماه " علياً " . ومات صغيراً. ثم ولدت له بنتاً سماها " طاهرة " في صفر سنة 1190. ثم ولدت له ولداً سماه أحمد، مات صغيراً بعدها بقليل، ثم توفيت بديعة المذكورة في جمادى الأولى سنة 1194.
    وأما يوسف فمولده في حدود سنة 1121. ونشأ ودأب، وبرع في العلم والأدب، وأم، وخطب، وألف الرسائل والخطب، وبلغ أعلى الرتب. وامتحن بالأعداء، والأضداد بالخروج من البلاد فارتحل سنة 1172 إلى مدينة دار السلام. واجتمع بمن فيها من العلماء الأعلام، وحصل لها من متوليها سليمان باشا غاية الإكرام، ومن زوجته عادلة خانم. ثم إلى الشام. ثم إلى الروم، وبلغ منها ما يروم، وامتدح الوزير الكبير راغب محمد باشا بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وتقلد منصب إفتاء المدينة المنورة. فلم يتم له ذلك بسبب بغض بعض الأعداء، ثم توجه إلى مصر القاهرة ثم توجه إلى الصعيد وركب البحر إلى ينبع ثم المدينة المنورة وأقام بالعالية مدة فعرضوا فيه المدينة إلى الدولة العلية بالكذب والزور والبهتان فورد بعكس القضية الفرمان. ثم توجه إلى مكة المكرمة وأقام بها مدة " .. فخرج منها خائفاً يترقب قال: رب نجني من القوم الظالمين " فوصل إلى المدينة وأقام بالعالية أياماً، فورد من الشريف مساعد كتاب مضمونه بأنه يدخل المدينة وعليه الأمان؛ فأرسل إليه شيخ الحرم أحمد آغا ومحمد صالح الطيار، كتخداي القلعة، كتاباً يتضمن الأمان.
    وفيه من الأيمان التي ما تصدر من ذي إيمان، والأمور مبنية على الغرور؛ فنزل إلى المدينة، فلما وصل إلى الباب الصغير أخذوه وجروه إلى جهة باب القلعة وأدخلوه فيها في حبس القلعة ومعه ولده محمد أبو الفرج وأحمد ولد أخته. وأقاموا مدة في الخشب والحديد والعذاب الشديد. ثم قتلوهم في ليلة واحدة واحداً بعد واحد صبراً وغيلة. وكتبت لهم الشهادة والحسنى وزيادة. ودفنوهم خفية في القلعة. ولم يظهر ذلك إلا بعد مدة. وجميع ما صدر بتدبير اللعين الخبيث محمد صالح الطيار.وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلماً وزرواً. ثم بعد خمس سنين وصل إلى المدينة المنورة شاهين أحمد باشا متولياً أمورها فأمر بإخراجهم من القلعة فأخرجوا منها، ولم يتغير منهم، بكلومهم ودمائهم؛ فأمر بغسلهم وتكفينهم والصلاة عليهم. وباشر كله ذلك بنفسه، ودفنوا بمقبرة أسلافهم ببقيع الغرقد، وبنى عليهم قبة لطيفة في قبلي قبة سيدنا إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتل الطيار بالسم - لا رحمه الله ولا رضي عنه - ورتب على أهل القلعة دعوى القسامة بمحله العالي بحضور جمع من المسلمين: القاضي، والمفتي الحنفي، والشافعي، وشيخ الحرم أحمد آغا. وكان كاتبه هم الوكيل في هذه الدعوى. ورتب عليهم الدية الشرعية واليمين على خمسين رجلاً منهم يختارهم الوكيل، فترجوا عندنا بالعلماء والسادات بترك اليمين وتسليم الدية ثلاث آلاف دينار مقسطة على ثلاث سنين فاستلمنا منهم 400 غرش والباقي عندهم 2000 إلى اليوم. وعند الله تجتمع الخصوم. وكانت وفاة الشهداء المذكورين بطريق التتبع ليلة الأربعاء 2 في جمادى الأولى سنة 1177. وكان إخراجهم في 25 جمادى الأولى سنة 1182 - رحمهم الله رحمة واسعة - .
    وتزوج يوسف عدة زوجات وولد له عدة أولاد وبنات.
    أولهن الشريفة علوية بنت السيد هاشم، كاتب الشرع الشريف.
    وولدت له محمداً أبا الفرج في جمادى الأولى سنة 1146.
    ومنهن فاطمة بنت الشيخ إبراهيم الفيومي الفقيه، وولدت له بنتاً اسمها بديعة. مولدها في سنة 1148. ووفاتها في سنة 1148.
    ومنهن حبيبة بنت الشيخ محمد سعيد الحيدري، وولدت ولداً اسمه أحمد توفي صغيراً في سنة 1175.
    ومنهن صالحة بنت محمد سعيد كتخداي القلعة السلطانية الشهير بالإنقشاري الشهيد هو وولده حسين وأخوه حمزة في سور القلعة ليلة الأحد 21 جمادى سنة 1156. وذلك في الفتنة المشهورة. وولدت له عدة أولاد ذكور وإناث لم يعش منهن إلا رقية. وكانت ولادتها في محرم سنة 1163. وتزوجت من السيد عمر السقاف باعلوي. وولدت له ولدين: أحمد الموجود في محرم " سنة 1182 " ويوسف في ذي الحجة الحرام 1185. وتوفي في ذي الحجة الحرام سنة 1187. وتوفيت عن ولدها أحمد جمادى الثانية سنة 1194.
    وسلمى بنت يوسف من صالحة المزبورة مولدها في سنة 1166 وتوفيت سنة 1178، وتزوجت من ابن عمها حسين بن علي. ولم تعقب.
    ومحمد أبو الفرج المذكور نشأ نشأة صالحة حسنة. وطلب العلم على والده. ونظم الشعر الحسن. وتزوج أم الفرج بنت محمد سعيد المزبور، وولدت له : عمر، وعلياً، وعثمان، وعلوية، وسعدية.
    فأما عمر فمولده في سنة 1169. وتوفي مراهقاً سنة 1182.
    وأما علي فمولده في سنة 1173. وهو موجود.
    وأما عثمان فمولده في سنة 1175. وهو موجود اليوم.
    وأما علوية فمولدها في سنة 1171. وتوفيت غريقة في بركة الحديقة القمقمجية يوم عيد الفطر سنة 1173.
    وأما سعدية فمولدها في سنة 1177 بعد وفاة والدها فتزوجت على ابن عم أبيها عباس بن علي. ثم ماتت عن غير ولد سنة 1194. وترجمة الأخ يوسف تحتمل كراريس. وقد بسطنا بعضها في كتابنا " نشر كمائم الأزهار " فراجعه.
    وأما كاتبه، الفقير الحقير عبد الرحمان بن عبد الكريم ابن يوسف بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد " ابن محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد " بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مولده بالمدينة المنورة 12 في رجب الحرام سنة 1124. ونشأ بها على أحسن حال وأزين منوال، وجد واجتهد في طلب العلوم من منطوق ومفهوم. وحفظ القرآن، وصلى به التراويح في روضة سيد ولد عدنان، وأم بها وخطب، وألف الرسائل والخطب، ودرس، بها ورقي إلى أعلى الرتب. وتلقن الذكر، ولبس الخرقة وأخذ الطريق من مشايخ عدهم عند الشدائد عدة، أجلهم والده المرحوم. وأقام بمكة المكرمة نحو سبعة عشر سنة، مجاوراً بها على العبادة الطاعة بحسب الاستطاعة. وحج نحو اثنتين وعشرين حجة. وارتحل إلى اليمن الميمون في سنة 1172. وزار من بها من العلماء والأولياء الأموات والأحياء، وحصلت له بركتهم، ونالته كرامتهم.
    واجتمع بالإمام المهدي العباسي بن الهمام المنصوري الإمام المتوكل على الله، وحصل له من هذا الإمام غاية الإعزاز والإكرام. وامتدحه بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وامتدح وزيره الفقيه أحمد النهمي، ونقيبه الأمير الماس المهدي. ومدح غيرهم من الأمراء والكبراء. وجمع رحلة لطيفة تشتمل على كل ظريفة سماها " قرة العيون في الرحلة إلى اليمن الميمون " وغيرها من الرسائل والمجاميع. وقد حفظ في أيام الصبى عدة متون في عدة فنون.
    وتزوج خديجة بنت الشيخ سعيد عبد العال المالكي. وولدت له محمداً جمال الدين سنة 1149 وتوفي صغيراً. وفاطمة، وعبد الرحيم، وعباساً، ماتوا صغاراً. وتوفيت بالطائف.
    ثم تزوج بعدها فاطمة بنت علي جلبي دياربكرلي. وولدت له رقية الكبرى في صفر سنة 1163. وتوفيت صغيرة في سنة 1166. وعائشة ومولدها 29 في رجب سنة 1164 وتزوجت من ابن عمها محفوظ في شوال 1176، ومات عنها. وتزوجت الشيخ عبد الله الخاجقجي وولدت له بنتاً. ثم أحمد، ومصطفى وذلك في شوال 1188. وهما موجودان الآن. وولدت له ولداً سماه عبد الرحمان في شهر رمضان 1190. ثم توفي صغيراً.
    وأسماء بنت عبد الرحمان المذكور مولدها في ربيع أول سنة 1166. وتزوجت على الخطيب أبي الفتح الخليفتي العباسي. وولدت له بنتاً سماها أم الحسن. وتوفيت صغيرة في سنة 1185. ثم ولدت له ولداً " سماه محمد عبد الكريم المتوكل على الله في يوم عيد الأضحى سنة 1186. وولدت له ولداً أيضاً " سماه أحمد المتوكل في محرم الحرام سنة 1190.
    وسلمى بنت عبد الرحمان المزبور مولدها بمكة المكرمة 6 في صفر سنة 1168، وأعطيناها للمراضع من عرب هذيل وادي نعمان. وأقامت عندهم نحو أربع سنين. وتزوجت على موسى أفندي المرعشي شيخ الفراشين ولد زوجتي. وولدت له محمداً عبد الله 8 في صفر سنة 1190. ثم ولدت له مصطفى سنة 1194. وهو موجود.
    ورقية بنت عبد الرحمان المزبور مولدها بمكة المكرمة 22 في رجب سنة 1196. وتزوجت على ابن عمها حسين بن علي، وولدت له ولداً سماه يوسف في سنة 1190. وتوفي بعد أيام. ثم ولدت له ولداً سماه عبد القادر. ثم توفي صغيراً. ثم ولدت له فاطمة في جمادى الأولى سنة 1194. وهي موجودة الآن.
    وأحمد صفي الدين بن عبد الرحمان المزبور مولده بمكة المكرمة في محرم سنة 1174. وتوفي بالمدينة المنورة 27 في ذي الحجة الحرام سنة 1178.
    وعلي العلواني بن عبد الرحمان المزبور مولده بالمدينة المنورة 2 في جمادى الأولى 1177. وهو موجود بها الآن.
    ثم توفيت زوجته فاطمة الدياربكرلية ليلة الجمعة 26 في ذي القعدة سنة 1179. ثم تزوج بعدها فاطمة بنت موسى أفندي الطرنوي الإمام الحنفي المجاور سنة 1182. " ثم تزوج بعدها فاطمة بنت عبد الخالق القبيطي 12 في ذي الحجة سنة 1182. " وولدت له بنتاً وولداً. وماتا صغيرين.
    وأما علي العياشي بن عبد الكريم المذكور أعلاه " فقد " سماه الشيخ محمد العياشي الولي المشهور نفعنا الله به. وظهرت عليه آثار بركاته فكان محفوظاً ملحوظاً. مولده في رجب سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة، وتزوج في سنة 1155 أم كلثوم بنت حسين أفندي، كاتب السلطان بالمدينة المنورة. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد: أولهم حسن. وكان مولده في 1151 ونشأ نشأة صالحة. واستشهد عند الباب المصري في بعض الفتن الواقعة بالمدينة المنورة في ليلة 25 رجب سنة 1173.
    وبعده حسين، جعله الله قرة عين. كان مولده في محرم سنة 1158. وحفظ القرآن العظيم. واشتغل بطلب العلم الشريف. وأم وخطب بالمنبر النبوي المنيف. وتزوج سلمى بنت عمه يوسف، وتوفيت. وقد ذكرناه سابقاً. ثم تزوج رقية بنت عمه عبد الرحمان، وقد سبق ذكره. وتوفي علي المذكور أعلاه بمصر القاهرة مطعوناً 6 شوال 1173 بعد أن حصل له من أهلها غاية الإكرام. ثم ولد له محمد سعيد، وعبد الكريم. وماتا صغيرين.
    ثم عباس الموجود الآن - أطال الله بقاءه مدى الأزمان - مولده في محرم سنة 1167. ونشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. وحفظ القرآن العظيم، وصلى به التراويح في شهر رمضان بتوفيق العزيز العليم. ثم اشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. وأم في المحراب الشريف، وخطب في المنبر العالي المنيف. وتزوج على ابنة محمد أبي الفرج بن يوسف المسماة بسعدية. وماتت عنده في ربيع الثاني سنة 1194. ثم تزوج بعدها مريم ابنة الشيخ مصطفى الشامي، أمين الفتوى. وولد له منها بنت سماها سلمى، سلمها الله من جميع الآفات، وجعلها من النساء الصالحات. ثم ماتت نفساء بعد عشرة أيام في ذي الحجة الحرام سنة 1195. ثم تزوج المصونة سعدية بنت المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مفتي المدينة المنورة سابقاً.
    وأما حيدر ابن علي فمولده في جمادى الأولى سنة 1168. وأمه الشريفة طاهرة بنت السيد إبراهيم فيض الله البخاري السابق ذكره، نشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة؛ فحفظ القرآن، وصلى به التراويح في شهر رمضان. وقد باشر الخطابة والإمامة بالمنبر النبوي والمحراب المصطفوي. وتوفي 12 في ربيع الثاني سنة 1194. وتزوج بديعة بنت عمه محمد أبي البركات. وولدت له ولداً سماه علياً مات صغيراً. ثم ولدت له بنتاً سماها طاهرة في صفر 1190. ثم ولد له ولد سماه أحمد مات بعد أبيه بقليل.
    وأما ستيت " أم سليم " بنت عبد الكريم المزبور أعلاه فمولدها في جمادى الأولى 1126. وكانت تكنى أم سليم تبركاً بكنية جدتنا أم سليم بنت ملحان الأنصارية أم جدنا الأكبر أنس بن مالك الأنصاري، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وكانت امرأة صالحة، ولوائح الخير عليها لائحة. وتزوجت على ابن عمها حسن بن أحمد. وولدت له عدة أولاد وبنات. وتوفيت إلى رحمة الله تعالى يوم السبت 15 جمادى الأولى سنة 1186. وقد سبق ذكرهم في ترجمة والدهم المزبور. ولله عاقبة الأمور.
    وأما أم الخير رقية بنت عبد الكريم المزبور فمولدها في شوال سنة 1132. ونشأت نشأة صالحة وتوفيت بمكة المكرمة بكراً في ربيع الأول سنة 1159 وصلي عليها عند باب الكعبة الشريفة. وكان لها مشهد عظيم. ودفنت بالمعلاة في مقبرة الأنصار قريباً من مشهد السيدة خديجة - رضي الله عنها - وقد بسطنا تراجم جميع من سلف من السلف في كتابنا " نشر خمائل الأزهار المستطابة في نشر فضائل أنصار طابه " فراجعه إن أردته.
    ومنهم أبو الفرج ابن القاضي شمس الدين محمد بن عبد الله. وله من الأولاد محمد والد أبي الفرج، وعبد القادر.
    فأما أبو الفرج فأعقب محمداً، وأمه مريم أخت عبد الرحمان الأحمدي.
    وأما عبد القادر فأعقب عبد اللطيف والد الفقيه محمد، ومات ولم يعقب. ومحي الدين، والد خديجة زوجة عبد العزيز بن محمد أبي عمر المراكشي، واقف الدار علينا التي في رأس زقاق الزرندي من جهة ذروان كما هو مشروح في كتاب وقفه المؤرخ في 1030. وآمنة وسيدة، والدتهما " سيدة الكل " بنت الشيخ عبد الرحمان الأحمدي.
    ومنهم محمد بن يوسف، وأخوه أبو الفرج، وعلي والد خديجة، وعبد الله، ومحمد. ولم أقف لهما على عقب.
    ورأيت في تاريخ أعيان القرن العاشر للعلامة السيد محمد السمرقندي المدني، ومن خطه نقلت ذكر في ترجمته الشيخ علي بن سعد الدين اللاري ما صورته: إن الشيخ محمد بن يوسف الأنصاري أكبر الأنصار سناً ودينا، طلبه طلباً حثيثا أن يحضر بين يدي سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابه إلى ذلك. فقال الشيخ محمد الأنصاري المذكور: يا رسول الله، أنت أمرتني بتزويج ابنه ولد أخي المصونة ستيت بنت أبي الفرج ولد بنت محمد سلطان الأنصاري لهذا الرجل. يعني الشيخ علياً المذكور. فكان جواب الشيخ علي المذكور القبول السمع والطاعة لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ذلك من أعظم الأسباب إلى زواجه عليها. فتزوجها في سنة 1176، فأعقب منها من الذكور: محمد سلطان، ويحي، ومن الإناث: بديعة، وفاطمة، ومريم، وعائشة.
    فأما بديعة فهي والدة جد والدي الشيخ عبد الكريم بن أحمد الأحمدي الأنصاري. وتوفيت في حدود سنة 1032. وكانت امرأة كاملة، صاحبة ثروة عظيمة.
    وأما فاطمة فهي والدة الشيخ أحمد الحنبلي الكبير. وهو جد بيت الحنبلي المشهورين.
    وأما مريم فهي والدة الريس جد الريس أبي النور المعروف قديماً بالمسكين.
    وأما عائشة فلم أقف لها على عقب.
    وأما الذكور فقد انقرضوا جميعاً. وإلى الله عاقبة الأمور.


  11. #11
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    من الأنصار الذين بقوا في المدينة النبوية أو عادوا إليها

    بيت الأيوبي


    [من: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب - الأنصاري، ص 20]



    (بيت الأيوبي) نسبة إلى محلة سيدنا (أبي أيوب الأنصاري) بظاهر إسلامبول المحروسة، وإليها ينسب خلق كثير.
    منهم الحاج محمد أفندي الرومي المجاور بالمدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً من أحسن المجاورين. وصار إمام القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1100. وأعقب من الأولاد:
    محمد أمين. ومولده في حدود سنة 1090 وكان أعرج، واتهم في قضية الشمامة المشهورة سنة 1119 ونفي من المدينة إلى مصوع. ثم رجع إلى المدينة. وكان من الرجال الفحول أهل العقل والكمال والأصول. وصار كتخدا القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1142. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعمر، وأم هانئ.
    فأما محمد فتوفي سنة 1168.
    وأما عمر فقتل في بعض الفتن الواقعة بين العسكر بالمدينة وذلك في سنة 1156.
    وأما أم هانئ فهي زوجة محمد سعيد كتخدا القلعة السلطانية الشهير بالإنكشاري، والدة حسين، وصالحة، زوجة المرحوم الأخ يوسف الأنصاري.
    وأما فاطمة بنت محمد أفندي الأيوبي فزوجة عمر (آغا)، والدة محمد عمر آغا، كاتب القلعة السلطانية المتوفى سنة 1175 عن أولاد موجودين اليوم.


  12. #12
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي


    الشمس أبو الخير الأنصاري، المعادي، الزرندي، المدني
    محمد بن أحمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن،

    [من كتاب: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، ج 3، ص 513]

    محمد بن أحمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن. الشمس أبو الخير الأنصاري، المعادي، الزرندي، المدني.
    نزيل كازرون من بلاد العجم. كأنه كان مع عمه محمد بن يوسف لما قام بشيراز، فلما مات تحول إلى كازرون، ومات بعد ..... وسبعمائة.. قاله شيخنا في درره. وقال: لخصته من مشيخة الجنيد الكازروني تخريج الجزري.
    ومات أبوه بالشام هو وولده عبد الله. يعني أخا هذا سنة تسع وأربعين، فبرع هذا بعده في الفرائض، ودرس بالمدينة.
    وقال ابن فرحون: إنه تصوف وسلك طريق التصوف، والاشتغال بالعلم، ولاسيما الفرائض، وسافر العراق ومصر والشام. وهو على طريقة حسنة وهمة علية.
    وقال غيره: الموفق أبو الخير الأنصاري المعادي، الزرندي، الشافعي، الصوفي. لقي بأردبيل سنة ثلاث وستين وسبعمائة الجمال يوسف بن إبراهيم الهملابازي الأربيلي سكناً شيخ الفقراء بأذربيجان ومرجع الناس وشارح المصابيح الذي بسماوة الأزهار، فأجاز له، وجعله ناظراً على كتابه الأنوار لأعمال الأبرار في الفقه.
    وسمع على البدر بن الخشاب الجواهر واللآلىء من حديث جده المجد عيسى بن عمر بن الخشاب في سنة سبعين، ووصفه كاتب الطبقة العز بن عبد السلام بن الشمس محمد الكازروني: بالفقيه العالم، العامل، الصالح، المحدث، المحصل. وقد نقلت في آخر ترجمته للنووي عنه عن العز بن جماعة وجازه شيئاً. فيحتمل أن يكون أخذ عنه وتوفي ـ كما قال أبو حامد بن المطري. وقد وصفه: المحدث موفق الدين بعد طلوع الشمس من يوم الأحد ثالث ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالبطن شهيداً. قلت: وفيها قرأ عليه الجمال الكازروني عوارف المعارف ـ، بقراءته له على جده أبي عبد الله محمد بن يوسف عن المؤلف. وقرأ عليه أبو الفضائل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم صحيح البخاري، في السنة التي قبلها، وانتهى في ربيع الأول.
    وينظر تحقيق جده أهو يوسف ومحمد زيادة؟ أو محمد بن يوسف؟.
    *******

    [من كتاب: نصيحة المشاور وتعزية المجاور، عبد الله بن محمد بن فرحون، دار المدينة المنورة، ط 1، 1417هـ، ص 106[

    محمد بن أحمد بن يوسف بن الحسن الزرندي.
    وأما شهاب الدين أحمد ولد الشيخ عز الدين، فكان ذا عقل ورئاسة ودين عظيم مع سياسة الإخوان والأحباب، ورُزق ولدان نجيبان أحدهما عبد الله والآخر محمد، فأما عبد الله فحوى كلَّ العلوم المتداولة بين الناس، وحفظ اثني عشر كتاباً في فنون متعددة، سافر به والده إلى دمشق فَرَأَس وبرع واشتهر، وولي الوظائف الجليلة ثم ماتا جميعاً في الطاعون رحمهما الله، وذلك في سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
    وأما محمد فتصوّف وسلك طريق القوم مع الاشتغال بالعلم ولا سيما علم الفرائض، وسافر العراق ومصر والشام وهو على طريقة حسنة وهّمة عِليّة، نفع الله به.
    *******

    [من كتاب: الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، لابن حجر العسقلاني، 3/372]

    محمد بن أحمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن شمس الدين الزرندي المدني، نزيل كازرون من بلاد العجم.
    يكنى أبا الخير كأنه كان مع عمه محمد بن يوسف لما أقام بشيراز ومات بها فتحول إلى شيراز إلى أن مات بعد الثمانين وستمائة [680هـ] لخصته من مشيخة الجنيد الكازروني تخريج الجزري ومات أبوه بالشام هو وولده عبد الله ابن أحمد سنة 49 فبرع هو بعده في الفرائض ودرس بالمدينة.

    http://www.taibanet.com/showthread.php?t=2805
    ‏الخميس‏، 24‏ آب‏، 2017
    ‏3:33 ص


  13. #13
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الزرندي
    (فقيه المسجد النبوي)


    محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الزرندي (852هـ-...)
    هو : محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف المجد بن الجمال بن فتح الدين الأنصاري الزرندي.
    وُلد عام 852هـ بالمدينة المنوّرة، حفظ القرآن الكريم، ودرس القراءات والنحو والمنطق بالمدينة المنوّرة، ثمّ رحل إلى القاهرة عام 874هـ فدرس فيها الفقه وغيره، ثمّ رحل إلى الشام وقرأ البخاري. ودخل حلب وزار بيت المقدس، ثمّ قدِم إلى القاهرة عام 891هـ، وقرأ البخاري، والمذهب الحنفي في الفقه وأصوله، ثمّ تصدر التدريس في المسجد النّبوي، فدرَّس علم الفقه.
    وكان من شيوخه: الشهاب الإِبشيطي، الفخر عثمان الطرابلسي، أحمد بن يونس، عمر النجار، عبد الرحمن الششتري، المحب بن الشحنة، حطاب الحنيضري، الصلاح الطرابلسي، وغيرهم.

    *******

    [من كتاب: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، دار مكتبة الحياة، ج 8، ص 109]

    محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف المجد بن الجمال بن فتح الدين الأنصاري الزرندي المدني الحنفي الماضي أبوه وهو أكبر إخوته، ابن عم قاضي الحنفية بها علي بن سعيد.
    ولد في أول سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وألفية النحو وبعض المنار، وعرض على عمه سعيد وبه تفقه وعلى الشهاب الإبشيطي وحضر عنده في العربية وكذا أخذ في الفقه أيضاً ببلده عن الفخر عثمان الطرابلسي وفي النحو أيضاً والمنطق عن أحمد بن يونس وفي القراآت عن عمر النجار وعبد الرحمن الشُّشتَري، وارتحل إلى القاهرة في سنة أربع وسبعين فأخذ في الفقه وغيره عن الأمين الأقصرائي بل قرأ عليه سنن ابن ماجه وسمع عليه غير ذلك وكذا قرأ على المحب بن الشحنة وغيره ؛ وسافر منها إلى الشام في التي بعدها فقرأ على الدين حطاب والخيضري في البخاري وغيره، ودخل حلب وزار بيت المقدس مرتين ؛ ولما كنت مجاوراً بالمدينة سمع مني وعلي أشياء، وقدم بعد ذلك القاهرة أيضاً في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين فقرأ علي بعض البخاري وسمع علي غير ذلك وأخذ حينئذ عن النظام الحنفي في الفقه وأصوله وكذا عن الصلاح الطرابلسي وأبي الخير بن الرومي وتميز في الفقه وشارك في غيره؛ وله نظم، ودرّس في المسجد النبوي بعد الإذن له في ذلك مع عقل وسكون وانجماع، وصاهره يحيى بن شيخه الفخر الطرابلسي على ابنته ووجهه للاشتغال.

    *******
    [من كتاب: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، ج 3، ص 608]

    محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف المجد بن الجمال بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري، الزرندي، المدني، الحنفي، أكبر إخوته وأفضلهم.
    ولد في آخر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بالمدينة، ونشأ بها، فحفظ المختار وألفية النحو وبعض المنار، وعرض على عمه سعيد، وبه تفقه، وعلى الشهاب الأبشيطي، وحضر عنده في العربية. وكذا أخذ في الفقه أيضاً ببلده عن الفخر عثمان الطرابلسي، وجل انتفاعه في الفقه به، وزوج ابنته بعد موته لولده، وفي النحو أيضاً والمنطق عن أحمد بن يونس المغربي. وفي القراءات عن عمر النجار وعبد الرحمن الششتري. وفي أصول الدين وكذا العربية وغيرها من السيد السمهودي. وارتحل إلى القاهرة في سنة أربع وسبعين. فأخذ في الفقه أيضاً عن الأمين الأقصرائي، بل قرأ عليه سنن ابن ماجه، وسمع عليه غير ذلك. وكذا قرأ على المحب ابن الشحنة، وغيره. وسافر منها إلى الشام في التي تليها، فقرأ على الزين خطابه والخيضري في البخاري وغيره. ودخل حلب، وزار بيت المقدس مرتين، ولما كنت مجاوراً بالمدينة المرة الأولى سمع مني وعلي أشياء. وقدم بعد ذلك القاهرة أيضاً في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين، فقرأ علي بعض البخاري، وسمع علي غير ذلك..... من النظام في الفقه وأصوله، وكذا الصلاح الطرابلسي وأبي الخير الرومي. ولقيني أيضاً في سنة ثمان وتسعين بالمدينة، فتكرر اجتماعه بي وهو ممن أشير إليه بالتقدم في مذهبه، بحيث تصدر للإقراء بعد الإذن له فيه، وفي الإفتاء. كل ذلك مع عقل وسكون ورغبة في الانجماع ونظم. وهو بعد موت الشمس بن الجلال أفضل حنفي هناك. وتكرر اجتماعي به في سنة اثنتين وتسعمائة.. وحمدته بورك فيه.
    http://www.taibanet.com/showthread.php?t=2722
    ‏الخميس‏، 24‏ آب‏، 2017
    ‏3:46 ص


  14. #14
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    القاضي سراج الدين السويداي الدمنهوري الأنصاري
    (مفتي المسجد النبوي وخطيبه مدة 40 سنة)


    هو عمر بن أحمد بن الخضر بن ظافر بن أبي الفتوح، الأنصاري الخزرجي، الشهير بسراج الدين السويداي (636-726هـ).
    ولد في مصر سنة 636هـ، وتتلمذ على عدد من العلماء والشيوخ، منهم: عز الدين بن عبد السلام، والتزمنتي، وابن الطباخ، وحدث عن الرشيد العطار، وأجاز له الشرف المرسي، والإمام المنذري.
    كان فقيهاً مجيداً أصولياً نحوياً متفنناً في كثير من العلوم.
    قدم المدينة المنورة عام 682هـ ليتولى الإمامة والخطابة في المسجد النبوي الشريف،ثم أسند إليه القضاء فيما بعد، وكانت هذه المناصب قبلاً في آل سنان الحسينيين ـ وهم من الإمامية ـ فكانوا يؤذونه ويضيقون عليه، وكان يتلقاهم بالصبر والاحتساب.
    استمر في منصبه أربعين سنة، كان فيها يواسي الضعفاء، ويتفقد الأرامل والأيتام ببره وإحسانه، وكان يتصدر للدرس في المسجد النبوي الشريف، ويحضر حلقته عدد من العلماء منهم: جمال الدين المطري، والعز يوسف الزرندي، والأديب أبو البركات.
    وفي عام 726هـ أصابه مرض فسافر إلى القاهرة للعلاج، فأدركه الموت في الطريق، ودفن في السويس.
    -------------------------------
    [للتوسع: تاريخ المدينة المنورة، لابن فرحون ص 208. الدرر الكامنة ـ لابن حجر ج3 ص 149. التحفة اللطيفة ـ للسخاوي ج3 ص 312].

    *******

    [نقلا عن: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، ج3، ص 149].

    عمر بن أحمد بن الخضر
    عمر بن أحمد بن الخضر بن ظافر بن طراد بن أبي الفتوح الأنصاري المصري الخطيب سراج الدين القاضي المدني ولد سنة خمس أو ست أو 637 بصندفا، وسمع من الرشيد العطار وتفقه على ابن عبد السلام والنصير ابن الطباخ والسديد التزمنتي وغيرهم، وأجاز له المرسي والمنذري وبرع في الفقه والأصول.
    وولاه المنصور قلاون الخطابة بالمدينة الشريفة نحو أربعين عاماً فقدمها سنة 682 فانتزعها من أيدي الرافضة مع آل سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني فلما استقر في الخطابة استمروا في الحكم وكان السبب في ولايته أن الرافضة كانوا يؤذون أهل السنة كثيراً لغلبة الرفض على أمراء البلد وإقامتهم الحكام من قبلهم، فكان السلطان يرسل مع الموسم إماماً يؤم الناس إلى رجب ثم يرسل مع الرجبية غيره إلى الموسم ولا يمكن أحداً أن يقيم أكثر من ذلك لكثرة الأذية. فلما استقر السراج رسخت قدمه وصبر على الأذى وصودر مرة فانتزع السلطان بمصر عوض ما صودر به من إقطاع أهل المدينة فكفوا عنه. وكان إذا خطب اصطف الخدام قدامه صفاً يحمونه من الرجم، ثم صاهر السراج بعض الإمامية فخف عنه الأذى ثم جاء تقليده من الناصر بولاية القضاء فأخذ الخلعة وتوجه بها إلى الأمير منصور بن جماز. وقال له:جاءني مرسوم السلطان بكذا وأنا لا أقبل حتى تأذن، فقال رضيت وأذن بشرط أن لا تتعرض لحكامنا ولا لأحكامنا فاستمر على ذلك وبقي آل سنان على حالهم وغالب الأمور الأحكامية مناطة بهم حتى الحبس والأعوان والسجلات، وكان السراج يداريهم ويواسي الضعفاء ويتفقد الأرامل والأيتام، وكان بآخرة قد تنكرت أخلاقه ثم مرض فتوجه إلى القاهرة ليتداوى فأدركه الموت بالسويس في المحرم سنة 726 وصلى عليه نجم الدين الأصفوني ودفن هناك.
    *******

    [نقلا عن: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني، 1399هـ-1979م، ج3، ص 312].

    عمر بن أحمد بن الخضر
    عمر بن أحمد بن الخضر بن ظافر بن طراد بن أبي الفتوح، القاضي سراج الدين الأنصاري الخزرجي الدمنهوري السويداوي الشافعي. ولد سنة خمس أو ست وثلاثين وستمائة.
    ذكره الأسنوي في طبقاته. وقال: السويداوي كان فقيهاً فاضلاً صالحاً. تفقه بالقاهرة على العزيز بن عبد السلام مدةً قليلة، ثم على الشريد الترمنتي والبصير بن الطباخ.
    وخطب بالمدينة الشريفة أربعين سنةً، وتأذى من الرافضة كثيراً، لأن الخطابةَ والقضاءَ كان فيهم. فأخرجت الخطابة عنهم له. ثم أضيف له قضاؤها.
    ثم حصل له مرض فسافر إلى مصر ليتداوى. فأدركه أجله قبل دخوله لمصر بنحو يومين بالسويس سنة ست وعشرين وسبعمائة.
    وهو في الدرر لشيخنا قد ناب عنه في قضائها الشهاب أحمد الصنعاني اليماني.
    وسمع عليه عبد الله بن محمد بن أبي القاسم فرحون.
    وحضر عنده النجم الطوفي الحنبلي، فتكلم معه في العلم فلم ينصفه السراج، ثم قدم الطوفي مكة، فحضر عند قاضيها النجم محمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبري، وتكلم معه في العلم فأنصفه وأكرمه، فقال فيهما:
    سراج بالمدينة ثم نجم بمكة أصبحا متناقضين، فهذا ما علمت له بزين وهذا ما علمت له بشين، فأطفأه المهيمن من سراج وأبقى النجم نور المشرقين.
    قال ابن فرحون: هو الشيخ الإمام العلامة، أول من أدركته من قضاتنا وأئمتنا، وكان فقيهاً مجيداً، أصولياً نحوياً متفنناً في علوم جمة. حدث عن الرشيد العطار، وأجاز له الشرف المرسي والمنذري، وتفقه بالعز بن عبد السلام قليلاً، ثم بالشديد الترمنتي والبصير بن الطباخ وأئمة وقته، وقدم المدينة سنة اثنتي وثمانين وستمائة، متولياً الخطابة. وكان بأيدي آل سنان بن عبد الوهاب بن نميلة ـ الشريف الحسيني ـ. وكذا كان الحكم أيضاً راجعاً إليهم. لم يكن لأهل السنة خطيب ولا حاكم منهم والظاهر أن ذلك منذ أن استولى العبيديون على مصر والحجاز فإن الخطبة في المدينة كانت باسمهم فلما كان في سنة اثنتين وستين وقع قحط بمصر، ووباء لم يسمع في الدهور مثله، وكاد الخراب يستولي على وادي مصر حتى ذكر أن امرأة خرجت وبيدها مد جوهر لمن يأخذه بمد بر، فلم يلتفت إليها أحد فألقته وقالت: لا أر به شيئاً لا ينفعني وقت الحاجة فلم يلتفت إليه أحد.
    واشتغل العبيديون بما أصابهم من ذلك فحينئذٍ يغلب الخلفاء العباسيون على الحجاز وأقيمت الخطبة لهم من ذلك العهد إلى يومنا .
    وكان أحد الخطباء من آل سنان في سنة اثنتين وثمانين ـ كما تقدم ـ واستمروا حكاماً على حالهم. وكان لأهل السنة إمام يصلي بهم الصلوات فقط، وكان السلطان بعد ذلك يبعث مع الحاج شخصاً يقيم لأهل السنة الخطابة والإمامة إلى نصف السنة ثم يأتي غيره مع الرجبية إلى ينبع ثم إلى المدينة وكل من جاء لا يقدر على الإقامة نصف سنة إلا بكلفة ومشقة لتسلط الإمامية من الأشراف وغيرهم عليه.
    ثم خطب من بعد السراج شخص يقال له شمس الدين الحنبلي ثم شرف الدين السنجاري ثم عاد السراج فخطب بالمدينة أربعين سنة ثم سافر إلى مصر ليتداوى فأدركه الموت بالسويس متوجهاً إلى مصر وذلك في سنة ست وعشرين.
    وكان لما استقر في الخطابة عمل معه الإمامية من الأذى ما لا يصبر عليه غيره فصبر واحتسب حتى أنهم كانوا يرجمونه بالحصباء وهو يخطب على المنبر فلما كثر ذلك منهم تقدم الخدام وجلسوا بين يديه فذلك هو السبب في إقامة صف الخدام، يوم الجمعة قبالة الخطيب، وخلفهم غلمانهم وعبيدهم خدمة وحماية للقضاء وتكثيراً للقلة ونصراً للشريعة.
    وكان يصبح فيجد بابه ملطخاً بالقاذورات، ويتبعونه بكل أذى وهو صابر وربما عذرهم لاحتراقهم على خروج المنصب من أيديهم بعد توارثهم له.
    ثم أن السراج تزوج ابنة القيشاني ـ رئيس الإمامية وفقيهها ـ بل قيل أن لم يكن بالمدينة من يعرف مذهب الإمامية حتى جاء القيشانيون من العراق، وذلك أنه كان لهم مال كثير فصاروا يؤلفون به ضعفة الناس، ويعلمونهم قواعد مذهبهم ولم يزالوا على ذلك حتى ظهر مذهبهم وكثر المشتغلون به وعضده الأشراف إذ ذاك.
    ولم يكن أحد يجسر على كفهم فلما صاهرهم السراج انكف عنه الأذى قليلاً وصار يخطب ويصلي من غير حكم ولا أمر ولا نهي.
    ثم أضيف إليه القضاء وجاءه تقليد الناصر محمد بن قلاوون بذلك مع خلعة وألف درهم.
    وكانت فيه معرفة ومداراة، فقال: أنا لا أتولى حتى يحضر الأمير منصور بن جماز فأحضروه، فقال له السراج: جاءني مرسوم بكذا وأنا لا أقبل حتى تكون أنت المولي لي فإنك إن لم تكن معي لم يتم أمري ولا ينفذ حكمي فقال له: قد رضيت وأذنت فاحكم ولا تغير شيء من أحكامنا ولا حكامنا.
    فاستمر الحال على ذلك يحكم بين المجاورين وأهل السنة وآل سنان يحكمون في بلادهم على جماعتهم ومن ادعى من أهل السنة إليهم ولا يقدر أحد يتكلم في ذلك بل التقدم في الأمور لهم وأمر الحبس راجع إليهم والأعوان تختص بهم والسجالات تثبت عليهم والسراج يستعين بأعوانهم ويحبسهم.
    واستمر الحال حتى مات السراج، وكان السراج يواسي الضعفاء ويتفقد الأرامل والأيتام ببره وزكاته ويقصدهم بنفسه في بيوتهم، ولا يرد طالب قرض إذا جاء يقرض.
    وكان فيه صبر عظيم واحتمال كثير حتى أن رجلاً إمامياً في أيامه من حلب كان يسكن في دار تميم الداري له نزوة ورئاسة، كان يجلس على طريق السراج عند باب الرحمة فإذا دنا منه يقول له: ناصية كاذبة خاطئة هكذا أبداً وهو لا يجاوبه ولا يعد الكلام له حتى انتقم الله له منه، وذلك أنه كانت له جارية كان نقم عليها شيئاً فعاقبها حتى قتلها فبلغ ذلك الأمير منصور فأمسكه ودخل بيته وأخذ منه ألف دينار، وكان قبل ولايته الحكم طوعاً للمعاصرين له من أهل الصلاح يصلي كما يشتهون من تطويل وتقصير وتكميل للسورة في الركعة وملازم الطيلسان ومسح جميع راسبه.
    وكان إذا جلس للدرس ينتظر كبار أصحابه حتى كان مراراً يبعث إلى الوالد وهو في بيته .. بأن الجماعة ينتظرونه فيتوضأ ويصلي الصبح ثم يخرج إليه فيجده جالساً مع الجماعة لم يشرع في الدرس.
    فلما ولي الحكم تنكرت عليهم أخلاقه وصار يرمي عليهم كلمات يغيظهم بها وإن لم يكن تحتها طائل فنفرت أنفسهم منه، وتفرقوا عنه.
    وممن كان يحضر درسه غير والدي الجمال المطري وجماعة المالكية، والشيخ أبو عبد الله النحوي، والعز يوسف الزرندي، والأديب أبو البركات فما منهم من أحد إلا نفر عنه، وفارق درسه لما يسمع منه فجلس يوماً في درسه فلم ير منهم إلا من لا يؤبه له فقال: أين أصحاب اليمين أين أصحاب الشمال، أصحابنا ضد الأنصار يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع.
    وقاله بعض الطلبة، قال الشيخ أبو إسحاق: في هذه المسألة كذا، فقال: قلقل الله أنيابه فقيل له في ذلك، فقال: قلقلت من زمان، وإذا قيل له قال النووي: كذا يقول: يعلك النوى، ويقول للمالكية أنتم تقولون الكلب حيوان ذو صوف، فلحمه لحم الخروف، فيتأذون من ذلك.
    وكان يحضر درسه أيضاً الفقيه الفاضل أبو العباس أحمد الفاسي فجلس يوماً قريباً منه، وكان يتجاهل فقال: من هذا؟ فقال: أنا أحمد الفاسي، فقال له: من فسا يفسو فساءً فهو فاس.
    ولقبه أبو البركات المشار إليه بعد تركه درسه وخروجه من المدرسه وسكناه رباط وكالة، فقال له السراج: من هذا - وكان يظهر التعامي وقلة السمع، وما هما به - فقال أنا أبو البركات فقال أبو الهلكات، وأجابه بقوله طائركم معكم وافترقا ولقيه أيضاً يوماً في الطريق فقال له: أنت أبو البركات، قال: نعم، فقال له: أوحشتنا أوحشنا أنسك، فقال له أبو البركات:
    إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم وكان يستند في المسجد النبوي بحجر جعل علامةً لمجلس القضاةِ ونحوهم.
    وكذا كانَ يصلِّي إماماً للجماعة في الروضة النبوية صلاة الرغائب التي تصلى ليلة أو جمعة من شهر رجب المنصوص على كونها بدعة لوهائن في حديثها، ومعارضته بحديث (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام) اقتداءً بكثير من المتصوفة بها.
    وكانوا في أيامه إلى أيام الشرف الأميوطي يرفعون مقام الإمام بالروضة النبوية بشيء من الرمل، حتى يزول الكراهة أو المنع من ارتفاع المأموم على الإمام، ثم رام الشرف المذكور إزالة الخشب وما حوله، وطمس المقام أو رفعه فما تمكن من ذلك.
    وله ذكر في سليمان الغماري.
    *******

    [نقلا عن: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في ما يعتبر من تواريخ الزمان، عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي، ج4، ص275

    سنة 726هـ: فيها، توفي سراج الدين عمر بن أحمد ـ بن خضر، الأنصاري، الخزرجي، الشافعي، المفتي، خطيب المدينة الشريفة، وقاضيها.
    ولد سنة ست وثلاثين، ونشأ بالقاهرة وتفقه بها على الشيخ سديد الدين وعلى نصير الدين ابن الطباخ، وعلى الشيخ فخر الدين بن طلحة، وسمع الرشيد العطار وحضر دروس الإمام عز الدين بن عبد السلام، ودروس قاضي القضاة تقي الدين بن رزين، وله إجازة من المنذري والمرسي والقسطلاني، قدم المدينة الشريفة سنة إحدى وثمانين وست مائة، وأقام بها أربعين عاماً قاضياً وخطيباً ثم تعلل وسار إلى مصر ليتداوى فأدركه الموت بالسويس.

    *******

    [من كتاب: الوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل الصفدي، دار صادر، ج 22، ص 418]

    ابن ظافر سراج الدين خطيب المدينة الشافعي
    عمر بن أحمد بن الخضر بن ظافر الأنصاري الخزرجي المصري، سراج الدين الشافعي. ولد سنة ست أو سبع وثلاثين وست مائة، وتوفي سنة ست وعشرين وسبع مائة. سمع من الرشيد العطار، وتفقه أولاً على ابن عبد السلام، ثم على النصير بن الطباع. وأجاز له المرسي والمنذري، وسمع منه البرزالي وابن المطري. وخطب بالمدينة أربعين عاماً، ثم ولي القضاء بعد ذلك، وسار إلى مصر ليتداوى، فأدركه الموت بالسويس.

    *******

    [من كتاب: المغانم المطابة في معالم طابة، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، ط1، 1423هـ، ج3، 1235]

    عمرُ بن أحمد بن الخضر بن ظافر بن طِرَاد بن أبي الفتوح، الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، الشَّيخُ الإمامُ الأوحدُ، الفقيهُ، الأصوليُّ، النحويُّ المِفَنُّ، القـاضي سراج الدِّين.
    تفقَّه على الشَّيخ عِزِّ الدِّين بنِ عبد السَّلام أوَّلاً، ثمَّ بالسَّديد التِّزْمَنْتِي، والنَّصير ابـن الطَّباخ.
    وسمـع مجلسَ البطاقة على الرَّشيد العطَّـار، وأجـاز له الزَّكيُّ عبد العظيم والشَّرَف المُرسي وغيرُهم.
    قَدِم المدينةَ الشَّريفة سنة اثنتين وثَمانين وستمائة مُتولِّياً الإِمامة والخَطابة، وفي بعض التَّواريخ: ولي الإِمامة سنة إحدى وثمانين، ثمَّ ولي الخطابة، وكانت بأيدي آل سنان بن عبد الوهاب بن نُميلة الشَّريف الحسيني، وكان الحُكم أيضاً راجعاً إليهم، ولم يكن لأهل السُّنَّة بالمدينة حاكمٌ ولا خطيبٌ منهم ، فأُخذت الخَطابةُ منهم في سنةِ اثنتين وثمانين، واستمرُّوا حُكَّاماً على حالهم، وذلك في دولة المنصور قلاوون الصَّالحي، فخطب سراج الدِّين قليلاً وسافر، ثمَّ صار السُّلطان يُرسل في كلِّ عامٍ خطيباً يُقيم لأهل السُّنَّة الخَطابة والإمامة، ولا يقدر واحدٌ على استكمال سنةٍ لتسلُّط الإمامية وأذاهم. فتلا سراجَ الدِّين الشَّيخُ شمسُ الدِّين الحلبيُّ، ثمَّ مِنْ بعدِه شرفُ الدِّين السِّنجاري، ثمَّ عاد سراج الدِّين إلى منصبه، ولم يزل مباشراً أربعين سنةً.
    وأُوذي في أوائل مباشرته بأشدِّ أنواعِ الأذى، ورُمي في عين عيشه بقاف التَّحدِّي، ورأى منهم مالم يكن قد ظنَّ وحسب، ولكن وفَّقه الله حتى صبر واحتسب.
    كان إذا صعِد المنبر ليخطبَ عاملوه بالتَّحصيب، وجعلوا له من الرَّمي بالحصباء أَوفرَ نصيب، فلمَّا تكرر ذلك تقدَّم الخُدَّام إلى بين يدي الخطيب، وهي سُنَّةٌ باقيةٌ إلى الآن، وخصلةٌ حميدةٌ لائقةٌ بشرف المكان.
    وبلغ من أذاهم أنَّه كان يصبح وقد أُغلق عليه باب الدَّار، ولطَّخوا الباب بالعَذِرات والأقذار، وهو لكلِّ ذلك محتمِلُ صبَّار، وربَّما بسط عنهم الأعذار، فإنَّهم توارثوا الخطابة من زمن الفاطميين فشقَّ الفِطام، وصعُب انقطاع ما كان يُجمع لهم بِها من الحُطام، فإنَّه كان من خَلاّتِهم أنْ يُجمع للخطيب في الموسم مالٌ جزيل، ولا يُكمل خطبتَه حتى يُحصِّلَ ما فيه منه التَّأميل.
    قال الفقيه أبو عبد الله بن جُبير: شاهدنا بالمدينة في يوم الجمعة سابعِ المحرَّم من عام تسعٍ وخمسين وسبعمائة من أُمور البدعة أمراً يُنادي له الإسلامُ: ياللهِ، ياللمسلمين، وذلك أنَّ الخطيب وصل للخطبة فصعِدَ منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ما يُذكر على مذهبٍ غير مرضيٍّ، فلمَّا أذَّن المؤذِّن قام وقد تقدَّمته الرَّايتان السَّوداوان فوقف/493 بينهما، فلمَّا فرغ من الخُطبة الأولى جلس جلسةً خالف فيها جِلسةَ الخُطباء المضروب بِها المثَلُ في السُّرعة ، وابتدر الجمعَ مَرَدةٌ من الخَدَمة يَخترقون الصُّفوف ويَتخطَّون الرِّقاب كُدْيةً على الأعاجم والحاضرين لهذا الخطيب القليلِ التَّوفيق.
    فمنهم مَنْ يطرح الثَّوب النَّفيس، ومنهم مَنْ يُخرج الشِّقَّة الغالية من الحرير فيعطيها وقد أعدَّها لذلك ، ومنهم مَنْ يخلع عِمامته فينبذها، ومنهم مَنْ يتجرَّد عن بُرْدِه فَيُلقي بِها، ومنهم مَنْ لا تتَّسع حالُه لذلك فيسمحُ بفضلةٍ من الخام، ومنهم مَنْ يدفع القُراضة مَنْ الذهب، ومنهم مَنْ يَمدُّ يده بالدِّينار والدِّينارين إلى غير ذلك . ومن النِّساء مَنْ تطرحُ خَلْخَالها، وتُخرج خاتِمها فتلقيه، إلى ما يطولُ له الوصف من ذلك، والخطيبُ في أثناء هذا الحالِ كلِّها جالسٌ على المنبر يلحظ هؤلاء المسْتَجْدِين له، المسْتَسْعِين على النَّاس بلَحَظاتٍ يكدُّها الطَّمع والحرص وتقيدها الرَّغبةُ والاستزادة، إلى أَنْ كاد الوقت ينقضي، والصَّلاة تفوت، وقد ضجَّ مَنْ له دينٌ وإخلاص من النَّاس، وأعلن بالصِّياح وهو قاعدٌ ينتظر استفاف صُبابة الكُدية، وقد أراق عن وجهه ماءَ الحياء، فاجتمع له من ذلك السُّحت المؤلَّف كومٌ عظيمٌ أمامهُ، فلمَّا أرضاه قام وأكمل خطبته، وصلَّى بالنَّاس، وانصرف أهلُ التَّحصيل باكين على الدِّين، يائسين من فلاح الدُّنيا، متحقِّقين أَشراطَ القيامة، ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.

    *******

    [من كتاب: نصيحة المشاور وتعزية المجاور، عبد الله بن محمد بن فرحون، دار المدينة المنورة، ط1، 1417هـ، ص208]

    فصل في ذكر قضاتنا وأئمتنا:
    وكان أولى أن يكونوا أحق بالتقديم في الذكر، غير أن قصدي من معظم من ذكرته، تنبيه من قدمته، وإنما ذكرت من سواهم تبركاً بهم، وحضاً لغيرهم على اقتفاء آثارهم، فالضد يظهر حسنه بالضد، ولم أجر فيما ذكرته على منوال، ولا رتبته على مثال، بل من سبق إلى الفكرة ذكره قدمته، ومن أخَّره الفكر لم يسرع به الذكر.
    فأول من أدركته من قضاتنا وأئمتنا الشيخ الإمام العلامة سراج الدين عمر بن أحمد الخضري بن ظافر بن طراد بن أبي الفتوح الأنصاري الخزرجي، كان رحمه الله فقيهاً مجيداً أصولياً نحوياً متفنناً في علوم جمة، حدث عن الرشيد العطار، وأجاز له الشريف المريسي المنذري، وتفقه بعز الدين بن عبد السلام قليلاً، ثم بالسديد التزمنتي، والنصير بن الطباخ وأئمة وقته.
    قدم المدينة سنة اثنتين وثمانين وستمائة متولياً للخطابة، وكانت الخطابة بأيدي آل سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الشريف الحسيني، وكان الحكم أيضاً راجعاً إليهم، ولم يكن لأهل السنة خَطيب ولا إمام ولا حاكم منهم، والظاهر أن ذلك منذ استولى العبيدون على مصر والحجاز، فإن الخطبة في المدينة كانت باسمهم.
    فلما كان في سنة اثنتين وستين وستمائة، وقع في مصر قحط ووباء لم يسمع في الدهر بمثله، وكاد الخراب يستولي على وادي مصر، حتى ذكر أن امرأة خرجت وبيدها مُدّ جوهر فقالت: من يأخذه بمدين؟
    فلم يلتفت إليها أحد، فألقته، وقالت: لا أريد شيئاً لا ينفعني وقت الحاجة، فلم يلتفت إليه، واشتغل العبيدون بما أصابهم من ذلك، فحينئذ تغلب الخلفاء العباسيون على الحجاز، وأقيمت الخطبة لهم من ذلك العهد إلى يومنا، والله أعلم.
    وكان أخذ الخطابة من آل سنان في سنة اثنتين وثمانين وستمائة، واستمروا حكاماً على حالهم، وكان لأهل السُنّة إمام يصلي بهم الصلوات فقط، وكان السلطان يومئذ الملك المنصور سيف الدين قلاون الصالحي، فأول خطيب خطب لأهل السُنّة القاضي سراج الدين، وكان السلطان بعد ذلك يبعث مع الحاج شخصاً يقيم لأهل السُنّة الخطابة والإمامة إلى نصف السنة، ثم يأتي غيره مع الرجبية إلى ينبع، ثم إلى المدينة، وكل من جاء لا يقدر على الإقامة نصف سنة إلا بكلفة ومشقة، لتسلط الإمامية من الأشراف وغيرهم عليه.
    فأوّل من خطب السراج كما تقدم، ثم من بعده شخص يقال له: شمس الدين الحلبي، ثم من بعده شرف الدين السخاوي، ثم استقر سراج الدين المذكور خطيباً فخطب بالمدينة أربعين سنة، ثم سافر إلى مصر يتداوى فأدركه الموت بالسويس متوجهاً إلى مصر. وذلك في سنة ست وعشرين وسبعمائة.
    وأما الأئمة من أهل السُنّة فلم يزالوا بالمدينة قبل هذا التاريخ، وأدركت ذرية لمحمد إمام الحرم، كان معظماً عند الشرفاء محبباً إليهم، وقد مَلَك أملاكاً أصلهم من تمليك الشرفاء له كأثارب وغيرها، وبلغني أن عبد المنعم كان وزيراً له، وكان مدرساً في المدرسة الشهابية، وكان يجلس للتدريس والسيف معروض بين يديه، وكان مدرس المالكية يومئذ الشيخ أبا إسحاق له كتب في المدرسة بخطه أوقفها، وكان منهم رجل صالح عالم مصنف وهو صاحب الضوابط الكلية في علم العربية.
    وكان منهم النظام له ذرية وكان لهم بالمدينة أملاك، وذكر أنهم أقاموا في منصبهم مستضعفين يجنيهم الشرفاء ويؤذونهم فارتحلوا بأولادهم وتركوا أملاكهم.
    وكنت أسمع من كبار أهل المدينة أن الشرفاء بعثوا إليهم وأمنوهم على أن يرجعوا إلى المدينة، فلم يفعلوا حتى أخذت أملاكهم وتُملّكت.
    وبالمدينة موضع يسمى: "سيّما النظامية" منسوباً إليهم، وكان موضع يقال له: "الإماميّة" منسوبٌ إلى إمام المسجد الشريف.
    فلما قُرر القاضي سراج الدين بالمدينة خطيباً فلطالما عملوا معه من القبائح والأذى ما لم يصبر عليه غيره فصبر واحتسب، وأدركت من أذاهم له أنهم كانوا يرجمونه بالحصباء وهو يخطب على المنبر.
    فلما كثر ذلك منهم تقدم الخدام وجلسوا بين يديه، فكان هذا هو السبب في إقامة صف الخدام يوم الجمعة قبالة الخطيب، وخلفهم غلمانهم وعبيدهم خدمة وحماية للقضاة، وتكثيراً للقلة ونصراً للشريعة.
    فانظر كيف كان اتحادهم واجتماع قلوبهم رحمهم الله تعالى.
    وكان يصبح باب بيته عليه مغلوقاً، وفي بعض الأحيان يلطخونه بالنجاسة ويتبعونه بكل أذى وهو صابر، وربما عذرهم لاحتراقهم على خروج المنصب من أيديهم بعد توارثهم له، فقد كان سنان قاضي المدينة خطيباً، وكذلك ولده عبد الوهاب فيما يغلب على ظني.
    حكى لي الشريف سلطان بن نجاد أحد شيوخ الشرفاء الوحاحدة قال: أدركت القاضي شمس الدين سنان يخطب على المنبر ويذكر الصحابة ويترضى عنهم، ثم يذهب إلى بيته فيكفر عن ذلك بكبش يذبحه ويتصدق به، يفعل ذلك كل جمعة عقب الصلاة.
    ومما حكاه ابن جبير في "رحلته" وعده من غرائبه التي رآها في رحلته، أنه قدم المدينة زائراً مع الحاج، فحضر صلاة الجمعة وهم بالمدينة.
    قال: فطلع الخطيب وكان من الشرفاء الإمامية فخطب ثم جلس في أثناء الخطبة، وتقدم من عنده غلمانه يطوفون على الناس ويأخذون منهم شيئاً للخطيب فجمعوا له شيئاً ثم جاؤا به إليه فرده، وقال: لا يكفيني، فعادوا على الناس الرجال منهم والنساء فزادوهم فلم يقبل، والناس في ضيق من تأخير جمعتهم.
    قال: ثم لم يزل كذلك حتى قرب وقت العصر فنزل وصلى.
    ثم إن السراج تزوج بنت القيشاني وكان رئيس الإمامية وفقيهها، حتى قيل: إن المدينة لم يكن بها من يعرف مذهب الإمامية حتى جاءها القيشانيون من العراق، وذلك أنهم كانوا أهل مال عظيم، فصاروا يؤلفون ضعفة الناس بالمال ويعلمونهم قواعد مذهبهم، ولم يزالوا على ذلك حتى ظهر مذهبهم وكثر المشتغلون به، وعضده الأشراف في ذلك الزمان، ولم يكن لهم ضد، ولا في مصر ولا في الشام من يلتفت إليهم، لأن الملك العادل نور الدين الشهيد كان حاكماً على البلدين، لكن همه الجهاد ولا يستقر له قرار.
    ثم ولي بعده الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، فسار على طريقة الملك العادل وزاد عليه، وكان صاحب المدينة أبو فليته قاسم بن المهنا يَحضر معه الفتوحات، ويلازمه في الغزوات فلم يكن أحد يجسر على الكلام في الإمامية في ذلك الزمان.
    ولما صاهرهم السراج انكف عنه الأذى قليلاً، وصار يخطب ويصلي من غير حكم ولا أمر ولا نهي.
    وكان إذا عقد في البلد عقد نكاح بغير إذن علي بن سنان وأمره، طلب الفاعلين لذلك وعزرهم وسلط عليهم الشرفاء، وكان المجاورون وأهل السُنّة إذا أرادوا عقد نكاح أو فصل حكومة على مذهبهم، يأتون والدي ليعقد لهم أو يصلح بينهم.
    فيقول لهم: لا أفعل حتى يأتيني كتاب ابن سنان، فيذهبوا إلى علي بن سنان فيعطونه ما جرت به عادته، فيكتب لهم إلى والدي ما صورته: (يا أبا عبد الله اعقد نكاح فلان على فلانة)، أو (أصلح بين فلان وفلان).
    ولم يزل الأمر على ذلك حتى كانت أيام شيخ الخدام الحريري، وقد تقدم ذكرها وتاريخها، فكثر المجاورون وسألوا الملك الناصر محمد بن قلاوون أن يكون لأهل السُنّة حاكم يحكم بينهم، ويحملهم على مذهبهم، فجاء تقليد بذلك للقاضي سراج الدين وجاءته على ذلك خلعة وألف درهم، وكان فيه معرفة ومداراة.
    فقال: أنا لا أتولى حتى يحضر الأمير منصور بن جماز. فأحضروه.
    فقال له السراج: قد جاءني من السلطان مرسوم بكذا، وأنا لا أقبل حتى تكون أنت المولي لي، فإنك إن لم تكن معي لم يتم أمري ولا ينفذ حكمي.
    فقال له: قد رضيت، وأذنت فاحكم ولا تغير شيئاً من أحكامنا ولا حُكامنا.
    فاستمر الحال على ذلك يحكم بين المجاورين وأهل السُنّة، وآل سنان يحكمون في بلادهم على جماعتهم وعلى من دعى إليهم من أهل السُنّة، فلا يقدر أحد على الكلام في ذلك والتقدم في الأمور لهم، وأمر الحبس راجع إليهم، والأعوان تختص بهم، والسجالات تثبت عليهم، والسراج يستعين بأعوانهم وبحبسهم.
    استمر ذلك الحال مدة السراج حتى مات، وكان السراج رحمه الله يواسي الضعفاء ويتفقد الأرامل والأيتام ببره وزكاته، ويقصدهم في بيوتهم بنفسه، وكان لا يرد من سأله قرضاً، بل يأخذ منه ويعطيه ما أراد، وكان قبل ولايته الحكم طوعاً للناس الذين عاصروه من أهل الصلاح، يصلي كما يشتهون من تطويل وتقصير، وتكميل السورة في الركعة وملازمة الطيلسان ومسح جميع رأسه.
    وكان إذا جلس للدرس ينتظر كبار أصحابه، وكان مراراً يبعث إلى والدي وهو في بيته بأن الجماعة ينتظرونك، فيتوضأ ويصلي الضحى، ثم يخرج إليه فيجده جالساً مع الجماعة لم يشرع في الدرس.
    فلما ولي الحكم تنكرت عليهم أخلاقه، وصار يرمي عليهم كلمات يغيظهم بها وإن لم يكن تحتها طائل، فنفرت نفوسهم منه، وتفرقوا عنه.
    كان يحضر درسه جمال الدين المطري ووالدي وجماعة المالكية وغيرهم، والشيخ أبو عبد الله النحوي وكان من الأئمة الكبار، يقال: إنه كان يتقن اثني عشر علماً، وكان منهم الشيخ عز الدين الزرندي، وكان منهم الشيخ الأديب أبو البركات، فما من هؤلاء أحد إلا نفر عنه، وفارق درسه لما يسمع منه.
    فجلس يوماً في درسه فلم ير من الجماعة أحد إلا من لا نوبة له فقال: أين أصحاب اليمين أين أصحاب الشمال؟، أصحابنا ضد الأنصار يكثرون عند الطمع، ويقلون عند الفزع.
    وقال له بعض الطلبة: قال الشيخ أبو إسحاق: في هذه المسألة كذا، فقال: قلقل الله أنيابه.
    فقيل له في ذلك، فقال: تقلقلت منذ زمان، وإذا قيل له قال النووي قال: كذا نعلك النووي.
    ويقول المالكية: أنتم تقولون الكلب حيوان ذو صوف، فلحمه لحم خروف، فيتأذون من ذلك.
    وكان يحضر درسه أيضاً الفقيه الفاضل أبو العباس أحمد الفاسي فجلس يوماً قريباً منه، وكان يتجاهل.
    فقال: من هذا؟ فقال: أنا أحمد الفاسي، فقال له: من فَسى يَفسو فَسْواً فهو فاسي.
    ولقيه الشيخ أبو البركات بعد أن ترك درسه وخرج من المدرسة وسكن رباط دكالة، فقال له السراج: من هذا؟
    وكان يظهر التعامي وقلة السمع وما هُما به، فقال أبو البركات، فقال: بل أبو الهلكات، فقال له أبو البركات:
    طائركم معكم وافترقا، ولقيه يوماً في الطريق، فقال له: أنت أبو البركات؟
    فقال: نعم، فقال: أوحشتنا أوحشتنا أنسك.
    فقال له أبو البركات: إذ ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم.
    فقال له السراج: فالراحلون أنت، وافترقا وكان فيه صبر عظيم، واحتمال كثير.
    وكان في أيامه رجل إمامي من حلب، وكان يسكن في دار تميم الداري له ثروة ورئاسة، فكان يجلس السراج على طريقته عند باب الرحمة، فإذا دنا منه يقول له: {ناصية كاذبة خاطئة}، هكذا أبداً وهو لا يجاوبه ولا يعيد الكلام له.
    حتى انتقم الله له منه، وذلك أنه كانت له جارية كأنه نقم عليها شيئاً فعاقبها حتى قتلها، فبلغ ذلك الأمير منصور فمسكه ودخل بيته وأخذ منه ألف دينار.
    وتقدم ذكر وفاة السراج، وكان مولده في سنة خمس أو ست وثلاثين وستمائة رحمة الله عليه.

    http://www.taibanet.com/showthread.php?t=2479


  15. #15
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    محمد بن غصن القصري الأنصاري [723هـ]
    عالم القراءات والمجاهد صاحب الكرامات


    [من كتاب: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، ج 3، ص 702]

    محمد بن غصن، أبو عبد الله الأنصاري القصري.
    ممن أخذ عن (أبي الحسين عبد الله بن أبي الربيع). وبالغ في تعظيمه رفيقاً (لأبي عبد الله محمد بن محمد بن علي بن حريث) ..حسبما تأتي في ترجمته مع شيء يدخل في ترجمة القصري.
    قال ابن فرحون: هو شيخنا، الإمام، العلامة... المقرئ، الولي، المحقق، الثري، أبو عبد الله.
    جاور بالمدينة ثلاث مرات بعد السبعمائة، عام تسع، ثم ثامنة عشر، ثم عشرين.
    وكان عالم زمانه بالقراءات، مشهور بالكرامات، قرأت عليه وأحدث عنه وجودت القرآن عنده.
    ورأيت مرسى أحواله مالم أره في أحد من أقرانه. وقد ذكر لي... به عنه أنه ظهر حاله في تونس ظهوراً عظيماً واتبعه خلق كثير. واعتقده الخاصة والعامة، حتى خاف منه صاحبها، وخشي على ملكه منه، فأمره بالانتقال عنه؛ لأنه لو أمر الناس بخلعه لفعلوا.
    وقد قيل لي أنه فك في يوم واحد كثيراً من الأسرى من أيدي الإفرنج بأموال... ولا يخص.
    وكان إذا تكلم في... بها على... وترك الحقوق والتقاضي عن الخصوم ولا يقوم إلا وقد ألفى الناس من... وشبهها ما يسد... الثور الكبير.
    فلما قدم المدينة رام إخفاء حاله... مع المقام الشريف في ملزمة الصلاة والإقراء حتى اشتهرت أحواله وكراماته، فاجتمع عليه أهل الخير ومشايخ الحرم، وسألوه تعيين يوم يعظهم فيه معين يوم الجمعة بعد الصبح بعد توقف كبير ومعالجة، حتى أنه لسمع من في المسجد من سعيهم إليه رجة عظيمة ولا يتخلف عنه أحد، لا من المجاورين ولا من غيرهم.
    وكتب... في مجلسه فأمرني في ذلك فكان الناس إذا صلوا ذهبوا أول يوم يقرأه آية {يا أيها الناس} ... حتى يصل فاستمعوا له. وحديث الحلال بين. وكان يتكلم فإذا غلب عليه الحال قام على قدميه وصاح بأعلى صوته فكلما بعد مواعظة القلوب... عنها بابا هو... وانتفع الناس بكلامه.
    ومن جملة كراماته أن (كبيش بن منصور) متولي المدينة نيابة عن أبيه، بلغه أن عمه (مقبل بن جماز)، أقبل من الشام يريد المدينة فأمر بالاحتفاظ منه... أن لا يناب أحد من المجاورين وغيرهم، حتى الضعفاء والعلماء والخدام في بيته بل بالقلعة وما حولها. ومن يخلف حل دمه، فكرب الناس لذلك، ولكن لم يسعهم غير الطاعة، بحيث لم يتخلف سوى والدي والشيخين عبد الله البكري وصاحب الترجمة على قدميه وصاح: 'اللهم من أراد المدينة بسوء... فخذه صباحاً، ومن أرادها صباحاً فخذه مساء' واحتد واحمر وجهه. ودعا حتى قال: من لا يعرف حاله هذا... فإن الناس وطالت قلوبهم. وهذا الرجل يذكر... ويدعو على من سره فلم يلبث إلا ليلة أو ليلتين. ودخل مقبل المدينة هو وجماعة بالليل من خلف قلعتها فإنهم نصبوا سلماً استعملوه في الشام قطعاً موصلا ـ هو اليوم بالحرم الشريف ـ وذلك في ليلة السبت ثامن عشر شعبان سنة تسع وسبعمائة فرام كبيش الهروب، ثم ثبته الله تعالى وقابلهم هو وأهل المدينة. فقتل مقبل وجوش وقانم أبناء قاسم بن جماز... فعلموا حينئذ أن الشيخ حدث بذلك وكشف له عنه وحذر الناس فعموا.
    ومن جملة ما رأيت منه أنه لما قدم إلى المدينة، بعد مجاورته بمكة في آخر عام اثنتين وعشرين وسبعمائة ووجد والدي قد توفي. قال لي: ما منعك أن تقوم بوظائف والدك، فقلت له ما بيدي، ما بقي لي ركن ولا ساعد غير الله، فقال لي: أثبت على وظائف والدك، فأنت إن شاء الله تعالى عليها، فقلت: الاشتغال والإشغال يبطل مادة وصفي فكره. وقد انكسر خاطري فقال: لم نكن نشغل الناس بالعربية في أيام والدك فقلت: بلى، قال: فدم على ذلك ومن حال كلامه وحلت نفسي على الاشتغال ولازمت حتى كانت خلعتي فوق خلعة والدي واشتغلت اشتغالاً جيداً حصلت سنين مالم يحصله غيري في مدة عمره.
    ثم سافر إلى القدس فوافاه بها أبو يعقوب رسول صاحب المغرب أبي الحسن المريني، وقد أرسل الإقامة، درس بالمدينة ووظيفة أخرى فاستشاروه فيما حافا به ومن... فأشار عليهم بأن لا يقدم على أحد... ذلك وحصل لي الخير ببركته... وله موضوعات مفيدة منها اختصار الكافي في القراءات، لم يسبق إلى صلة صغير الحجم غزير العلم، انتفع به الطلبة وحفظوه، ومقدمات في النحو والحديث... البيان.
    مات بالقدس في عيد الأضحى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة [723هـ]. قلت: وكذا قرأ عليه القرآن بالمدينة أخوا البدر عبد الله علي، وكان الشيخ يحكي في أنه رأى في المنام كأن ناراً استعرت في الروضة، وهي تعمل في السجاجيد التي... وصال... ويصح وربما سجادتي من تلك السجاجيد. وكذا كان يقول إذا... الروضة ولم أجد لي فيها مدخلاً فرجت وسردت لما أدى... الحرص على الخير. وكان... الصف من جمعة... حتى يرفع البساط ويصلى على الرمل.
    وقد أفرد ترجمته الشمس محمد بن صالح في مؤلف سماه... النفيسة... شيخ الصدق والنصيحة... وهو ممن لازمه وأخذ القراءات وغيرها. وما رأيت المجد ذكره لكن... ترجمته.


    http://www.taibanet.com/showthread.php?t=2226


  16. #16
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    عبد الكريم بن يوسف الأنصاري المدني
    (1085-1162هـ)
    (خطيب المسجد النبوي، الأديب)


    [من كتاب: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، محمد خليل بن علي المرادي، دار ابن حزم، بيروت، ط 3، 1408هـ، ج 3، ص 80]

    عبد الكريم بن يوسف الأنصاري المدني.
    الشيخ الفاضل، الأديب، البارع.
    ولد بالمدينة سنة خمس وثمانين وألف [1085هـ] ونشأ بها.
    واشتغل بطلب العلم، فأخذ عن (والده)، وعن السيد (محمد بن عبد الرسول البرزنجي)، والشيخ (محمد الخليلي القدسي) المشهور، والشيخ (مسعود المغربي)، والشيخ (محمد الزرقاني) شارح "المواهب"، والأستاذ الشيخ (عبد الغني النابلسي)، و(الجمال عبد الله بن سالم البصري)، وغيرهم من العلماء.
    وصار أحد الخطباء بالحرم الشريف النبوي، وكان يدرس بالروضة المطهرة، حافظاً للوقائع والأخبار، متكلماً لا يعيى.
    وألف بعض رسائل في فنون العلم، وله تحريرات لطيفة كان يكتبها على هوامش كتبه.
    وكان عالماً عاملاً تعلوه سكينة العلم، ووقار العمل، وأبهة التقوى، ذا شيبة نيرة، ووجه وضيء.
    وكانت وفاته بمكة المكرمة سنة اثنين وستين ومائة وألف [1162هـ]، ودفن بالمعلى. (المِعلاة، وِزان مِرْماة: مقبرة مكة المكرمة. حجون بتقديم الحاء على الجيم على وزن صبور). رحمه الله تعالى.
    وسيأتي ذكر والده (يوسف) في محله إن شاء الله تعالى.
    الخميس‏، 24‏ آب‏، 2017
    ‏3:29 ص
    http://www.taibanet.com/showthread.php?t=2510


  17. #17
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    عبد الرحمن بن عبد الكريم الأنصاري
    (1124=1195هـ)
    (المؤرخ النسابة، إمام المسجد النبوي وخطيبه)


    ولد عبد الرحمن بن عبد الكريم الأنصاري في المدينة المنورة سنة 1124هـ، وفيها نشأ وتربى، وتلقى علومه عن جملة من العلماء، منهم: عبد الله بن سالم البصري، ومحمد بن إبراهيم الكوراني، وأبو الطيب السندي، ومحمد بن الطيب المغربي، وسعيد سنبل، وغيرهم.
    وكان حافظاً متقناً. تقلد منصب إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وكان يطلق عليه لقب مؤرخ المدينة؛ لما لديه من معرفة كبيرة في أنساب أهل المدينة، وقد صنف كتاباً في أنسابهم سماه: "تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب" وله شعر لطيف.
    توفي في المدينة المنورة سنة 1195هـ، ودفن في البقيع .
    للتوسع: سلك الدرر ـ للمرادي ج2 ص 303.
    *******

    [من كتاب: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، محمد خليل بن علي المرادي، دار ابن حزم، ط 3، 1408هـ، ج 2، ص 303-304]

    عبد الرحمن بن عبد الكريم، الحنفي، المدني الشهير بالأنصاري.
    الشيخ الفاضل الكامل المفنن الأديب الماهر، وجيه الدين، مؤرخ المدينة في عصره، ولد بالمدينة المنورة ثاني عشر رجب سنة أربع وعشرين ومائة وألف، ونشأ بها، وأخذ عن جملة من العلماء كالجمال عبد الله بن سالم البصري، ومحمد أبي الطاهر بن إبراهيم الكوراني، وأبي الطيب السندي، ومحمد بن الطيب المغربي، والشيخ سعيد سنبل، وكان حافظاً متقناً خطيباً، وإماماً في المسجد النبوي، وله تاريخ لطيف في أنساب أهل المدينة، وخطب وشعر فمن شعره قوله وأرسله إلى علي أفندي السرواني يستعير منه شرح الفقه الأكبر لعلي القاري:
    يا أيها المولى الذي أوصافه * كم أعجزت من كاتب مع قاري
    امنن علي بشرح فقه إمامنا * لسميك المنلا علي القاري
    لا زلت في عيش رغيد دائماً * أبداً وللعافين نعم القاري
    فأجابه:
    يا سيداً حاز المكارم والعلا * وسمت مكارمه على الأقدار
    له أشرقت آفاقنا من نير * من فضل مولانا علي القاري
    لسرى إلى أفلاككم مستكملاً * لضيائه كالكوكب السيار
    لكنها قد عطلت أجيادها * فغدت لخجلتها ورا الأستار
    فالعذر قد أبديته مستعفياً * وخيارنا العافون للأعذار
    لا زلت في غر يدوم ورفعة * ما غرد القمري في الأسحار
    وله غير ذلك من الأشعار والآثار الحسنة، وكان آية باهرة في معرفة أنساب أهل المدينة، وكانت وفاته في سابع عشر ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائة وألف ودفن بالبقيع.
    *******

    [من كتاب: هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل باشا البغدادي، ج 5، ص 555]

    عبد الرحمن بن عبد الكريم، المدني، الحنفي، الأديب، الشهير بالأنصاري، المؤرخ.
    ولد سنة 1124هـ، وتوفي سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف. صنف: تاريخ في أنساب أهل المدينة، وغير ذلك من المنظومات.
    *******

    [من كتاب: الأعلام، للزركلي، ج 3، ص 311]

    الأنصاري (1124هـ بعد 1197هـ=1712م بعد 1783م)
    عبد الرحمن بن عبد الكريم بن يوسف الأنصاري الخزرجي الحنفي المدني المعروف بالأنصاري: مؤرخ المدينة في عصره. ولد وتوفي فيها.
    قال الدفتردار: أقام بمكة 17 عاماً، وقام برحلات إلى اليمن والمغرب واسطنبول ومصر والشام. له كتاب في أنساب أهل المدينة، سماه "تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب ــ ط" حققه محمد العروسي المطوي بتونس. وله خطب، ونظم.
    [سلك الدرر 303:2 ومجلة المنهل، السنة 39 المجلد 34 ص 80 وتحفة المحبين: مقدمته. والدفتردار، في جريدة المدينة المنورة 8 و15 جمادى الأولى 1380هـ] .
    *******
    الخميس‏، 24‏ آب‏، 2017
    ‏3:24 ص

    http ://www.taibanet.com/showthread.php?t=9049

    عبد الرحمن بن عبد الكريم المدني، الحنفي، المعروف بالانصاري.
    مؤرخ، نسابة.
    ولد، وتوفي بالمدينة.
    له مؤلف في "أنساب أهل المدينة"، وخطب ونظم. (ط)
    البغدادي: هدية العارفين 1: 555، البغدادي: ايضاح المكنون 1: 213، الزركلي: الاعلام 4: 83.
    [انظر: معجم المؤلفين، عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي (ت1408هـ)، 13 ج، مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، ج 5، ص 146]

    التعديل الأخير تم بواسطة جمال الأحمر ; 30/09/2017 الساعة 05:53 PM

  18. #18
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    الشيخ محمد الطيب الأنصاري الخزرجي التـنبكتي
    (مدرّس مالكيّ سَلَفيّ في المسجد النبوي)



    هو الشيخ محمد الطيب بن إسحاق بن الزبير بن محمد الأنصاري الخزرجي المدني: مدرس، مالكي المذهب، سلفي العقيدة، يقال له (التـنبكتي) ، نسبة إلى البلدة التي ولد فيها.
    ولـد في بلدة (تنبكتو) بمنطقة المراقد (المغرب)، في أطراف الصحراء الإفريقية الكبرى عام (1296هـ)، ونشأ وتربى فيها، ولما بلغ الثامنة من عمره توفي والده، فكفله خاله الشيخ مبارك، وجماعة من أقاربه، فحفظ القرآن الكريم، على يد خاله الشيخ محمد بن أحمد، وتلقى العلم في حلقات التدريس على علماء بلده، وارتحل في طلب العلم إلى العديد من الأقاليم؛ فأخذ العلم من علمائها، وجمع بين التعلم بالتلقي ممن جلسوا للتدريس كما هو حال سائر العلماء الأفاضل،الذين تسلموا العلم من شـــيوخهم بالتلـقي،والتعلــم بالقدوة من الأهل والمعارف وخاصة والده وأخواله .
    اتصف الشيخ محمد الطيب الأنصاري بالذكاء، لذلك كلف بمهام القضاء في بعض الجهات رغم صغر سنه، وقد أهله لذلك إلمامه بالعلوم واتقانه لها .
    وفي عام (1323هـ)، وبعد احتلال الفرنسيين لمنطقته؛ هاجر إلى المدينة المنورة، مع شيخه الشيخ محمود وبعض أبناء عمومته، ومنها انتقل إلى مكة المكرمة متفرغاً للعبادة، ومطالعة العلوم الشرعية، ولكن مقامه في مكة المكرمة لم يطل؛ حيث عاد إلى المدينة المنورة قبل إتمام العام، وقد عزم على الخروج من عزلته، والمشاركة في نشر العلم في حلقات المسجد النبوي الشريف، يدرس العلوم العربية (النحو والصرف)، والفقه والتفسير، وكان إقبال الطلاب على حلقة درسـه إقبالاً كبيراً، لما وجدوا عنده العلم والإخلاص في نشر العلم،فكان يواصل التدريس بعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب حتى آذان العشاء، ثم يعود إلى المنزل بعد صلاة العشاء للمطالعة والمذاكرة مع بعض طلاب العلم الخلص الذين يرافقونه حتى بيتـه، وقد استفاد منه كثير من الطلاب في اللغة العربية وآدابها، والفقه والتفسير، وصاروا بعد ذلك من العلماء والأدباء المشهورين في المدينة المنورة.
    وقد اتصف الشيخ محمد الطيب الأنصاري؛ إلى جانب العلم الوافر الغزير، بالتقوى والورع والزهد فيما عند الناس، لذلك أحبوه مصداقاً للحديث الشريف .
    وفي عام (1341هـ) عين رئيساً لمدرسي المسجد النبوي.
    ثم التحق بمدرسـة العلوم الشرعية، وتولى رئاسة مدرسيها بناء على طلب مؤسسها والمسؤول عنها السيد أحمد الفيض آبادي، وظل يشتغل بالتدريس والتأليف حتى وفاته .
    درس على يديه كثير من الطلاب، وصار بعضهم من المدرسين والشيوخ، الذين نشروا العلم والمعرفة في المدينة المنورة وحولها، فكان منهم المدرس في المسجد النبوي، ومنهم الأديب والشاعر، ومنهم رئيس تحرير جريدة المدينة المنورة، ومعظم تلامذته من الكتاب الذين زودوا المكتبة العربية والإسلامية بعدد من المؤلفات منهم:
    الشيخ إسماعيل حفظي، والشيخ عمر بري، والسيد علي حافظ، والسيد عثمان حافظ، والسيد عبيد مدني، والسيد أمين مدني، والأستاذ عبد القدوس الأنصاري .
    رغم انشغال الشيخ محمد الطيب الأنصاري بالتدريس واستغراقه فيه في حلقات المسجد النبوي، ومدرسة العلوم الشرعية؛ فقد صنف عدداً من المؤلفات في العلوم التي كان يدرسها، وأهم تلك.
    مؤلفاته :
    1-الدرة الثمينة في النحـو، نظم فيه شــذور الذهب لابن هشـام.
    2-اللآلئ المكينة شـرح الدرة الثمينـة في مجلد.
    3-البراهين الواضحات في نظم كشف الشبهات (في التوحيد).
    4-تحبير التحرير في اختصار تفسير ابن جرير، وصل فيه إلى سورة قد سمع.
    5-السراج الوهاج في اختصار صحيح مسلم بن الحجاج.
    6-التحفة البكرية في نظم الشافية (في الصرف).
    توفي يرحمه الله صبيحة يوم الاثنين 7 جمادى الآخرة عام (1362هـ)، ودفن في البقيع في عصر ذلك اليوم، وصُليَّ عليه صلاة الغائب في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وفي الجامع الكبير بالرياض. رحمه الله رحمة واسعة على ما قدم في خدمة العلم وطلاب العلم في طيبة الطيبة.
    الخميس‏، 24‏ آب‏، 2017
    ‏2:44 ص

    http://www.taibanet.com/showthread.php?t=651


  19. #19
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    عبد الباقي بن محمد بن صالح المدني، الانصاري، الشعاب


    فَرَضي.
    من آثاره: "شرح رسالة عربي بن محمد المشاط المدني في الفرائض"، فرغ من تأليفه سنة (1236هـ).
    (ط) فهرس الازهرية 2: 693.
    [معجم المؤلفين، عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي (ت1408هـ)، 13 ج، مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي، ج 5، ص 75]


  20. #20
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية جمال الأحمر
    تاريخ التسجيل
    10/07/2008
    المشاركات
    1,626
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: على الأنصار أن يعودوا إلى المدينة النبوية من شتاتهم العالمي

    صفي الدين القشقاشي الانصاري، المدني
    (مشارك في أنواع من العلوم)


    أحمد بن محمد بن يونس [وفي بروكلمان: احمد بن محمد بن عبد النبي بن يونس] الدجاني، البدري، الحسيني، الانصاري، المدني، اليمني، المالكي، الشهير بالقشقاشي (صفي الدين).
    صوفي مشارك في انواع من العلوم.
    ولد بالمدينة في 12 ربيع الاول، وتوفي بها آخر سنة 1071 هـ ودفن بالبقيع.
    من مؤلفاته الكثيرة [التي بلغت نحو خمسين مؤلفا]: حاشية على الشفا، حاشية على المواهب اللدنية شرح الحكم العطائية، حاشية على الانسان الكامل للجيلي، بستان العارفين، السمط المجيد في تلقين الذكر لاهل التوحيد، وله شعر.
    [(خ) تراجم مشايخ أبي المواهب الحنبلي 38/ 1، 39/ 1، عام 3672، ظاهرية، كتاب في التراجم 61، عام 6645، ظاهرية. (ط) المحبي: خلاصة الاثر 1: 343 - 346، الكتاني: فهرس الفهارس 2: 320، 321، البغدادي: هدية العارفين 1: 161، فهرس التيمورية 3: 243، فهرست الخديوية 2: 88، 147، 6: 138، 139، البغدادي: ايضاح المكنون 1: 181، 389، 413، 457، 2: 27، 117، 381، 652، 535 712: Brockelmann: g , II: 293 , s , II]
    [معجم المؤلفين، عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي (ت1408هـ)، 13 ج، مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، ج 2، ص 170]


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •